أطلقت مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، التي تعنى بإعادة صياغة الخطاب الإسلامي المعاصر، وتقديم الأبحاث والاستشارات، وتتخذ من أبو ظبي مقراً لها، أحدث إصدارتها البحثية بعنوان: «التقليل من دور التحيزات في الفتوى»، والذي يلقي الضوء على ما يعتري عملية الإفتاء من أخطاء تنجم عن استخدام مساعدات موجهة، ويطرح في الوقت ذاته حلولاً للحد من هذه الأخطاء وتحسين دقة الفتوى. وقد صدر البحث باللغتين العربية والإنجليزية.
وخلال الأمسية التي نظمتها مؤسسة طابة بمناسبة إطلاق هذا البحث، والتي شهدت حضور بعض أبرز الشخصيات الإسلامية، يتقدمها فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، والدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والدكتور أحمد عبد العزيز الحداد كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة، وعدد من المفتين والأكاديميين، ألقى الشيخ موسى فربر - الباحث بمؤسسة طابة - الضوء على نتائج بعض الدراسات الحديثة التي استعرضت جملة من الأخطاء التي يقع فيها الناس لدى التعامل مع القضايا التي يحتاجون فيها إلى فتوى، وأثر هذه الأخطاء في الحكم الذي يطلقه العلماء على قضايا الواقع والأمور المستجدة، حيث تم تحليل هذه الأخطاء من خلال هذا البحث.
وتحدث الباحث بعدها عن عدد من الموجهات التي تؤثر في نفسية المفتي، وتنعكس على فتواه، والتي صنفها إلى عشرة: أثر الرسو (التركيز على حالة ماضية أو معلومة منفردة)، وأثر التوافر (تقدير رجحان الأحداث اعتماداً على سهولة استدعائها من الذاكرة)، وتحيز الإثبات (البحث عن المعلومات أو تفسيرها بطريقة تؤكد تصورات المرء المسبقة)، وخطأ العزو الأساسي (وهو الإفراط في توكيد دور سمات الشخصية حيال تفسير سلوك الشخص نفسه)، وأثر الهالة (السماح بتأثير صفة إيجابية في مجال أو جانب واحد لشخص ما في تقييم إيجابي لصفاته الأخرى)، وأثر نقيض الهالة (وهو السماح بأن تؤثر صفة سلبية في مجال أو جانب واحد لشخص ما في تقييم سلبي لصفاته الأخرى)، وأثر الثقة المفرطة، وأثر الأولية والحداثة (الميل إلى أن تكون المواضيع القريبة من نهاية قائمة ما هي الأسهل في التذكر)، وتحيز الحداثة (تذكر الأحداث الأخيرة أكثر من الأحداث الماضية)، وتحيز خدمة الذات (ميل المرء إلى نسبة الفضل لنفسه، وتنصله من المسؤولية عن الإخفاقات).
