بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء يقوم مكتب شؤون الإعلام بالتنسيق مع جامعة الدول العربية بتوزيع 100 ألف نسخة من إصداراته التي وثّقت المسيرة التاريخية الفذة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه في تشييد الدولة وترسيخ اتحادها على جميع المعاهد والجامعات والمؤسسات التربوية والأكاديمية والثقافية في سائر أنحاء الوطن العربي لتكون في متناول الباحثين والكتاب بما من شأنه أن يتيح للأجيال فرصة التعرف على قدوة فذة نستلهم منها قيم الخير والكرم والإيثار وشيم الأصالة والشجاعة والإخلاص.

يأتي ذلك في ذكرى مرور عامين على رحيل فقيد الوطن الشيخ زايد رحمه الله الذي ترك بشخصيته المتميزة ومواقفه البارزة مثالا ساطعا لكل معاني الخير والعطاء وإرثا حضاريا شامخا ملأ الآفاق وكانت قيادته المتميزة وريادته في كل الميادين التي خاضها بإصرار وثقة محل اعتزازٍ وافتخار. فقد كان رحمه الله أعظم مثال على تجلي رصانة النهج وسداد الرأي ونفاذ البصيرة وصدق الحدس فخلف إضاءات باهرة في تاريخ الوطن والأمة العربية بكل ما لشخصه من امتداد إنساني ورقي روحاني عميق وكانت عظمة تلك الرؤية وفرادتها تنبع من بساطتها وصدقيتها ومعرفة صاحبها العميقة بمسيرة التاريخ وقدرته الفائقة على قراءة حركة المستقبل وحسن توظيف القدرات. ولعل العالم لم يعرف على مر التاريخ زعيما تنطبق عليه هذه المواصفات مثلما تنطبق على المغفور له الشيخ زايد رحمه الله الذي كانت رؤاه الرحم الذي احتضن الدولة مشروعا وكانت إرادته القوة التي أرستها واقعاً فالفكر والإنسانية هما عماد القيادة الفذة لزعيم مضى بشعبه إلى مصاف الأمم المتقدمة وجعل من دولة الإمارات قدوة في بناء الإنسان ورفاهيته مما جعلها محط إعجاب وإجلال مختلف الدول في العالم.

وقد أبرزت هذه الإصدارات السيرة العطرة والإنجازات الرائدة والعطاء الإنساني الخالد للقائد الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. وتأتي من بين هذه الإصدارات التي سيقوم مكتب شؤون الإعلام بتوزيعها دراسة «زايد الإنسان» باللغتين العربية والإنجليزية وهي تتناول أطر الفكر الإنساني عند المغفور له الشيخ زايد مستعرضةً جانباً من أقواله وكلماته التي يحفظها التاريخ في صفحات الخلود بأحرف من ضياء وسطور من نور عرفاناً بعظيم إنجازاته وكريم عطاءاته. وتقدم أيضا إضاءات حول اهتماماته ببناء شخصية الإنسان وإقامة قواعد التقدم والنماء وتمتين جذور الرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت الدراسة أن الفقيد تمكن من إرساء نهضة تنموية شاملة بما هيأ الله له من حكمة وما قيض له من مهارة فشيد المرافق الأساسية ونشر المؤسسات التعليمية والصحية في مختلف أنحاء البلاد وأقام المنشآت الصناعية العملاقة التي جعلت من الإمارات قاعدة اقتصادية صلبة تستقطب الدوائر الاقتصادية العالمية واستطاع بذلك أن يؤسس دولة مزدهرة راسخة البناء تتمتع بعلاقات واسعة وتضطلع بأدوار مشهودة على الساحتين العربية والدولية.

ولم تكن تلك النهضة العمرانية والصناعية الفريدة على عظمتها وتسارع وتيرتها وقوة زخمها لتحجب عن المغفور له حقيقة كون استدامة التنمية رهينة ببناء الإنسان الذي هو أداتها الأولى وغايتها النهائية ولذا جعل رحمه الله من إعداد الإنسان ورعايته أحد أهم مرتكزات سياسته فالإنسان عنده هو أساس أي عملية حضارية ومحور كل تقدم حقيقي وكان الشيخ زايد دائم الإلحاح على أن الثروات الطبيعية قد تنتهي أو تتبدد وأن التطور الحضاري لا وجود له دون فكر الإنسان وجهده. ونوهت الدراسة إلى أن الراحل الشيخ زايد وإدراكاً منه لمحورية دور الإنسان في التنمية حرص على رعاية أبناء الإمارات رعاية كاملة وشاملة وبجميع فئاتهم ومراحلهم العمرية دون إغفال أي من متطلباتهم ورغباتهم وطموحاتهم. وأوضحت أن ثمار تلك السياسة التي وضعها نصب عينيه جاءت في بناء شخصية الإنسان الإماراتي وتوثيق عرى هويته الوطنية وتوجيه قدراته ومد يد العون له بحيث يساهم جميع أبناء الوطن بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات في مسيرة البناء والتقدم..

