انطلقت صباح أمس الدورة الدولية لتأهيل مثقفي الأقران التي تنفذها مؤسسة مينتور العربية بالتعاون مع مركز حماية الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات بشرطة دبي، وذلك بمشاركة سبع دول عربية هي الإمارات، ولبنان، وفلسطين، وموريتانيا، والأردن، وليبيا، والمغرب، وعدد من العاملين في أجهزة مكافحة المخدرات، ومؤسسات المجتمع المدني.

وأوضح المقدم خبير الدكتور إبراهيم الدبل، مدير إدارة خدمة التدريب الدولي في الإدارة العامة لخدمة المجتمع بشرطة دبي والمنسق العام لبرنامج حماية الدولي، أن هذه الدورة جاءت بتوجيهات من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، بهدف وضع برامج وقائية لتوعية الشباب وتحذيرهم من خطر المخدرات بشكل مباشر، ومن خلال التعاطي مع المفردات الثقافية والمجتمعية التي تدفعهم إلى الدخول في هذه البؤرة الفاسدة دون وعي أو إدراك.

وتستهدف الدورة تدريب عدد من الشباب على تأدية دور المثقفين بحيث يعرفون أقرانهم بمخاطر هذه الآفة.

 

مؤشرات

وأضاف الدكتور الدبل أنه من خلال الاجتماعات الدورية للجنة العليا لبرنامج حماية للتعرف على أهم المؤشرات واتجاهات تعاطي المخدرات، سواء في المنطقة العربية بشكل عام أو دولة الإمارات بشكل خاص، لوحظ ازدياد نسبة تورط الشباب في التعاطي لذا وجه اللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، رئيس اللجنة العليا لبرنامج حماية الدولي بأهمية التعامل الاحترافي مع هذه القضية من خلال دورات تدريبية مكثفة لا تستهدف فقط العاملين في أجهزة المكافحة بل كذلك المعنيين والمختصين بمجالات التوعية والنشء.

وأشار الدبل إلى أن أهداف هذه الدورات، التي تعد دورة تدريب مدربي مثقفي الأقران باكورتها، تسهم في صقل معارف ومعلومات المنتسبين، ورفع مستوى إدراكهم ووعيهم بقضايا التعاطي الفردية والمجتمعة، مؤكداً أن مركز حماية الدولي على استعداد تام للتعاون في مجالات التدريب المعنية بمكافحة المخدرات والحد من تأثيراتها السلبية، لاسيما وأن المركز لديه الخبراء والمتخصصون من مختلف التخصصات، تلقوا تدريبات على أعلى مستوى إقليمياً ودولياً، إضافة إلى تمرسهم بالمهارات اللازمة التي أثبتت جدارتهم في مجال عملهم.

وأوضح الدبل أن مثقفي الأقران أحد أهم الاستراتيجيات المعتمدة في الأمم المتحدة التي تعنى بمواجهة ومكافحة المخدرات من خلال إعداد وتدريب وتأهيل المجموعات الشبابية وتمكينهم من توعية أصدقائهم والمحيطين بهم وتعديل سلوكهم لتخفيف الضغط الاجتماعي والثقافي عليهم ضد المخدرات، مشيراً إلى أن شرطة دبي لديها العديد من البرامج الوقائية الرائدة والفريدة، منها برنامج حماية الدولي وبرنامج حماة المستقبل وبرنامج معاً من أجل الشباب، وقد طبقت في (18) دولة عربية، نفذ فيها أكثر من (70) دورة تدريبية متنوعة، استفاد منها أكثر من (8000) متطوع في مجال الوقاية من المخدرات.

 

رفع التوعية

وأوضح الرائد الدكتور عبد الرحمن شرف الأنصاري، مدير مركز حماية الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات أن هذه الدورة تأتي في إطار عدد من الدورات التأهيلية بهدف إعداد كوادر شبابية تعمل على رفع مستوى التوعية بمخاطر المخدرات بالمحيطين بهم، وتعد هذه الدورة المرحلة الأولى ضمن ثلاث مراحل أولها خصصت للفئة المستهدفة فيها بغرض إعداد مدربي مثقفي الشباب، ومن ثم المرحلة الثانية التي تستهدف طلاب الجامعات، ثم المرحلة الثالثة التي تعمل على تقييم ومراجعة المرحلتين ومن ثم اتخاذ الإجراءات التحسينية.

وأشار الأنصاري إلى أن هذه الدورة تتضمن عدة موضوعات لها أهميتها كمداخل أساسية في سبيل بناء هذه المنظومة، ومن هذه الموضوعات التعريف بالمراهقين والشباب من حيث خصائصهم واحتياجاتهم ومواقفهم من الحياة، وكذلك أسباب تعاطي المراهقين والشباب للمخدرات والعوامل المؤثرة في ذلك والعوامل الوقائية، وآثار التعاطي والإدمان على الصعيد الشخصي، الاجتماعي، الاقتصادي، والمجتمعي، ومخاطر المخدرات والأمراض المنقولة جنسياً والإيدز وعدوى التهاب الكبد الفيروس "ب" و"ج". بالإضافة إلى تعريف المخدرات من حيث أصنافها وأنواعها، والوضع الوبائي العام سواء في دولة الإمارات أو الدول العربية، وما يرتبط بذلك من استراتيجيات الوقاية، والقوانين والتشريعات المرتبطة والخدمات الصحية والعلاجية.

وذلك مع تدريبهم على المهارات الحياتية مثل مهارة إدارة المشاعر، ومهارة إدارة التوتر والوقت، مهارات تقدير الذات، ومهارة التواصل الفعال، ومهارة السلوك الحازم، ومهارة حل المشكلات واتخاذ القرار، وفكرة الوصم الاجتماعي والتمييز لمتعاطي المخدرات، مع تناول كيفية التواصل مع وسائل الإعلام، وكيفية وضع رسائل إعلامية جيدة حول تعاطي المخدرات من خلال برامج تثقيف الأقران للوقاية من تعاطي المخدرات بين الشباب، وكيفية تخطيط وبرمجة دورة تدريب مثقفي الأقران، من خلال التدريب على أساليب وطرق ووسائل التدريب، ومهارات إدارة الجلسة والتعامل مع الطباع المختلفة.

وقال الرائد الأنصاري: إن هذه الدورة تأتي في إطار خطة التدريب السنوية لمركز حماية الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات، وتستهدف رفع كفاءة العاملين في إدارات وأقسام مكافحة المخدرات، ومؤسسات المجتمع المدني والمربين والمتصلين بالشباب والنشء بشكل عام وتطوير قدراتهم بما يعزز جهودهم وقدراتهم وتمكينهم لأداء أدوار توعوية ووقائية تحمي هؤلاء الشباب وتحفظ لهم مستقبلهم من الضياع.