الفتاة المسترجلة عدوى تنتشر في أوساط البنات أخصائي نفسي: خروج الفتاة عن طبيعتها الأنثوية يعرضها للمتاعب النفسية والبدنية عندما ننظر الى واقع مدارسنا وجامعاتنا، والى ما يضمه هذا الواقع من ظواهر، فاننا لابد وان نتحسر على مستقبل الشباب من الجنسين بعد ان بدأت الآمال والطموحات المأمولة فيهم تتأرجح كريشة في مهب الريح، نتيجة ما يظهر بين الحين والآخر على صفحة المجتمع من امور توحي بالقلق على هؤلاء الشباب الذين يعتبرون اهم عناصر هذا المجتمع. بين هذه الظواهر برزت ظاهرة الفتاة المسترجلة، التي تخلت عن ثوبها المغزول بالانوثة والرقة الى ثوب آخر، وهو ثوب الرجولة مبتعدة بذلك عن كل ما يمت بصلة الى عالم الفتيات ومتناسية في نفس الوقت تكريم الاسلام لها كأنثى، وهنا يكون تساؤلنا الذي يبحث عن اجابة وهو انه اذا كانت الفتيات بهذه النوعية، فأي مستقبل هذا الذي ستقوم عليه اسرة صالحة؟ فتيات اليوم هن أمهات المستقبل، اللواتي ستتربى على أيديهن الأجيال القادمة. في تحقيقنا هذا كانت لنا وقفة مع هذا الموضوع الذي بدأ يستشري بشكل مفزع وتنتشر نماذجه في بعض مدارسنا وجامعاتنا متمنين من خلاله ان نسلط الضوء على الظاهرة التي نراها مشكلة تستفحل كل يوم، ولذا قمنا بلقاء بعض الاجتماعيين والاستشاريين للوقوف على الاسباب المؤدية لهذا السلوك واسلوب علاجه. نصح ومقاطعة ولمعرفة آراء الطالبات حول الفتاة المسترجلة وكيفية تعاملهن معها تحدثت الكثيرات عن تجاربهن وما يشاهدنه، بل ما يعانينه من هذه النوعية، من الفتيات المسترجلات: تقول عبير محمد ـ الصف الأول الثانوي ـ ان دافع الطالبة للقيام بذلك قد يكون بتأثير نفسي من قبل الاهل ودفعهم للفتاة لمثل هذا التصرف أو لأن الأولاد لهم حرية اكبر من البنات مشيرة الى ان تصرفها مع الفتاة المسترجلة يكون بنصحها أولا وان لم تسمع النصيحة فانها تقطع علاقتها بها. وتشير شيخة بوخشب ـ الصف الأول الثانوي الى أن الطالبة التي تقوم بهذه التصرفات، يعود الى وجودها مع أولاد في الاسرة، فتتصرف كما يتصرفون، ولكن هناك طالبات يزدن على ذلك، وطبعا فان علاقتي مع الفتاة المسترجلة، لا تتعدى أن تكون علاقة سطحية، والحمد لله ان صديقاتي لا يتصفن بهذه السلوكيات المستهجنة. وترى رجاء يوسف ـ الصف الأول الثانوي انه ربما تكون المثل الاعلى لهؤلاء الطالبات رجلاً يحاولن تقليده في كل شيء، وطبعا فان وجود هذه النوعيات من الطالبات يؤثر بشكل سلبي في المجتمع، حيث يؤثرن على الطالبات الاخريات، وانا في معاملتي لهن لا أحاول أن أحتك بهن، وان كان فانني احاول ان انصحهن. وتضيف فاطمة احمد ـ الصف الأول الثانوي بأن سلوك الطالبة لطريق الاسترجال قد يكون من منطلق رغبتهن في البروز، وبتصورهن انهن اقوى بحركاتهن الرجولية التي يتشبهن فيها بالأولاد، وانها عندما تشاهد احداهن فانها تتحاشى التعامل معا كثيرا، بل تحاول ان تنصحها بعدم جدوى ذلك. وتقول لارا سليمان ـ الصف الاول الثانوي ـ بأن الاسباب في ذلك عديدة، وانا اتفق مع زميلاتي فيما ذكرنه ولذا يجب ان يبدأ الوعي من البيت، وألا يدفعها الأهل لهذا السلوك وتضييق الخناق عليها، وانا في تعاملي