قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً بالتطوع من خلال توفير مختلف أشكال الدعم والتمكين للمؤسسات الرائدة في هذا القطاع، وقد أثمر ذلك تنامي وترسيخ ثقافة العمل التطوعي وقيام العديد من المبادرات والمؤسسات الرائدة في مجال العمل التطوعي بمختلف ألوانه وأشكاله الإنسانية والإغاثية والاجتماعية.
وأضاف سموه أن التطور الكبير في مسيرة العمل التطوعي جاء في وقت تشهد فيه دولة الإمارات قفزات تنموية كبيرة على صعيد التنمية المستدامة، والتطور الاقتصادي والاجتماعي داعياً إلى تضافر الجهود كافة وخاصة من قبل الشباب للحفاظ على الإنجازات المتحققة والمشاركة الفاعلة في تعزيز مسيرة التنمية.
جاء ذلك في كلمته، أمس، خلال افتتاحه ملتقى العمل التطوعي في أبوظبي بحضور الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عضو مجلس الإدارة المنتدب لمؤسسة الإمارات، واللواء عبيد الحيري الكتبي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي وعضو مجلس إدارة المؤسسة، بمشاركة أكثر من 16 جهة ومؤسسة تعمل في مجال العمل التطوعي وخدمة المجتمع في الدولة وبالتعاون مع كليات التقنية العليا.
ودعا سموه إلى أهمية التوصل إلى شراكات قوية بين المؤسسات المشاركة وبما يسهم في إطلاق مبادرات تطوعية مشتركة من شأنها المساهمة في إتاحة نطاق جديد من الفرص لتمكين الشباب الإماراتي الراغب في التطوع وخدمة مجتمعاتهم المحلية.
مسيرة التنمية
وشدد سموه على أهمية العمل التطوعي في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة وبناء مستقبل الدولة وضرورة تعزيز التعاون بين كافة المؤسسات والأفراد العاملين في مجالات التطوع المختلفة من خلال العمل على إطلاق وتنفيذ مبادرات تطوعية مشتركة على مستوى الدولة.
وأشاد سموه بجهود كافة الأفراد والمؤسسات والهيئات العاملة في مجالات العمل التطوعي الاجتماعي والإغاثي والإنساني ودورهم في تعزيز وترسخ ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
وأعرب سموه عن شكره وتقديره للقيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتحياته لكافة الأفراد والمؤسسات العاملة في قطاع العمل التطوعي ولجهودهم الرائدة في خدمة المجتمع الإماراتي وخدمة قضاياه وأهدافه.
وأشار سموه إلى أن الملتقى يمثل فرصة مثالية للتعارف وتبادل الرأي والمشورة ومناقشة مختلف جوانب العمل التطوعي والقضايا التي تواجه سبل النهوض بواقع هذا القطاع وتعزيزه مؤكداً أهمية هذا الملتقى في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات حول تجارب العمل التطوعي وتوحيد الجهود المبذولة على صعيد تعزيز وترسيخ ثقافة التطوع والمساهمة في بناء مستقبل الدولة.
وقال إن الملتقى يعتبر وسيلة لتحقيق التعارف بين العاملين في هذه القطاع الحيوي المهم والإطلاع عن كثب على مشاريع العمل التطوعي وتوحيد الجهود المبذولة في هذا المجال وتحقيق الاستفادة المتبادلة للخبرات بين المؤسسات والأفراد العاملين في هذا القطاع.
وأعرب سموه عن فخره واعتزازه بالمستوى المهني الراقي والمنظم الذي وصلت إليه بعض المؤسسات والمبادرات الوطنية العاملة في مجال التطوع داعياً إياها إلى دعم الأفراد والهيئات الأخرى الراغبة بالعمل التطوعي والمساعدة في تمكينها من الوصول إلى غاياتها المنشودة على صعيد التطوع وخدمة المجتمع وبما يسهم في إطلاق وتنفيذ مبادرات تطوعية مشتركة.
