أعرب اللواء مهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي عن أسفه الشديد لوجود شباب وأطفال في المستشفيات ضحايا للحوادث المرورية، منوها إلى ان هؤلاء الشباب ينخدعون بجنون السرعة وان قيادة السيارات تمثل هاجسا للكثيرين منهم مما يجعل الحذر والتروي غير مدرج على قاموسهم.

وقال اللواء الزفين خلال زيارته لمستشفى راشد في إطار حملة "لا تكن ضحية الطريق ولا الجاني" التي ترعاها "البيان" بالتعاون مع جامعة الجزيرة ان الندم العامل المشترك بين مصابي الحوادث المرورية خاصة الشباب.

 

استعراض عضلات

وأضاف اللواء الزفين : أتعجب من الشباب الذين يستهترون بأعمارهم وبشبابهم غير مبالين بمستقبلهم المهني والاجتماعي فالحادث يمكنه أن يقضى على حياة الإنسان ويدمر أسرته خاصة إذا كان الشخص رب أسرة وله عائلة، وكثيرا ما يحضر الشباب إلى الإدارة العامة للمرور طالبين تخفيف حجز السيارة أو إلغاء بعض المخالفات وجميعها مخالفات سرعة ودائما ما نتوجه لهم بالنصح والابتعاد عن هذا النمط القيادي المخالف للقانون الذي يشكل خطرا كبيرا على أرواحهم إلا أن بعضهم لا يتعظون ويتخذون من السرعة الزائدة فرصة لاستعراض العضلات.

وأكد اللواء الزفين أن الشارع ليس مكانا للتسابق أو الاستعراض وإنما هناك قوانين يجب أن يلتزم بها الشباب حفاظا على أرواح الآخرين من قائدي المركبات ومستخدمي الطريق، مؤكدا على أهمية اتباع التعليمات المرورية خاصة فيما يتعلق بحزام الأمان والسرعة الزائدة، بالإضافة إلى توقع خطأ الغير واتخاذ احتياطات السلامة والتأكد من حالة السيارة وخاصة الفرامل.

 

توعية

ولفت اللواء الزفين الى أن هدف الزيارة توعية المصابين بأهمية اتباع التعليمات المرورية خاصة فيما يتعلق بحزام الأمان والسرعة الزائدة، بالإضافة إلى توقع خطأ الغير واتخاذ احتياطات السلامة، مشيرا إلى أن اغلب ضحايا الحوادث المرورية الخطيرة من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 30 عاما، منوها الى ان وجود إشكاليات خاصة فيما يتعلق بسائقي الأجرة وسائقي الدراجات النارية الذين يعملون في توصيل الطلبات، وتكمن هذه الإشكالية في السرعة الزائدة والتوقف المفاجئ بالنسبة لسائقي الأجرة، وبالنسبة لسائقي الدراجات النارية خاصة من يعملون في توصيل الطلبات فإن رغبتهم في إيصال الطلبات إلى الزبائن في أسرع وقت تفوق استيعابهم للحفاظ على الحياة والانتباه للطريق، خاصة وان إصابة سائقي الدراجات النارية غالبا ما تكون بليغة أو تؤدي إلى الوفاة.

ونبه مدير الإدارة العامة لمرور دبي على جميع السائقين اتخاذ الحيطة وتوقع خطأ الغير فيما يتعلق بالسير في الطرقات الداخلية خاصة في الأماكن السكنية، كذلك لمستخدمي الطرق من المشاة يجب عليهم السير عكس اتجاه السيارات ليتسنى لهم رؤية القادم وسرعته وتفاديه في حدوث أي ظرف طارئ وذلك في إشارة منه على احد المصابين الذي كان يسير في نفس اتجاه السيارات وفوجئ بسيارة تصدمه من الخلف بسبب تفاديه الاصطدام بسيارة أخرى.

