دعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة المسلمين في كل مكان أن يتقيدوا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتأسي بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم والاستفادة من دروس هجرته وأصحابه إلى المدينة المنورة. مؤكدة أهمية التراحم والتناصر والتضامن والتكافل والتعاون بين المسلمين حكومات وشعوباً.

وطالبت الأمة بوحدة الصف والعمل على تحقيق ما أصدره مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الثالث الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمكة المكرمة مما يحقق تجاوز مرحلة التفرق والتشرذم ومما يعين على المحافظة على شخصية الأمة وإصلاح حالها وثبات شعوبها أمام التيارات المضادة والتحديات العالمية الجديدة.

جاء ذلك في بيان أصدره الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في بدء العام الهجري الجديد، داعيا فيه الشعوب والحكومات الإسلامية إلى الالتزام باوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله وتحكيم الشريعة الإسلامية في مختلف مجالات الحياة والحذر من اتباع الهوى والافتتان به.

وقال: «لا بد للمسلمين في كل زمان ومكان من التأسي بنبيهم صلى الله عليه وسلم والاستفادة مما زخرت به السيرة النبوية وهجرة المسلمين الأوائل من دروس الصبر والحكمة والتكافل والتراحم والتضامن والتعاون على البر والتقوى بين جميع المسلمين». مؤكداً سمو الشريعة الإسلامية الغراء وصلاحيتها للتطبيق في كل زمان ومكان وكمالها وشمولها داعيا إلى دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعمق في فقهها وفهم دروسها وربط الأجيال المسلمة بها وجعلها القاعدة الصلبة في إقامة المجتمع الإسلامي المبني على طاعة الله ورسوله وعلى التعاون والمحبة بين المسلمين، مؤكدا أن سيرته صلى الله عليه وسلم مدرسة كاملة للمسلمين ينبغي عليهم الاستفادة منها والتأسي بها.

وأوضح الدكتور عبدالله التركي أن في السيرة النبوية معاني عظيمة اخذ منها سلف الأمة عبراً قيمة مؤكداً أن المسلمين وهم يواجهون تحديات كبرى بأمسّ الحاجة للاستفادة من تلك الدروس التي استفاد منها سلفهم إذ لا عزة لهم إلا بالعودة إلى الله والتمسك بشريعته وتطبيقها في إطار من التعاون الإسلامي بين الشعوب والحكومات الإسلامية.

وشدد على أنه بتقيد المسلمين بشرع الله سيقدمون للعالم قيما حضارية جليلة تسهم في تخليصه من التخبط العقائدي والسلوكي كما تسهم في حل مشكلاته التي يعاني منها وأزماته التي ضاق بها مثل مشكلات الأمن والسلام وقضايا البيئة وقضية الجوع وتحرير الإنسان من عبودية غير الله ومنحه حقوقه كاملة.

ودعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي جميع الشعوب البشرية إلى الاستفادة من مبادئ الإسلام وتشريعه العادل الذي كفل الحقوق الإنسانية مطالبا المسلمين بالاجتهاد في تعريف البشرية بالإسلام وما جاء فيه من منافع عظيمة للإنسانية مؤكدا على عالمية الإسلام وعموم رسالته للناس جمعياً.

ونبه الأمين العام إلى أن إيمان المسلمين بعالمية دينهم وتطبيق مبادئه في مجالات الحياة والعلاقات الدولية يمنحهم حصانة من التحديات الجديدة وحماية من دعوات التميز والكراهية التي تستهدف دينهم ونبيهم وهويتهم الحضارية. وقال: «إن على المسلمين أن يوضحوا للعالم الحلول الإسلامية لمشكلات الإنسان في هذا العصر الذي يسوده القلق والتوتر وانتشار الموبقات وتفشي المخدرات والانحلال الخلقي وشيوع الصراعات التي تخل بالأمن الاجتماعي للشعوب الإنسانية، مؤكدا على انه لابد من إبراز الجانب الأخلاقي في الإسلام والتعريف به ونقل معانيه وصور من نماذجه إلى الشعوب الأخرى لجذبها إلى الإسلام وتعريفها بحاجة البشرية إليه والى مبادئه الأخلاقية».

وأهاب الدكتور عبدالله التركي بالحكومات والشعوب الإسلامية أن تتواصل فيما بينها وان تنسق جهودها في الدفاع عن مصالح الأمة من خلال صيغ العمل الإسلامي المشترك مذكرا بأن المؤتمرات والندوات التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي دعت إلى تعاون المؤسسات الرسمية والشعبية الإسلامية في كل ما من شأنه صلاح حال الأمة الأمر الذي يسهم في تحقيق المبادئ التي دعت إلى تنفيذها قمة مكة المكرمة الاستثنائية وما أصدرته في بيانها الختامي وفي بلاغ مكة المكرمة.

وفي ختام البيان دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يجنب المسلمين أسباب التحلل والانحراف وأن يهدي البشرية كافة إلى سواء السبيل. (اينا)