أكد أحمد عبدالله الشيخ عضو مجلس الإدارة المنتدب المدير العام لمؤسسة دبي للإعلام على دور الإعلام في ترسيخ مفاهيم العدالة بين أبناء المجتمع، ونشر تلك المفاهيم على أكبر شريحة ممكنة في الدولة، وقال إن مؤسسة دبي للإعلام حرصت منذ البداية على لعب دور فعال في تعزيز ثقة المجتمع بالدور القضائي.
وقال إن الإعلام سلاح ذو حدين علينا نحن المعنيين في إدارة دفته، أن نستغله في نشر مفاهيم العدل، والمساواة، والمبادئ، وحفظ حقوق الآخرين، وألا نجعل منه أداةً لوّامة لكشف عيوب الآخرين فقط، دون المساهمة في إيجاد الحلول، والمساعدة في تطبيقها.
جاء ذلك خلال زيارة وفد مؤسسة دبي للإعلام برئاسة أحمد عبد الله الشيخ، وظاعن شاهين المدير التنفيذي لشؤون الصحافة بمؤسسة دبي للإعلام، والمدير التنفيذي رئيس التحرير لصحيفة البيان، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، صباح أمس "رواق الصباح" بمقر محاكم دبي، والتقوا خلال زيارتهم الدكتور أحمد بن هزيم مدير عام محاكم دبي وعدد من القضاة والمدراء العاملين في محاكم دبي.
وأثنى أحمد عبدالله الشيخ على الجهود التي تبذلها محاكم دبي في سبيل تعزيز ثقة المتعاملين، مشيداً بما وصلت إليه محاكم دبي من اعتمادها على التقنيات الحديثة في إجراءاتها وخدماتها المقدمة، والتي تسهم بشكل فعال في تيسير عملية التقاضي.
من جهته قال ظاعن شاهين المدير التنفيذي لشؤون الصحافة بمؤسسة دبي للإعلام، والمدير التنفيذي رئيس تحرير صحيفة "البيان" إن ما يمكنني قوله في هذا المجال هو ذو شقين الأول: نشر الثقافة القانونية بين طبقات المجتمع وانعكاساتها التي تؤدي لاستقرار المجتمع، والذي تلعب فيه المحاكم بالتعاون مع وسائل الإعلام دورا هاما وواضحا، والثاني ممارسة الشفافية التي تتمتع بها محاكم دبي مع المتلقي، وما لها من إيجابية على الجانب الاقتصادي للدولة.
وقال إن المستثمرين الذين يدفعون رؤوس أموالهم في استثمار المشاريع في الإمارة بشكل خاص أو في أنحاء الدولة بشكل عام، يلزمهم ما يُطمئنهم على تلك الاستثمارات، وأول العوامل الأساسية التي تعمل على طمأنتهم هو العدل، الذي يحمل رسالة هامة مفادها "أنكم في بلد يسوده العدل، وأنكم إذا ما تعرضتم لمنازعات مع خصوم فإنكم ستُنصفون"، مؤكداً أن ازدهار الاقتصاد والرخاء لا بد له من قوانين تحمي المساهمين فيه، إضافة إلى مسألة هامة كذلك وهي أن الشفافية في التعامل مع القوانين ووضوحها تنعكس بشكل أساس على استقرار المجتمع.
وأضاف أن ما شهدناه خلال زيارتنا لمحاكم دبي كان مفاجئاً، من خلال خدماتهم الالكترونية الكاملة في عملية التقاضي، حيث يتمكن كل من له قضية من معرفة كل شيء عن قضيته دون مساعدة أحد، إلا الأجهزة الالكترونية، فمن لحظة دخول المراجع، وبضغطة واحدة على شاشة الجهاز الالكتروني، يمكن له معرفة مكان القاعة التي ستنظر المحكمة قضيته فيها.
إضافة إلى إرشاده عبر برنامج ثلاثي الأبعاد إلى مكان القاعة، والتعرف من خارج القاعة عبر شاشة تلفزيونية كبيرة على ما يدور داخل القاعة، ومن خلال رقم القضية على تاريخ النظر في القضية، وعلى الحكم الصادر فيها، وعلى كافة التفاصيل القانونية الفنية المتعلقة بها.
وقال إن التقرير السنوي الذي تعده محاكم دبي باللغتين العربية والإنجليزية، الذي تعرّفنا عليه خلال هذه الزيارة والذي يحتوي على كل ما تقدمه المحاكم من معاملات، وعلى جميع الأرقام الخاصة بالقضايا، وسرعة التقاضي، ومعدل مدة الحكم، ودقة الأحكام، وحجم العمل، وعمر القضايا، ومعدل زمن الانتظار للقضية، ونسب تطبيق المعايير الدولية، أضف إليه اتاحة ذلك لوسائل الإعلام أو المراجعين على حد سواء، كل ذلك أكد لنا الشفافية التي تتمتع بها هذه المؤسسة الكبيرة، وجعلنا كذلك نفتخر بما يقدمونه.
