تشارك القيادة العامة لشرطة أبوظبي، الأربعاء المقبل، في الحدث العالمي لرصد ومتابعة العبور النادر لوصول كوكب الزهرة إلى وضع الاقتران السفلي؛ وهي النقطة الواقعة بين الأرض والشمس، حيث تكون حينها الشمس وكوكب الزهرة والأرض طردياً على استقامة واحدة، ويمرّ كوكب الزهرة من أمام قرص الشمس مباشرة في وضع ما يسمى العبور.

ويعدّ هذا العبور نادراً «آخر عبور القرن»، لن يتكرر إلا بعد 105 أعوام، أي في العام 2117، وخلال العبور ستبدو الزهرة كقرص أسود وحجمها الظاهري 3 في المئة مقارنة بحجم الشمس، وهي ظاهرة لم تتكرر سوى 7 مرات منذ اختراع التلسكوب عام 1610.

وقال الناشط الفلكي نزار سلام، رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك الأخضر، وهو من منتسبي الإدارة العامة للعمليات المركزية في شرطة أبوظبي، عن توقيت العبور بالنسبة لإمارة أبوظبي، إن قرص الزهرة يبدأ بملامسة حافة قرص الشمس الخارجي بما يسمى الاتصال الأول في الساعة 02:08 (الثانية وثماني دقائق)، ويكتمل الدخول وهو الاتصال الثاني في الساعة 2:25 (الثانية وخمسة وعشرون دقيقة)، وكلاهما «بعد منتصف الليل»، ولذلك لن يكون العبور مرئياً بسبب وجود الشمس تحت خط الأفق الشرقي.

ويصل كوكب الزهرة إلى أوج العبور نحو الساعة 5:31 (الخامسة وإحدى وثلاثين دقيقة) صباحاً وهنا يمكن مشاهدته مع بداية شروق الشمس في أبوظبي نحو الساعة 5:33 (الخامسة وثلاث وثلاثين دقيقة)، وتكون فرص الرؤية أفضل بمشاهدة دورة العبور من الإمارات الشمالية بسبب فارق توقيت شروق الشمس المبكر نسبياً والبالغ نحو تسع دقائق في إمارة الفجيرة.

خروج الكوكب

وأوضح سلام أن الكوكب سيبدأ بالخروج من المنطقة الداخلية للشمس بما يسمى الاتصال الثالث نحو الساعة 8:36 (الثامنة وست وثلاثين دقيقة)، وأخيراً يكتمل الخروج الكلي للكوكب من أمام قرص الشمس وهو الاتصال الرابع في الساعة 8:54 (الثامنة وأربع وخمسين دقيقة) صباحاً، وهكذا يكون العبور قد دام قرابة 6 ساعات و47 دقيقة.

وأشار إلى أن الحدث سيُشاهد على نطاق واسع وكلي في كل من غرب المحيط الهادئ (ألاسكا وهاواي)، شرق آسيا، وشرق أستراليا. بينما تشهده أستراليا الغربية، وغرب ووسط آسيا، وشرق أفريقيا وأوروبا مع بداية ساعات الصباح الأولى توسط ونهاية مراحل العبور، لاسيما وأن الشمس تشرق في هذه المناطق وعملياً كوكب الزهرة في داخل قرص الشمس.

 كما تشاهد بداية مرحلة العبور فقط قبل مغيب شمس 5 يونيو في معظم أميركا الشمالية والجزء الشمالي الغربي من أميركا الجنوبية. وذكر أنه سيتم نقل وتسجيل حدث العبور من بدايته حتى انتهائه من موقع الرصد في منطقة كورنيش أبوظبي باستخدام مجموعة تلسكوبات، وعدة كاميرات مخصصة لتصوير مراحل العبور ونقل الحدث.

المشاهدة بالعين المجردة

من جانبها، حذرت الدكتورة أماني محمد توفيق، اختصاصية أمراض العيون في إدارة الخدمات الطبية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، من مشاهدة عبور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس بالعين المجردة من دون استخدام وسائل آمنة.

حيث إن أشعة الشمس القوية وكذلك الإشعاعات غير المرئية منها الأشعة تحت الحمراء تضر بشبكية العين، فمن الخطأ جداً النظر إلى قرص الشمس، إذ قد تسبب أشعتها القوية حرقاً وتلفاً في البقعة الصفراء بالشبكية أو ما يسمى بمركز الرؤية بالعين، وهي منطقة صغيرة مسؤولة عن الرؤية الدقيقة المركزة، وعن رؤية الألوان والتي لا يوجد لها علاج في حال إصابتها بالتلف.

وأضافت، يجب استخدام نظارات خاصة للرؤية السليمة والآمنة، كما يمكن مشاهدة العبور عن طريق المناظير المزودة بفلاتر ضوئية، وكذلك عن طريق المناظير الشمسية وهي مناظير مزودة بفلاتر هيدروجينية.