شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، فعاليات الحفل الختامي لجائزة حمدان بن محمد بن راشد العالمية للتصوير الضوئي في دورتها الأولى، الذي أقيم في حديقة برج خليفة، بحضور معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي، وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعبدالله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي بدبي، وحشد كبير من الإعلاميين والمصورين من مختلف أنحاء العالم، بالاضافة الى الجمهور الذي وجهت له الجائزة دعوة مفتوحة للحضور.
وكرم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين في الجائزة الكبرى والفائزين عن محور حب الأرض، فيما كرم سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين عن المحورين العام ، ودبي.
وقال علي بن ثالث الأمين العام للجائزة خلال كلمة ألقاها: “في ذاك اليوم الذي عقدنا فيه العزم، وبتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على إطلاق جائزة تمثل الرابط القوي والأمثل بين المصورين على مستوى العالم، وضعنا نصب أعيننا أهدافا استراتيجية وفق معايير عالمية تتحق معها رؤية سمو راعي الجائزة الذي اختصر علينا كل المسافات بقوله: “نريد أن نجمع إبداعات مصوري العالم هنا في دبي “.
نهج
واكد ان تلك الحروف التي تمثل نهجا في حد ذاتها، كانت تتطلب عملا كبيرا سبقه تخطيط منظم، وتلاه تنفيذ دقيق، إلى ان وصلت الجائزة لهذا اليوم الذي يجتمع فيه الجميع للاحتفال بالفوز، وما هذا التجمع سوى ثمرة صغيرة مما تطمح الجائزة لجنيه على مدى السنوات المقبلة.
وأضاف: “تلبيتكم دعوتنا ما هي إلا دليل على مدى اهتمامكم بهذا الفن الذي اقتحم عالمنا بعد أن تحول من مجرد هواية إلى احتراف ومهنة لا غنى لكثير من القطاعات عنها، إن لم تكن كلها، وحضوركم لهو خير تأكيد على أننا مضينا في خطوتنا الأولى بخير ما يمكن أن تكون، رغم طموحنا غير المحدود ، إلا أننا نثق أننا وفي ظل قيادتنا الرشيدة وتوجيهات سمو راعي الجائزة سنصل إلى غاياتنا وأهدافنا التي لم نتنازل معها عن المركز الأول” .
وأكد أن الجائزة وردتها مشاركات وصفها بالرائعة، مشيرا إلى انه لو كان بالامكان لجعلوا من كل المشاركين فائزين، الا انه في سباق التميز هنالك دائما منتصر واحد ومتميزون كثر.
وأوضح ان من لم يحالفه الحظ ففي تميزه شهادة بحد ذاتها قدمها لهم ابرز المحكمين والخبراء على مستوى العالم، ممن اشادوا بالاعمال المقدمة واختاروا من بينها الفائزين بكل عناية ودقة.
وأضاف: “نصدقكم القول أننا فعلا استمتعنا بأعمالكم ، بل نحن الممتنون لكم لما قدمتموه لنا من أعمال استطاعت أن تنقلنا إلى عالمكم، ونحن في أماكننا، فهذه حقيقة ومتعة التصوير، ومع إعلاننا عن الفائزين في الدورة الأولى نحن على ثقة تامة أننا ومع إطلاق الدورة الثانية من الجائزة سنكون أنجزنا الخطوة الأولى التي ستمهد لنا الطريق لمواصلة مشوار تحقيق التطلعات والأمنيات معكم وبجانبكم خطوة بخطوة.
الجائزة الكبري
وحصل على الجائزة الكبرى بيري جابل من فرنسا، وهو يعمل كفنان مستقل، تعرف إلى الجائزة خلال قيامه بالبحث عبر شبكة الانترنت حول مسابقات خاصة بالتصوير، وتعد هذه الزيارة هي الأولى له لدبي، وعلى الرغم من فوزه سابقاً بمسابقات تصوير في الولايات المتحدة وأوروبا، لم يتوقع بيري الفوز بهذه الجائزة التي أسعدته كثيراً.
وحصل على المركز الاول من الإماراتيين المشاركين في محور “ حب الأرض” محمد عبدالله الهاشمي، الذي بدأ التصوير كهواية منذ الصغر لشغفه بأعمال التوثيق، ثم تحول الى محترف مع بدايات 2007، ولم يسبق له الحصول على جائزة بهذا المستوى، وفاز بالمركز الثاني احمد عبدالله آل علي، وهو موظف حكومي بدأ رحلة احتراف التصوير عام 2007، سمع عن الجائزة من خلال الإذاعة والتلفزيون، وحصل على عدة جوائز في فن التصوير الضوئي، منها الأول في مسابقة البيئة بعدسة الكاميرا والتي نظمها نادي تراث الامارات في أبوظبي، ووسام الشرف من الاتحاد الدولي للتصوير عن مسابقة الامارات للتصوير الضوئي.