وحث سموه المشاركين على مواصلة أعمالهم ومضاعفة جهودهم الخيرة والمباركة من خلال المبادرة في تنفيذ وابتكار المزيد من أعمال ومشاريع العمل التطوعي خاصة تلك التي تقوم على دمج وإشراك الشباب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم والاستفادة منها في تنفيذ مشاريع تطوعية ذات عوائد اجتماعية إيجابية ومستدامة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله أهمية التطوع كمؤشر على مستوى التقدم الحضاري والمدني لأي مجتمع من المجتمعات ولكونه مرآةً تعكس طبيعة الوعي والنضج الاجتماعي والثقافي لدى أبناء الدولة، مشدداً على أهمية التعاون والعمل المشترك لتطوير العمل التطوعي وتطبيق أفضل المعايير والممارسات المعروفة على الصعيد العالمي بهدف الارتقاء بواقع هذا القطاع والانتقال به إلى مستوى أكثر تنظيماً واحترافية على مستوى الدولة ككل.
أهمية الملتقى
من جانبها، أكدت ميثاء الحبسي الرئيس التنفيذي لدائرة البرامج في مؤسسة الإمارات ومدير برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي أهمية الملتقى الذي دعا إليه سمو الشيخ عبدالله بن زايد، والذي جمع تحت سقف واحد وربما للمرة الأولى كل الهيئات والمؤسسات والبرامج المهتمة بالعمل التطوعي في جميع أنحاء دولة الإمارات.
وقالت «إن ورشة العمل تجسد انطلاقة لسلسلة من ورش العمل تم تصميمها خصيصاً لكل من له علاقة في مجال العمل التطوعي سواء كانوا موظفين أو متطوعين وهي اختصار لدورة شاملة تطرح على مدى خمسة أيام ويحصل المشاركون فيها على شهادة مصدقة في أساسيات العمل التطوعي».
إلى ذلك، قال الدكتور الطيب كمالي، مدير كليات التقنية العليا: «إن كليات التقنية العليا تفخر بالتعاون والشراكة مع مؤسسة الإمارات وبرنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي في تطوير هذا البرنامج التدريبي والذي يهدف إلى التعاون مع برامج المسؤولية الاجتماعية في الشركات والمؤسسات الحكومية المختلفة، إضافة إلى تطوير مهارات الأفراد والمؤسسات العاملة في مجال العمل التطوعي وتعزيز قدراتهم على إقامة مشاريع تطوعية فاعلة وناجحة في خدمة المجتمع».
ويشارك في الملتقى ممثلون عن عدد من المؤسسات والهيئات العاملة في مجال العمل التطوعي والتي من أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ودبي للعطاء ومركز دبي للتطوع ومجموعة كشافة الإمارات. استقبال
استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايـد آل نهيان وزير الخارجية، بمكتبه بديوان عام الوزارة كلاً على حدة لويجي ناريوني سفير ورئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي، وعبدالله حسين الدفعي سفير الجمهورية اليمنية الشقيقة لدى الدولة، اللذين قدما للسلام على سموه بمناسبة انتهاء فترة عملهما سفراء لدى الدولة. وتمنى سموه للسفيرين التوفيق في مهام عملهما المستقبلية. من جانبهما أعرب السفيران خلال اللقاءين عن بالغ شكرهما وامتنانهما لدولة الإمارات قيادة وشعبا، لما لمساه خلال فترة عملهما من تعاون، مشيدين بالعلاقات المتميزة التي تربط بلديهما ودولة الإمارات.
كمااستقبل سموه توماس ميزير وزير الدفاع الألماني ، حيث تم بحث أهم الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.
2400 متطوع
أشادت سارة الحمير مديرة إدارة المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر بالملتقى وأكدت أهمية أن يجمع عدد كبير من المؤسسات العاملة في مجال التطوع تحت سقف واحد لتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من بعضهم البعض.
وقالت إن عدد المتطوعين في الهلال الأحمر يبلغ حالياً نحو 2473 متطوعاً ومتطوعة على مستوى الدولة وتتراوح أعمارهم بين 18 إلى 50 عاماً، مشيرة إلى أن هناك أيضاً الهلال الطلابي الخاص بطلبة المدارس.
وأشارت إلى أن المتطوعين في الهلال الأحمر ينفذون أعمالاً تطوعية خارج الدولة منها في مجال الأعمال الإغاثية والطوارئ والأزمات إضافة إلى أعمال تطوعية محلية مثل توزيع المير الرمضاني وتوزيع الأضاحي وكسوة العيد وبرامج مكافحة التدخين ورعاية المسنين والدعم النفسي إضافة إلى تقديم دورات للإسعافات الأولوية والتحكيم في جائزة الهلال الطلابي.