 

تواصل

وشهدت زيارة اللواء الزفين لمستشفى راشد حديثا مطولا مع المصابين من مختلف الأعمار والجنسيات للوقوف على كيفية وقوع الحادث والأسباب الحقيقية وراءه، وكيفية تفادي هذه الأسباب مسبقا مع ضرورة توعية المحيطين بالمصاب من أسرته وأصدقائه لتحقيق استفادة مجتمعية، كما تضمنت الزيارة لقاءات متنوعة مع عدد من المصابين.

وقال اللواء الزفين تعليقا على قيادة الاطفال للسيارات في المناطق البعيدة ان هذا الامر خطير جدا ويحتاج الى تنبيه من اولياء الامور فالاطفال لا يدركون خطورة السيارة التي يقودنها وانها قد تكن السبب في ضياع مستقبلهم واصابتهم باصابات بليغة وخطيرة قد تودي بحياتهم، لافتا الى ضرورة وجود حملات توعوية في هذا المناطق التي تتوارث هذا الامر الخاطئ والمخالف للقانون.

 

معاناة شباب

أصيب الشاب الإماراتي جمال 23 سنة في حادث مروري خطير ألزمه الفراش لمدة تجاوزت 45 يوما حيث كان يقود مركبته على سرعة 140 كم في الساعة في شارع سرعته لا تزيد عن 60 كم حيث كان الشارع اتجاهين، حيث فوجئ جمال وهو يتجاوز شاحنة بقطيع من الحمير يعبر الشارع فلم يتمكن من السيطرة على السيارة فانقلبت به واصطدمت بعامود إنارة واحد صناديق الكابلات مما أدى إلى اشتعالها ، حيث أصيب بإصابات متفرقة من جسده منها كسر في فقرات الظهر وفي الذراع وأجريت له عمليتان جراحيتان وفي انتظار عملية أخرى في الظهر ليتمكن من السير على قدميه.

 

عواقب

أما سعيد ربيع 14 سنة من المنطقة الشرقية طفل اعتاد وإخوته ممن هم اكبر أو اصغر منه على قيادة السيارة، حيث توارث هذه العادة من الآباء خاصة وانه مسؤول عن رعاية الماشية التي يربونها إلى أن هذا الأمر غير قانوني حمل عواقب وخيمة حيث أصيب سعيد بكسر في الفك والأسنان نتيجة اصطدامه بمقود السيارة.

وعلى الرغم من طبيعية قيادة الأطفال للسيارات في تلك المناطق إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة قانونية خاصة من أولياء الأمور . بينما حامد فكان ضحية دراجة ترفيهية كان يقودها بصحبة زوجته في ساعة متأخرة من الليل بغرض الترفيه إلا أن الحادث ختم هذه المتعة بمأساة حيث انقلبت الدراجة من نوع بولارس وتعرض لاصابات كبيرة في الذراع الأيمن.

 

ترفيه

وأفاد حامد أنها المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يعاود فيها الترفه باستخدام الدراجة الترفيهية وانه لم ينصع لنصيحة زوجته التي لم تصب بأذى على الرغم من وجوده معه على نفس الدراجة وانه نادم على ذلك مؤكدا أنها المرة الأخيرة.

اما حالة الشاب الاماراتي محمد المرزوقي فكانت الاخطر والاصعب بين تلك الحالات حيث اصيب في حادث تدهور سيارته المزودة نتيجة السرعة الزائدة وتمثلت اصابته في كسر في الفقرة السابعة وكسر في الرقبة ، مما ادى الى شلل نصفي وكدمة في الرأس ورقد المرزوقي 60يوما في العناية المركزة.

ولم يتمكن محمد من الحديث الينا حيث اكد الطبيب المعالج انه يحتاج الى العلاج في الخارج حيث لا يمكنه المشي على قدميه مرة اخرى، وتفاصيل الحادث اكدت ان محمد كان الراكب وليس السائق الا انه لم يهتم بربط حزام الامان فيما كان سبب الحادث يعود الى حديث صديقه الذي كان يقود السيارة في الهاتف المتحرك وعدم انتباهه.