كما حصل على المركز الثالث مرشد حمد المهيري الذي يمتهن التصوير منذ عام 2005 ، وحصد جوائز عدة، منها المركز الأول في مسابقة (تراثنا هويتنا عام 2009 )، ومسابقة وزارة الثقافة والشباب عام 2011 والثالث في مسابقة الظفرة للتصوير.
محطات
وعن المحور نفسه فاز من المشاركين الدوليين، سعود الفيصل من بنغلاديش بالمركز الأول الذي بدأ رحلة التصوير مبكرا أيام الدراسة، وتحديدا عام 1996، ويعمل في مجال الاتصالات ويؤكد أن في بلاده بنغلاديش يوجد آلاف المصورين المحترفين وهم يتحدثون عن كل الجوائز العالمية ويولونها اهتماما كبيرا، وهذا هو مصدر علمه بالجائزة، فيما فاز بالمركز الثاني ارمن هاري من اندونيسيا ، الذي يمارس التصوير كهواية ، ومن المفارقة انه تقدم للمشاركة قبل يوم واحد فقط من موعد انتهاء التسجيل، بالاضافة الى ديفيد جيرو الذي فاز بالمركز الثالث الا انه لم يتمكن من الحضور لارتباطه بأعمال تصوير في افريقيا.
وفاز في المحور العام من المشاركين الاماراتيين كل من : عفراء هلال بن ظاهر بالمركز الأول ، وهي الفتاة الوحيدة الفائزة بين الفائزين المصورين في كافة المحاور، وعفراء طالبة في الجامعة الاميركية في الشارقة وبدأت رحلتها في عالم التصوير عام 2008 ، وهي حاصلة على الجائزة الاولى في مسابقة الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم للابداع عام 2008 ، وجائزة اخرى نظمتها مدينة دبي للاعلام للتصوير الضوئي.
وحصل على المركز الثاني منصور حمد المناعي ، وهو طالب جامعي حاصل على العديد من الجوائز، ابرزها المركز الأول في مسابقة وزارة الثقافة والشباب على مستوى الجامعات، والمركز الخامس في مسابقة صور من الغربية ، فيما حصل على المركز الثالث محمد عبد الله الجابري ، الذي بدأ احتراف التصوير عام 2008، وهي المشاركة الاولى له على صعيد الجوائز الرسمية.
كما فاز من المشاركين الدوليين عن نفس المحور كل من : ذو الكفل قينساي ، وهو مصور حر ، والمركز الثاني من نصيب بير باولو متيكا من ايطاليا وهو طبيب اسنان في الاصل ومصور هاو، بالاضافة الى المركز الثالث الذي كان من نصيب اوسكار سيجاز من الارجنتين ، وهو يتخذ من فن التصوير هواية له ، على الرغم من انه في الاساس يعمل على جمع التحف الاثرية.
وحول المحور الاخير ، والخاص “بدبي” فقد فاز بالمركز الاول امري ارفيانتو من اندونيسيا ، وهو يعمل في دبي ويمارس فن التصوير كهواية له ، وفاز محمد السلطان من الكويت بالمركز الثاني وهو طالب جامعي بدأ رحلة التصوير عام 2009 ، ولم يكن يتوقع الفوز حسب قوله، كما فاز بالمركز الثالث توماس هيجنبارت من ألمانيا وهو مصور صحافي بدا منبهرا بالتطور الذي تشهده الامارة عاما بعد عام، خاصة وأنه يزورها منذ عام 1986.
وتخلل الحفل فقرة فنية تمزج بين الضوء والظل، حيث رسم راقصون محترفون بأجسادهم لوحة بيضاء شفافة، تتضمن مشاهد من دبي، والرياضات القائمة فيها، والاماكن الترفيهية والسياحية العمرانية، في ايحاءات تدل على ان التصوير ممكن ومتاح في كل ركن من أركان هذه الإمارة الفتية، كما تم خلال الحفل عرض فيلم عن الصور المشاركة والتي لم تفز بأي من الجوائز، إلا أنها كانت من الجمال والروعة ما لا يمكن اخفاؤه ، بل ويستحق العرض.
كما تم عرض فيلم استثنائي عن صور التقطها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي راعي الجائزة، الذي يهوى في الاساس هذا الفن ، وكانت صور سموه تعبر بالفعل عن ارتباطه بالبيئة المحيطة وحبه للطبيعة والحياة البرية، والرياضات المختلفة، فكانت لقطات عن الصيد بالصقور، وسباقات الخيل والهجن، وأخرى لعصافير وطيور نادرة في لحظات نادرة ايضا.