وقد دعا أبناءه الشباب إلى ضرورة تحمل مسؤولية الأمانة بروح جادة وأن يؤدوا واجبهم تجاه الوطن الذي يحتاج إلى بذل كل الجهد منهم وأن يتذكروا دائما ماضي الآباء والأجداد وكيف عانوا من مصاعب الحياة وأن يقتدوا بهم حيث كانوا رمزا للإخلاص فمهدوا لنا الطريق لنصل إلى ما نحن فيه من نعمة وخير يستحق الحمد والثناء للخالق عز وجل.

وتناولت الدراسة المبادرات الإنسانية التي انهمرت أياديه من خلالها خيرا وبذلا غير ممنون فعطاءاته الإنسانية تجاوزت أبناء الإمارات إلى بني الإنسان في سائر الأصقاع والبقاع في العالم وأشارت إلى أن مواقفه الحافلة بسرعة المبادرة في المواقع الإنسانية الصعبة والعطاء بسخاء في مختلف المناسبات التي تستدعي التدخل الإنساني بصورة متألقة تجاوز معها دائماً مظاهر اللون والعرق والجنس إلى جوهر المشاعر الإنسانية الخالصة.

وأشار إلى أن التاريخ المنصف لن تغيب عن ذاكرته شخصية زايد الإنسان النادرة ذات الفطنة والحكمة ولن يغفل المجتمع الدولي دوره الإنساني الفريد والمتميز خاصة وأن هذا الدور لايزال مشهوداً وممتداً في خلَفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بما عرف عنه من وفاء للعهد وحب للبذل والعطاء. وتشمل هذه الإصدارات أيضا الكتاب المتضمن أعمال ندوة «زايد الإنسان» التي نظمها مكتب شؤون الإعلام تخليدا لذكرى رحيل القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

وقد صدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية وهو يجمع بين دفتيه وقفات تأمل وإعجاب وتقدير لنخبة من المفكرين والباحثين أمام المبادئ القويمة والقواعد الوطيدة والسياسات المتفردة التي أرساها القائد الراحل ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ قدوةً للإنسانية النبيلة في أكرم صورها وأبهى حللها. وأكد الكتاب أن الراحل الشيخ زايد رحمه الله هو أحد أبرز رموز العمل الخيري في القرن العشرين بفضل روح الإيثار التي يتحلى بها فقد مول بانتظام بناء مئات المدارس ودور الأيتام والمستشفيات في المناطق الفقيرة من العالم وأن مآثره وإنجازاته ستظل موضع اهتمام متزايد في مختلف أرجاء العالم.

واعتبر أن نهضة دولة الإمارات هي ثمرة لحكمته الإنسانية كرجل دولة ورجل بادية وإنسان تقي فقد بنى دولة فتية تضاهي الدول المتقدمة وحقق أعمالا جبارة خلال حياته شملت كثيرا من مجالات الحياة ومظاهرها. وأوضح أن أهم الأسس التي ارتكزت عليها فلسفته كقائد ورجل دولة هي أن مصادر الدولة يجب أن تستخدَم كاملة لخير الشعب فقد خصص رحمه الله جزءاً كبيراً من عائدات النفط للاستثمار لصالح أجيال المستقبل وآمن بالإنسان بوصفه رأس المال الحقيقي للتنمية والتطوير وعمل جاهداً على إعلاء كرامته والارتقاء بقدراته الحياتية سواء في الداخل أو في الخارج.

ونوه الكتاب إلى أنه رحمه الله شجع مبادرات الحفاظ على الثقافة التقليدية والتراث كما شغلت الزراعة والبيئة الطبيعية والحياة البرية مكانة خاصة عنده. وذكر أنه كان رجلا ذا قيم سامية وأخلاق عالية وكان متحمسا للوحدة وغيورا على التطوير والتحديث مبرزا أنه في جميع استراتيجياته كان يؤْثِر قيم التسامح والسلم والأخوة وحرص على السلام الاجتماعي لأبناء شعبه معتمدا على مواهبهم وانتظر مشاركتهم في تنمية البلاد.