واستعرض بن هزيم أمام الوفد المشاريع التي تعمل المحاكم على تنفيذها خلال العام الحالي، والابتكارات الفنية والإدارية والتكنولوجية التي تعمل على تسريع التقاضي، وسرعة الفصل بين المتنازعين، لتطبيق العدالة، واستمع الوفد كذلك خلال زيارته لشرح مفصل حول أقسام المحاكم وعملها، والخدمات الالكترونية المقدمة فيها وآلية عملها، والوقوف على أحدث التطبيقات، والأنظمة التكنولوجية بالشبكة العنكبوتية في المجال القضائي.
وقال بن هزيم "إننا نعمل على نشر مبادئ العدالة بين طبقات المجتمع وأبنائه عبر شراكتنا مع وسائل الإعلام وانفتاحنا عليها، وتعزيز ثقة المجتمع في الدور القضائي، خاصة وأن الإعلام يلعب الدور الأكبر في هذا المستوى على الصعيدين المحلي والدولي".
وذكر أن "رواق الصباح" دعوة توجهها محاكم دبي بين الفترة والأخرى للقيادات الحكومية بهدف إتاحة الفرصة لهم للوقوف على التطورات في مجال التطبيقات القانونية، وجهود الكوادر العاملة على تطوير العمل في محاكم دبي، إضافة إلى التواصل مع القيادات بشكل مباشر، وقد خصصنا اليوم لمؤسسة دبي للإعلام، لما لها من مكانة وتأثير إعلامي عالمي ومحلي.
وألمح إلى أن المؤسسات الإعلامية في الدولة تعتبر من الشركاء الأساسيين مع محاكم دبي وخاصة مؤسسة دبي للإعلام الذين يعتبرون من أهم الشركاء في الشأن الإعلامي، منوها أنه دار في اللقاء الكثير من الأمور المفيدة في مجال التعاون، وتم إطلاع الوفد على النظام العام للتطورات الالكترونية والإدارية لمحاكم دبي، ودارت خلالها الكثير من النقاشات ذات الخصوص، وتم تبادل وجهات النظر وإبداء الرأي من الحضور حول القضايا الإعلامية التي تهم الرأي العام فيما يتعلق بالعمل القضائي. وأضاف " نحن سعداء بزيارة وفد مؤسسة دبي للإعلام برئاسة أحمد الشيخ يرافقه ظاعن شاهين وسامي الريامي لنا، وبنتائج تلك الزيارة،.
وسعداء كذلك بما ابدوه من إعجاب لما وصلت إليه محاكم دبي من نتائج وأنظمة، ولما ابدوه من تفهم وتأييد لرسالة محاكم دبي في خدمة المجتمع لتقديم العدالة، ونحن في المحاكم نشد على أيدي إخوتنا في مؤسسة دبي للإعلام ونؤكد على رسالة الإعلام في ترسيخ مفاهيم العدالة".وقام الوفد خلال الزيارة بجولة في أروقة المحاكم وقاعاتها، للاطلاع على أبرز الممارسات والخدمات المُقدمة في صالة الخدمات المركزية وإدارة الكاتب العدل، وإدارة الأحوال الشخصية.
بالإضافة إلى اطلاعه على أبرز المشاريع الإلكترونية الحديثة التي دشنتها محاكم دبي خلال الأعوام الماضية ،والتي كانت ضمن خطتها التطويرية الهادفة إلى التحول الإلكتروني، وتسهيل الإجراءات على المتعاملين، بالإضافة إلى أبرز مظاهر التميز المؤسسي التي تسهم في تعزيز ثقة المجتمع في النظام القضائي.
قصة تمثال الشيخ راشد وأشهر فناني إيطاليا
استمع وفد مؤسسة دبي للإعلام لقصة تمثال المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، الماكث أمام قاعة راشد بمحاكم دبي، وقال بن هزيم إن قصة هذا التمثال أنني رأيته مرة وأنا في زيارة لمستودع المحاكم بمنطقة القصيص، فسألت عنه الموظفين الذين كانوا برفقتي ولكن لم أسمع جوابا، فقلت لهم هذا تمثال ذو قيمة إنسانية وفنية عالية يجب الحفاظ عليه ووضعه في مكان يكون مناسبا لتاريخ هذا الرجل وأفــــعاله الحميدة.
وعدم حفظه في المـستودع، فاقترحت بنقله لمبنى محاكم دبي، وتسمــــية صالة الاجتماعات باسم قاعة "راشد" ووضع التمثال النحاسي أمام القاعة. وأضاف أنه وبعد البحث والتحري حول هذا التمثال تبين أنه تمــــثال لتاجر إيطالي ثري كان يحب الشيخ راشد بشكل كبير وقد عمل على صناعة هذا التمــــثال بإيطاليا على يد أشهر الفنانين الإيطاليين وبعد ذلك نقله لدبي لإهدائه للشــــــيخ راشـــد رحمه الله، ولكـــــن يبدو أنه لم يتمكن من لقائه، ثم وقــع هذا التاجر بمعوقات مالية فتم حجــــز ممتلكاته.
