استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام البروفسور محمد عبدالحليم مدير مركز الدراسات الإسلامية، ومدير عام كرسي الملك فهد- كلية الدراسات الشرقية والأفريقية - جامعة لندن، في محاضرة بعنوان "رمضان في حياة المسلم خارج بلاد الإسلام بريطانيا أنموذجا" وذلك أول من أمس على مسرح أبوظبي، واستعرض عبدالحليم في محاضرته التي قدم لها الإعلامي احمد المجيني، حياة المسلمين خلال شهر رمضان في خارج بلاد الإسلام، والدول التي بها أقليات مسلمة، واتخذ من بريطانيا نموذجا على ذلك من خلال تجربته الشخصية هناك.
وأشار المحاضر إلى أن عدد المسلمين في بريطانيا يزيد عن مليوني مسلم، معظمهم استقر بها بعد الحرب العالمية الثانية، بجانب هجرات أخرى من دول كانت بها حروب كفلسطين ولبنان والعراق وغيرها. واستعرض العادات والتقاليد والنظم التي تكون مصاحبة للشهر الكريم مقارنة بين الدول العربية والإسلامية وبين الدول التي بها أقليات إسلامية، وأوضح أن رمضان ارتبط في الدول العربية الإسلامية بقلة ساعات العمل الرسمي، وبزخم إعلامي كبير مصاحب للشهر الفضيل، وبإحياء لياليه على مختلف الصعد، بينما لا تصاحب شهر رمضان هذه المظاهر في خارج بلاد الإسلام، مشيرا إلى بعض السلبيات التي قد تصاحب قدوم الشهر، تبدأ بتفاوت المسلمين هناك في تحديد اليوم الأول منه، فكل جالية ترتبط بثقافة بلدها، وتصوم وتفطر وفقا للبلد الأم، إضافة إلى غياب الثقافة الرمضانية في المجتمع البريطاني، وغيره من المجتمعات غير المسلمة.
حرية دينية
وتحدث المحاضر عن الصعوبات التي يواجهها الصائم بالخارج، منها كما قال: ساعات الصيام التي تطول في الدول الأوروبية عن غيرها، مشيرا إلى حكمة الصيام بارتباطه بالتقويم القمري، إضافة إلى الصيام وسط مجتمعات لا تصوم، وجدول عمل لا يتغير بحلول رمضان، كما أن قلة النوم خلال شهر رمضان ربما تكون أقسى من الصيام عن الطعام والشراب في حد ذاته، وبرغم هذه المعاناة إلا أنه يشعر بتميزه، وتمسكه بدينه.
كما تحدث البروفيسور عبد الحليم، حول احترام المجتمع البريطاني لحرية الآخرين وعدم الإساءة أو السخرية من عبادتهم.
ودعا المحاضر إلى تفسير جديد وحديث من الفقهاء والدعاة لكثير من المعاني والمفاهيم لدى المسلمين بما ييسر عباداتهم، ويسهل عليهم بعض القضايا التي يواجهونها خارج بلاد الإسلام، وعلى سبيل المثال معنى قوله تعالى في سورة البقرة "من كان مريضاً أو على سفر"، فما معنى المرض المقصود هنا أو السفر، مشيرا إلى الرخص التي يمنحها الدين للمسلم وضرورة التركيز والاستفادة منها خاصة طلاب العلم خلال فترة الامتحانات.
وتحدث المحاضر عن دور المسلمين وشهر رمضان في بريطانيا، وقال إن المسلم هناك يعيش بجسده في بريطانيا بوعيه وفكره في بلده العربي، وذلك من خلال القنوات الفضائية، الأمر الذي يعزله عن المجتمع البريطاني، مشيرا إلى أهمية وضرورة أن يندمج العربي المسلم في المجتمع الذي يحيط به، والذي يوفر له الأمن والطمأنينة، فالولاء أولاً يكون للإسلام ثم للبلاد التي يعيش فيها المسلم، وليس لوطنه الأم.
وذكر المحاضر أن نحو مئتي لغة متداولة في لندن، وأن الإنجليز يحترمون حقوق الإنسان ولا يعادون الأقليات من مبدأ "ليمارس دينه بحرية حتى يشعر أنه جزء من المجتمع البريطاني"،
