برعاية صاحب السمو الشيــخ محمــد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، افتتح سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مساء أمس، فعاليات مؤتمر دبي العالمي للسلام 2012، ومعرض السلام والسوق الإسلامي المصاحب له بمركز دبي للمعارض والمؤتمرات، وحضر حفل الافتتاح الدكتور حمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي.
واستضافت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي نخبة من العلماء وصل عددهم إلى أكثر من 14 شخصية إسلامية عالمية، ويتصدر قائمة الحضور كل من الشيخ القارئ مشاري بن راشد العفاسي، والشيخ عبدالرحيم جرين، والشيخ يوسف إستس، والشيخ حسين يي، والشيخ عبدالباري يحيى، والدكتور ذاكر نايق، والشيخ محمد الشريف، والشيخ أحمد عبدالحميد، والشيخ مايان موتي ماثر كوتي، والشيخ سعيد راجح، والشيخ محمد صلاح عمر، والشيخ عبد روول.
وأكد الدكتور حمد الشيباني في كلمته، أن الإمارات غدت واحة سلام ينشدها القاصي والداني، وأن احتضانها لهذا العدد من الجنسيات المختلفة حول العالم يكرس هذه الحقيقة واقعاً ملموساً.
دين الوسطية
واعتلى الشيخ يوسف إستس بعد ذلك منصة المؤتمر ليلقي رسالة المؤتمر، حيث أبرز فيها صميم وروح رسالة الإسلام المتمثلة في السلام، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة، مشدداً على أن مقاصد الشريعة استهدفت في جملتها الحفاظ على سلام الفرد الداخلي والسلام بين أفراد المجتمع جميعاً.
وركّز إستس على أن الوسطية هي من الأعمدة الأساسية التي يستند إليها هذا الدين العظيم، مؤكداً أن نظرة فاحصة في التاريخ كافية لإعطاء هذا الانطباع للباحث، مؤكدا ضرورة التحرر من أي أفكار مسبقة أو مفاهيم مغلوطة بهذا الصدد.
وكرّم سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ضيوف المؤتمر الذين جاؤوا من مختلف دول العالم للمشاركة في أعمال المؤتمر، تقديراً منه لإسهاماتهم الجليلة في خدمة الإسلام واستجلاء الصورة الصحيحة لهذا الدين الحنيف، إلى جانب الجهات الراعية للمؤتمر.
وتلا التكريم محاضرة للشيخ يوسف إستس تناول فيها قضية السلام في الدين الإسلامي بالأدلة والأمثلة الحية، مسترشداً بأدبيات الشريعة الغرّاء في هذا الصدد، وحث إستس المسلمين على ضرورة التمسك بهذه الفضيلة التي أوجبها الإسلام.
وفتح إستس بعد انتهاء المحاضرة الباب أمام الجمهور لطرح أسئلتهم، حيث قام الشيخ بالإجابة عنها بطريقة عكست فهماً عميقاً لمفاهيم السلام والمساواة والعدل، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً في نفوس الحضور واستيعاباً أعمق لهذه المفاهيم وتكريسها ممارسة عملية على أرض الواقع.
وتتناول فعاليات المؤتمر وأنشطته بالطرح والنقاش قضايا السلام العالمي والمستجدات الأبرز في هذا الإطار، وسيؤم فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة المصلين اليوم في صلاة الجمعة في رواق المؤتمر.
كما اشتمل حفل الافتتاح على تلاوة عطرة للقرآن الكريم وأنشودة عن السلام للقارئ الشيخ مشاري راشد العفاسي، وكلمة لرئيس مجلس أمناء الجائزة الدكتور حمد الشيباني، وكلمة للداعية الشيخ يوسف استس، وأنشودة للشيخ عبدالله روول.
وكانت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي حددت موعد انطلاق فعاليات مؤتمر دبي العالمي للسلام في الـ21 ويستمر لغاية 14 من أبريل الحالي، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويُعنى بقضايا السلام الدولي عبر تكريس لغة الحوار بين الشعوب.
أهمية المؤتمر
وأوضح الدكتور حمد الشيباني أن أهمية هذا المؤتمر تأتي في وقتٍ بات السلم العالمي الشغل الشاغل لحكومات العديد من دول العالم، لا سيما أن التطرق لهذا الموضوع في المحافل الدولية لم يرقَ إلى مستوى الحدث ولم يعطَ حقه من النقاش والمداولة بما يكفل تلاحم الشعوب وبث روح السلام في العلاقات الدولية.
وقال: إن المؤتمر يرتكز في مبادئه الأساسية إلى نشر مفاهيم السلام والأمن الأهليين وتعميق روح المبادرة الإنسانية بما يعكس روح التآخي ودعم العلاقات بين الشعوب على أساس مرجعية إنسانية بالمقام الأول بعيداً عن لغة الاقتصاد والتوتر، وخلق آفاق للتعاون الدولي ضمن أجواء الحوار البنّاء المفضي إلى تجذير مفاهيم الحرية والعدل والمساواة.
وأضاف أن مؤتمر دبي العالمي للسلام في دورته الأولى أظهر الصورة الحقيقية للإسلام وما يزال من خلال التركيز على المفاهيم الأساسية في القيم الإسلامية والمتجسدة في تقبل الآخر والتعايش مع كل الطوائف والأديان بما يكرس الاحترام المتبادل لتعطي دولة الإمارات العربية المتحدة المثال الحي عن التعايش الإنساني، بل وتتعداه إلى الانسجام والعلاقات الإنسانية، مؤكدا أن دبي ضمن هذه المعطيات هي الأقدر على نقل هذه الرسالة وإزالة غبار المغالطات العالقة في أذهان البعض عن أن الإسلام هو دين عبادات فقط.
العلم والدين
ويتطرق النقاش، الذي بدأ أمس بقاعات مركز دبي التجاري العالمي، إلى مجمل القضايا ذات الصلة بالسلام الدولي وإبراز تعاليم الدين الإسلامي التي تحض على النجاح والتصدي للرواسب الفكرية الخاطئة حول انحصار دور الدين في العبادات وإعطاء أمثلة حية على ذلك، ويسلط المعرض الحواري في المؤتمر الضوء على نماذج علمية تجسد العلاقة بين العلم والدين والعلم والعمل وإقامة الحجة من خلالها على تأكيد الدين ضرورة التفوق العلمي والمهني بما يحقق رفاه البشرية.
ولمركز المنار يد السبق في تقديم الدعم لإنجاح هذا المؤتمر برعاية كريمة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، وما قدمته وتقدمه من دعم متواصل في كل المجالات، والتي تسهم في تفعيل دور المؤسسات لترسيخ مقومات السلم والسلام.
فعاليات عدة
وتحتضن أروقة المؤتمر عدداً من الفعاليات الأخرى كالسوق الذي يجتذب أعداداً غفيرة من الزوار إضافةً إلى وجود ركن للأطفال يعج بالحياة والحركة والطيف الواسع من النشاطات التي يقدمها للبراعم الصغار من تنميةٍ لمواهب الرسم مروراً بالألعاب المختلفة، ولم يغفل القائمون على هذا الركن توفير الرعاية لأطفال الزوار لإعطائهم المجال لمواكبة بقية الفعاليات.
ومن جهته، قال الدكتور عمر محمد الخطيب المنسق العام لمؤتمر دبي العالمي للسلام: إن المؤتمر الذي انعقدت دورته الأولى تحت إشراف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري وبالتعاون مع مركز المنار الإسلامي لتحفيظ القرآن الكريم، أصبح إحدى فعاليات جائزة محمد بن راشد للسلام، ويتضمن أكثر من 15 محاضرة، وإعلان الشخصية الفائزة بجائزة دبي للسلام العالمي، والسوق وعدداً من الأنشطة المقدمة للأطفال.
وأكد الدكتور الخطيب أن فعاليات وأنشطة مؤتمر دبي للسلام العالمي تهدف إلى إبراز خصائص الإسلام ومزاياه وقيم التسامح والاعتدال والوسطية، ومد جسور التعاون مع الحضارات الأخرى والتواصل معها، وتعزيز العلاقات الدولية تحقيقاً للسلام العالمي، وإلقاء الضوء على نماذج علمية تجسد العلاقة بين العلم والدين والعلم والعمل وإقامة الحجة من خلالها على تأكيد الدين ضرورة التفوق العلمي والمهني بما يحقق رفاه البشرية.