وتطرق الكتاب إلى اهتمام القائد الراحل بالمرأة في الإمارات ورفع شأنها لتساهم بمسيرة الدولة.. ولفت إلى عنايته رحمه الله بذوي الاحتياجات الخاصة لتمارس هذه الفئة دورها وتحقق إنسانيتها من خلال الإسهام في الفعل الوطني وأبرز حرصه على توفير أسباب الحياة الكريمة لفئة المسنين بالدولة وتوفير احتياجاتهم وتخفيف معاناتهم ومدهم بمتطلبات العيش الكريم جراء ما أعطوا المجتمع في مدبر أيامهم.

ومنها أيضا دراسة بعنوان «زايد : كلمات مضيئة» قدم فيها مكتب شؤون الإعلام بعضاً من اشراقات الوالد القائد الرمز من خلال شهادات كبار الشخصيات الفكرية والإعلامية التي تم رصدها أثناء زياراته ولقاءاته بهم وتوثيق ما كتب عنه في الصحف العربية والعالمية وما قيل بهذا الخصوص عن شخصه وفكره وقيمه الإنسانية التي سقاها بحكمته الأصيلة وتواضعه الجم وزرعها في القلوب والعقول فعكست بشكل جلي تميز علاقاته مع الجميع في مختلف الأوساط والمجالات.

وأوضحت أن السمة الأساسية لشخصية الشيخ زايد التي تطالعنا في وسائل الاعلام هي أنه رجل دولة من طراز خاص وأنه ولدت على يديه أمة كتب لها أن تكون ملء السمع والبصر واستطاعت أن تحفر لنفسها بحروف من نور مكانة تحت الشمس وقد اتفقت مشارق الأرض ومغاربها على أصالة معدن الشيخ زايد ونبل شهامته فجاؤوا إليه فرادى وجماعات يطلبون مشورته ونصائحه عارفين مقدما أنه ينطق بالصدق ويتحدث بالحق ويترفع عن الهوى والمصلحة كونه صاحب فلسفة فريدة في الحكم وضعته في مصاف الحكام العظام الذين عرفتهم البشرية على مر التاريخ وصاغت مواقفه في مسيرة حياته الحافلة بعظيم الإنجازات ووافر الخيرات.

وأكدت أن الظروف الصعبة كانت تدعو الراحل الشيخ زايد إلى التفاني في العمل ولم يكن يخجل من أن يعمل بيديه وسط الناس البسطاء ليشق الترع والقنوات ويفجر ينابيع الخير لشعبه الذي أحبه فأخلص له وضحى من أجله. وأشارت إلى أن وسائل الإعلام عربية وأجنبية رسمت صورة للشيخ زايد ملؤها التدين والورع الشديد وأبرزت حرصه على توضيح سماحة الإسلام ومبادئه الفاضلة والأخلاقيات الفاضلة والشيم العربية الأصيلة.

ونوهت إلى أنه رحمه الله اشتهر بين زعماء وقادة العالم بأنه صاحب مبدأ ما في القلب على اللسان .. مؤكدةً أن الصراحة الشديدة التي تميز بها في كل أقواله وأفعاله ليست مجرد فضيلة أخلاقية أو التزام ديني بل هي أيضا منهج سياسي يداوي من خلاله قروح التفكك وجروح الخلافات وأورام الانقسامات التي أصابت الجسد العربي.

وأوضحت أن زايد كان يرى أن الاختلاف في الرأي فضيلة وكان يحترم من يختلفون معه ويشجع الوزراء والمسؤولين على ذلك وكان يؤمن بأن الاختلاف هو المادة الخام التي تنقي الشوائب وتصنع القرار السليم. وأكدت أنه لم يكن غريبا على زايد أن يهتم بحرية التعبير وبدور وسائل الإعلام في توعية المجتمع وكشف المخاطر ونوهت إلى أن زايد اهتم أيضاً منذ مرحلة مبكرة بأن تحصل المرأة على حقوقها وسبق في ذلك غيره من الحكام والقادة.

