اشاد سماحة الدكتور الشيخ عكرمة سعيد صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية بالدعم اللامحدود والمتواصل الذي تقدمه دولة الامارات العربية المتحدة لنصرة القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مثمنا الدور الكبير والبارز لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة واخوانه اصحاب السمو حكام الامارات لمواقفهم الشجاعة والمشرفة من قضية بلاده مشيرا في هذا الصدد الى ما تقوم به جمعية الهلال الاحمر بالدولة من اعمال انسانية رائعة لدعم ورفع معنويات الشعب الفلسطيني وحث سماحته سائر الدول العربية أن تدعم الشعب الفلسطيني على غرار ما تقوم به دولة الامارات. وقال سماحته في حديث خاص لـ «البيان» أن المقدسات الاسلامية هي هدف من اهداف الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يخفي اطماعه في المسجد الاقصى المبارك ويتحين الفرصة تلو الاخرى للانقضاض على المقدسات مشيرا الى أن الاحتلال يتبع لتحقيق ذلك طريقتين الاولى قيامه بشكل مستمر باعمال الحفريات بدعوى البحث من هيكل سليمان المزعوم والبحث عن اثار تخص التاريخ اليهودي «العبري» على الرغم من أن الباحثين في الاثار اليهودية لن يعثروا على اي حجر له علاقة بتاريخهم في هذه البقعة المقدسة وبالتالي لا يوجد اي شيء يتعلق بهم لا في محيط الاقصى ولا في البلدة القديمة ومدينة القدس بشكل عام. والطريقة الثانية هي محاولات الاقتحام من قبل الحركات اليهودية المتطرفة لباحات الاقصى من اجل فرض امر واقع باقامة صلوات لهم فيها موضحا سماحته أن اطماعهم ظهرت بشكل رسمي في محادثات «واي ريفر» بأمريكا حيثما اثار الجانب الاسرائيلي موضوع تقسيم السيادة على الاقصى ثم جاءت الانتفاضة المباركة كرد فعل لاطماع اليهود في الاقصى باقتحام شارون لباحات الاقصى يوم 28 سبتمبر من العام الماضي. واكد سماحته أن التمسك بالمسجد الاقصى ينبع من كونه يمثل جزءا من ايماننا وعقيدتنا فهو اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ومسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومعراجه منه. وقد اصدرت الهيئة الاسلامية العليا بالقدس بيانا اكدت فيه أن الاقصى فوق الاعتبارات السياسية والتفاوضية وانه لا يخضع لاي مساومة وأن مجرد طرح الاقصى على مائدة المفاوضات هو اقرار بأن لليهود حقا فيه. وقال سماحة الشيخ عكرمة صبري أن التخطيط الاحتلالي هو تهويد مدينة القدس حيث بدأت اسرائيل في هذا المخطط منذ عام 1967 حينما سقطت باقي القدس في قبضة الاحتلال وقد اخذ التهويد مناحي عدة منها العمرانية ويتمثل هذا بمصادرة الاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية واقامة المستوطنات وسط المدينة وحولها بحيث يتم عزل مدينة القدس عن المدن الفلسطينية الاخرى ومنها اقتصادية بحيث يضيق على التجار بفرض الضرائب الباهظة وعزل لمدينة تجاريا عن سائر المناطق لاضعاف الحركة التجارية الامر الذي يجبر التجار على مغادرة المدينة ونقل نشاطهم الى خارجها وكذلك اضعاف حركة التعليم والصحة وغيرها من الخدمات نتيجة الحصار المستمر الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المدينة وايضا من خلال قيامها بتنفيذ سياسة التوازن الديموغرافي السكاني بحيث يصبح عدد اليهود في مدينة القدس موازيا لعدد السكان العرب والان تزيد نسبة السكان اليهود