أكد معالي سعيد بن محمد الرقبانى وزير الزراعة والثروة السمكية أن النهضة الزراعية التى تشهدها دولة الامارات هى نتاج طبيعى للتوجهات السامية والمتابعة المستمرة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذى استطاع أن يحول الصحراء القاحلة الى واحات غناء ينعم بخيرها الانسان , وتتحسن بوجودها البيئة القاسية ويعتدل من أثرها المناخ الصحراوى الجاف وتصبح تجربة الامارات محط أنظار العالم من حيث القدرة على تكييف البيئة القاسية وتطويع المناخ الصعب وتحويل الارض الجرداء الى واحات منتجة لأجود أنواع الثمار. جاء ذلك فى كلمة معاليه الافتتاحية فى الكتاب الذى أصدرته الوزارة حول (الآفات الزراعية فى دولة الامارات الجزء الاول) . وقام بتأليفه الدكتور (محمد سعيد سليمان قسومة خبير مكافحة الافات الزراعية بالوزارة, وأشار معاليه فى كلمته الى أن التوسع الزراعى الذى شهدته الدولة خلال العقود الاخيرة والزيادة المضطردة فى الواردات ومدخلات وسائل الانتاج قد أدى الى دخول وظهور آفات لم تكن معروفة سابقا. وزاد فى حجم المشكلة الاستخدام الواسع غير المبرمج للمبيدات والتى كان من ضمن أضرارها ونتائجها اختلال التوازن البيئى بين الكائنات الحية مما أدى الى القضاء أو اختفاء أنواع من المفترسات والطفيليات التى تعتبر الاعداء الطبيعية للآفات. وأضاف معالى سعيد بن محمد الرقبانى أنه من المعروف أن مكافحة الآفات الضارة والحد من انتشارها يمثل دورا أساسيا فى تقليل الفاقد وزيادة الانتاج وتحسين نوعيته. حيث أن الخطوة الاولى فى هذا المجال هى التعرف على تلك الآفات وتشخيصها التشخيص السليم ومعرفة سلوكياتها ودورات حياتها, توطئة لمكافحتها والحد من خطورتها, ان لم يكن ممكنا القضاء عليها تماما. مشيرا الى أن هذا الجهد الذى نضعه بين أيدى اخواننا المزارعين والفنيين والمهتمين فى هذا المجال يعتبر خطوة جادة فى ذات الطريق واضافة هامة على درب العلم والمعرفة. اذ يجب التوسع والتركيز على اتباع وادارة نظم المكافحة المتكاملة وخاصة المكافحة البيولوجية التى تنتهجها الوزارة حاليا جنبا الى جنب مع قوانين ونظم الحجر الزراعى التى تطبق فى كافة منافذ الدولة والذى سيؤدى باذن الله الى الحد من أضرار هذه الآفات والابقاء على بيئتنا نظيفة وخالية من التلوث. كما وجه معاليه الشكر والتقدير لكل من ساهم وعمل فى اعداد واخراج الكتاب وخاصة الاخوة فى ادارتى الوقاية والارشاد الزراعى والابحاث والانتاج الزراعى. وجاء في الكتاب أن الزراعة فى دولة الامارات لم تعرف فى بداية عهدها الحديث الكثير من الآفات اللهم الا القليل مثل ذبابة الثمار والذبابة البيضاء التى كانت فى بداية انتشارها وتأقلمها. ولكن مع التوسع الذى طرأ على الرقعة الزراعية والحاجة المتزايدة لاستيراد مدخلات الانتاج الزراعى من مختلف دول العالم وخاصة الاسمدة العضوية وأشتال الفاكهة وفسائل النخيل (لعدم وجود مشاتل حديثة متخصصة) كما هو الحال عليه الآن. فقد دخلت الدولة وانتشرت فيها العديد من الآفات من أهمها وأخطرها سوسة النخيل وفراشات الديدان صانعات الانفاق على أوراق الحمضيات وتربس الفلفل الحار وحشرة تدرن أوراق المانجو وحشرة جوز الهند القشرية على أشجار المانجو. كما ظهر أيضا مرض المكنسة الساحرة على بعض أشجار الليمون. كما أشار الكتاب الى أنه قد انتشرت خلال العقد الاخير الديدان صانعات الانفاق على أوراق الخضروات وكذلك بعض أنواع ذبابة الثمار وخاصة نوعين من ذباب ثمار السدر وفراشة ديدان الباذنجان. كما أدت الاصابات المتعددة بديدان الثمار والاهمال فى جمع الثمار التالفة والتخلص منها الى تكاثر خنافس الثمار المجففة والتى كانت من قبل تعد من آفات المخازن فقط, كما أنه من أهم الظواهر أيضا دخول بعض الانواع من المفترسات والطفيليات. وقد استطاع بعضها التأقلم مع البيئة مثل احد صغار الدبابير الذى أثر بشكل ايجابى على الديدان صانعات الانفاق على أوراق الحمضيات, ونوع اخر يتطفل على ذباب الثمار. وبالنسبة لآفات أشجار نخيل البلح فقد أشار الكتاب إلى انها تتكون من رتبة متشابهة الاجنحة وتشمل دباس