أكمل حجاج الدولة المتعجلون يوم أمس رمي الجمرات الأخيرة في مشعر منى، ومن ثم أدوا طواف الوداع، ليتوجهوا بعد ذلك إلى مطار مدينة الحجاج في جدة قاصدين أرض الوطن، فيما سارت الأمور في أداء المناسك دون وجود أي مشكلات أو عقبات، سوى حالة التدافع عند قطار المشاعر على صعيد عرفات.
وكانت البعثة الرسمية للحج انتقلت فجر أمس بكامل لجانها عبر الحافلات، من مكان إقامتها بمخيم منى إلى مقر الإقامة في مكة المكرمة، فيما واصل الحجاج بعد ظهر أمس رمي الجمرات الأخيرة.
وبدأ عدد من حملات الحج الإماراتية منذ فجر أمس مغادرة مخيم منى باتجاه مكة المكرمة، لاستكمال رمي الجمرات وطواف الوداع، ثم التوجه إلى المدينة المنورة قبل العودة إلى أرض الدولة، ولا سيما حملات البر على وجه الخصوص.
رحلات الطيران
وتتوالى اليوم رحلات الطيران التي تقل حجاج الدولة المتعجلين بالوصول إلى مطارات الدولة، بعد أن بدأت فرق التفويج عملها في مطار جدة، على أن يتم نقل أكبر عدد ممكن من الحجاج اليوم وغداً وصباح بعد غدٍ الأربعاء، حيث من المقرر أن تعود بعثة الحج الرسمية إلى أرض الدولة مساء يوم الأربعاء المقبل، وذلك بعد الاطمئنان على مغادرة الحجيج بيسر وسلام.
وأوضح محمد عبيد المزروعي رئيس بعثة الحج الرسمية، أن كامل أفراد البعثة بخير وسلامة، وكذلك الأمر بالنسبة لحجاج الدولة، إذ لا توجد أي مشكلات أو أمراض خطيرة أو إصابات بين حجاج الدولة، الذي أكملوا بنسبة كبيرة، أداء مناسك الحج بيسر وسهولة بانتظار طواف الوداع.
مشيراً إلى أن الهيئة عملت ولا تزال بجد واجتهاد من أجل تيسير موسم الحج هذا العام، وتسهيل أداء المناسك لحجاج الدولة، وتوفير أفضل الخدمات في مخيمات المشاعر المقدسة، وبفضل الله، فقد كانت نسبة الرضا من الحجاج كبيرة جداً.
عيادة البعثة
وعلى صعيد آخر، فقد استقبلت عيادة البعثة الرسمية للحج في مقر إقامتها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ما يزيد على 1500 حالة، من الحالات المرضية الاعتيادية التي تلقتها حتى يوم أمس، موزعة بين الأمراض المزمنة والقلب والسكر والربو والكلى، بالإضافة إلى كم كبير من أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة بين الحجاج.
وبحسب الدكتور عبدالكريم الزرعوني نائب رئيس البعثة للشؤون الطبية، فقد أكد أن جميع الحالات المرضية لم تكن مقلقة أو خطيرة، وان اللجنة الطبية بالبعثة الرسمية للحج، عملت على قدم وساق من أجل تقديم العلاج اللازم لجميع الحالات التي تم تشخيصها من حجاج الدولة، وذلك بالتعاون مع أطباء حملات الحج المختلفة، مشيراً إلى أن أمراض الحلق والجهاز التنفسي طغت على بقية الأسباب التي قادت المرضى إلى عيادة البعثة.
5 حالات
وأضاف الزرعوني إن 5 حالات مرضية وردت إلى العيادة، أو وصلت إليها الفرق الطبية المتنقلة، تم إدخالها إلى المستشفيات في مكة المكرمة، منها اثنتان لمرضى القلب، وواحدة لغسيل الكلى، وأخرى بسبب مضاعفات السكري، بالإضافة إلى حالة تم تشخيصها من قبل فريقنا الطبي النسائي، وتحديداً عبر الخط الساخن، وعلى الفور تحركت سيارة إسعاف ووصلت إلى المريضة.
هذه الحالة كانت تشكو من شبه جلطة، وعلى الفور تم عمل اللازم لها وتهيئتها، ومن ثم نقلت إلى مستشفى الملك عبدالله، وأجريت لها عمليتان، قسطرة ودعامات، وبفضل الله، فقد تمكنت المريضة من إكمال مناسك الحج، وهي الآن بصحة جيدة، تماماً كما هو حال جميع المرضى الذين دخلوا عيادة البعثة.
وبحسب إحصاءات اللجنة الطبية، فإن عيادة البعثة الرسمية في الحج الموجودة في مشعر منى، قد تلقت الكم الأكبر من المرضى، وغالبيتهم بفعل أمراض الجهاز التنفسي، وقد بلغت حالة الذروة 90 مريضاً في الساعة في أول أيام التشريق، في حين تراوح متوسط أعداد المرضى الزائرين للعيادة بين 200 و250 مريضاً لليوم الواحد.
مشكلة مهمة
وتطرق الدكتور عبدالكريم الزرعوني إلى مشكلة مهمة تسبب بها الحجاج أنفسهم، وألقت بظلالها عليهم وعلى اللجنة الطبية التي كان عليها أن تبذل مزيداً من الجهود لمتابعة الحالات المختلفة، مشيراً إلى أن كثيراً من مرضى الأمراض المزمنة أهملوا استكمال علاجهم في مستشفيات الدولة، أو تكاسلوا في جلب الدواء معهم إلى هنا ظناً منهم أن فترة أداء مناسك الحج قليلة ولا تحتاج كل هذه الاحتياطات، وهناك من أهملوا تناول الدواء عن دراية، وتلك مشكلة كبيرة، وآخرون لم يراجعوا طبيب البعثة أو الحملة، لذلك فقد بدا أصحاب الأمراض المزمنة في حالة صحية صعبة نسبياً، وذلك بفعل أيديهم وبنسبة كبيرة.
