أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التطور الذي تشهده الشارقة في مختلف المجالات، والذي يجب أن تواكبه طرق أداء عملية فعالة ومنجزة في كل مؤسسات وهيئات حكومة الشارقة حتى تنتقل الامارة الى مرحلة أخرى من التطور والازدهار.
جاء ذلك خلال استقبال سموه، أمس بقصر البديع العامر، محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وأعضاء لجنة الرد على خطاب صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي ألقاه بمناسبة دور افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
وتناول اللقاء تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا والمسائل التي تهم الوطن والمواطن وسبل الارتقاء به وتوفير الاستقرار الاجتماعي له. كما استعرض أهم ومجمل القضايا التي تم طرحها في المجلس خلال دورته الحالية.
وأشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بجميع الأعضاء الذين يشكلون نخبة من أبناء الشارقة من ذوي الخبرات والتخصصات المتميزة، ويمثلون كل مناطق ومدن الشارقة، الامر الذي سيسهم في سرعة التوصل الى الحلول المثلى لكل منها.
كما اشاد سموه بالدور الايجابي الذي يقوم به برنامج البث المباشر بإذاعة الشارقة في نفس هذا الاتجاه الذي توليه الشارقة جل اهتمامها، وهو التواصل مع الناس والكشف عن مشاكلهم وايجاد الحلول الملائمة لها بأسرع ما يمكن، وذلك في محاولة للتخفيف على الجميع مما يواجهونه من مشكلات وتذليل كل ما يمكن من عقبات وصعوبات تقف في طريقهم.
تحية وتقدير
من جانبه توجه محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة بكل التحية والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على هذا التواصل الذي يشكل دعما كبيرا لسير المجلس، وعلى الثقة الكبيرة التي وضعها سموه فيهم، مؤكدا لسموه على بذلهم كل الجهد من اجل تحقيق خطوات واسعة ملموسة على طريق التطور الكبير الذي ستشهده الشارقة.
وبدأ نص خطاب الرد: "حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، يَتشرفُ المجلسُ الاستشاريُ لإمارةِ الشارقةِ أن يرفعَ إلى مقامِ سُموكم الكريم الردّ على خطابِكم في افتتاحِ دورِ الانعقادِ العادي الأول من الفصلِ التشريعي السابع للمجلسِ الاستشاريِ لإمارةِ الشارقةِ يومَ الخميسِ الثامنِ عشر من شهرِ صفر لسنةِ 1433هـ الموافق الثاني عشر من يناير 2012م.
ويَطيبُ للمجلسِ الاستشاريِ أن ينتهزَ هذا الانعقاد الكريم ليتقدمَ إلى مقامِ سُموكم بأسمى آياتِ الشكرِ والتقديرِ على تشريفكم الكريم افتتاحَ أعمالِ هذا الدورِ بمبنى المجلسِ الاستشاريِ ونهجكم الحكيم في تعزيزِ كافةِ التوجهاتِ لتوطيدِ أركانِ الشورى في إمارةِ الشارقةِ بعد أن تعاقب على هذا المجلسِ نخب من المخلصين الساعين لخدمة وطنهم وأمتهم".
عهد
وتابع الخطاب: "تتواصلُ المسيرةُ بعد أن جددنا العهدَ لسموكم وأقسَمنا مُخلصينَ للهِ ثم للوطنِ أن نحفظَ ما أمنتنا عليهِ من جهدٍ وإخلاصٍ نُراعي مصلحةَ الوطنِ والمواطن.
وإن لتوجيهاتكم السديدةِ والكريمةِ لمجلسنا، وهو يشهدُ انطلاقَ مرحلةٍ جديدةٍ، في إشراكِ أبناءِ الوطنِ في معاونتكم الكريمةِ على تيسيرِ شُؤونِ الحُكمِ والاضطلاعِ بدورٍ وطني مهم تسعونَ لدعمهِ وتعزيزهِ، لينعقدَ المجلسُ وقد هيأتم له وفق رُؤيتكم ودعمكم أسبابَ التمكينِ وعواملَ النجاحِ ومُقوماتِ المشاركةِ الفاعلةِ؛ ليساهمَ في ملحمةِ البناءِ والنهضةِ والتقدمِ وتوفيرِ الحياةِ الكريمةِ للمواطنينَ والمقيمينَ.
