تستضيف إمارة دبي منتدى الطاقة العالمي 2012 خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر المقبل تحت شعار منتدى لقادة العالم، وسيعقد هذا الحدث العالمي الذي يُنظم للمرة الأولى بالمنطقة في مركز دبي التجاري العالمي الذي يُعد أكبر وأشهر مركز لتنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات والفعاليات العالمية. ويُمثل الحدث العالمي الكبير إضافة مهمة لسجل الفعاليات الحافل لمدينة دبي التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة في تنظيم واستضافة أكبر وأهم المؤتمرات العالمية، ما يدعم ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.
ويجمع منتدى الطاقة العالمي 2012 رؤساء دول وحكومات ووزراء طاقة ورؤساء شركات كبرى، من 193 دولة، ويشارك به 40 رئيس دولة و100 وزير للطاقة و200 من رؤساء كبرى الشركات الرائدة في مجال الطاقة.
بالإضافة إلى 2,500 خبير ومختص في مجال الطاقة. ويهدف المنتدى إلى خلق منصة عالمية للطاقة المستدامة تعزز المناقشات العالمية حولها، وسيعمل على وضع خارطة طريق تؤسس نظاما لاستدامة الطاقة تستفيد منه جميع الدول والشعوب وسيروج لنظام عالمي جديد حول الطاقة يدعم الاقتصاد العالمي والتنمية الاجتماعية في جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، ويسهم في إطلاق تحرك عالمي نحو طاقة أنظف وأكثر أمانا واستدامة للبشرية تكون في متناول الجميع.
تسخير الوسائل والإمكانات
واستعدت دبي لاستضافة منتدى الطاقة العالمي 2012 عبر تسخير الوسائل والإمكانات كافة والدعم اللوجستي اللازم لإنجاحه. وعلى مدى سنوات نجحت دبي التي تمتلك القدرة والإمكانات الحديثة في اجتذاب عدد كبير من المؤتمرات العالمية المهمة في مختلف القطاعات كالرعاية الصحية والتقنية والمال والبنوك والقانون والنقل وغيرها وأقيمت جميعها في مركز دبي التجاري العالمي ومنها:
مؤتمر صندوق النقد والبنك الدوليين في سبتمبر عام 2003، ومؤتمر الاتحاد العالمي لطب الأسنان في أكتوبر عام 2007، الذي اجتذب ما يزيد على 28 ألف مشارك و500 متحدث. وكان عام 2011 حافلا بالعديد من المؤتمرات المهمة منها الدورة الـ59 لمؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات العامة ومعرض التنقل والنقل الحضري، واجتماع الجينوم البشري، والمؤتمر العالمي لمرضى السكري، والمؤتمر السنوي للجمعية الدولية للقانونيين.
واستضاف المركز عام 2012 مجموعة أخرى من المؤتمرات المهمة كان من أهمها الجلسات العلمية للمؤتمر العالمي لأمراض القلب، وأحدثها مؤتمر دول آسيا والمحيط الهادئ الثاني عشر للموهبة الذي أقيم لأول مرة بالمنطقة وانتهى بنجاح كبير منذ أيام. وسيستضيف المركز في أكتوبر من عام 2012 مؤتمر تليكوم العالمي، بينما يستضيف عام 2013 مؤتمر "سايباس"، الحدث الأهم والأكثر تأثيراً على مستوى العالم في مجال الخدمات المالية، والذي يُعد أهم منبر يجمع أبرز الاستراتيجيين الماليين، ومقدمي الخدمات المالية في العالم.
رؤية ورسالة دبي
وبمناسبة انعقاد منتدى الطاقة العالمي 2012 في مركز دبي التجاري العالمي، قال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي: "إنه لمن دواعي فخرنا وسرورنا أن نستضيف منتدى الطاقة العالمي 2012 وأن نوفر لهذا الحدث منصة تمكنه من النجاح".
وأضاف: "إن فرصة استضافة هذا الحدث المرموق وغيره من الأحداث المرتبطة بالطاقة هي جزء من التزامنا بتطبيق "استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030" التي تم وضعها عام 2011، كجزء من استراتيجية الإمارة لضمان تأمين إمدادات الطاقة وتعزيز كفاءة وفعالية استخدام الكهرباء والمياه والوقود، وهو ما يدعم رؤية ورسالة دبي لكي تصبح الانموذج الأمثل على مستوى العالم في مجال أمن وفعالية الطاقة، كما يدعم النمو الاقتصادي المستدام بدبي من خلال تأمين إمدادات الطاقة وضمان فعالية استخدامها مع الأخذ في الاعتبار تلبية المتطلبات البيئية".
وتأتي استضافة المنتدى في هذا التوقيت الذي تبادر فيه دولة الإمارات عموماً ودبي خصوصاً لإنجاز مشاريع تنويع مصادر طاقتها بتبني حلول الطاقة المتجددة سعيا نحو طاقة نظيفة وخضراء، ويتفق هذا الهدف بقوة مع "استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في يناير 2012 تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة".
ومبادرته الخاصة بالمباني الخضراء، بهدف تطبيق أعلى معايير المباني الخضراء على المباني والمنشآت في إمارة دبي بما يحقق كفاءة استخدام الطاقة والمياه والطاقة المتجددة وتطبيق أحدث أنظمة العزل الحراري في المباني، وصولاً إلى تحقيق هدف دبي بأن تصبح مركزا لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء.
خطط داخلية للترشيد
وفي حين تضع دولة الامارات تنويع مصادر الطاقة والمحافظة على الموارد وحماية البيئة في مقدمة أولوياتها فقد بادر مركز دبي التجاري العالمي بالعمل على تطبيق مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "إن حماية مواردنا تمثل واحداً من أعظم التحديات في مسيرتنا نحو التنمية المستدامة"، وقام لهذا الغرض بوضع خطط داخلية لترشيد استخدام الطاقة والمياه بكافة مناطق المركز، مع استمراره في تنظيم مبادرات التوعية لموظفيه وحثهم على اتباع أفضل السبل للاستخدام الأمثل لوسائل الطاقة المختلفة.
وقد كان لمبادراته على مدى السنوات الماضية نتائج ملموسة في ترشيد الطاقة وتدوير المخلفات حيث يستخدم في كافة مرافقه أحدث الأساليب والأدوات والأجهزة الموفّرة للطاقة، والتي تضمن ترشيد استهلاك الإنارة والمياه وتبريد الهواء ما يؤدي لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على بيئة نظيفة.
ولقد نجح مركز دبي التجاري العالمي، المركز الرائد الأكبر والأكثر شهرة على مستوى المنطقة في تنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات والفعاليات العالمية في وضع وتنفيذ خطط مدروسة بعناية لإدارة تأثير الفعاليات التي ينظمها ويستضيفها على البيئة. وعلى مدى سنوات حقق المركز الذي يستضيف أكثر من 1,6 مليون زائر سنوياً العديد من الإنجازات البيئية.
حيث يقوم بترشيد استخدام الطاقة وخفض وتدوير النفايات. وبالإضافة إلى وضع الأهداف والمخططات الخاصة بالبيئة وتنفيذها بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة للوصول إلى أفضل النتائج، فإن المركز يعمل على تطوير السياسات المؤدية للاستخدام الأمثل للطاقة في كافة مرافقه، وقد كوّن المركز فريقا لترشيد استخدام الطاقة مهمته خفض استهلاكها على مستوى المركز ككل.
وبالدراسة المتأنية لأجندة فعاليات مركز دبي التجاري العالمي تم تصنيف حاجة مختلف مناطق المركز إلى الإضاءة والتبريد خلال ساعات اليوم وعلى مدار أيام السنة، كما تم قياس معدلات الاستهلاك باستخدام أجهزة معتمدة وذلك أثناء إقامة المعارض، وخلال أوقات الهدوء النسبي.
