دعت زبونات عدد من صالونات التجميل إلى تشكيل فرق تفتيش نسائية مختصة للرقابة على هذه المنشآت، باعتبارهن الأجدر على كشف خبايا الممارسات السلبية التي تقوم بها الصالونات، والتصدي لها بكل حزم، خاصة وأنها تضر بشكل مباشر بصحة وسلامة أفراد المجتمع، حيث يسعى أصحاب الصالونات عبر لجوئهن إلى بعض الممارسات الخاطئة إلى جني ارباح إضافية في مقابل توفير خدمة لا تتوافر فيها معايير السلامة المطلوبة.
وأكدن على أهمية وجود كوادر نسائية متخصصة تكون مهمتها فقط متابعة عمل صالونات التجميل التي تشهد معدلات إقبال مرتفعة على مدار العام من مختلف القطاعات النسائية، ما يتطلب وجود رقابة مشددة تواكب هذا الإقبال للتصدي لمختلف الممارسات السلبية مثل استخدام بعض المواد غير المطابقة لاشتراطات الصحة والسلامة العامة، وكذلك إهمال وسائل التنظيف والتعقيم وغيرها من البنود التي حددتها بلدية أبوظبي لعمل هذه المنشآت.
من جانبها، أكدت بلدية أبوظبي أن صالونات التجميل النسائية تخضع لزيارات تفتيشية دورية ومفاجئة على مدار العام، يتخللها حملات تفتيشية موسعة للتأكد من التزامها بالضوابط الصحية المطلوبة، مشيرة إلى هناك بعض المفتشات المتخصصات يقمن بأداء دور المفتش السري من خلال ذهابهن لهذه المنشآت باعتبارهن زبائن عاديين ويقمن برصد اية مخالفات في هذه المنشآت واتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور، كما يتم القيام بحملات تفتيشية ليلية على صالونات التجميل في أوقات الذروة المسائية لرصد أية مخالفات.
وتفصيلا، قالت هند سالم "ربة بيت" إن صالونات التجميل النسائية تلجأ في بعض الأحيان إلى استخدام بعض المنتجات كالصبغة والحناء، تكون غير مطابقة للمواصفات، جراء احتوائها على عدد من المواد الضارة، فالبعض يلجأ إلى خلط الحناء بمواد بترولية على سبيل المثال او استخدام منتج لفرد الشعر زهيد الثمن يكون عبارة عن "خلطات" لمواد مختلفة، ما قد يتسبب في مشاكل صحية للنساء اللائي يقصدن هذه الصالونات.
حاجة ملحة
وأوضحت أن هناك حاجة ملحة إلى وجود فرق تفتيش نسائية متخصصة على دراية تامة بطبيعة عمل هذه المنشآت والممارسات الخاطئة التي تلجأ لها في بعض الأحيان من أجل تحقيق مكسب اكبر وبتكلفة قليلة، مشيرة إلى تشديد الإجراءات الرقابية أصبح ضرورة ملحة من اجل التصدي لممارسات بعض هذه الصالونات.
وقالت عبير إبراهيم "ربة بيت" انها عانت من تجربة صعبة كادت أن تتسبب لها في مضاعفات صحية، في أعقاب لجوئها إلى أحد الصالونات النسائية، وقيامها برسم الحناء، لتفاجأ عقب أيام معدودة بتعرضها لالتهابات في اليدين استغرقت أكثر من شهر إلى أن تعافت منها، مشيرة إلى انها اكتشفت أن الحناء التي قامت باستخدامها في الصالون تحتوي على مواد بترولية تسببت لها في هذه المشاكل الصحية.
إقبال متزايد
وأوضحت ان صالونات التجميل النسائية تشهد إقبالاً متزايداً من مختلف فئات المجتمع النسائية على مدار العام، وهو ما يتطلب معه ضرورة وجود تفتيش صارم على عمل هذه المنشآت، مشيرةً إلى ان وجود مفتشات نساء يقمن بهذا الدور يعد امراً هاماً، خاصة وأنهن الأجدر على اكتشاف خبايا الممارسات السلبية التي تتم في هذه الصالونات.
وقال مصدر في بلدية أبوظبي إن إدارة الصحة والسلامة حريصة على متابعة ومراقبة هذه المراكز بشكل دوري من خلال تكثيف حملات الرقابة والتفتيش ضمن منهجية مدروسة تغطي جميع هذه المراكز للتأكد من مدى التزامها بتطبيق اللوائح التي تنظم عملها بما يتواءم مع متطلبات الصحة والسلامة لأفراد المجتمع، مؤكداً أهمية التزام هذه المنشآت بالمعايير الصحية المطلوبة لمزاولة هذه الأنشطة لما لها من أثر مباشر في صحة أفراد المجتمع.
وأوضح ان هناك تطويرا مستمرا لآليات الرقابة الصحية في كل المرافق وخاصة ما يتعلق منها بصحة وسلامة المجتمع، حيث تضع البلدية شروطاً صحية صارمة سواء على العاملين في هذه المحال أو على الأدوات المستخدمة التي يجب أن تكون متطابقة مع المقاييس والمعايير الصحية وشروط السلامة العامة، مشيراً إلى ان هناك توعية مستمرة لأصحاب صالونات ومراكز التجميل والعاملين فيها بالممارسات الصحية الواجب اتباعها في منشآتهم بالإضافة إلى توعية مرتادي صالونات التجميل بطرق الحفاظ على سلامتهم وصحتهم.
وكانت بلدية أبوظبي نظمت مؤخراً ورشة عمل حول الممارسات الإيجابية والسلبية في مراكز التجميل بمشاركة أكثر من 400 متخصصة بمراكز التجميل في أبوظبي، وسعت من خلالها إلى رفع مستوى الوعي الصحي وإرساء المعايير الصحية اللازمة التي تحقق أعلى مستويات الوقاية وحماية مرتادي مراكز التجميل من أخطار السلوكيات الخاطئة التي من الممكن أن تتسبب في حدوث إصابات و نقل عدوى أو أي نتائج صحية غير سليمة.
ودعت البلدية السيدات اللواتي يرتدن الصالونات إلى التأكد من أن المواد المستخدمة في هذه الصالونات طبيعية وخالية من الإضافات الضارة بالصحة ، وضرورة التبليغ عن أي مخالفات يتم ملاحظتها أو رصدها للمحافظة على صحتهن وسلامتهن.
ضوابط
حددت بلدية أبوظبي مجموعة من الضوابط التي يجب على صالونات التجميل الالتزام بها من أجل ضمان عدم التعرض للمسألة القانونية، ومنها ضرورة الحفاظ على النظافة العامة للمكان والاهتمام بعملية تعقيم وتنظيف المواد المستخدمة، وعدم استخدام مواد مجهولة المصدر والتي لم تستوف شروط البطاقة التعريفية مثل اسم المادة، وماركتها، وبلد الصنع، ومحتويات المادة، ووزن العبوة وطريقة التخزين والاستعمال، والبار كود والتحذيرات الطبية.
كما تحظر البلدية استخدام الخلطات غير المعروفة، وكذلك المواد والتي تكون على أشكال صيدلانية، والمنتجات التي تحتوي على إدعاءات طبية وعلاجية، بالإضافة إلى حظر استخدام أجهزة الليزر على اختلاف أنواعها ومنع استخدام الحناء السوداء أو خلط الحناء بالمواد البترولية.