النخيل أو نطاط أوراق النخيل حيث هناك شكلان لهذا النوع من نطاط الاوراق, أحدهما لونه أخضر يميل الى الاصفرار والآخرلونه حليبى وهو الذى يصيب أشجار النخيل فى الدولة الاقل طولا. وهناك أيضا حشرة نخيل التمر القشرية البيضاء التى تصيب أشجار النخيل فقط خصوصا نخيل التمر في صورة اصابات متفرقة على مستوى مزارع منطقة ما وحتى على مستوى أشجار نخيل المزرعة الواحدة. فتشاهد الاصابة على نخلة أو اثنتين تكون الاصابة بها كثيفة جدا فتغطى أسطح السقف والجريد خصوصا الاشجار عمر 2 الى 4 سنوات, كما تغطى أيضا الثمار فى بعض الاحيان حيث يوصى لمكافحة هذه الآفة بقطع وحرق الجريد المصاب. وهناك أيضا حشرة نخيل التمر القشرية المستطيلة والحمراء الى جانب بق الهبسكس الدقيقى الذى يصيب ثمار النخيل فى طور الخلال. وهناك البق الدقيقى العملاق الذى يتواجد طوال العام وبأعداد قليلة على الاشجار المهملة ويصيب عادة قاعدة الجريدة, وهناك أيضا البق الدقيقى الارضى الذى يصيب جذور التغذية مسببة تورما للجذور الدقيقة. كما تتكون آفات أشجار نخيل البلح من رتبة غشائية الاجنحة وتشمل الدبور الشرقى (الدبى) والدبور الاصفر. وتتكون أيضا من رتبة غمدية الاجنحة وتشمل سوسة النخيل الحمراء التى تعتبر من أخطر آفات النخيل وأصعبها مكافحة اذ تهاجم معظم أصناف نخيل التمر بالدولة وكذلك الفحول. وهناك أيضا حفار عذوق النخيل وهى خنفساء كبيرة الحجم طولها حوالى 35 ملم وهى تقوم بحفر انفاق سطحية على عذوق النخيل لتمتص العصارة تاركة الانسجة فى شكل الياف مما يسبب اضعافا لما تحمله من بلح, وهناك أيضا حفار ساق النخيل وخنفساء طلع النخيل وخنفساء الثمار المجففة وهى صغيره بنية اللون سريعة الحركة توجد بأعداد كبيرة فى الثمار الساقطة المتعفنة كما تهاجم الثمار بالغة النضج المتروكة على الاشجار. وهناك أيضا خنفساء جريد النخل وهى مفلطحة الرأس وتشمل أفراد لها يرقات متخصصه فى الحفر بالنباتات. كما تتكون آفات أشجار نخيل البلح من رتبة حرشفية الاجنحة وتشمل دودة البلح الصغرى (الحميرة) ودودة الطلع وكذلك تتكون آفات أشجار نخيل البلح من العناكب وتشمل عنكبوت النخيل القرمزى الذى يعيش على خوص النخيل ويفضل الاسطح الخارجية, وعنكبوت البلح, ويتواجد على الخوص بأعداد قليلة طيلة أيام السنة. أما بالنسبة لآفات أشجار المانجو فقد أشار الكتاب بأنها تتكون من رتبة ثنائية الاجنحة وهى تشمل آفتين لاشجار المانجو الآفة الاولى هى حشرة تدرن أوراق المانجو التى استوردت مع أشتال المانجو الواردة من شبه القارة الهندية وتهيأت لها الظروف واستقرت. وأساس مكافحتها هو التخلص من كل الاوراق المصابة مع تكرار الرش بالمبيدات الفعالة, أما الآفة الثانية فهى ذباب الثمار وهى صغيرة الحجم وهى نوعان أحدهما واسع الانتشار والثانى نادر الحدوث, وأساس مكافحتها هو جمع الثمار المصابة واعدامها. كما شملت آفات أشجار المانجو رتبة متشابهة الاجنحة وتحتوى على عدد من الآفات الماصة المهمة ومن ضمنها حشرات المن التى ينفرد نوعان منها باصابات قليلة وغير مهمة على اشجار المانجو. وتشمل أيضا الحشرات القشرية والبق الدقيقى وقسمت الحشرات القشرية الى مجموعتين مجموعة تسمى بالحشرات القشرية المدرعة التى تملك قشرة شمعية فى شكل غطاء يمكن فصله عنها بسهولة وتشمل حشرة جوز الهند القشرية وحشرة الليمون القشرية وحشرة المانجو القشرية البيضاء. أما المجموعة الثانية فتشمل الحشرات القشرية الرخوة التى لا تملك غطاء بل تستمد الوقاية بجلدة ظهر سميكة مغطاة بطبقة شمعية فى بعضها وتشمل حشرة المانجو القشرية الرخوة وحشرة المانجو القشرية الرخوة الدرعية والحشرة القشرية الشمعية الى جانب البق الدقيقى. كما شملت آفات أشجار المانجو رتبة متباينة الاجنحة وتتكون من بق شماريخ أزهار المانجو, ورتبة غمدية الاجنحة وتتكون من حفارة أفرع وساق أشجار المانجو, وخنافس لحاء أشجار المانجو, وسوسة أوراق أشجار المانجو. كما توجد بآفات أشجار المانجو رتبة هدبية الاجنحة وتشمل هذه الآفة تربس الفلفل الحار على المانجو الى جانب عناكب براعم أشجار المانجو. سعيد الرقباني