وفي إطار رصد الدراسة للتناول الإعلامي لشخصية القائد الراحل تطرقت إلى وصفه بلقب حكيم العرب على نطاق شعبي وحكومي في كثير من البلدان وأجهزتها الإعلامية مشيرةً إلى أن عبق الحكمة التي رصعت مسيرة الشيخ زايد بلآلئ مواقفه وأقواله لم تكن فقط وليدة البيئة الصحراوية التي تكسب قاطنيها حكمة فطرية ولكنها كانت أيضا وليدة سنوات طويلة من التمرس بفنون الحكم وإدارة شؤون الدولة والاطلاع على الأوضاع العالمية. كما سيتم توزيع دراسة «المرأة في فكر زايد الخير» باللغتين العربية والروسية للتعريف بما أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه من اهتمام متعاظم تقديراً لمكانة المرأة في بناء المجتمع وتوطيد دعائم تقدمه ورخائه.

وقدمت قراءة حول رؤية الراحل الشيخ زايد ونظرته لمستقبل المرأة في الإمارات التي وصفها في أكثر من مناسبة بصانعة الأجيال حيث اعتبر أن المرأة مربية للمجتمع وعنصر فعال يسهم في بناء الوطن وتطويره ولها دورها البارز في عملية النهوض التنموي اجتماعياً واقتصادياً وذلك من خلال رصد جملة المواقف التي أعلن عنها في عدة مناسبات والتي يظهر من خلالها ذلك البعد المتأصل في نظرته لحركة التطور الاجتماعي والبناء الإنساني لمجتمع الإمارات وتكشف عن حقيقة ونوعية المكاسب التي توصلت إليها المرأة الإماراتية وهي مكاسب عززت من مكانتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وأبرزت الدراسة أوجه نشاط المرأة الإماراتية في القطاعات المختلفة ودور الاتحاد النسائي وباقي الجمعيات النسوية بالدولة في دعم نهضة المرأة ثم أوردت من خلال استقرائها لهذه الأنشطة الرائدة بعضاً من تصريحات وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي عززت مسيرة الحركة النسوية في الدولة.

موسوعة القائد

كما سيتم تزويد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الوطن العربي بمجموعة من الأعمال الموسوعية الضخمة التي وثّقت المسيرة التاريخية الشامخة للقائد الراحل الشيخ زايد رحمه الله في تشييد أسس الاتحاد وإعلاء مكانة الدولة ومنها «موسوعة القائد» التي جاءت في عدة أجزاء وثقت المسيرة الكاملة له منذ توليه أولى مهامه القيادية وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب وما قدمه لأبناء شعبه في هذه الفترة مروراً بتحقيق معجزة الاتحاد وانتهاء بالإنجازات الكبيرة والمتواصلة على الصعيد الوطني والقومي والعالمي حتى يومنا هذا.

وتناول العدد الخاص من الموسوعة الفترة الممتدة بين عامي 1955 و1971 من مسيرة القائد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتضمن هذا الجزء فكره بعد توليه حكم أبوظبي عام 1966 وكيف كان يخطط للتنمية وماذا كانت أولوياته وكيف كان إصراره على بناء مجتمع تتوفر له وسائل التعليم والصحة والسكن والمأكل وكذلك تضمن الكتاب تصريحاته للصحف والمجلات العربية والسياسة التي انتهجها داخلياً وخارجياً وخاصة في مرحلة تكوين الاتحاد ونظرته لمستقبل منطقة الخليج وحتمية قيام الاتحاد وإصداره لقانون العمل المؤقت الخاص بالعمل والعمال.

كما تم رصد المسيرة التنموية وبدايات النهضة الشاملة التي شهدتها أبوظبي بعد تقلده لمقاليد السلطة فيها وأبرز تصريحاته التي قال فيها «بالإيمان والعمل المتواصل علينا أن نختصر الزمن ولا قيمة للمال إذا لم يستثمر لخدمة ومنفعة الجماهير ولا بد من إسعاد هذا الشعب وإقامة نهضة شاملة في كافة المجالات ولا بد أن لا نعرف النوم لكي نصل إلى كل آمالنا في خلال فترة قصيرة».

واشتمل العدد الخاص للموسوعة الإعلان التاريخي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي سعى إليه حثيثاً الشيخ زايد منذ فترة طويلة وسجل للقائد قوله «بعون الله وبالتعاون مع أشقائنا في الإمارات حققنا الاتحاد وعوضنا ما فاتنا وأرسينا الدعائم على أقوى ما تكون لتؤكد مبادئ الحق والعدل والإسلام وإنني على ثقة تامة بأن الشعب سوف يجني ثمرة هذا البناء العظيم وأشعر بأن كل عربي يشاركنا الفرحة والسعادة بمولد دولة الإمارات».