ونجح الفريق في تحقيق وفر كبير في الاستهلاك الكلي للطاقة قدره 5% بناءً على هذه الدراسة، وذلك بعد توزيع أجهزة التحكم على مختلف مناطق المركز. وإضافة إلى ذلك، يطبّق مركز دبي التجاري العالمي تقنيات خاصة بنظام التبريد لأجل الاستفادة من الطاقة بأكثر الطرق كفاءة وخفض استهلاكها بنسبة 5٪ أخرى ما يؤدي إلى تقليل البصمة البيئية. وتشمل خطة الترشيد اتباع أفضل أساليب خفض استهلاك الطاقة في جميع الأجهزة الإلكترونية، واستبدال مصابيح الإنارة بمصابيح LED الموفرة لاستهلاك الكهرباء، وتدريب العاملين بالمركز على أساليب توفير الطاقة والحفاظ عليها.
نهج مستدام
ولقد التزم مركز دبي التجاري العالمي التزاماً استراتيجياً باتباع نهج مستدام نحو زيادة كفاءة استخدام الطاقة كجزء متكامل من خطة النمو، ما أدى إلى تحقيق نتائج مهمّة منذ انطلاق البرنامج رسمياً في العام 2010، وسيبقى هذا النهج في صلب خطط النمو المستقبلي للمركز.
الوسائل الإلكترونية بديل عن استخدام الورق
يشجع مركز دبي العالمي موظفيه على استخدام الوسائل الإلكترونية بديلا عن استخدام الورق كما يتم التنويه دائما داخل المؤسسة إلى أهمية إعادة التدوير، وقد حصل على جائزة "تجاري" باعتباره واحدة من أكثر أربع شركات في عدد معاملات الشراء عبر الانترنت باستخدام نظام بوابة الشراء الالكترونية، مما يدفع بمبادرات تقليل استخدام الأوراق للحد الأدنى من خلال التركيز على عمليات الشراء الإلكترونية. ومن جهة أخرى يستخدم المركز أحدث المنتجات التكنولوجية الصديقة للبيئة لتنظيف جميع أرضيات المركز التي تتجاوز الـ1,000,000 قدم مربعة.
ويتميز مركز دبي التجاري العالمي بسهولة الوصول إليه ويقع في قلب الحي التجاري بدبي على بعد 10 دقائق فقط من مطار دبي الدولي. ومع وجود محطة المترو الخاصة به - محطة المركز التجاري العالمي - بالقرب من كافة مرافقه، فإن المركز يشجع موظفيه على تفعيل مبادرة هيئة الطرق والمواصلات بدبي الهادفة إلى تقليل استخدام السيارات .
وتشجيع استخدام المترو ليس فقط في الرحلات من وإلى العمل بل كلما كان ذلك ممكنا، كما يشارك المركز الجهات الحكومية والخاصة في تنفيذ مبادرات استخدام وسائل النقل الجماعي وعدم استخدام سياراتهم الخاصة في أيام محددة. ويوفر المركز لشركات تنظيم المعارض والعارضين والزائرين خرائط المترو وتعليمات استخدامه لحثهم على استخدام وسائل النقل الجماعي المختلفة.
وخلال الفعاليات الكبرى يتم العمل مع هيئة الطرق والمواصلات بشكل وثيق لضمان سهولة انتقال المشاركين والزوار وتيسير حركة المرور حول منطقة المركز الذي لم تتوقف جهوده عند ذلك الحد بل نجح في تقديم مبادرات مبتكرة لاستخدام وسائل النقل المستدام.
تدوير المخلفات
يمتلك مركز دبي التجاري العالمي الإمكانيات الخاصة بإعادة تدوير المخلفات بالموقع وتنتشر صناديق إعادة التدوير وآلات فرم الورق في جميع مرافق المركز لتسهيل عملية ضغطه وإعادة تدويره. ويلعب قسم الخدمات الداخلية دورا كبيرا في فصل النفايات القابلة للتدوير وتقسيمها داخل صناديق مخصصة لذلك الغرض.
