أطلع سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي ورئيس وفد المجلس المشارك في "قمة ريو - قمة الأرض 20" الذي يعقد في الفترة من 20-22 يونيو الجاري في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية مسؤولي أجنحة الدول المشاركة في المعرض المقام على هامش القمة على تجربة دولة الامارات ودبي في مجالات التنمية المستدامة وتحقيق الاقتصاد الاخضر والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة، وأشار الطاير إلى أن الإمارات استطاعت أن تتبوأ مركزاً عالمياً وريادياً في مجال التنمية المستدامة.
جاء ذلك ضمن نشاط وفد المجلس الاعلى للطاقة بدبي المشارك ضمن وفد دولة الإمارات الرسمي الذي تترأسه وزارة الخارجية في "قمة ريو- قمة الأرض 20"، وأكد الطاير في تصريحات خاصة لـ "البيان" على اهمية عرض تجربة دولة الامارات في هذا المحفل العالمي، مشيرا الى انه عرض هذه التجربة على الاجنحة التي زارها باعتبارها تجربة تستند إلى رؤية الامارات 2021 والتي جاءت انطلاقاً من الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تركز على أهمية تطوير الاقتصاد الوطني إلى نموذج تعتمد التنمية فيه على المعرفة والابتكار، لتوفير فرص العمل المميزة لأبناء الامارات، وتحافظ من خلاله على الموارد الطبيعية والبيئية، وتعزز الموقع التنافسي للدولة في الأسواق العالمية.
وكذلك الرؤية الطموحة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، "استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء" تحت شعار (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة)، داعياً إلى الاستعداد لمرحلة جديدة في مسيرة النمو في الدولة ويكمن الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجية في بناء اقتصاد يحافظ على البيئة، وبيئة تدعم نمو الاقتصاد، وقد حدد سموه الملامح الأساسية لتلك الاستراتيجية في ستة مسارات تغطي مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتشمل «الطاقة الخضراء»، و«الاستثمار الأخضر»، و«المدن الخضراء»، و«التغير المناخي»، و«الحياة الخضراء»، و«التكنولوجيا الخضراء».
زمام المبادرة
واشار الطاير الى ان دبي ادركت مبكرا آثار انبعاثات الكربون على مستوى العالم، وأخذت زمام خفض انبعاثات الكربون عبر عدة مبادرات هامة حيث تهدف الى أن تصبح خالية من الكربون، عبر اطلاق مبادرة الاقتصاد الأخضر في أعقاب توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتخفيض انبعاث الكربون في الامارات بشتى الطرق والوسائل، والتي يعتبر اهمها افتتاح مركز دبي المتميز لضبط الكربون حيث تسعى إلى بناء اقتصاد مستدام من شأنه أن يعود بالنفع على الإمارة على المدى الطويل للنمو الاقتصادي.
وقال الطاير ان استراتيجية دبي للطاقة تسعى للحد من استهلاك الطاقة في الإمارة بنسبة 30٪ في عام 2030، وتغيير اعتمادها على الوقود الأحفوري إلى مصادر صديقة للبيئة لتوليد الطاقة، حيث تم انشاء مركز دبي المتميز لضبط الكربون كمشروع مشترك ما بين القطاعين العام والخاص ويضم هيئة كهرباء ومياه دبي ودوبال وإينوك واستدامة، حيث يرمي لدفع عجلة المشاريع على مدى السنوات الأخيرة من بروتوكول كيوتو، ويعد المركز الأول من نوعه في المنطقة ويهدف إلى زيادة الاستفادة من الكربون في الإمارة من خلال آلية التطوير النظيف إلى جانب أفضل الممارسات في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، ويمثل مكوناً أساسياً بالنسبة للمجلس الأعلى للطاقة وجهوده في تطوير اقتصاد يعتمد على الطاقة المستدامة في دبي.
ويخطط المركز إلى إزالة ما يصل إلى 5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً بحلول العام 2020، من خلال بيع رصيد انبعاثات الكربون المسموح به إلى السوق العالمية. وستعمل هيئة كهرباء ومياه دبي ودوبال وإينوك على تخفيض حصصها من الانبعاث الكربوني كجزء من المبادرة التطوعية، وهذا سيمكّن من توليد رصيد انبعاثات الكربون المسموح بها التي يمكن بيعها للسوق العالمية، وهذا الرصيد من الانبعاثات الكربونية المسموح بها يمكن توليده من أي مشروع وليس من المشاريع الصناعية فقط. وسيقدم المركز الدعم والمساندة لأي جهة ترغب في معرفة المزيد عن تخفيض الانبعاثات الكروبونية، وتوفير السيولة لبرامجها الخاصة بتخفيض الانبعاث الكربوني.
