الخميس 22 شوال 1423 هـ الموافق 26 ديسمبر 2002 تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة ـ رئيس بلدية دبي تنظم بلدية دبي مؤتمراً دولياً تحت عنوان «الحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق» وذلك في الفترة من 14 ـ 16 مارس 2004م. ويشارك فيه عدد من المتخصصين والجهات الفاعلة في هذا المجال محليا واقليميا وعالميا. اعلن ذلك قاسم سلطان مدير عام بلدية دبي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد امس في دارة الندوة بمنطقة البستكية التاريخية، حيث ذكر ان المؤتمر سيناقش مواضيع بحضور مساعدي المدير العام ومدراء الادارات في بلدية دبي والمهندس رشاد محمد بوخش رئيس قسم المباني التاريخية في بلدية دبي وعوض علي صالح امين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في وزارة التربية والتعليم والشباب بالدولة، واضاف مدير عام بلدية دبي ان المؤتمر سيناقش موضوعات مختلفة في مجالات وسياسات الحفاظ على المباني التاريخية، وانه سيقام على هامش المؤتمر معرض تراثي مفتوح لمشاركة المدن والشركات المتخصصة في مجال الحفاظ المعماري ونظم المعلومات واستخدامات الحاسب الآلي في التسجيل والتوثيق وربط المعلومات بالمجالات المتخصصة بالحفاظ المعماري، كما أن الحدث سيصاحبه معرض فني يشمل اعمالاً لكبار الفنانين والمصورين المهتمين بتسجيل التراث. واوضح مدير عام البلدية ان هناك اهتماما عالميا متزايدا باشكاليات الحفاظ العمراني والمعماري، ذلك لما له من قيمة وطنية وتاريخية وفنية، وما يشكله من مردود ايجابي يؤثر على خطط التنمية السياحية، حيث يواكب هذا الاهتمام سعيا حثيثا من جانب الحكومات لتحديد افضل الوسائل والسياسات التي من شأنها اكساب هذا التراث ما يستحقه من تفخيم، مشيراً إلى انه ومن هذا المنطلق يأتي تبني بلدية دبي لهذا المؤتمر الذي يرتكز على التباحث في اطارين اساسيين: الاول هو اشكالية النظرية للحفاظ والترميم وابعادها المختلفة، والثاني هو الاستراتيجيات التطبيقية وسياسات التنمية المتواصلة. كما يركز المؤتمر على محاور تحسين الاداء الكيفي والكمي للسياسات الحالية المتبعة مع تفعيل اطر التعامل العمراني والبيئى والمعماري من خلال ثورة تكنولوجيا المعلومات بين المتخصصين ودوائر الاهتمام بالتراث على المستوى الدولي. وقد قام قاسم سلطان بتدشين موقع خاص بالمؤتمر على شبكة الانترنت تحت عنوان «الحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق (www.conservation2004.ae) بهدف تلقي الابحاث العلمية والاطلاع على التسهيلات والمطبوعات الخاصة بالمؤتمر. ومن جانبه اشار المهندس رشاد بوخش مساعد مدير ادارة المشاريع العامة رئيس قسم المباني التاريخية بصفته رئيساً للجنة الاعداد للمؤتمر، إلى ان هناك محورين مهمين سيناقشهما هذا المؤتمر الدولي وهما: سياسات الحفاظ المعماري على المباني التاريخية، وسبل حماية التراث في المدن القائمة، ورؤية لمستقبل التراث ببعده التطبيقي فيما يتعلق بمشروعات الحفاظ العمراني والتنمية المتواصلة. ولخص المهندس بوخش اهداف المؤتمر في ثماني نقاط هي: تنظيم تجمع دولي فعال لمناقشة انعكاسات سياسات الحفاظ العمراني والمعماري على الدور المحتمل للمدينة من اجل تحقيق تطور عمراني منسجم يجمع بين الاصالة والمعاصرة ـ تحديد الوسائل الكفيلة التي من شأنها ابراز اصالة القيم المعمارية والعمرانية في عمليات الحفاظ ـ تحسين وزيادة مجالات الوعي الجماهيري بدور التراث في الخطط المستقبلية للتنمية العمرانية ـ تأكيد محاور التفاهم والادراك الفعال بين الدوائر الاكاديمية والمهنية العاملة في مجالات الحفاظ العمراني والمعماري ـ التأكيد على دور الحاسوب ونظم وقواعد المعلومات في توثيق التراث وادارة مشروعات الحفاظ ـ مراجعة التجارب الايجابية في مجالات الحفاظ العمراني المعماري وتحديد مجالات الاستفادة منها ـ إلقاء الضوء على الاطر المحققة للتنمية المتواصلة في البيئات التاريخية داخل المدن ـ تبادل الخبرات في التحديد الدقيق لجدلية التراث العمراني والمعماري في المدن المعاصرة. كما نوه المهندس بوخش بتوافر موقع خاص للمؤتمر تحت عنوان «الحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق«www.conservation2004.ae» على شبكة الانترنت، كما شرح سيادته كيفية تلقي الابحاث العلمية، وما يحتوي هذا الموقع