وتضمن العدد الخاص أيضاً بعض الصور النادرة للقاءات وزيارات الراحل الشيخ زايد. وقد تناول الجزء الأول أبرز وأهم المحطات في الفترة الممتدة من عام 1968 إلى عام 1973 ووثق المواقف الأصيلة والقيم النبيلة والمآثر الحميدة للراحل الشيخ زايد رحمه الله خلال هذه الفترة المهمة في حياة الأمة العربية مشتملا على صور نادرة للمغفور له في مناسبات مختلفة مع إخوانه حكام الإمارات وزعماء الدول العربية والإسلامية والعالمية وأورد اللقاءات الصحافية والتصريحات التي أدلى بها للمراسلين والصحافيين ومحطات الإذاعة والتلفزة المحلية والعربية والدولية حول المناسبات المحلية والقضايا العربية والدولية ذات الشأن.

وتناولت الموسوعة كلمات رحمه الله في المنابر الوطنية والقومية والدولية وحواراته مع القيادات والزعماء كما تم رصد الزيارات الداخلية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد لعدد من إمارات الدولة ولقاءاته بالمسؤولين والفعاليات الشعبية في كافة القطاعات ومناقشتهم في مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطنين بطريقة ديمقراطية وبأسلوب المجلس المفتوح كما هي عادته الطيبة دائماً.

أما الجزء الثاني من «موسوعة القائد» فقد غطى الفترة من عام 1974 إلى عام 1976 وهي الفترة التي شكلت معالم بارزة في الرحلة السياسية للقائد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وتكتسب هذه الفترة أهميتها من كونها كانت مرحلة تدعيم مسيرة الاتحاد في الإمارات ومد جسور التعاون والتواصل عربياً وإقليمياً ودولياً.

زايد.. رائد الخير

وإلى جانب ذلك هناك الكتاب الموسوعي بعنوان «زايد.. رائد الخير» وهو يتناول اليوميات الكاملة للمواقف والأعمال الخيرية والإنسانية للراحل الشيخ زايد رحمه الله في مختلف أنحاء العالم في الفترة من عام 1966 وحتى عام 2000م كما يقدم عرضا للعديد من المساهمات الخيرية للمغفور له الشيخ زايد رحمه الله مثل المستشفيات والمساجد والمدارس والأوقاف الخيرية ومخيمات اللاجئين والمدن السكنية والمباني والمؤسسات الخيرية والمساعدات المالية والغذائية والاجتماعية والمنح المادية والعلاجية لمواجهة الكوارث الطبيعية وآثار الحروب والأوبئة وغيرها من الأعمال التي حاول هذا الكتاب حصر معظمها في مختلف البقاع التي امتدت أيادي الراحل الشيخ زايد إليها بالخير.

ويعرض أيضا رؤية الراحل الشيخ زايد للمساعي الإنسانية وهي الرؤية النابعة من جذور الخير والعطاء المتأصلة في وجدانه والنابعة من ثقافته وقيمه الإسلامية والعربية الأصلية. ومن الإصدارات أيضاً كتاب «زايد من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد» والذي ألّفه معالي راشد عبد الله النعيمي وزير خارجية دولة الإمارات السابق قبل ثلاثين عاماً ونيفا ويعد هذا الكتاب وثيقة للتاريخ ومرجعاً حياً يسجل شهادة لكاتب وسياسي عايش مرحلة التحول ورحلة البناء بكامل تفاصيلها.

ويعرض عبر فصوله جوانب شخصية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ويتناول من خلال هذه الجوانب أساليب الإدارة والحكم وكيفية الارتقاء بهما في واقع دولة الإمارات خلال مسيرتها المظفرة. ويقف الكتاب بالقراءة التاريخية عند مسيرة المغفور له بدءاً من مرحلة شبابه في المنطقة الشرقية ثم يعرض للتحديات التي كان عليه مواجهتها في مرحلة التأسيس والبناء ويتناول أيضاً فلسفته في التنمية والتطوير الاجتماعي.

ويبرز الكتاب جوانب العبقرية في شخص الراحل الشيخ زايد ويتحدث عن الجانب السياسي في شخصه والوجه الإنساني الدافئ والعميق الذي تمثل في صورة رب الأسرة الكبيرة. ويقدم الكتاب في فصله الأخير مشهداً مميزاً له رحمه الله وهو المتعلق بالجوانب الإيمانية وعلاقته بالله وبدينه وبتعاليم ديننا الإسلامي السمحاء وهي علاقة كانت دائماً على درجة عالية من الصفاء والسخاء والطهر والإيمان.

وام