معها اكون سطحية جدا. وترى سارة حسن النجار ـ الصف الأول الثانوي ـ بأن الاسباب قد تكون أن الفتاة وحيدة وسط أولاد او التدليل الزائد والشدة الزائدة، او تعامل الأهل يكاد يفتقر الى الاهتمام والعطف، مما يجعلها تحاول تعويض النقص في هذا الجانب بشيء اخر، مضيفة ان هذا السلوك قد يكون نتيجة تطبيق عبارة خالف تعرف، وطبعا فأنا اشفق عليهن واحاول نصحهن. بين الظلم والحرية وتضيف فاطمة حسين ـ الصف الأول الثانوي بأن الفتاة التي تقوم بمثل هذا التصرف مظلومة في المجتمع وذلك في حالة وجود اسباب دفعتها لمثل هذا التصرف بدون ان يكون لها ذنب في ذلك منها انها تحملت المسئولية مما يؤدي بها الى التصرف مثل الأولاد، ولكن هناك اسباباً اخرى قد تدفع الطالبة الى هذا السلوك منها رغبتها في التأثر بالأولاد لانهم اكثر حرية من البنات، وانا في تعاملي مع هؤلاء الطالبات احاول ان ابين لهن بأن الفتاة مثل الولد، كما ان مجتمعنا لن يصبح صالحا اذا تحولت الفتيات الى مسترجلات. وتوضح مريم عبدالوهاب الطالبة بكلية التربية جامعة زايد بأنها تشاهد هذه النوعيات من الطالبات، ومنها ذلك الموقف الذي شاهدته عندما تجمعت مجموعة من الطالبات وهن يتحدثن الى استاذهن باسلوب يخلو من الانوثة، وبصوت عال وكأنهن شباب، وبالنسبة لي فانني اتجنب الاحتكاك بهن، لانني لا احترم تصرفاتهن ولا احب ان اوصف بما يوصفن به. وتقول مريم شهاب طالبة في الصف الثالث الثانوي بمدرسة سكينة، بأن هناك العديد من الفتيات المسترجلات اللاتي يعرفن من طريقة تصرفاتهن وتغليظ اصواتهن وانا احب الابتعاد عنهن وعدم الاحتكاك بهن لان من ينصحهن يقمن بالاستهزاء منه، اضافة الى استعدادهن للدخول في معارك مع الطالبات سواء باليد أو باللسان. وتشير عزيزة سيف الطالبة بالسنة الثانية تخصص ادارة اعمال بتقنية دبي بأن الطالبة عندما تقوم بالتصرف مثل الاولاد فان ذلك قد يكون في نظرها وقناعتها نوعا من التحضر، وانا يحضرني موقف مع صديقتي وهي شخصية مؤدبة ومحترمة جدا، وقد كنا مرة في معرض الوظائف الذي اقيم هذا العام، وقد جاءت فتاة كانت تلبس مثل الأولاد وتصرفاتها كذلك، وقد كانت بحق فتاة مسترجلة وعندما تقدمت منا فوجئت بصديقتي تقدمها لي بأنها اختها، وقد استغربت كثيرا، فشتان بين الفتاتين في التصرفات والسلوك، وقد لاحظت ملامح الاستغراب والتعجب من شكلها وتصرفاتها على وجوه كل الموجودين وعندما يحاول أحد نصحها تقوم بسبه. الانذار والفصل وتضيف سمية سويدان الطالبة بكلية علوم زراعية جامعة الامارات بأنها لم تلاحظ كثيرا وجود الفتيات المسترجلات في السكن الذي تقيم فيه، ولكن بعد انضمامها للدراسة خلال فصل الصيف لاحظت وجودهن بكثرة، خاصة من قصة شعرهن وطريقة ملبسهن ومشيتهن وتصرفاتهن التي تشبه تصرفات الأولاد التي تخلع عنهن صفة الانوثة والرقة التي تتصف بها النساء دون ادنى اهتمام منهن لنتيجة تصرفاتهن غير السليمة. وتؤكد خديجة سالم ـ سنة رابعة تخصص علم النفس جامعة الامارات وجود هذه النوعية من الفتيات بشكل كبير، وطبعا فأنا لم احتك بهن، ولكن من كان خلال الدراسة الصيفية حيث بدأت نوعيات من الطالبات يظهرن وهن يلبسن جلابيب