من معلومات ومطبوعات وتسهيلات لازمة للمؤتمر. من جهته اشاد عوض علي صالح امين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بجهود بلدية دبي في الحفاظ على التراث المعماري. مشيراً إلى ان العمارة نتاج ومحصلة التفاعل الفكري بين الانسان والمجتمع بمتغيراته المادية والروحية. فهي تعبر عن عمق تجربة الابداع الفكري للمجتمعات الانسانية عبر العصور الحضارية المختلفة، والعمارة التقليدية ما هي الا انعكاسات صادقة لتلك التجربة ومن ثم فهي تعد حدثاً متميزاً يستوجب التدارس لتحديد مجالات القدرة وامكانات التواصل لتأكيد الشخصية والهوية الحضارية في مدينة القرن الحادي والعشرين. واضاف ان الآونة الاخيرة تشهد اهتماما عالميا متزايدا باشكاليات الحفاظ المعماري والعمراني، ذلك لما له من قيمة قومية وتاريخية وفنية وما يشكله من مردود ايجابي يؤثر على خطط التنمية السياحية، ويواكب هذا الاهتمام سعيا حثيثا من جانب الحكومات نحو تحديد افضل الوسائل والسياسات التي من شأنها اكساب هذا التراث ما يستحق من تفخيم. وقال انه انطلاقاً نهج الريادة والتزامها تجاه تاريخ المنطقة تعقد بلدية دبي هذا المؤتمر حيث تتباحث في اطارين اساسيين اولهما الاشكالية النظرية للحفاظ والترميم وابعادها المختلفة، وثانيهما الاستراتيجيات التطبيقية وسياسات التنمية المتواصلة، ومن ثم يركز المؤتمر على محاور تحسين الاداء الكيفي والكمي للسياسات الحالية المتبعة مع تفعيل اطر التعامل العمراني البيئى المعماري من خلال ثورة تكنولوجيا المعلومات بين المختصين ودوائر الاهتمام بالتراث على المستوى العالمي. المحور الاول للمؤتمر الدولي للحفاظ المعماري بين النظرية والتطبيق على جدلية التراث المعماري «البعد النظري» ويشتمل سياسات الحفاظ المعماري والذي يضم محاور الحيوية العمرانية وتأثيرها على المباني والمناطق التاريخية، دور الحكومات في المحافظة على التراث المعماري، القوانين والتشريعات المنظمة لاستراتيجيات الحفاظ العمراني، الابعاد الاقتصادية في سياسات الحفاظ العمراني، سياسات اعادة التأهيل المعماري ـ المحددات والمفاهيم، اهمية المناطق التاريخية وانعكاساتها على التفاعل الاجتماعي. كما يتضمن مواضيع حول المباني والمناطق التاريخية ويتضمن معايير تصنيف التراث وتكنولوجيا المعلومات والحفاظ العمراني، والمؤثرات البيئية على المباني التاريخية ـ طرق القياس والتحسين، وعناصر التصميم الداخلي ـ المحددات. إلى جانب مواضيع في حماية التراث العمراني والمعماري في النطاقات التاريخية مثل التجارب العالمية في الحفاظ العمراني، ودور القطاع الخاص ومصادر التمويل في مشروعات التنمية بالمناطق التاريخية، وادارة مشروعات الترميم والحفاظ ـ المباديء والاهداف. المحور الثاني فيضم مستقبل التراث المعماري ـ البعد التطبيقي وفيه موضوعات حول مشروعات الحفاظ العمراني مثل التقنيات الحديثة في مجالات الحفاظ للمباني التاريخية والمعالجات البيئية الداخلية وتأثيرها على اصالة وديمومة المواد التقليدية والمواد الحديثة وامكانات استخدامها في مشروعات الحفاظ المعماري والعمراني. كما يتضمن التنمية المتواصلة ويستعرض استراتيجيات التنمية السياحية بالمناطق التاريخية، وبرامج تنمية الوعي الجماهيري باهمية التراث المعماري والعمراني ـ المشاركات الشعبية في عمليات احياء التراث، وتجارب مشروعات تطوير المراكز التاريخية في المدن. ودعت اللجنة المنظمة للمؤتمر المتخصصين وذوي العلاقة من الاكاديميين والمهنيين والهيئات العاملة في مجالات الحفاظ على التراث المعماري للمشاركة الفعالة في اعمال هذا المؤتمر، حيث يمكن كتابة والقاء البحث باحدى اللغات التالية: العربية او الانجليزية او الفرنسية. كما ان جميع المشاركات التي توافق عليها اللجنة العلمية سوف يتم نشرها في كتاب خاص عن المؤتمر. ثم قام مدير عام بلدية دبي يرافقه المهندس حسين ناصر لوتاه مساعد مدير عام بلدية دبي لشئون البيئة والصحة العامة والمهندس مطر محمد الطاير مساعد مدير عام بلدية دبي لشئون الطرق والمشاريع العامة ومساعده المدير العام ومدراء الادارات بزيارة تفقدية إلى المبنى الذي تم انجاز ترميمه مؤخراً في منطقة البستكية والذي خصصته بلدية دبي مقراً للجنة الوطنية لسلامة الاطفال حيث استمع المدير العام ومرافقوه إلى شرح عن مرافق المبنى وتخصيص كل غرفة فيه. كتب خالد درويش:
