قال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وزير الصحة بالإنابة: تشهد الامارات اليوم نهضة حضارية شاملة حظيت الخدمات الصحية فيها بحظٍ وافرٍ، حيث أصبحنا نتمتع بمستوى عال من الرفاهية الصحية والتي تتجلى بوضوح في المؤشرات الايجابية المرتبطة بصحة المرأة والطفل والتي تحققت خلال العقدين الماضيين، مشيراً معاليه الى أن معدل وفيات الاطفال الرضع بلغ 7.06 لكل ألف مولود حي العام الماضي، كما بلغ معدل وفيات الأطفال دون الخامسة الى 8.6 لكل الف مولود حي، لافتا الى أن معدل وفيات الامهات مازال يحافظ على مستوى منخفض للغاية ويقدر بأقل من واحد لكل مائة ألف من الولادات، مؤكدا أن هذه النسب تعد أقل مما هو مسجل عالميا، حيث تصل الوفيات في بعض الدول الى 14 % من الولادات.
جاء ذلك في اللقاء التشاوري الذي عقد أمس في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بأبوظبي لمناقشة المسودة الاولية لمحور الصحة والبقاء والحياة الآمنة في الاستراتيجية الوطنية للامومة والطفولة التي يعدها الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع المجلس الاعلى للامومة والطفولة واليونيسيف بمشاركة العديد من القطاعات بالدولة بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام.
وأشار العويس الى ان تنظيم هذا اللقاء الذي سيتضمن مشاورات حول محاور الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة في إطار التعاون المشترك بين الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومنظمة اليونيسيف والوزارات والجهات المعنية بالدولة بما في ذلك وزارة الصحة ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع .
وأضاف معاليه: أولت دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بصحة المرأة والطفل، حيث بادرت وزارة الصحة في ذلك بالتعاون وإرساء شراكات متينة مع منظمات دولية خاصة منظمتي الصحة العالمية واليونسيف، حيث أثمر هذا التعاون نجاحات كبيرة كان أهمها التوقيع على اتفاقيات دولية تنعكس على حقوق المرأة والطفل منها اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها الدولة في عام 1997 واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والتي صادقت عليها الدولة عام 2004. وهذا يترجم التعاون والشراكة بين جهات حكومية عديدة والهيئات ذات النفع العام وعلى رأسها الاتحاد النسائي العام.
وأوضح العويس أن الغرض من هذا اللقاء التشاور حول المدخلات التي سيكون لها تأثيرٌ مباشرٌ لتطوير وتحديث المكونات الأربعة للاستراتيجية الوطنية لصحة الطفل المقترحة والتي تتضمن مكون البقاء والصحة والحياة الآمنة ومكون التعليم والنماء وتنمية القدرات ومكون حماية الطفل والمشاركة والشراكة والاعتناء بخلق بيئة سليمة للتنشئة والرعاية الاسرية .
من جانبها، قالت لارا حسين رئيسة حماية الطفل في مكتب اليونيسيف لدول الخليج العربية ان الامارات بقيادتها الحكيمة حققت نقلة حضارية شملت جميع المجالات، إذ شهدت الدولة منذ قيامها نمواً اقتصادياً واجتماعياً سريعاً بمعدلات مرتفعة في كافة القطاعات، وذلك بفضل السياسة التنموية التي انتهجتها. وترجمة لالتزام دولة الإمارات اتجاه أطفالها، قامت في عام 1997 بالمصادقة على اتفاقية حقوق الطفل، وقامت بتعديل واستحداث التشريعات الخاصة بالطفل والمرأة، كما نفذت البرامج والمشاريع الهادفة إلى تحسين وضع الطفل والمرأة.
وأضافت : لقد أدى التطور الاقتصادي والاجتماعي وكذلك تقدم التعليم مع زيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية إلى تحسين كبير في الوضع الصحي العام للسكان. وقد أثمرت الجهود المبذولة والمتواصلة على مدى السنوات الماضية إلى الانخفاض السريع والكبير لمعدلات وفيات الرضع والأطفال والأمهات مع تحسن متوسط العمر المتوقع لكل من الرجال والنساء.
وأكدت انه لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الدولة في مجال صحة الطفل، فهناك قلق بسبب الارتفاع النسبي لمعدل انخفاض وزن الرضع المولودين حديثاً بنسبة 9.9 %، كما ان 14% من الاطفال دون سن الخامسة يعانون من الوزن المنخفض وفقر الدم الذي يعتبر احدى المشاكل بين الاطفال دون سن الخامسة والتي لا يزال يعاني منها حوالي خمس الاطفال، اضافة الى ان دولة الامارات امام تحد كبير وهو زيادة الامراض المزمنة وخاصة زيادة الوزن والسمنة والسكري بين الاطفال البالغين والأمراض الوراثية وحوادث السير واستهلاك التبغ بين الاطفال والمراهقين.
من ناحيتها قالت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام ان أعداد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة يأتي متوافقا ومنسجما مع استراتيجية الدولة التي تضع الإنسان محور اهتمامها وجل عنايتها.
وقالت في الكلمة التي ألقاها نيابة عنها الدكتور محمد ابراهيم منصور مستشار الاتحاد النسائي العام، ان الاستراتيجية تعمل على تعزيز المكاسب والانجازات التي حققتها الدولة وتمكنها من المحافظة على المستوى الصحي الرفيع الذي وصلت اليه وحق المشاركة للمرأة والطفل في حياتهم اليومية والتي عززت بمبادرات منحت المرأة والطفل مشاركة فاعلة في الحياة العامة .
وتم أمس عرض منهجية إعداد دراسة تحليل وضع الأطفال وإعداد المسودة الأولية لمحور الصحة والبقاء والحياة الآمنة من الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة لدولة الإمارات ووضع الملاحظات على هذا الجانب من قبل المشاركين في وضع الاستراتيجية.
