أكد الفريق أول ســــمو الشيـــــخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال لقائه بـ «ون جيا باو» رئيس مجلس الدولة الصيني على دعم تطلعات الشعوب في السلام والاستقرار وتأكيد أهمية دعم الجهود الدبلوماسية السلمية لكوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، لإنهاء العنف في سوريا، وتحقيق تطلعات الشعوب في العيش بسلام وأمن واستقرار.وأكد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعميق علاقاتها الثنائية مع جمهورية الصين الشعبية .

منوها سموه في هذا الصدد بالدور الصيني المهم في المحافظة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وما تبديه الجمهورية الصينية من رغبة صادقة في تعميق علاقات الصداقة والتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخاصة دولة الإمارات، على أسس المصالح المشتركة. جاء ذلك خلال استقبال معالي «ون جيا باو» رئيس مجلس الدولة الصيني، لسمو ولي عهد أبوظبي، في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة بكين، وحضره الوفد المرافق لسموه، الذي ضم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعمر أحمد البيطار سفير دولة الإمارات لدى الصين.

وبحث سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس مجلس الدولة الصيني العلاقات الثنائية المتميزة بين الدولة وجمهورية الصين الشعبية، وسبل تعزيزها في كافة المجالات، وما تشهده على الدوام من تطور وتقدم بفضل اهتمام ودعم قيادتي البلدين الصديقين. وفي مستهل اللقاء نقل سمو ولي عهد أبوظبي، إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معرباً سموه عن سعادته بزيارة الصين، ومبدياً شكره و تقديره لما لقيه والوفد المرافق من ترحاب وحسن وفادة خلال الزيارة.

انفتاح وتعايُش

من جانبه رحب رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، والتي سوف يكون لها أكبر الأثر في تنمية وتطوير مجالات التعاون المشترك بين البلدين، موجهاً شكره وتقديره لقيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات على ماحظي به من حفاوة وحسن استقبال لدى زيارته الإمارات في يناير الماضي، والتي أتاحت له التعرف إلى مظاهر التقدُّم والانفتاح والتعايش الذي يسود مجتمع دولة الإمارات، مؤكداً حرْص بلاده على دعم وتطويرعلاقاتها المتميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب عن ثقته بأن تسهم زيارة سمو ولي عهد أبوظبي في تقوية الروابط الاستراتيجية وزيادة تطوير العلاقات وتنميتها بين البلدين الصديقين.

و حمّل رئيس مجلس الدولة الصيني، سمو ولي عهد أبوظبي نقل تحياته إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتمنياته إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً، المزيد من النماء والازدهار.

شراكة استراتيجية

وأشار سموه إلى النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني إلى الإمارات مؤخراً، والتي تمثلت في إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين ذات جدوى طويلة الأمد، تصب في خدمة المصلحة المشتركة، مستذكراً سموه تواصل الأجداد السابقين ببلاد الصين عبْر طريق الحرير، وتلاقي الحضارتين العربية والصينية، ومستلهِماً سموه من سيرتهم لبناء صلات قوية وروابط متينة وعلاقات متطورة تؤدي إلى تفاعُل متنوع ووثيق، تسوده المحبة والتفاهم، ويرسّخ لعلاقات تكون جسراً بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، وباقي دول المنطقة.

زيارات رسمية

وقال سموه إن القضايا والموضوعات التي تمت مناقشتها خلال لقائه مع نائب الرئيس الصيني، والمواقف التي تم التعبير عنها خلالها، والنتائج المرجوة من خلال اللقاءات بكم، وباقي المسؤولين في الصين، تعكس بوضوح الحرص الكبير والمتبادل، والرغبة الأكيدة على استثمار فرص التعاون الثنائي، والتي سيكون لها مردودها الإيجابي خلال الفترة المقبلة على مسار العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، منوها سموه بالتطور الكبير الذي شهدته هذه العلاقات في السنوات الأخيرة، متمثلة في تكثيف الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين في البلدين الصديقين، والتي من شأنها دفْع تلك العلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع.

دبلوماسية إماراتية

بدوره أشاد المسؤول الصيني بحرص قيادة دولة الإمارات على تطوير علاقات التعاون مع الصين، معتبراً ذلك توجّهاً استراتيجياً للدبلوماسية الإماراتية، وهو يعكس رسوخ روابط الصداقة والمحبة التي تربط البلدين، والرؤية الثاقبة التي تتحلى بها القيادة الرشيدة، واصفاً الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بأنها الأولى التي تجمع الصين بدولة خليجية، وهي تعزز السير نحو طريق الحرير الذي كان في التاريخ رابطة صداقة بنّاءة بين الصين والمنطقة العربية.

وأشاد برؤية قيادة دولة الإمارات في تبنّيها سياسة التنويع الاقتصادي، والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة رغم ما تتمتع به الدولة من موارد غنية، وهو مايعكس الرؤية السديدة والنظرة الاستراتيجية، داعياً إلى توسيع نطاق التعاون، وألا يقتصر على الطاقة وتجارة النفط، بل يتعداه إلى مشروعات مشتركة في التنقيب واستخراج مصادر الطاقة والبتروكيماويات، والعمل في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة.