تحت رعاية معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، افتتح اللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، فعاليات اليوم الأول لملتقى حماية الدولي الثامن لبحث قضايا المخدرات تحت شعار (السلائف والأساسيات الكيميائية - آليات الرقابة بين الواقع والطموح) في نادي ضباط الشرطة بالقرهود، بحضور الفريق بشير المجالي، مدير المكتب العربي لشؤون المخدرات التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب، والدكتور أمين حسين الأميري، وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، والقاضي الدكتور حاتم علي، ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، والعقيد يوسف الخالدي، نائب مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وعدد من مديري الإدارات العامة في شرطة دبي والوفود المشاركة في الملتقى.
وترحم الحضور في بداية الملتقى على روح الفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، الذي توفي مطلع الأسبوع الجاري، سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
وقال اللواء المزينة في كلمته أثناء حفل افتتاح الملتقى: (لقد تصدت مختلف أجهزة مكافحة المخدرات في العقود الماضية من القرن المنصرم إلى كافة المخدرات الطبيعية وخاضت تلك الأجهزة معارك شرسة بغية تجفيف منابع وضرب عصابات المخدرات، وقد أثمرت تلك الجهود في خنق الكثير من تلك العصابات وتفكيكها إضافة إلى القضاء على مناطق الإنتاج، لكن التحدي الأبرز اليوم هو المخدرات التصنيعية والتخليقية والتي يدخل في صناعتها بعض أنواع السلائف الكيميائية التي تدخل أيضاً في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور وبعض صناعة المواد الغذائية والمنسوجات)، لافتاً إلى أن هناك بعض المجرمين الذين يحرفون هذه المواد عن مسارها المشروع ويستخدمونها في إنتاج العديد من أنواع المخدرات التخليقية او التصنيعية، مستفيدين من التقنيات الحديثة في إنشاء المختبرات السرية في مختلف دول العالم، مستغلين ضعاف النفوس من أرباب المصانع والمعامل في استيراد هذه المواد عبر زيادة الكمية لمصلحتهم أو تهريبها عبر موانئ تتساهل في رقابة الحاويات المشبوهة، إما لضعف الكوادر العاملة في هذه المنافذ أو لقلة عدد الموظفين أو الزيادة النشطة في حركة الاستيراد والتصدير في بعض الموانئ العالمية، لذلك جاء هذا الملتقى الدولي الثامن ليسلط الضوء على هذه القضية المهمة وهي السلائف الكيمائية من مختلف جوانبها القانونية والاقتصادية والميدانية والتدريبية، آملين من كافة المتحدثين والمشاركين الذين نعقد الأمل على أطروحاتهم المختلفة في أن يثروا هذا الملتقى الدولي بأفكارهم البناءة وان يقدموا حلولاً جادة وتوصيات عملية تساعدنا جميعا على مكافحة المخدرات.
موضوع الساعة
من جانبه، قال الفريق بشير المجالي: (إن لقاءنا السنوي هذا دليل على مدى اهتمام حكومة دبي ممثلة في القيادة العامة لشرطة دبي وعلى التعاون الجاد في مواجهة جميع أشكال تهريب المخدرات والتصدي لها على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية بصفتها جريمة منظمة تشكل تحديا كبيرا أمام العالم اجمع، مؤكداً أن اللقاء اليوم
للتباحث والتشاور وتبادل الخبرات والمعلومات في موضع خطير ألا وهو السلائف الكيميائية المستعملة في صناعة المواد المخدرة والذي هو موضوع الساعة والتحدي الكبير أمام العالم، وذلك بعد زيادة انتشارها وزيادة الطلب عليها عالمياً وتنوع مصادرها وتصنيعها واستخدامها بحيث أصبح انتشارها على نطاق واسع ومتنام بشكل مستمر وأخذ بالانتشار في أسواق جديدة لها لم تشهدها من قبل).
وأضاف: (ومنذ تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988، بذلت جهود دولية للحد من تسرب هذه السلائف إلى المختبرات السرية المنتشرة في أرجاء العالم، ومن خلال المعلومات الواردة بشأن حركة السلائف والكيميائيات بين دول العالم تبين أن أكثر المواد شيوعا في الاستعمال غير المشروع هي تلك المواد التي تدخل في صناعة الهيروين والكوكايين، لذلك لابد من التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية، إضافة إلى إشراك هيئات المجتمع المدني للتعاون في ضبط تسريب تلك المواد إلى الأسواق السوداء، والتأكد من التطبيق الفعال للمعاهدات الدولية والاتفاقيات الثنائية واستكمال التشريعات الوطنية للتلاؤم مع الأوضاع الجديدة السائدة والمتغيرة).