وأحذية رجالية، ويضعن الكاب، اضافة الى لبس البنطلون الرجالي، وقصة الشعر وتكون معها صديقة وهي تضع المكياج وفي اجمل حلة، مضيفة ان مثل هذه التصرفات تؤثر بشكل كبير على المستوى الدراسي للطالبة، فأكثر المنذرات والمفصولات من هذه النوعية من الفتيات، وارى بأن هذا يرجع الى البيت الذي خرجت منه الفتاة والذي يدفعها الى القيام بمثل هذه التصرفات او الضغط وعدم وجود الهدف في حياة الطالبة اضافة الى تأثير الرفقة السيئة. اناث بعطور رجالية وعن ظاهرة الفتاة المسترجلة تقول المعلمات ونستهل برأي شيخة تركي ـ معلمة مادة علم النفس بمدرسة زعبيل الثانوية ـ التي تقول: ان هناك الكثير من الطالبات المسترجلات واللاتي يعرفن من طريقة وضعهن للعطر الرجالي وطريقة المشية ونحن ان شاء الله خلال الفصل الدراسي الثاني سنقوم بتنفيذ مشروع المختبر النفسي والاجتماعي لحل المشاكل التي تتعرض لها الطالبات ومنها هذه المشكلة مضيفة ان الدوافع متعددة بالنسبة لسلوك الطالبة لطريق الاسترجال ومنها افتقارها للعاطفة في المنزل والتي تحاول ان تعوضها بانتهاج مثل هذا السلوك. وتشير سلمى محمد راشد معلمة مادة الفيزياء بمدرسة الراية الثانوية الى ان هناك البعض من الطالبات التي يمكن ان نطلق عليهن الفتيات المسترجلات وما يقمن به قد يكون نوعا من لفت الانتباه وعندما اجد طالبة في فصلي فاني احاول ان انصحها وألفت نظرها واقول لها ان فتاة جميلة مثلها يجب ألا تقوم بمثل هذه التصرفات. أسباب الظاهرة وحول اسباب الظاهرة وتطورها داخل مجتمعنا ومدارسنا يتحدث التربويون ويحذرون: تقول عائشة البوصي موجهة الخدمة الاجتماعية بمكتب الشارقة التعليمي بالمنطقة الشرقية ان الطالبة المسترجلة هي الفتاة التي تتقمص شخصية الرجل في كل شيء ولديها رغبة التمرد على السلطة في المنزل او المدرسة او الجامعة وهذه الظاهرة احد الاشكال المرضية ولها نتائج ذات اثر سلبي على الفرد والمجتمع وهي اكثر انتشارا في مجتمعنا في الوقت الحالي. وتشير البوصي الى ان اهم اسباب هذه المشكلة ترجع الى نشأة الفتاة في وسط اسرة يكثر بها الاولاد ولهذا تلجأ الفتاة الى تقليد اخوتها الذكور في تصرفاتهم او قد يرجع ذلك الى الدلال الزائد وخاصة من قبل الاب فتتقمص الفتاة شخصية والدها من شدة تعلقها به وكذلك ضعف الوازع الديني وعدم الرعاية او الاحترام والصراحة والاهتمام من جانب الآباء للابناء كما ان من هذه الاسباب: سوء العلاقة الاسرية وافتقاد القدوة الطيبة والخلافات الزوجية بسبب الابناء ورعايتهم وقلة دخل الاسرة وتعدد الزوجات وانشغال الاب عن الابناء وحالات الطلاق والاعتماد على الشغالة في تربية الابناء نظرا لغياب الام مما ينتج عنه مثل هذه الانحرافات السلوكية نتيجة افتقاد القدوة الطيبة والاجواء الاسرية موضحة ان من الاسباب ايضا غياب الاب الطويل نتيجة اهتمامه بجمع المال. وحول اسلوب العلاج تشير البوصي الى انه يقوم اولا على تقوية الوازع الديني في نفوس الابناء من خلال تنشئة الابناء على الفضائل وتوجيههم التوجيه السليم وحث الابناء على حضور مجالس الذكر والاستماع الى المحاضرات الدينية كما ان المعاملة الحسنة تؤدي الى