اثبتت دراسة اعدها الرائد راشد أحمد ناصر الفردان مدير فرع الإحصاء المروري بإدارة المرور والدوريات بشرطة الشارقة ان سلوكيات بعض السائقين العدوانية وخاصــة الشباب في قيادة المركبات تسببت في وقوع معظم الحوادث المروريّة وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بشريّة، حيث يعد هذا الأمر هاجساً كبيراً للعاملين في مجال الضّبط المروريّ، فرغم أن جهود الأجهزة الأمنيّة نجحت في تقليص حجم مشكلة حوادث السّير والوفيّات والإصابات إلى حد كبير، إلا أن الملفت هو استمرار تسبُّبِ أنواعٍ محدّدة من المخالفات المروريّة في وقوع أغلب تلك الحوادث، مما يستدعي الدّراسة لتحديد الأسباب وسبل الوقاية اللازمة. وتعد أكثر مناطق ارتكاب القيادة العدوانية هي الطرق السريعة والشّوارع التي لا يتوفر فيها أجهزة الضبط المروريّ (الرادار) والشّوارع والطّرق التي تشهد اختناقات مروريّة والطّرق التي تقلّ فيها المطبّات.

وفيما يخص السلوك الذي يتسم به القائد العدواني أشار الباحث إلى أن القائد العدواني يتسم بسرعة الانفعال والميل إلى المغامرة والتأثّر بالظروف المحيطة سواء على الطّريق أو داخل المركبة وضعف الثّقافة المروريّة وحبّ التّباهي وتعمّد مخالفة القواعد والأنظمة.

مشكلة عالمية

وتعد الإصابات النّاجمة عن الحوادث المروريّة، مشكلة عالميّة حتى إن هذه المشكلة أصبحت ذات أبعاد اجتماعيّة وصحيّة واقتصاديّة كبيرة للغاية، مما أصبح يتطلّب جهوداً كبيرة من الأجهزة الأمنيّة في دول العالم للتّصدّي لهذه المشكلة، وتركيز الجهود للوقاية من مخاطر الحوادث المروريّة، وفي الوقت الحالي لم تعد الطّرق آمنة، بل أصبحت ساحة لممارسة ما يعرف بالقيادة العدوانية، بما في ذلك حوادث وتعدّيات وقتلى وإعاقات وخسائر ماديّة ومعنوية.

وقد كشفت الدراسة الأسباب التي تدفع قائدي المركبات لارتكاب المخالفات المروريّة التي يقع بسببها حوادث وتخلّف ضحايا، موضحاً أن من بين هذه الأسباب ما يسمى بالقيادة العدوانيّة، والمتمثلـة في إقدام قائدي المركبات على القيادة بصورة عدوانيّة، مع توضيح التأثيرات المترتّبة على هذه الأنماط في القيادة، ووضع الحلول التي تساعد على الحدّ من انتشار هذه الظاهرة.

مفهوم حديث

ويُعتبرُ مفهوم القيادة العدوانيّة أحدَ المفاهيم الحديثة التي حاول المتخصِّصون في السّلامة المروريّة تعريفه بدقّة، ومحاولة قياس هذا النّمط في أسلوب قيادة المركبة بعدّة طرق، فقد ركّزت بعض الدّراسات التي تناولت القيادة العدوانيّة على سلوكيات محدّدة في القيادة، مثل السّرعة الزّائدة أو الاقتراب الشديد من المركبة الأماميّة أو غيرها من الأساليب المخلّة بقواعد وأسس السّلامة المروريّة، وكلّها سلوكيّات ترتبط عادة بالقيادة العدوانيّة، بينما فرّقت دراسات أخرى بين سلوكيّات القيادة العدوانيّة وسلوكيّات القيادة غير الآمنة أو الخطرة، التي تتسبّب في الإخلال بالسّلامة المروريّة ولكنها ليست عدوانيّة بالضرورة، وذلك بناءً على نيّة السّائق.

ومن أهم أنماط القيادة العدوانية (عدم التقدير لمستخدمي الطّريق وعدم الالتزام بخطّ السّير الإلزامي وعدم ترك مسافة كافية ودخول طريق رئيسي من دون التأكّد من خلوّه والقيادة بطيش وتهوّر وتجاوز السّرعة الزّائدة وتجاوز الإشارة الضوئيّة الحمراء).