وأكد الفريق المجالي أهمية وضع أسس تدعم تنفيذ التشريعات والاتفاقيات لحركة السلائف من خلال تحميل المسؤولية للقطاعات المشرفة والمانحة للتصاريح والأذونات لعمليات التصدير والاستيراد، وتشديد الرقابة على الشهادات المستعملة في استيراد أو تصدير تلك المواد ومراقبتها من بلد الإنتاج إلى بلد التصنيع النهائي، مع ربط الاتصال الحاسوبي بأجهزة الرقابة والمتابعة لتتبع عمليات الاستيراد والتصدير لتلك المواد.
تضافر الجهود
وقال العقيد يوسف الخالدي: (في ظل تنامي صور الجريمة بأنواعها المختلفة خاصة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف والمواد الكيميائية لا خيار أمامنا سوى التصدي لذلك الخطر، ففي السابق كانت الرقابة على السلائف والمواد الكيميائية لا تهم سوى عدد قليل من الدول التي تعاني منها، إلا أن تسريب السلائف والمواد الكيميائية اليوم أصبحت تهدد الدول بإخطارها وإضرارها، فمن غير المجدي ان تتصدى دولة أو جهة بصورة منفردة لهذا الخطر دون أن يكون هنالك تضافر للجهود على المستوى الوطني والدولي)، لافتا الى أن التصدي لجريمة المخدرات لابد أن تكون شاملة ولا نركز كل جهدنا على المخدرات والمؤثرات العقلية ونغفل عملية الرقابة على السلائف والمواد الكيميائية أو الجرائم الأخرى المرتبطة بجرائم المخدرات مثل جرائم غسيل الأموال.
جلسات الملتقى
وبدأت الجلسة الأولى للملتقى برئاسة الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، واستهلها روسن بوبف من الأمم المتحدة بورقة عمل عن تنامي استخدام السلائف الكيميائية في التجارة الدولية، بينما تحدث المستشار علي محمد عبدالله النقبي من نيابة دبي عن مشروعية الرقابة على السلائف الكيميائية في المناطق الحرة، وقدم المقدم خبير إبراهيم الدبل من شرطة دبي ورقة عن الإطار التشريعي للسلائف الكيميائية والحاجة إلى تشريع عربي موحد، وتناول جاستيس تيتي، رئيس خبراء المعامل الجنائية في الأمم المتحدة في ورقته البرنامج الذكي للرقابة على المخدرات والمؤثرات العقلية، وقدم فيصل حجازي ورقة عن السلائف الكيميائية والمخدرات الحديثة.
أما الجلسة الثانية فترأسها اللواء سامح الكيلاني، وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في جمهورية مصر العربية، حيث قدم الدكتور أمين الأميري ورقة تناول فيها ادوار وزارات الصحة في الرقابة على السلائف الكيميائية، وقدم العقيد خبير الدكتور عبدالقادر العامري من وزارة الداخلية ورقة عن دور المختبرات الجنائية في الرقابة على السلائف الكيميائية، بينما تناول الدكتور حاكم عبدالرحمن من الإمارات استخدام السلائف الكيميائية في الصناعات الدوائية وصناعة المخدرات (الامفيتامينات)، واختتم العقيد متقاعد كاظم محمد عطيات من جامعة نايف للعلوم الأمنية جلسات اليوم الأول بورقة عمل تحدث فيها عن الجانب الاستخباراتي وتجنيد المصادر في الرقابة على السلائف متخذاً من المصانع السرية نموذجا. تكريم المتقاعدين
في ختام حفل الافتتاح كرم اللواء خميس مطر المزينة الضباط المتقاعدين تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم في مكافحة المخدرات، وهم العقيد المتقاعد عبيد سعيد الشامسي من وزارة الداخلية، والمقدم متقاعد خالد عبدالله عبدالرحمن آل علي، والملازم أول متقاعد عبدالله يوسف محمد، والملازم متقاعد علي أحمد جلال الهوتي، والوكيل متقاعد علي حسين محمد الشافعي والرقيب أول متقاعد علي داد خد جمك من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي. كما وكرم خريجي أول دفعة من برنامج الدبلوم الالكتروني والبالغ عددهم 17 من مختلف الدول العربية، كما كرم المتميزين من العاملين في أقسام السلائف الكيميائية على مستوى الدولة، وعقب ذلك افتتح اللواء المزينة المعرض التوعوي المصاحب للملتقى بمشاركة 18 جهة حكومية وخاصة وعدد من الإدارات العامة في شرطة دبي.