خلق شخصية قوية للابناء وتكوين قيم واتجاهات ايجابية، وكذلك الاهتمام والرعاية من جانب الآباء للأبناء والاعتدال في المعاملة وعدم التحيز لاحد الابناء كما ان دور الاسرة كبير ومهم في غرس قيمة العلم والقراءة والاطلاع والبحث والمعرفة في نفوس الابناء واشراك الفتيات في الاندية المخصصة لهن لشغل اوقات فراغهن. تنشئة خاطئة وتوضح الاخصائية الاجتماعية فهيمة الشيخ بمدرسة الراية الثانوية ان هناك بعض الطالبات يمكن ان تطلق عليهن مسترجلات سواء في تصرفاتهن وسلوكهن وقصة شعرهن وطبعا فان هذا قد يرجع الى عدة اسباب منها ضعف الوازع الديني، ووجود الفتاة وسط مجموعة من الاولاد في الاسرة وعدم وجود اخت معها مما ينعكس بالتالي على تصرفها مثل الاولاد وقد يكون احد الوالدين يرغب في انجاب الاولاد وعندما تأتيهم فتاة يقوم بالباسها ملابس الاولاد فتنشأ كأنها ولد وينمو عندها هذا التصرف مضيفة الى الفتاة قد تكون محبة للتصرف مثل الاولاد في حركاتهم وتصفيف شعرهم. واشارت الشيخ الى انها قابلت ولية امر احدى الطالبات والتي تتصرف كأنها رجل فأشارت الام وعبرات الندم تخنقها الى انها اوصلت ابنتها الى هذه الحالة لانها لم تشعرها منذ طفولتها بأنها أنثى، كما قابلت ولية امر اخرى فقالت لي بأن تصرفات ابنتها تأتي من وجودها وسط اولاد حيث ان لها خمسة اخوة ذكور وهي السادسة في الاسرة والبنت الوحيدة فيها. واشار خالد عامر السيد الاخصائي النفسي بمنطقة دبي التعليمية في حديثه الى قول علماء النفس: «ان وراء كل سلوك دافع» حيث ان سلوك الانسان تقف وراءه مجموعة من الدوافع باختلاف الافراد والاعمال والشخصيات والبيئات والظروف الاسرية والتنشئة الاجتماعية والنفسية والاخلاقية والبيولوجية.. الخ. واضاف: ولقد خلق الله تعالى الرجل بصفات وخصائص تؤهله للقيام بأعمال ومهام مطلوبة منه وكذلك خلق المرأة بصفات وخصائص تختلف عن صفات الرجل لتقوم بأعمالها المطلوبة منها والتي تختلف عن اعمال الرجل مشيرا الى انه بالنسبة لمحاولة بعض النساء التخلي عن خصائصها وصفاتها وعن اهم مميزتها الطبيعية وهي الانوثة والتي تميزها عن الرجل ودخولها عالم الرجال وتشبهها بهم من حيث المظهر والملبس وطريقة التصرفات والكلام والممارسات والهوايات والخوض في مجالات تخص الرجال هو مما لا يليق بها بل انه سيكلفها الكثير من المتاعب الجسمية والنفسية وقد تفقد دورها بعد ان تجد نفسها لا هي رجل ولا هي امرأة وهذا الصنف من النساء هو ما يسمى بالفتاة المسترجلة. وعن الاسباب والدوافع يقول: ان اولها العوامل الاسرية والتنشئة الاجتماعية فالاسرة هي الاساس في تشكيل السلوك وتعليم النمط المطلوب من كل جنس، حيث تقوم الاسرة بتعليم الصبي خصائص وصفات الرجل والنموذج دائما يكون الاب وكذلك تعليم الفتاة خصائص ذلك منذ اللحظات الاولى للميلاد سواء في اختيار الاسم واللبس واللون وهنا لابد ان تكون الاسرة مستقرة وكل من الاب والام راضيين بجنسهما ومولودهما. واشار كذلك الى وجود اسباب اجتماعية منها تخلي الرجال عن مسئوليتهم تجاه الاسرة وقيام الفتاة او الام بدور الاخ او الاب مما يضطر البنت للخروج من البيت والتعامل مع مجتمع