 

مطب اصطناعي

محمود شاب يعمل في جمارك الشارقة عمره لم يتعد 24 سنة تسبب مطب اصطناعي في الشارع بتدهور سيارته واصطدامه بعامود انارة ، وتم اخراجه من السيارة في حالة سيئة ونقل الى العناية المركزة وحاليا يعاني من غياب الوعي وفقدان للذاكرة ويحتاج الى علاج خارج الدولة منذ 3 اشهر يرقد في مستشفى راشد.

 

قطعت أصابعه

اعتاد عبد الله سعيد اخراج يده من السيارة الا ان هذه المرة صدمته سيارة مما ادى الى قطع اصابع يده اليمني نتيجة الحادث، حيث تم نزع جزء من الجلد في منطقة الفخذ لتغذية اجزاء من يده .

واشار عبد الله الى ان الحادث يحمل جزءا كبيرا من الاهمال حيث ان هذه العادة السيئة كانت السبب في الحالة التي وصل اليها، مؤكدا انه لن يقدم على مثل هذه الامور الاعتيادية مرة اخرى محذرا السائقين من مغبة هذا الامر.

 

علي رحمان: لن أقدم على هذه التجربة مرة أخرى

ضحية أخرى لحوادث الدراجات الترفيهية حيث أكد علي رحمان الذي أصيب في حادث دراجة ترفيهية وكذلك صديقه انها لم يكن يدرك خطورة هذا النوع من الدراجات حيث كان يهدف الى تجربة امر حدثه الشباب عنه كثيرا.

ولفت رحمان الذي تعرض الى كسر في الذراع الايسر وكسر في الرجل وجرح كان مفتوحا انه حاول تفادي وقوع الحادث ولكن القدر لم يقف في جانبه مؤكدا ان المناطق الرملية التي يمارس فيها هذا النوع من الرياضات خطرة جدا حيث منحنيات وعدم القدرة على السيطرة على الدراجة مؤكدا انه لن يقدم على هذه التجربة مرة اخرى.

 

جمال أحمد: أدعو الشباب إلى الحذر والابتعاد عن السرعة

أكد جمال احمد الذي بدت حالته النفسية والجسدية سيئة أن الشارع لم يحتو على أي لافتة لتحديد السرعة وانه فوجئ بقطيع الحمير في شارع الحويلات إلا أن سرعة السيارة لم تمكنه من تفادي هذا القطيع واصطدم بأحد الحمير مما أدى إلى انتشار الدم على ملابسه . وأشار جمال إلى أن جميع من شاهده اعتقد أن الدماء التي على ملابسه هي دماؤه وأصابهم الذعر وسط المشهد المروع للسيارة وحالتي الجسدية.

ودعا جمال الذي يعمل موظفا في جمارك دبي الشباب إلى توخي الحذر والابتعاد عن السرعة حفاظا على أرواحهم مبديا ندما كبيرا.

 

عثمان علي: عدم وجود ممر للمشاة سبب وجودي هنا

الطفل عثمان علي فقد أصيب أثناء عبوره الشارع حيث صدمته سيارة أمام بيته في منطقة الكرامة أثناء توجهه إلى المسجد، ويعاني عثمان الذي يبلغ من العمر 11 عاما من كسور في الرجل والذراع الأيمن. وأكد عثمان انه معتاد يوميا على عبور الشارع الذي يسير في السيارات في اتجاهين وانه يعاني من عدم وجود معابر للمشاة في تلك المنطقة حيث تعرض أكثر من مرة لمحاولات اصطدام بالسيارات إلى أن هذه المرة نتج عنها صدمه من قبل احد السائقين الذي توقف مبديا خوفه من الحادث. وأشار عثمان إلى انه كان يتمنى وجود مطب في الشارع أو معبر للمشاة حتى يتمكن من العبور يوميا إلى المسجد .