أربعة مشاريع
ووفقاً للمركز فإن الإمارات تستضيف أربعة مشاريع مسجلة لآليات التنمية النظيفة، وتوجد خمسة مشاريع قيد التحقق منها، ومن بين هذه المشاريع التسعة التي تستضيفها الإمارات مشروع توليد بخار الغاز الحيوي في مصنع للورق قائم في دبي. ويطمح المركز إلى الحصول على 5 ملايين من وحدات خفض الانبعاثات في العام 2015 وضعف هذا الرقم بحلول العام 2020.
وشملت جولة الطاير والتي شاركه فيها اعضاء وفد المجلس الاعلى للطاقة في دبي الاجنحة المشاركة في المعرض امس حيث اطلع مسؤوليها على تجارب التنمية المستدامة وناقش مع القائمين عليها امكانية تبادل افضل الممارسات.
ويجتمع قرابة 100 ألف شخص يمثلون حكومات دول من كافة أنحاء العالم وإعلاميين ورجال أعمال ومنظمات غير حكومية في المؤتمر ويسلطون الضوء على سبع قضايا رئيسة وحساسة تشمل الطاقة، الوظائف، الغذاء، المدن، المياه والمحيطات والكوارث.
وأشار الطاير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً وإمارة دبي خصوصاً استطاعت أن تتبوأ مركزاً عالمياً وريادياً في مجال التنمية المستدامة، وخير دليلٍ على ذلك اختيار إمارة دبي لاستضافة "مؤتمر الطاقة العالمي 2012" في أكتوبر المقبل من بين الدول المنافسة لها وهي الصين والهند والذي يمثل إضافة جديدة وقيمة عالية في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي في مسيرة الطاقة كقطب عالمي ومركز متميز لدراسات وأبحاث الطاقة وتعزيز صورة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي كقطب عالمي ونموذج ناجح لاقتصاديات الطاقة وإيصال وإبراز موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من مسألة مصادر الطاقة الاحفورية والطاقة البديلة النظيفة والكفاءة والتصدي للتغييرات المناخية من اجل مستقبل مستدام للجميع.
وأضاف الطاير ان المؤتمر سيضم نخبة من صناع القرار ورؤساء الحكومات والخبراء وأصحاب القرار الذين سيجتمعون في دولة الإمارات العربية المتحدة لطرح قضايا بدءاً من تنويع مصادر الطاقة والمياه وترشيد استهلاكها مروراً بظاهرة الاحتباس الحراري وانتهاء بالحفاظ على كوكب الأرض من خلال برامج بيئة توعوية مكثفة لتحقيق الاستدامة للأجيال القادمة، كما يبحث في ايجاد خارطة طريق لإرساء نظام لاستدامة الطاقة ستستفيد منه جميع الدول والشعوب وسيروج لنظام عالمي جديد حول الطاقة يدعم الاقتصاد العالمي والتنمية الاجتماعية في جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وسيساهم في إطلاق تحرك عالمي نحو طاقة في متناول الجميع تكون أنظف وأكثر أمانا واستدامة للبشرية جمعاء.
بالاضافة الى الاستفادة من رؤاهم وخبراتهم ومدى التزامهم بتنفيذ برامج الطاقة للجميع مستقبلا خصوصا مع زيادة تعداد سكان العالم من 7,5 الى 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050 في الوقت الذي يعاني 1,5 مليار نسمة حاليا من عدم توفر الطاقة الكهربائية.
تفقد
تفقد سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي والدكتور سلطان احمد الجابر مساعد وزير الخارجية والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مصدر معرض دولة الإمارات المصاحب للقمة بجناح مميز ومزود بجميع الوسائل التفاعلية، حيث فتح أبوابه للزوار اعتبارا من 13 يونيو الجاري في متنزه «الرياضيين» بمدينة ريو دي جانيرو لتتاح للمشاركين وزوار المؤتمر والجمهور فرصة الاطلاع عن كثب على رؤية وجهود دولة الإمارات في إرساء أسس الاقتصاد الأخضر والالتزام بمفاهيم التنمية المستدامة للجميع.
ويشغل جناح الدولة في القمة مساحة تتجاوز 500 متر مربع، حيث تم تصميمه على شكل الحصن التقليدي مع إضافة لمسة عصرية، ويمكن الاطلاع على تصميم الجناح عبر زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بمشاركة الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة «ريو+ 20».