الرجال ومخالطتهم في الاسواق والمحلات وتدافعها لسرعة انجاز معاملاتها فتزاحم الرجال وربما تنزع الحياء عن شخصيتها وتكتسب صفات الرجولة والخشونة في التعامل والتصرفات مشيرا الى دور وسائل الاعلام بمختلف اشكالها وانواعها من اذاعة وتلفاز وصحف ومجلات مستخدمة كافة الوسائل والافكار والتقنيات الحديثة من صوت وصورة وابداع فني فيما تقدمه في المسلسلات العربية والاجنبية المترجمة او المدبلجة والاعلانات والافلام والمقالات والكتب والصور وبطريقة تشبه دس السم في العسل، لتبث وتنشر افكار عن الفتاة العصرية المتحررة الرافضة لسلطة الرجال والمتمردة عليهم وقدرتها على العمل في كافة المجالات والتخصصات. التقليد الاعمى لمظاهر العصر ويستكمل الدكتور محمد سحلول استشاري الطب النفسي بمستشفى الامل الاسباب والدوافع المؤدية الى ان تصبح الفتاة مسترجلة وطريقة تقويم مثل هذا السلوك حيث يقول انه عند سن البلوغ وفي فترة المراهقة يبدأ كل جنس يتجه الى الجنس الآخر ولو حدث اضطراب في مسار هذا التكوين، فان ذلك قد يؤدي بالفتاة الى البدء في التصرف مثل الأولاد، ولذا فان الاهل والمحيطين بالفتاة وعند ملاحظتهم لأي تغير يجب عليهم استشارة المتخصصين، كما ان من الاسباب تقليد الاولاد، والذي ينطوي تحت مسايرة الموضة خاصة وان الولد أكثر حرية، وهذه الثقافة هي ما تسمى بثقافة «الديسكو» والهمبورجر والبلوجينز، وطبعا فان هذا غير مقبول لان الانثى أنثى والذكر ذكر، ويقابل هذا وجود بعض الاولاد الذين يتصرفون تصرفات الفتيات ويتنعمون، ولو اراد الوالدان تقويم مثل هذا فانهم يجب أن يقوموا بتوجيههم التوجيه الصحيح والعودة الى القيم الصحيحة، وتأهيل المرأة كامرأة، والرجل كرجل، والرجوع للتعاليم الاسلامية، ويؤكد الدكتور سحلول اهمية دور وسائل الاعلام المختلفة وكذلك الندوات في توضيح مخاطر التقليد الاعمى للغرب، وتبيان ان الحياة الغربية قضت على مفهوم الاسرة كخلية أولى للمجتمع. نذير خلل في المستقبل ومن جانبه اوضح عارف جلفار رئيس مجلس ادارة مركز الاسرة السعيدة ان الوضع بهذه الصورة ينذر بمستقبل رهيب للاسرة في الدولة، ومستقبل الاسرة ليس لوحدها، حيث انها تتكون من الاب والام والبنت والولد، اذاً فان كافة عناصر المجتمع تنطلق من هذه الاسرة وفي حالة وجود أي خلل بها، فان ذلك ينعكس على المجتمع، ويتساءل اذا كانت الطالبات وهن امهات المستقبل بهذا المستوى، فكيف سيكن أمهات فيما بعد؟ ويضيف: أعتقد بأن الاسباب قد تنبع من ترك الام لأبنائها لدى الخدم، واغفال العناية بهم وبتربيتهم وعدم مراعاة اختيار الرفقة الصالحة لهم ولذا فانهم ينشأون، كما هو مقدر لهم، ومن الاسباب ايضا الزواج من اجنبية غير مسلمة لا يهمها ان ينشأ أطفالها مسلمين، ولذا فانها تنقل ثقافتها وعاداتها الى الطفل. واشار جلفار الى دور وسائل الاعلام في المساهمة في التوجيه الخاطئ للمشاهدين، فهذه البيئة يتأثر بها سلبا أو ايجابا، وكذلك دور المدارس الاجنبية الخاصة في انتاج جيل من هذه النوعية لابعاد الناس عن عاداتهم وتقاليدهم، اضافة الى الاختلاط بالثقافات الاجنبية سواء كان في السفر أو داخل الدولة. علياء سعيد