عاد الدكتور مغير الخييلي، مدير مجلس أبوظبي للتعليم، صباح أمس، الطالبة لجين حسين، بمستشفى خليفة بأبوظبي للاطمئنان على صحتها بعد خروجها من العناية المركزة، وتجاوزها مرحلة الخطر من «النزيف الدماغي»، الذي أصيبت به بعد تعرضها للضرب من قبل مجموعة من طلاب مدرستها، حيث تم نقلها، أول من أمس، إلى غرفة خاصة في المستشفى بعد التأكد من تعافيها وسمحت لها إدارة المستشفى بالمغادرة، وقد عاشت أسرتها فرحة كبيرة بعد أن عادت ابنتهم للحياة من جديد بعد (17) يوماً أمضتها في العناية المركزة في حالة غيبوبة، وأكدت والدتها أن شفاء «لجين» معجزة ونعمة من الله تعالى.

ورافق الدكتور مغير الخييلي خلال الزيارة محمد سالم الظاهري، المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بالمجلس، وعدد من المسؤولين بالمجلس والمستشفى.

وشدد الخييلي على أن التحقيق في الواقعة بدأ في المجلس من اليوم الأول لحدوثها، وأنهم يتعاونون في التحقيقات مع شرطة ابوظبي، ولم يتسن لهم استكمالها، في انتظار أن تفيق الطالبة، ليتمكنوا من أخذ إفادتها، وأنه يجري حالياً استكمال التحقيق وأخذ إفادة الطالبة حتى تكتمل الصورة، ويتم بعدها إعلان نتائج التحقيق وتحديد المسؤولين ومحاسبتهم، ونوه الخييلي الى أنه سيقوم بإعلان نتائج التحقيقات والإجراءات التي ستتخذ على ضوئها في مؤتمر صحفي قريباً.

واعتبر الخييلي أن العنف المدرسي موجود في كل دول العالم، وليس في مدارسنا فقط، بل إنه يعد قليلاً بالنسبة لمدارسنا، ولا يصل الى حد أن يمثل ظاهرة، لأن المجلس لم يلحظ تزايداً في حالات العنف بالمدارس، وأنهم يتابعون مثل هذه الحوادث في حال حدوثها في ظل حرصهم على مصلحة وسلامة طلابهم، وقد بدأ التحقيق في حادث الطالبة لجين من اليوم الأول مع المدرسة، كما تابعوا حالتها مع المستشفى، معبراً عن سعادته بشفائها. وفي سؤال لـ«البيان» حول ما إذا كان الاختلاط بين الذكور والإناث في الساحات المدرسية قد يسبب هذا النوع من المشاجرات، أكد الخييلي أن الاختلاط ليس السبب، لأن العديد من المدارس الخاصة بها اختلاط والأمور بها مستقرة، ولكن المسؤولية تقع على عاتق الإدارة المدرسية في ضبط المدرسة وحفظ النظام فيها.

العودة للأسرة

عبرت الأسرة عن شكرها وتقديرها لمجلس أبوظبي للتعليم وللمستشفى، لتعاونهم جميعاً ووقوفهم الى جانب ابنتهم، حيث ذكرت والدتها أن لجين بدأت تفيق، أول من أمس، ووجدت الممرضة تنظف لها جسدها فطلبت منها أن تساعدها على ارتداء ملابسها وسألتها عن أهلها، وقد فرحت الممرضة لأن لجين أفاقت وتحدثت بشكل عادي، فأخبرتهم بذلك وسارعوا إليها، فوجدوها على وعي جيد بما حولها، ولم تصب بأي أعراض جانبية سيئة، مشيرة الى أن ابنتهم كانت بين يدي الله تعالى وحالتها كانت صعبة.

تأكيد الرواية

وأضافت والدتها أن ابنتهم روت حديثاً مشابهاً لما ذكرته صديقاتها حول الواقعة ولكن بصعوبة، لعدم رغبتها في تذكر ما حدث، حيث ذكرت الوالدة، أن أربعة طلاب قاموا بضرب لجين خلال استعدادها للعودة للفصل بعد الفسحة، وضربوها بالأيدي والأرجل، والأهم أن أحدهم ضربها بكوعه على رقبتها وآخر بزجاجة مشروب غازي، وأنها لم تتلق مساعدة من أحد من المدرسة رغم صراخها، وقامت إحدى صديقاتها بمساعدتها للوصول الى الفصل، ودخلت الحصة، ولكنها فجأة بدأت تتألم من رأسها وتم نقلها الى العيادة المدرسية لشعورها بالتعب والغثيان، وعدم القدرة على الرؤية والمشي جيداً.

إهمال المدرسة غير مبرر

مهران حسين، الأخ الأكبر للجين، أكد أن إدارة المدرسة تعاملت بإهمال وتقصير كبيرين مع أخته، سواء على مستوى عدم مساعدتها وقت تعرضت للضرب، وتجاهل حالتها والتعامل معها على أنها شجار عادي، وعدم مبادرتهم بنقلها للمستشفى، ما كان يهدد حياة اخته، مؤكداً أن صديقات أخته تحدثن عن أن الساحة المدرسية مزودة بكاميرات، ولكن إدارة المدرسة ادعت عطلاً في تلك الكاميرات في ذلك اليوم، كما حاولت المدرسة الادعاء بأن أخته في الأساس مريضة.