كما يرتبط المركز باتفاقيات مع شركات محلية متخصصة في إعادة تدوير مخلفات سنوية بما يوازي 6,000 طن من الورق والكرتون والبلاستيك والخشب والسجاد والمواد الغذائية، ونقلها باستخدام شاحنات خاصة بعد ضغطها ما قلص عدد رحلات الشاحنات الناقلة بين المركز ومواقع طمر النفايات من 25 رحلة إلى 6 رحلات أي بنسبة 75٪ خلال موسم الذروة، ما يقلل بشكل كبير البصمة الكربونية، ويخفض انبعاث الكربون بنسبة 41٪ كما يخفض مصروفات إدارة النفايات بنسبة 37٪، وقد دعمت بلدية دبي هذه المبادرة.
1.000.000 قدم مربعة منصة لتوفير الخبرات والتجارب
يُعد مركز دبي التجاري العالمي العنوان الأبرز للأعمال ويقع بقلب منطقة الأعمال التجارية بدبي، وهو المقر الذي يشهد عقد أكبر الصفقات والشراكات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتعمل إدارة المركز على تنظيم واستضافة عدد من أكبر وأشهر الأحداث العالمية والإقليمية ومنها هذا الحدث.
وقد لعب برج المركز التجاري العالمي الذي يرتفع 39 طابقا منذ تأسيسه عام 1979، دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة دبي كمركز للأعمال التجارية من خلال تنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات والفعاليات العالمية التي يشارك بها سنويا ما يزيد على 1,6 مليون زائر من أكثر من 150 دولة من أرقى فئات رجال الأعمال وأصحاب القرار، وهو ما أسهم في تدفق استثمارات بمليارات الدولارات إلى جميع القطاعات الاقتصادية عبر أكثر من ثلاثة عقود.
وجاء إنشاء مركز دبي التجاري العالمي تجسيداً لرؤية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإيمانه بحاجة دبي إلى مكان يكون مقراً للشركات العالمية وللاجتماعات المهمة لمسؤولي الشركات والتجار، ويتسع لإقامة المعارض التجارية والمؤتمرات الدولية. وقد نجح برج المركز التجاري العالمي الذي كان يقف وحيداً وسط صحراء دبي بعيداً عن العمران في أن يكون مقراً لقنصليات أهم الدول، ومركزاً لكبرى الشركات العالمية التي أتت للاستقرار والعمل بدبي لأول مرة.
وصار البرج معلماً ورمزاً للاحتراف في عالم الاقتصاد والتجارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما كان منصة لتوفير الخبرات والتجارب لمجتمع الأعمال من جميع الدول تتيح لهم الالتقاء وتبادل الخبرات والتعرّف على الفرص التجارية والتواصل وتنمية الأعمال في المنطقة. وانتقلت دبي مع قدوم الشركات العالمية إليها ورواج التجارة بها إلى آفاق جديدة، وأصبح البرج الأعلى في دبي في تلك الفترة شاهداً على تطور الحياة العصرية في دبي التي صارت مدينة عالمية يجتمع على أرضها اليوم جميع أجناس الأرض. وكان برج المركز التجاري مثالاً للإبداع المعماري للهندسة العصرية في تلك الحقبة.
وأصبح البرج المطل على شارع الشيخ زايد الذي تكثر اليوم ناطحات السحاب على جانبيه معلماً تاريخيا مهماً بمدينة دبي يشهد على التطور الحضاري والعمراني بها، ويظهر على خلفية عملة الدولة الورقية فئة المائة درهم. ومع انتشار المعارض عالمياً، وبداية التفكير في جعل دبي مركزاً جاذباً لها كان لا بد من توسعة مساحة العرض، وقد وصلت مساحة العرض المغطاة حالياً لأكثر من 1.000.000 قدم مربعة ما أسهم في زيادة قدرة المركز على استيعاب معارض عالمية ضخمة.
واليوم، يضمّ مجمّع "دبي التجاري العالمي" برج المركز التجاري، ومركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض المكون من 17 قاعة للمعارض والمؤتمرات، وعددا من غرف الاجتماعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى مركز للمؤتمرات مكوّن من 13 طابقاً، وفندقي إيبيس ونوفوتيل اللذين تديرهما شركة الفنادق العالمية أكور، إضافة إلى الشقق الفندقية لمركز دبي التجاري العالمي.