وفي امكان زوار الجناح الاطلاع على تجربة النمو والتطور التي عاشتها دولة الإمارات في رحلتها لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تصور زمني وشاشات العرض التفاعلية والتي تستعرض إنجازات ومبادرات وأهداف الإمارات حول التنمية المستدامة. استعراض التجربة الإماراتية
يفتح جناح الدولة أبوابه متيحاً للزوار التعرف إلى التجربة الإماراتية من خلال الاطلاع على إنجازات الدولة خلال العقود الأربعة الماضية، وسعيها الدؤوب نحو تحقيق وإرساء مفاهيم التنمية المستدامة ومعرفة كيفية قيام الدولة بإدارة نموها المتسارع وحضور المحاضرات والندوات التي تقام في قاعة مخصصة ضمن الجناح، وذلك للمشاركة في المناقشات والجلسات الحوارية المنعقدة حول تمكين المرأة والسياحة المستدامة ومبادرات الطاقة المتجددة وعروض أخرى حول الجهود المبذولة في مجال التنمية المستدامة.
وتشارك الدولة بوفد كبير يضم اكثر من 110 أشخاص يمثلون الوزارات الاتحادية والدوائر والهيئات والمؤسسات المحلية حيث تشمل قائمة المؤسسات والجهات من القطاعين الحكومي والخاص المشاركة في جناح الدولة كلاً من وزارة التجارة الخارجية، ووزارة البيئة والمياه، ووزارة الخارجية ممثلة بإدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ، ووزارة الطاقة، ومجلس دبي الأعلى للطاقة، ومجلس دبي الاقتصادي، ومكتب رئيس الوزراء، وشركة «مصدر» ومعهد «مصدر» للعلوم والتكنولوجيا، و«جائزة زايد لطاقة المستقبل»، وهيئة البيئة - أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، و«جائزة زايد الدولية للبيئة» والمجلس الأعلى للأمن الوطني، و«دبي اكسبو 2020»، ومجلس أبوظبي للتعليم ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
سلطان الجابر لـ « »: الدولة تشجع بلدان العالم على بناء اقتصاد مستدام
قال الدكتور سلطان احمد الجابر مساعد وزير الخارجية والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مصدر في تصريحات خاصة لـ "البيان" إن دولة الإمارات تشارك في مؤتمر (ريو+ 20) للاستمرار في العمل والتعاون مع المجتمع الدولي سعياً إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعتبر الطاقة المتجددة وتبادل المعرفة والخبرات من العوامل الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المحافظة على الموارد الطبيعية وصون البيئة.
وأكد الدكتور سلطان أن مشاركة دولة الإمارات في "قمة ريو- قمة الأرض +20" التي تعقد في الفترة من 20-22 يونيو الجاري والمعرض المقام على هامش القمة تستهدف استعراض تجربتها في تحقيق الاستدامة منذ نشأتها قبل 40 عاماً والسرعة الكبيرة في الإنجاز التي واكبت هذه المسيرة المميزة خلال العقود الأربعة الماضية.
مساهمات مميزة
ولدولة الإمارات مساهمات مميزة في تشجيع دول وأطراف عالمية متعددة لبناء اقتصاد مستدام مستمدة رؤيتها وعزيمتها لتحقيق أهدافها والتزاماتها الراسخة.
موضحا ان الدولة تعمل عبر منهج مدروس يتبنى أحدث التقنيات ومجالات العمل والتفكير المبدع على استحداث مبادرات وأفكار فعالة تسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث تشارك الدولة ضمن الحراك العالمي المتزايد لدعم تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بالتعاون مع الدول التي تشاركها الرؤية والأهداف للاستفادة من أفضل الممارسات العالمية والاستمرار في تحقيق التقدم الإيجابي والمساهمة في الجهود العالمية لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
وأضاف إن الإمارات تبذل من خلال "مصدر" جهوداً كبيرة لتحقيق التقدم في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة وذلك من خلال الاستثمارات الفكرية والمالية مثل تطبيق أحدث تقنيات الطاقة الشمسية المركزة في مشاريع "توريسول إنرجي" في إسبانيا وكذلك من خلال تعاون معهد مصدر في مشروع "آيرينا" لأطلس الطاقة الشمسية وطاقه الرياح، فضلاً عن دعم المساعي الدولية لنقل التكنولوجيا والمعرفة من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق التقدم في مشاريع الطاقة النظيفة.