بشكل تدريجي والذي يبلغ عددهم حاليا نصف عدد العرب. واضاف أن اليهود يحاولون التدخل في شئون ادارة المسجد الاقصى من خلال تواجد الشرطة المكثف على بوابات الاقصى الخارجية والتحكم في الدخول والخروج والمصلين واعدادهم وكذلك محاولات لوقف الترميم لباحات الاقصى واعمال الصيانة حيث تمنع الشرطة حاليا ادخال مواد البناء اللازمة لاعمال الترميم. واوضح سماحته: اننا نعتمد على الله سبحانه وتعالى ثم على انفسنا للدفاع عن فلسطين والمقدسات الاسلامية فنحن الذين نرابط على الاراضي المقدسة ولكن لو ابدى العرب والمسلمون استعدادهم للمشاركة في الدفاع عن المقدسات والوقوف الى جانبنا فانه من واجبهم ذلك لأن مدينة القدس ليست لاهالي القدس بمفردهم ولكنها تخص كل المسلمين والعرب ونشير هنا الى أن الذي حرر القدس من الصليبيين هو صلاح الدين الايوبي وهو لم يكن فلسطينيا بل كردتا من العراق فما الذي جاء به الى القدس لولا الارتباط الذي يشده اليها ولو استعرضنا العائلات التي تسكن بالقدس حاليا نجد أن اصولها تعود لدول افريقية واسلامية. وهناك طائفة مغربية وهندية وكردية مشيرا الى أن العرب والمسلمين عبر التاريخ يحرصون على مجاورة المسجد الاقصى المبارك والمرابطة في مدينة القدس. واكد أن المسلمين لم يتأذوا وحدهم فقط الحروب التي جرت عبر التاريخ لتحرير القدس والمقدسات وقد نال المسيحون الشرقيون الاذى ايضا من حروب الفرنجة «الصليبية» تماما كما تأذى المسلمون في فلسطين مشيرا الى أن وضع المسلمين والمسيحيين في فلسطين الان هو وضع نموذجي للتعاون فيما بيننا، وتظهر ذلك الممارسات اليومية التي تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني ونشيد بهذا التلاحم بين المسلمين والمسيحيين وهذا ما نقر به لاذابة الروح الطائفية في المجتمع الفلسطيني. ودعا سماحة الشيخ عكرمة صبري الى استمرار الانتفاضة المباركة لانها الحل السليم والناجح رغم الخسائر في الارواح والممتلكات وسوف تستمر انشاء الله لتحقيق اهدافها وذلك بانهاء الاحتلال الاسرائيلي عن مدينة القدس وسائر المناطق الفلسطينية وبهذه المناسبة نحث جميع العرب والمسلمين الى الوقوف بجانب الانتفاضة وتقديم مزيد من الدعم ليس من اجل الشعب الفلسطيني فحسب ولكن من اجل القدس والاقصى والمقدسات الاخرى لان اسرائيل لها سياسة توسعية وتخطط لضرب الدول العربية واحدة تلو الاخرى فيما اذا اجهزت على الانتفاضة ومن هنا فإن استمرارية الانتفاضة هي لصالح الشعب الفلسطيني كما هي لصالح العرب والمسلمين في هذه المنطقة.. وبالنسبة الى الدعم فهو امر ضروري بل هو واجب حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من الاستمرار بالقيام بمهامه وأن ما يقوم به هو كفاح مشروع ضد الاحتلال وهناك فرق شاسع بين المقاومة المشروعة وبين الارهاب ونحن نرفض تهمة الارهاب جملة وتفصيلا لاننا اصحاب حق وشرعية وأن الارهاب يتمثل بالاحتلال الاسرائيلي. واكد أن المقاومة مشروعة وكل يتخذ الاسلوب الذي يقتنع به والذي يتهم الاخرين عليه أن يحاسب نفسه اولا قبل أن يتهم غيره متساءلا: لماذا يحتج العالم على قتل اليهود ولا يحتج على قتل الفلسطينيين الابرياء مع الفارق في استخدام القوة والاسلحة الفتاكة المدمرة ومن هنا فانني اؤكد على أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو مقاومة مشروعة. أبوظبي ـ ممدوح عبد الحميد: