أشادت الوفود العالمية المشاركة في فعاليات القمة العالمية للنهوض بالتعليم بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العملية التعليمية في الدولة ، وعبروا في ختام اعمالهم عن تضامنهم مع التوصيات التي أطلقتها القمة، والتي أكدت ضرورة إحداث تغيير شامل وتفعيل العمل المشترك معاً من أجل بلوغ الهدف وتحقيق النهوض.

وتضمنت التوصيات اتفاقاً بين المشاركين على تعزيز العمل المشترك بين جميع الاطراف والتأكيد على أنه من غير المجدي اعتماد إصلاحات سريعة لمواجهة أوجه القصور في أنظمة التعليم العالمي، وشددت على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة.

واتفق الحاضرون في القمة على ضرورة متابعة التعاون ووضع الخطط الراسخة التي تساهم في تحقيق عملية النهوض والتي تتضمن لقاءات منتظمة بين مجموعات العمل وتغطية كافة المجالات كالتمويل والتعاون ما بين القطاعات المختلفة والاتفاق على إعداد منصة شبكية عبر الإنترنت وتشكيل لجنة تتابع تنفيذ توصيات القمة العالمية للنهوض بالتعليم.

وأكد إيان ويتمان رئيس مديرية التربية والتعليم التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الدولية أن التعليم من الأمور الهامة والأساسية من أجل بناء اقتصاد متين ومستدام، وقد كانت هذه الفكرة من أبرز الأمور التي تداولتها القمة.

ودعا الى إعداد شبكة خاصة بقمة النهوض بالتعليم، تتضمن القادة والملتزمين الذين يؤمنون بأن هذه الشبكة قادرة على صناعة الفارق. واشاد الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم البحريني بالقائمين على هذا الحدث، وتقدم بالشكر لمجلس أبوظبي للتعليم على نجاحه في استضافة أبرز الخبراء، مشيرا الى ان التعليم اصبح اليوم ركناً أساسياً في كل المسيرة التنموية.

منظومات تربوية

وتضمنت القمة مواضيع هامة وطروحات وحوارات حول العديد من الأمور المتعلقة بالتعليم وكيفية الارتقاء به، سواءً على صعيد الطالب أو المدرسة أو المعلم أو المنهج وغير ذلك من مواضيع الشراكة الاجتماعية.

وقال معالي الدكتور عبداللطيف عبيد وزير التربية والتعليم التونسي ان القمة تميزت بما طرح خلالها من أفكار هامة ولكونها تناولت أغلب جوانب المنظومات التربوية في العالم، وقد كانت المشاركات التي شهدتها القمة متنوعة وتشمل مختلف دول العالم ومنها دول متقدمة في المجال التربوي، كما كانت مناسبة هامة للتعرف إلى جهود إخوتنا في دولة الإمارات والعاصمة أبوظبي في مجال التطوير التربوي وللاطلاع على برنامج النهوض بالتعليم الخاص بهم.

وتطرق معالي الدكتور تيسير النعيمي وزير التربية والتعليم السابق في المملكة الأردنية الهاشمية الى ما طرحته القمة من موضوعات على مستوى كبير من الأهمية فيما يتعلق بالتصدي للمشكلات الأساسية للنظام التعليمي في دول العالم كافة وتباحث المشاركون فيها حول كيفية مقاربة الإصلاح والتطوير، فقد حان الوقت لإيقاف الإعلان عن التوصيات والقرارات من أجل الإعلان عن بدء التنفيذ.

واستعرض معالي الدكتور حسان دياب وزير التربية والتعليم اللبناني ما تميزت به هذه القمة من طروحات حول آراء مختلفة من بلدان كثيرة في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى، لافتا الى ان الجميع في العالم يواجهون نفس التحديات التي نعاني منها في المنطقة. نهضة شاملة

أوضح الدكتور رفيق مكي مدير مكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية في مجلس أبوظبي للتعليم، أن عملية النهوض بالتعليم يجب أن تكون شاملة فنحن غير قادرين على تغيير المناهج بمعزل عن تغيير المعلمين، ولا يمكننا تغيير المعلمين بمعزل عن مؤسسات التعليم العالي، ولا نستطيع القيام بأي من ذلك دون تغيير العقلية التقليدية للقادة التربويين.

كما أكد أن إرث القمة العالمية للنهوض بالتعليم سيستمر بعد انتهاء الحدث الذي استمر ليومين في فندق قصر الإمارات، ومن أجل متابعة الحوارات فقد تم تأسيس موقع خاص على شبكة الإنترنت وسيسمح هذا الموقع للمشاركين بنشر رسائلهم ومستنداتهم، كما سيتم تنفيذ مسح سيساهم في إعداد تقرير يجمع أبرز التوصيات والنتائج التي طرحتها القمة وفقاً للمشاركات التي جرت خلال القمة العالمية للنهوض بالتعليم على مدار اليومين الماضيين.

وذكر أنه سيتم إنشاء مركز للتميز تحت إدارة لجنة تراجع النماذج التي تمت دراستها وتطرقت إليها القمة لتقديم المزيد من التفاصيل حولها وستشكل هذه النماذج المطروحة الأساس الذي تتضمنه التقارير التي ستنشر لتكون في متناول الجميع.