طالب عاملون في قطاع التربية والتعليم بإصدار قرار يتخذ صفة الضرورة القصوى من قبل وزارة التربية والتعليم " تحدد فيه فترة زمنية لتقديم استقالات الإدارات والهيئات التدريسية وعدم ترك المسألة مفتوحة بسبب ما تحدثه من حالة ارباك تلقي بأثرها السلبية على الطلبة بصورة أساسية، مؤكدين أنه على الوزارة أن تحدد آليات تقديم الاستقالة، مبدين اعتراضهم على ما يحدث، خاصة في مستهل كل عام دراسي وفي ظل وجود عجز في الكوادر التدريسية حتى الآن.
الشارقة
وقالت منى شهيل نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية، انهم فوجئوا بالاستقالات المتتالية التي تقدم بها أصحابها من إدارات وهيئات تدريسية أغلبيتهم من المواطنين ومن الخبرات، لافتة الى ان المنطقة التعليمية وفي اقل من شهر تلقت 12 طلب استقالة، منها 8 كوادر مواطنة و4 من الوافدين، مشيرة الى ان المشكلة تكمن في انقطاع المعلمات عن العمل فور تقديم الطلب ما يجعلهم في موقف لا يحسدون عليه.
وأضافت: ( على الوزارة أن تضع قانوناً يحدد موعد قبول الاستقالات أو طلبات التقاعد على أن يكون مع نهاية العام الدراسي وليس في بدايته).
وقالت: ( هناك معلمات يقدمن الاستقالة وبعد أن نبدأ بالإجرءات يغيرن رأيهن، نريد حلاً يخدم العملية التعليمية لا أن يزيدها تعقيداً، ونحن الآن نعاني من فراغ واستقالات والبدائل غير متوفرة ).
وأشارت شهيل الى أن عدد الاستقالات مرشح للزيادة الا في حال اصدار قرار ملزم من قبل التربية يمنعها ويحدد شهراً معيناً لقبولها.
استقطاب
وذكر محمد ماجد رئيس قسم الخدمات المساندة في المنطقة أن الاستقالات وصلت إلى 12 وان هناك حاجة لاستقطاب وجــــذب هــذه الطاقــات وعدم التفريط بها،
لافـتاً الى أن بعض المدارس تعاني بالأساس من نقص في الكادر التعليمي، مشدداً على ضرورة توفير البديل الكفؤ بسرعة.
رأس الخيمة
أكد إبراهيم حسن البغام النعيمي نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، أن الغياب المفاجئ الذي ينتج عن تقديم الاستقالات المفاجئة في الميدان التربوي، يؤثر بصورة سلبية ومباشرة على العملية التعليمية بل والتربوية على الطلبة في بيوتهم، عبر تأثر تحصيل الطلبة نتيجة الغياب المفاجئ للمعلم وضياع الوقت في حالة عدم التمكن من إيجاد بديل سريع للمعلم خاصة في بعض التخصصات العلمية مثل الفيزياء والكيمياء، لافتاً الى أن الوقت عنصر أساسي في التعليم وغيابه لا يمكن تعويضه دون إحداث ضرر نوعي سواء في طريقة التدريس وجودتها أو في كمية المادة التعليمية التي يضطر المعلم إلى شرحها بصورة عاجلة ومختصرة للطلبة كي يستطيع ان يتم المنهج المطلوب منه.
مهمة
وأضاف البغام أن على المعلمين ان يربطوا الحس الوظيفي لديهم بالوطني ويستشعروا أهمية المهمة التي يقومون بها وأثرها في الارتقاء بالمجتمع والدولة عبر إعداد جيل واعٍ وماهر ومتمكن من الدخول في مختلف التخصصات التي تخدم الدولة بجدارة، خاصة وان عملية الاستقالة لها وقت محدد من قبل الوزارة بالتالي فإن التفكير بها لابد ان يستبقها بأشهر لا أن يكون فجائياً بحيث يربك القائمين على توفير البدائل في المنطقة التعليمية والذين يخططون أعمالهم وفق الاحتياجات البشرية التي سجلت من قبل، وهذا الأمر منوط بإدارات المدارس لنشره وتحديده داخل مدارسها بداية كل عام عبر التواصل مع المعلمات والمعلمين.
تنظيم
واتفق عامر الحسن رئيس وحدة الموارد البشرية في منطقة رأس الخيمة التعليمية مع البغام في مسؤولية المدارس على تنظيم بل والحد من أمر الاستقالات خاصة الفجائية في الميدان التربوي، مبينا ان 20 % ممن قدموا استقالات فجائية كان نتيجة البيئات الطاردة في المجتمع المدرسي، فبعض إدارات المدارس لم تستوعب معلميها ولم تسع لحل مشاكلهم ومحاولة تكييفهم داخل البيئة المدرسية، مشيرا الى ان 18 استقالة قد وصلت الى المنطقة التعليمية مع بداية العام الدراسي الحالي، إضافة إلى 74 استقالة خلال الفترة الماضية، وتنوعت الأعذار ما بين انتهاء الخدمة والتقاعد ومرافقة مريض أو المرض .
وذكر رئيس وحدة الموارد البشرية في منطقة رأس الخيمة التعليمية ان هناك جهوداً كبيرة تقوم بها المنطقة التعليمية سواء على مستواها أو على مستوى الوزارة والمناطق التعليمية الأخرى مثل عجمان والفجيرة وذلك للتنسيق في حالة عدم تواجد بديل سريع للاستقالات، حيث يرفض بعض معلمي الاحتياط العمل في المناطق البعيدة فيتم عندها التنسيق مع باقي الجهات لإيجاد حل سريع، مؤكدا ان هناك 900 معلم احتياط في منطقة رأس الخيمة التعليمية والبديل غالباً ما يكون سريعاً إلا في بعض المواد العلمية.
شواغر
وقالت فاطمة الشامسي مديرة مدرسة الرماقية، إن لديها شواغر حتى الآن لم يتم سدها، متخوفة من حالات التقاعد والاستقالات المفاجئة إذ تجد المعلمة وقد تقدمت بالاستقالة دون أي مقدمات، فيما يبقى الطالب بلا معلمة حتى توفر البديل لها.
أكده محمد الشمري مدير مدرسة الراشدية الثانوية قائلًا إن المدارس الثانوية تعتبر متضرراً رئيسياً من أي شاغر مفاجئ قد يحدث، مطالباً الوزارة بسرعة إصدار قانون يمنع قبول أي استقالة قبل شهر مايو مثلًا وان يخصص هذا الشهر لمن يرغب بترك حقل التعليم وبذلك تحمى المدارس من الفراغ الذي يحدث ويأخذ المستقيل وقته للتفكير بالقرار قبل الإقدام عليه.
قلق
وقالت مريم محمد النعيمي مديرة مدرسة الظيت للتعليم الثانوي " بنات" ان مشاكل الاستقالات المفاجئة تشكل قلقاً في ادارة المدرسة، ليس لغياب البديل بل لأن علامات الاستفهام تحيط بالبديل فغالباً ما يكون ليس بذات الجودة بسبب صغر سنه وحداثة تخرجه، كما أن الطالبات يحتجن الى وقت للتعود على البديل وتقبله والفهم منه، وفي حالة عدم كفاءته وعدم توفر بديل تقوم المدرسة بتطويرها والعمل على دعمها بخبرة المعلمات الأكبر سنا عبر حصص المشاهدة وغيرها لكن هذا الأمر يأخذ وقت ويضيع على الطالبات الفائدة، واحياناً تفتقد المعلمة الاحتياط إلى الإدارة الصفية الأمر الذي يثير استياء الطالبات وشكاوى أولياء الأمور، ويكون تأثيره على الوقت وجودة المادة التعليمية.
مسؤولية
أكدت مديرة مدرسة الظيت الثانوية، ان إدارة المدرسة تتحمل مسؤولية ايجاد حلول سريعة في حالة الاستقالات المفاجئة، وذلك عن طريقة توظيف جهودها في التواصل الدائم مع المعلمات في معرفة أسباب الاستقالة ومحاولة الحيلولة دونها إذا لم يكن السبب مقنعاً، وقد مرت بها مثل هذه المواقف فقامت بمحاولة استمالة المعلمة وتبيان تأثير هذه الاستقالة المفاجئة على الصف ومصير الطالبات واهاليهن الذين يتابعونهم وينتظرون لحظة تخرجهن، كذلك على الدولة التي لا تبخل على مواطنيها بشيء فلابد ان يكون رد الجميل بالالتزام ووضع مصلحة الوطن أولاً وأخيراً.
