باشر فريق البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض (وقاية) أحد برامج " مبادرة زايد العطاء ".. بإجراء الفحوصات لطلبة المدارس في إمارة عجمان، تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
وتأتي الحملة في إطار حملات برنامج " وقاية " الذي يزور المؤسسات والدوائر والجهات الحكومية والخاصة لإجراء فحوصات شاملة في القلب من خلال وحدة القلب التابعة للمستشفى الإماراتي الإنساني المتنقل، بهدف اكتشاف الحالات المرضية في وقت مبكر وعلاجها في الوقت المناسب إلى جانب توعية الأطفال والمدرسين بأهم أسباب الأمراض القلبية والوقاية منها من خلال التعريف بعوامل الخطورة الوراثية وغير الوراثية التي تؤدي إلى هذه الأمراض القاتلة .
ويتم تنفيذ البرنامج في إمارة عجمان بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام ومجلس آباء عجمان وجمعية أم المؤمنين وبالتنسيق مع وزارة الصحة ممثلة في منطقة عجمان الطبية وكذلك مع منطقة عجمان التعليمية وبمبادرة من زايد العطاء وبإشراف مستشفى الإمارات الإنساني المتنقل وبالتعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات من خلال شراكة إستراتيجية بين مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة وغير الربحية وبمشاركة كوادر طبية إماراتية عالمية متطوعة من برنامج الإمارات للتطوع الاجتماعي .
ويأتي تدشين البرامج الوقائية في مدارس عجمان بعد نجاح المرحلة التجريبية والتي استفاد منها المئات من الطلبة ولاقت تجاوبا واسعا من أولياء الأمور والهيئة التدريسية لما لها من الأثر الكبير في الكشف المبكر عن الأمراض القلبية وزيادة وعي الطلبة الصحي .
جهود
وأشادت نورة السويدي مدير الاتحاد النسائي العام بالجهود التي يبذلها فريق البرنامج في إجراء الفحوصات الطبية وفق أحدث الطرق ما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض المختلفة. وقالت إِن البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض القلبية يدعم الجهود الصحية الهادفة إلى مكافحة الأمراض المزمنة والحد من انتشارها بين أفراد المجتمع، لافتة الى أن البرنامج يأتي استكمالا للبرامج الصحية التشخيصية والوقائية لرفع مستوى الحالة الصحية لأفراد المجتمع مشيرة إلى ان الاتحاد النسائي يحرص على دعم المبادرات الهادفة إلى زيادة وعي المجتمع وبالأخص فئة الطلبة في المدارس وبالتالي إكسابهم ثقافات صحية تحافظ على صحتهم ووزنهم المثالي وتعمل على تغيير نمط حياتهم وطبيعة تغذيتهم للوصول إلى قلب سليم في جسم سليم .
تجهيزات كبيرة
وأوضحت الشيخة عزة النعيمي رئيسة مجلس الآباء في إمارة عجمان إن التجهيزات والإمكانات المتوفرة في مستشفى الإمارات الإنساني المتنقل تلعب دورا كبيرا في إنجاح برنامج " وقاية " الذي يلقى تجاوبا من مختلف فئات المجتمع، مشيرة إلى أهمية استمرار برنامج " وقاية " وتكثيف جولاته بحيث تنفذ برامجه أسبوعبا في مختلف مدارس عجمان في المرحلة الأولى ومن ثم ينتقل إلى مختلف مدارس الدولة لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الطلبة للإستفادة من خدماته التي تركز على الفحوصات الطبية الوقائية .
وأكدت أن الجهات المختلفة والمؤسسات مطالبة بالتعاون مع القائمين على البرنامج للمشاركة الجادة في إنجاح هذا البرنامج الوطني في ظل تزايد انتشار الأمراض المزمنة .. بما فيها الأمراض القلبية التي تتطلب جهودا مشتركة للتصدي لها والعمل على مكافحتها بكافة السبل المتاحة لتجنب المضاعفات الناتجة عن الأمراض المزمنة والتي تشكل ضغطا على الخدمات الصحية.
ويأتي البرنامج من منطلق إلتزام مؤسسات الدولة الصحية من القطاعين الحكومي والخاص بمواصلة تطبيق إستراتيجيتها التوعوية الطموحة للإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية في الدولة في ظل الزيادة المستمرة في نسب الأمراض المزمنة بين أفراد المجتمع .
وأجرى فريق البرنامج الذي يضم أطباء متخصصين في أمراض وجراحة القلب وفي الأمراض الباطنية ومختلف التخصصات فحوصات باستخدام وحدة القلب المتحركة للمئات من طلبة المدارس يوميا خلال المرحلة الأولى من الحملة، فيما يواصل فريق البرنامج إجراء الفحوصات خلال الأسابيع المقبلة مع التركيز على الفحوصات التشخيصية والعلاجية والوقائية للتعريف بأمراض القلب ومسبباتها حيث يجري أطباء البرنامج فحص القلب إكلينيكيا وباستخدام السونار لتصوير القلب وتحديد نسبة وظائفه وطبيعة عمل عضلة القلب والصمامات، إضافة إلى فحص نسبة السكر في الدم وقياس الضغط ونبض القلب ونسبة الأوكسجين في الدم والوزن وغيرها من الفحوصات للمستفيدين من البرنامج .
كما تم التركيز على فحوصات القلب للحد من الأمراض القلبية والوقاية منها وحماية مختلف فئات المجتمع الأكثر عرضة لها .
وعي صحي
وقالت منى محمد الشيبة مديرة جمعية أم المؤمنين في عجمان إن زيارة فريق برنامج وقاية إلى مختلف المؤسسات في إمارة عجمان يعكس مدى الاهتمام بصحة أفراد المجتمع في إطار المحافظة على الثروة البشرية وتنميتها باعتبار إن الإنسان هو أساس أية عملية تنمية مشيدة بالقائمين على البرنامج الذي يعتبر من البرامج المهمة في المجتمع .
وذكرت أن البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض القلبية يقوم أيضا بدور مهم في نشر الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين والتعريف بأهمية الوقاية من الأمراض وتجنب حدوثها من خلال المراجعة الدورية في الكشف عن الأمراض التي حددتها منظمة الصحة العالمية بأنها من المخاطر التي تهدد حياته وأهمها أمراض القلب .
وقال جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لـ" مبادرة زايد العطاء " رئيس مركز الإمارات للقلب المدير التنفيذي لمستشفى الإمارات الإنساني المتنقل إن برنامج وقاية لقلب صحي ونابض ينطلق للوقوف على مسببات أمراض القلب وتفاديها ، مشيرا إلى أن أمراض القلب والشرايين ترتبط بعوامل خلقية ووراثية إضافة إلى مسببات مرتبطة بالسلوك الخاص بالتغذية غير المتوازنة وقلة الحركة والتدخين إلى جانب الضغوط النفسية والعوامل البيولوجية كارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسمنة وداء السكري حيث تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالمخاطر التي تمثلها أمراض القلب التي تشير الإحصائيات إلى كونها أحد أسباب الوفاة الرئيسية في دولة الإمارات .
دراسة
وأضاف أن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أنه يمكن تجنب حوالي 90 % من الوفيات والمضاعفات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق الكشف المبكر عن عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب التي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واختلال الدهون في الدم وزيادة الوزن والتدخين وقلة الحركة والضغط النفسي ومن هنا جاء البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض القلبية انطلاقا من دور المؤسسات الطبية العاملة في الدولة في توعية ونشر ثقافة الوقاية بدلا من ثقافة رد الفعل في المجتمع .
أهداف البرنامج
قال جراح القلب، الدكتور عادل الشامري أن برنامج وقاية يهدف إلى زيادة وعي المجتمع بأهم أسباب الأمراض القلبية وأفضل سبل العلاج والوقاية واستطاع منذ انطلاقه تقديم خدمات وقائية وتوعوية وتدريبية للآلالف من المواطنين والمقيمين من خلال تدشين برنامج وطني للوقاية من الأمراض لدى المسنين وبرنامج وطني للوقاية من الأمراض لدى المرأة ومؤخرا برنامج وطني للوقاية من الأمراض لدى الأطفال، إضافة إلى تنظيم سلسلة من الملتقيات للوقاية من أمراض السمنة للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والتنظيم السنوي لمؤتمر الإمارات للقلب بحضور نخبة من كبار الأطباء والجراحين من أبرز المستشفيات الجامعية الوطنية والعالمية، كما اهتم برنامج وقاية بعلاج الحالات التي يتم تشخيصها بانسدادات في شرايين القلب أو تلف في الصمامات ضمن مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين دوائيا أو من خلال إجراء العمليات القلبية مجانيا .
