أصدر المشاركون في المؤتمر العربي الثالث للعمل التطوعي، الذي اختتم أعماله في بيروت، مساء أمس الأول، توصيات تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في العالم العربي، ليصبح عادة طبيعية، تقبل على المشاركة فيها فئات المجتمع كافة، كل بحسب اختصاصه وهواياته.

جاء ذلك في الحفل الختامي للمؤتمر الذي أقيم بجامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان، بحضور سحر العوبد نائب رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي ورئيس مجلس إدارة جمعية متطوعي الإمارات، والدكتور يوسف الكاظم أمين عام الاتحاد العربي للعمل التطوعي، والمهندس محمد علي جنون رئيس مركز لبنان للعمل التطوعي، وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية في الجامعة، حيث جرى عرض التوصيات وتوزيع الدروع التذكارية على المعنيين بالجامعة، وتسليم الشهادات للمشاركين من كافة الدول العربية الأعضاء بالاتحاد، وعددها 18 دولة، تغيبت منها عن الاجتماع ثلاث دول.

وكانت سحر أحمد العوبد قد ترأست وفد الجمعية المشارك في المؤتمر، الذي نظمه مركز لبنان للعمل التطوعي، بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي التابع لجامعة الدول العربية، وعُقدت فعالياته من 25 إلى 30 مارس، تحت شعار، ثقافة التطوع، وبرعاية رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

وقال الدكتور يوسف الكاظم الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي إن من أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر، التنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الأسكوا»، لتضمين المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية مواضيع وفعاليات تتعلق بالعمل التطوعي، مع التركيز على ما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف من إغاثة الملهوف، ومساعدة الضعيف، وإطعام المساكين، ونصرة المظلوم، والتفريج عن المكروب، والمساهمة في تنفيذ الأعمال التطوعية في المجالات الاجتماعية والصحية والتربوية والبيئية، والإسعاف، والتبرع بالدم، وبذل المعروف، وغيرها.

وأوصى المؤتمر بتفعيل الأنشطة التطوعية في الوطن العربي من خلال الجمعيات والمراكز والمؤسسات الأعضاء بالاتحاد العربي للعمل التطوعي، على أن تقدم المؤسسات الأعضاء تقارير للأمانة العامة للاتحاد، لما تم تنفيذه في هذا المجال في كل دولة.

كما أوصى بإشراك المتطوعين والمتطوعات في الفعاليات والأعمال التطوعية بالاعتماد على تجاربهم السابقة، وفي سبيل تسجيل أفضل النتائج لتشجيع الراغبين من الجنسين للانخراط في الأعمال التطوعية.. وبإلزام الجمعيات والهيئات والمراكز التابعة للاتحاد بالمشاركة الفعلية في الأنشطة التي يعتزم الاتحاد تنفيذها في الفترة القادمة، وتشمل استضافة مملكة البحرين لمعسكر الشباب العربي التطوعي الأول، تحت شعار، التطوع نافذة للحياة، في نهاية إبريل المقبل، وعلى استضافة المملكة المغربية للمخيم العربي للمتطوع الصغير، في أغسطس المقبل، والذي يُقام لأول مرة للمتطوعين من سن 14 إلى 17 سنة.

وأوصى المؤتمر بتفعيل اللجان الخمسة للاتحاد لإعداد الفعاليات والتقارير الهادفة لمساعدة منظمات العمل التطوعى العربية فيما تبذله من الجهود فى مجال اختصاصها، والعمل على تنسيق أعمالها، وتحقيق التعاون بين الجهات التطوعية فى الدول العربية، وحشد الطاقات الخلاقة للإنسان العربى ودعمها واستثمارها فيما يفيد التنمية العربية الشاملة، وتشجيع الدول العربية على إنشاء هيئات ومراكز وطنية للعمل التطوعى، وتنسيق المواقف العربية فى المؤتمرات والتجمعات الإقليمية والدولية المعنية بالعمل التطوعى.

وأوضح الدكتور يوسف الكاظم أن من أهم اختصاصات الاتحاد العربي للعمل التطوعي، وضْع سياسات وخطط وبرامج العمل فى مجال العمل التطوعى، وتنظيم اللقاءات والندوات والدورات والمعسكرات التطوعية العربية، وإنشاء قاعدة بيانات للهيئات العاملة فى المجال التطوعي ومجالات عمل الاتحاد وإنجازاته، ودعوة الدول العربية وتشجيعها على إدراج ثقافة التطوع ضمن المناهج الدراسية.

وأكد حرْص الاتحاد العربي للعمل التطوعي على التنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فيما يخص تطوير العمل التطوعى العربى، لتزويد المنظمات والهيئات العربية الرسمية بما تحتاجه من خبرات تطوعية، وإعداد البحوث والدراسات الموجهة نحو تطوير العمل التطوعى، والتعرف إلى مشكلاته ومعوقات أدائه، والعمل على تقييم الاستراتيجيات والسياسات، والعمل على نشر الوعى التطوعى عبْر وسائل الإعلام، وتكريم رواد العمل التطوعى والمبدعين فى هذا المجال، وتشكيل لجان فنية معاونة إذا اقتضت الضرورة.