لم تكن الباحثة الإماراتية فاطمة الحاج عبدالله محمد الحبروش تضع في حساباتها، وهي تعدّ رسالتها لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر.
والتي ناقشتها مؤخراً أمام لجنة التحكيم في جامعة بيروت العربية، أن يخوّلها الموضوع الذي اختارته، والذي تمحور حول "إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وأثرها في تطوّر إمارة الشارقة « 1972- 2009»، لأن تعود من بيروت الى دبي متسلّحة بدرجة الامتياز التي استحقّتها بجدارة.
هي "فكرة الإصلاح والتحديث التي انطلقت مع صاحب السمو حاكم الشارقة منذ أربعة عقود ماضية، والتي بدأت المنطقة العربية تشهدها الآن"، دفعتها لأن تختار عنوان رسالتها.. وهو "الحاكم الفريد في عصره في عالمنا العربي، سواء من ناحية علمه أو من ناحية عدله"، كان الحاضر الأكبر داخل إحدى قاعات الجامعة العربية في بيروت، حيث جلست الدكتورة فاطمة بثوبها الإماراتي التقليدي قبالة لجنة التحكيم، وقالت بتواضع: "توكّلت على الله في اختيار هذا الموضوع، داعيةً اياه التوفيق في عملي.. فإن أصبْت فلي أجران، وإن أخفقت فيكفيني شرف التجربة العلميّة"..
علا تصفيق الحضور في القاعة، فالنجاح أصاب فرضيتها الأولى، مع إشادة لجنة التحكيم، وبلسان أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الدكتور فلاح خالد علي، بـ"الجهد الخلاق" للطالبة فاطمة، والذي "لم يستطِع الكثير من الطلاب بلوغه"، إذ "عملت في التنقيب والتفتيش عن المعلومات الموثّقة، لتخرج بأسلوب علمي متطوّر.. ولذلك، تستحقّ منحها اللقب".
توسع وانفتاح
وبعد أن تطرّقت الى المنهجيّة التي اعتمدتها في دراستها، ومصادر الدراسة وأقسامها، تحدّثت عن مكان وزمان الدراسة، من بوّابة كون "إمارة الشارقة لم تكن لتحظى بمكانة كالمكانة التي تحتلّها اليوم لولا سعي حاكمها وهمّته ونشاطه لنقلها الى قرب أكبر إمارتين، وهما أبو ظبي ودبي"، فـ"التوسّع والانفتاح الاقتصادي الذي هو حكم في أبو ظبي بسبب مكانتها الاقتصاديّة، قاربته إمارة دبي بنشاط وهمّة حكّامها وحكمة سياستهم، مما جعلها في المراتب الاقتصاديّة الأولى في العالم، وبالتالي أدّى ذلك الى التضخّم وارتفاع الأسعار الذي استفادت منه إمارة الشارقة، فانتقل الازدهار الاقتصادي إليها، سيما وأن أوضاعها المالية أقلّ كلفة من أبو ظبي ودبي".
الى ذلك، تجدر الإشارة الى أن رسالة الدكتورة فاطمة، والتي أشرف عليها رئيس قسم التاريخ في جامعة بيروت العربية أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور محمد علي القوزي وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الدكتور حسّان حلاق، تتألّف من: مقدّمة، أربعة فصول، خاتمة، ملاحق، قائمة بالمصادر والمرجع وفهرس المحتويات.. مع الإشارة الى أن لجنة التحكيم ضمّت، إضافة الى القوزي وحلاق، الأستاذ الدكتور يوسف عبيدان والدكتور فلاح خالد علي.
الفصل الأول
الفصل الأول، والذي جاء تحت عنوان "إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في المجال السياسي"، داخلياً وخارجياً، يتضمّن مساهمته في تقريب وجهات النظر بين القبائل في الداخل ووجهات النظر العربية، ودعوته لتواصل المشرق العربي مع المغرب العربي، إضافة الى دوره الرائد في ترسيخ العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، الى جانب تنمية التفاهم بين العرب والغرب.
ويتناول الفصل الثاني، وعنوانه "إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الثقافية والتربوية"، المحاور الآتية: إنشاء دائرة الثقافة والإعلام، جامعة الشارقة، المؤسّسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة الأميركية في الشارقة، أكاديميّة الشارقة للعلوم الشرطيّة، تطوير العملية التعليميّة في منطقة الشارقة، بالإضافة لاهتمامه بمعارض الكتب.
ويتحدّث الفصل الثالث، وعنوانه "خطّة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المستقبليّة لتوسيع إنجازاته وتنويعها وتفعيلها على مختلف الأصعدة"، عن: مشاركة الشارقة في معرض فرانكفورت للكتاب، التطوّر والتجديد في بينالي الشارقة، هيئة المسرح العالمي والاختبار العربي، أيام الشارقة الثقافية والمسرحية والتراثيّة، وإقامة قصر الثقافة وتخصيص مشروع للنهوض بهذه الثقافة.
أما الفصل الرابع، والذي حمل عنوان "إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في مجال الإدارة والأشغال والخدمات والزراعة"، فيتضمّن العناوين التالية: إنشاء المجلس التنفيذي والمجلس الاستشاري، النهضة الحضاريّة من خلال البلديّة وإدارتها، وزارة الأشغال العامة ودائرة التخطيط.