وثقتُكم الغالية تُمثلُ حافزاً لنا في مواصلةِ نهجكم والعملِ بتوجيهاتكم كمنظومةِ عملٍ متكاملةٍ تُساهمُ في الارتقاء بإمارتنا مواصلينَ جُهدَ من سبقونا من أعضاء وعضواتِ هذا المجلسِ مطلعينَ على حجمِ ما أنجزوه طوالَ اثني عشر عاماً من عمرِ المجلسِ لتضافَ المساعي إلى تلكَ الجهودِ المخلصةِ تَحُفها بمشيئةِ اللهِ عنايتكم الكريمة ودعمكم اللامحدودِ الذي عهدناهُ من سموكم للمجلس الاستشاريِ".
إنجازات
وأضاف الخطاب: "صاحبَ السموِ ... لقد كانَ لاستهلالِ توجيهاتِ سُموكم بالدعواتِ الخالصاتِ لربِ الجلالةِ أن يُوفقنا ويُلهمنا الإخلاصَ والسدادَ أطيب الأثرِ وأعمقه في نفوسِنا وأنتم تفتتحونَ تلكَ المسيرةِ في ظلِ مُرورِ أربعينَ عاماً من حُكمِ سُموكم لإمارةِِ الشارقةِ وقد توطدت أركانُ الإمارةِ الحديثةِ وعمّ الخيرُ وشهدت المعمورةُ بتلكَ الانجازاتِ التي شملت القاصي والداني كنهجٍ راسخٍ لحكمكم في العنايةِ بالإنسانِ والمكانِ والارتقاءِ بالمواطنِ وثقافتهِ وتسخيرِ كافةِ المواردِ لتحقيقِ رفاهيتهِ وعزه.
وكانت لتوجيهاتكم دافعاً لنا للمضي قُدماً في تحقيقِ الأهدافِ التي رسمتموها لمجلسنا من رعايةٍ للجوانبِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ وتطويرِ الذوق الفنيِ عبر تهذيبِ النفسِ وتوسيعِ المداركِ والملكاتِ الفكريةِ لأجيالنا الواعدةِ والتي نعهدها من ثوابتِ أعمالنا لخدمةِ وطننا والقاطنينِ على أراضيه وقد شرفت الشارقةُ بالعاصمةِ الثقافيةِ للوطنِ العربيِ كما وتشرفُ أيضاً بالعاصمةِ الإسلاميةِ في عامِ 2014م.
صاحبَ السمو ... إننا ننظرُ بعينِ الرضا وعظيمِ التقديرِ إلى ما تُقدمه المجالسُ البلديةُ التسعةُ في إمارةِ الشارقةِ والمسؤولية الكبيرة التي تقعُ على عاتِقها لارتباطها المباشرِ باحتياجاتِ المواطنينَ ومُتطلباتهم وأُمورِهم".
مواصلة الدعم
وقال الخطاب: "نُؤكدُ لسموكم أن المجلسَ الاستشاري سيواصلُ دَعمهُ ومُساندته بتقديمِ الرأي والمشورةِ لكل المؤسساتِ الحُكوميةِ وعلى رأسها المجلسُ التنفيذي لإمارةِِ الشارقةِ والمجالسُ البلديةُ والدوائرُ والجهاتُ المحليةُ والاتحاديةُ العاملةُ في إمارةِ الشارقةِ للارتقاءِ بمنظومةِ الخدماتِ والدفعِ لتحقيقِ أعلى معدلاتِ جودةِ الأداءِ في تقديمِ الخدماتِ وتطويرِ سيرِ العملِ في تلك الدوائرِ وتلمسِ القضايا ليكونَ دورنا وفقَ توجيهاتِ سموكم المواكبَ لإنجازاتهم.
وكلنا يُدركُ عِظَمَ المسؤوليةِ الملقاةِ علينا وحجم تبعاتها لاستكمالِ ما أنجزَ ومواصلة المسيرةِ الوطنيةِ بكلِ أمانةٍ واقتدارٍ، ونحنُ أكثرُ عزماً وإصراراً على بذلِ أقصى الجهدِ لتحقيقِ رُؤى سموكم في تأسيسِ مجالس الضواحي وإنشاءِ مركزِ الاحصاءِ ودورهما الفاعل في الوصولِ إلى مختلفِ فئاتِ المجتمعِ التي تحتاجُ إلى الرعاية والمساندة لتحقيقِ الترابطِ الأسريِ والعيشِ الكريمِ للمواطنين".
وتابع: "صاحبَ السمو... إننا لنؤمنُ بأن علينا أدواراً كبيرةً تتمثلُ في طرحِ ومناقشةِ مختلفِ القضايا بموضوعيةٍ وشفافيةٍِ عاليتين وفق توجيهات سُموكم بالعملِ على وحدةِ المجتمعِ بالاتفاقِ والتعاضدِ وأن نقفَ على كافةِ الأمورِ السلبيةِ بالدراسةِ المُستفيضةِ لمعرفةِ بواعثها والمساهمةِ في علاجها وفقَ أفضلِ المُمارسات وأيسرها ضِمن رُؤاكم المباركةِ وتوجيهاتكم الدائمةِ بضرورةِ أن يَتحلى مُجتمعنا بالقيمِ ويَحيا أفرادُه في إطارِ سلوكٍ قويمٍ وعلاقاتٍ متينةٍ رباطُها التراحمُ والود.
وإن ثِقتكم في مَجلسنا وتَقديركم لدَوره في الرقي بأداءِ الجهازِ الحُكومي إنما هو ترجمةٌ حقيقيةٌ لا تنفكُ عما نطمحُ إليه من التزامٍ تام بما حثت عليه شريعتُنا السمحاءُ من أجلِ الحفاظِ على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة.
وختم الخطاب: "صاحبَ السمو... إن ما وجهتمونا بهِ من خلالِ حديثكم الكريمِ ما هي إلا آلياتُ عملٍ و مفاتيحُ النجاحِ ودافعٌ لعملنا من خلالِ هذا المجلسِ، وما أشرتم إليه من خطواتٍ في دراسةِ القوانينَ ورصدِ الملاحظاتِ الخاصةِ بأداءِ الجهازِ الحكوميِ وإبداءِ الرأي فيها لاشك ستعيننا نحو انطلاقةٍ جديدةٍ من العملِ الجاد لخدمةِ وطننا المعطاءِ وإمارتنا الفاضلة.
وإننا ياصاحبَ السمو لنعاهد اللهَ عز وجل ثم نُعاهدكم على أداءِ مُهمتنا الوطنيةِ بكل تجرد وموضوعيةٍ وشفافيةٍ وإخلاصٍ، وأن نكونَ على العهدِ أوفياء لسُموكم ولوطننا وشعبنا، وفقنا اللهُ وإياكم وألهمنا سُبلَ السدادِ والرشادِ".
اللجنة
تضم لجنة الرد على خطاب صاحب السمو حاكم الشارقة محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس وعلي مصبح اجتبي نائب رئيس المجلس وإحسان مصبح خلفان السويدي والدكتور حسين محمد عبدالرحمن راشد عبدالله محيان الكتبي وسالم سعيد سيف الخاصوني وشيخة عبيد خليفة يوعان السبوسي وصالح محمد صالح عبيد العجلة وعبدالله سيف سالم خميس النقبي وعوض حمد سالم سليم الشباني الكتبي ومحمد راشد محمد رشود الحمودي ومحمد عبدالله سعيد بن هويدن الكتبي...وسموه يؤكد أهمية الاستماع إلى المواطنين والاهتمام بقضاياهم
عقب لقاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعضاءَ لجنة الرد بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، التقى سموه أعضاء المجلس، حيث وجه سموه لهم الشكر على جهودهم القيمة المتواصلة وذلك في اشارة من سموه الى نوعية القرارات المتخذة وأسلوب مناقشتها، الذي يعكس وعياً وإدراكاً لمصلحة الوطن والمواطن، مؤكدا سموه أهمية الاستماع للمواطنين والاهتمام بقضاياهم ومطالبا أعضاء المجلس الاستشاري بالحرص على المتابعة في هذا المجال.
وأشار سموه الى متابعته الشخصية للبث المباشر في إذاعة الشارقة كأحد السبل لتلمس مشاكل المواطنين عن قرب والحرص على حلها في أسرع وقت ممكن، مؤكدا انه يطلع بصورة مستمرة على الأحوال المعيشية لأبناء الإمارة وأنه على دراية بمختلف شؤونهم ويحرص بشدة على تهيئة سبل العيش الكريم المستدام ليس للأجيال الحالية فحسب وإنما للأجيال المقبلة.
وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال اللقاء، أن كل ما يبذل من جهود انما يبدأ من المواطن ومصلحته وينتهي بالوطن وعزته وازدهاره وأن الشارقة تسير بخطى متسارعة نحو التطوير العمراني خاصة في المناطق القديمة، مع الحفاظ على هويتها ومبانيها التراثية دون إغفال مصلحة أصحاب تلك المباني وتعويضهم في مختلف المناطق التي ستمتد لها يد العمران والتطور، مشيراً سموه الى ما قدمته الشارقة من تعويضات وصلت الى نحو 600 مليون درهم لأهالي المناطق التي تم تطويرها.
ودعا سموه الأسرة الى الاهتمام بالأبناء وان يقوم كل فرد فيها بواجبه الذي يمليه عليه ضميره، والذي سيسأل عنه يوم الدين، مشيراً سموه الى مشاركة الشارقة وإعانتها للأسرة عبر مراكز الناشئة والشباب المنتشرة في أرجاء الإمارة لتقوم بدورها وتسهم في التنشئة السليمة لأبنائنا والحفاظ على هويتهم وحمايتهم من الانحرافات السلوكية والبعد عن الرذيلة وإتاحة الأجواء المناسبة لهم للحوار البناء وتكوين الشخصية الواعية التي تشارك بفعالية في بناء المجتمع، وهو ما تسهم فيه مجالس شورى الأطفال والشباب بصورة كبيرة.
كما دعا سمــــوه الابناء من مختــــلف الأعــــمار والاهــــتمامات الى الانخراط في مـــــراكز الناشئـــــة والشباب التي توفـــــر لهــم كافة البرامج والفعاليات التي تعزز من إمكاناتهم وتصقل شخصياتهم وتـــــزيد من ثقافتهم وقدراتهم على التعامل مع مجريات العصر.
دور العلم والتعليم
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه على دور العلم والتعليم وضرورة الأخذ بأسبابه وهو الأمل الذي تضعه الشارقة نصب عينيها لدفع عجلة التقدم والنماء في البلاد، منوها سموه بدور المدينة الجامعية في الشارقة بمختلف كلياتها في هذا المجال. وأشار الى رصده سنويا ألف منحة دراسية لأبنائه وبناته المواطنين من غير القادرين لتشجيعهم وتمكينهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية في مختلف التخصصات حتى لا يحرموا من فرصة نيل العلم ولا تحرم بلادهم من نور عقولهم وطاقاتهم الكبيرة.
وأشار سموه في هذا المجال الى ضرورة تعميم المدارس النموذجية في مختلف مدن ومناطق الشارقة، الأمر الذي وجه به سموه مجلس الشارقة للتعليم، الى جانب توجيهه المجلس الى الاهتمام برفع التحصيل العلمي لطلبة الثانوية العامة في مجال اللغة الانجليزية كونها أحد المتطلبات الرئيسية للالتحاق بالتعليم العالي. ونوه سموه في هذا المجال بتوجه الشارقة الى زيادة الحرص على اعتماد معيار الكفاءة والإنجاز وتقييم أداء العاملين لتهيئة فرص العمل المناسب، حيث ستشهد الامارة خلال الفترة المقبلة فتح مجالات اكبر للتوظيف أمام الشباب الخريجين في مختلف التخصصات والشواغر المتاحة في دوائرها وهيئاتها الحكومية.
إسهامات المتقاعدين
على صعيد آخر، أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإسهامات المتقاعدين الفاعلة في خدمة الوطن في مختلف مواقعهم الخدمية، التي كان لها أكبر الأثر في تطوره وازدهاره، معربا سموه عن اعتزازه بخبرات الكثيرين منهم وقدرتهم على مواصلة العطاء لبلادهم من خلال مواقع أخرى جديدة، لاسيما في المجلس الاستشاري والمجالس البلدية والمجالس الأخرى التي تقدم خدمات جليلة للوطن والمواطنين.
ولم يغفل حديث صاحب السمو حاكم الشارقة لأعضاء المجلس الاستشاري قطاع الصحة، الذي أكد سموه ما سيشهده من اهتمام متزايد في الفترة المقبلة، حيث سيتم التركيز على الارتقاء بكل ما يقدمه من أجل توفير أفضل الخدمات الصحية والعلاجية لجميع أفراد المجتمع.
وفي ختام اللقاء، تناول الجميع طعام الغداء على مائدة صاحب السمو حاكم الشارقة بقصر البديع العامر.
