20 مقترحاً ترسّخ الإمارات عاصمة عالمية للمنظمات والمؤسسات الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس استضافة الإمارات عدداً من مقرات المنظمات والمؤسسات والشركات الدولية، قدرة الدولة وسمعتها الطيبة التي رسختها عبر العلاقات المميزة مع المجتمع الدولي، فضلاً عما تتمتع به من بنية تحتية قوية ومتكاملة وموقع استراتيجي فريد، إضافة إلى تميزها في الأمن والأمان والتعايش، لاسيما أنها تحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة تعمل معاً بانسجام بفضل سياسات التسامح التي تنتهجها القيادة الحكيمة دون أن تتعرض لأي تمييز على أساس العرق أو الدين.

واستشرف مسؤولون وخبراء عبر «البيان» رؤى وأفكاراً من شأنها ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة عالمية للمنظمات والمؤسسات الدولية خلال الخمسين عاماً المقبلة، أبرزها: التوسع في الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية، واستضافة مقرات الشركات والمؤسسات المنظمة للفعاليات العالمية، وزيادة التشريعات المرنة التي تسهل وجود المنظمات في الإمارات، وترويج مكانة الدولة عالمياً على صعيد توفيرها سبل نجاح عمل المنظمات والمؤسسات الدولية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية وفق أعلى المعايير العالمية، وزيادة تأهيل الكوادر الوطنية للإشراف على تنظيم الفعاليات الكبرى، إلى جانب زيادة عدد الكوادر الإماراتية في عضوية الاتحادات الدولية، والتوسع في خطط استقطاب الشركات العالمية المليارية إلى الإمارات.

 

قال داوود الهاجري مدير عام بلدية دبي: نحرص في بلدية دبي على أن نكون فاعلين ضمن الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة باتباع استراتيجيات تسهم في تحقيق استدامة بيئة دبي، آخذين توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، رعاه الله، بتعزيز دور الدائرة الحيوي لتحقيق ريادة الإمارة.

وأكد ان دبي مدينة عالمية تجمع بين الحداثة والأصالة وأصبحت جاذبة للعالم بتفردها وتنوعها ومكانتها المتميزة على خريطة العالم، وهي نتاج رؤية طموحة وجادة وبجهود حثيثة على مدى عقود من الاستثمار في بنية تحتية متطورة، مما جعلها قوة جاذبة سياحياً وتجارياً وثقافياً حتى أضحت مقراً لمؤسسات عالمية كبيرة للمال والأعمال. وأضاف: أصبحت تجربة دبي في استضافة مؤسسات عالمية في شتى المجالات، حديث العالم بنجاحها وتميزها، وتشكل الخمسين عاماً المقبلة بداية نوعية اخرى في مسيرة الدولة، تنطلق من البناء على المكتسبات والمنجزات التي تحققت لتؤسس من خلالها لمرحلة جديدة في سجل نهضتها الاقتصادية والتنموية، والتي تتطلع للأفضل عالمياً بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.

مبادرات ومشروعات

بدوره أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أن دولة الإمارات أسست لنفسها قيمة عالمية من خلال مبادراتها ومشروعاتها التي طالت المعمورة كلها، ولئن كانت دول العالم المتحضرة تنادي بتطوير الإنسان فيها واستثمار قدراته كي يكون عضواً فاعلاً في مسيرة التنمية التي تنتهجها تلك الدول، فإن دولة الإمارات تجاوزت هذه المرحلة، وهي تعمل على الاستثمار في الإنسان أياً كان مكانه وموطنه، لا تفرق في ذلك بين عرق ولا جنسية ولا دين أو معتقد.

وتابع: إن المتابع للمنهج الإماراتي في السعي نحو تطوير العالم معرفياً واقتصادياً ليبهر بالمشروعات التنموية والاقتصادية والخيرية التي لم تزل تشع بخيراتها على العالم، فالإمارات تتصدر بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، الذي صنف الدولة في المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية في العالم، ومن هنا فإن الإمارات نجحت وبكل جدارة في حجز موقع الصدارة مع العشر الكبار في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، وهذه النتائج المشرفة، تؤهلها وبكل جدارة لأن تكون مقراً لمنظمات دولية وثقافية ومعرفية، لا سيما وأنها تحتل مكاناً متصدراً على مؤشر المعرفة العالمي، الذي تصدره مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهذا المشروع يعد واحداً من الأدلة الناطقة بقدرة الإمارات على تبني وإدارة الفعاليات العالمية، ويؤكد أهليتها لأخذ زمام المبادرات الدولية، على المستوى المعرفي والثقافي، بما يعود بالنفع على حفظ الموروث العالمي للأمم، والتواصل الحضاري بين الشعوب.

ريادة وإنجاز

وفيما يتعلق بمكانه دولة الإمارات كموطن نموذجي للريادة وتحقيق الإنجازات في كافة المجالات ومنها قطاع الثقافة والفنون عبر قدرتها على استضافة فعاليات نوعية وذات معايير استثنائية، تقول خديجة البستكي المدير التنفيذي لحي دبي للتصميم: وضع لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هدف الوصول إلى الريادة في مختلف مناحي الحياة، ونحن في مختلف مجالات التصميم نسعى لتحقيق هذا الهدف وجعل الإمارات عاصمة التصميم والابتكار والمواهب في العالم عبر توفير كل سبل النجاح للمصممين.

وأضافت: من أجل ذلك لدينا شراكات استراتيجية مع مجموعة من أهم الفعاليات المتخصصة، بما في ذلك فاشن فوروورد دبي، وأسبوع دبي للتصميم وSole DXB، ويقوم حي دبي للتصميم بدور أساسي في هذه الفعاليات عبر توفير بنية تحتية مناسبة ومنظومة تساعد الأفراد والشركات على الإبداع والنمو، مع توفير منصة متميزة لمبدعي المنطقة، كما نواصل تركيزنا على زيادة التواصل بين الأفراد والشركات في مجتمع حي دبي للتصميم مع نظرائهم في الدولة وفي أنحاء العالم، وبفضل احتضانها لعديد من الشركات العالمية والمحلية المختصّة بالتصميم أصبحت دبي وجهة عالمية لصناعة التصميم، ما يسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات وسمعتها الحضارية.

تجربة متكاملة

وقالت خديجة البستكي: منذ تأسيسه شارك حي دبي للتصميم برسم المشهد التنموي لدولة الإمارات، وحينما أعلنت الإمارات العام 2015 عاماً للابتكار، أضحى الابتكار خيارنا لتشكيل المستقبل، لا سيما وأن التصميم وعلومه وفنونه أدوات أساسية للابتكار، ففي الاقتصاد الحديث لا بد من أجل الحصول على القيمة الإضافية من الأشياء، أن يتم تحويل السلع إلى بضائع، وفي مرحلة أعلى من سلسلة القيمة تحويلها إلى خدمة، وفي قمة الهرم يأتي تحويل السلعة إلى تجربة متكاملة، وهنا يبرز دور التصميم، ونحن نساعد الشركات للارتقاء في سلم القيمة المضافة، وصولاً إلى قمته أي تقديم تجارب حياتية، تشكل أساس الاقتصاد الجديد، وهذا الدور الذي تبنيناه نهجاً يسهم بتكريس الإمارات نفسها نموذجاً للتعايش والانفتاح على الثقافات، وتسخير التصميم والفن لتعزيز مكانة الإمارات.

قوة ناعمة

وأردفت: بما أن قطاع التصميم أحد أهم روافد القوة الناعمة للدول، فقد عملنا في السنوات الماضية على المساهمة بتعزيز مشاركة قطاع التصميم في بناء القوة الناعمة لدولة الإمارات وخصوصاً منذ سبتمبر 2017 تاريخ إطلاق الإمارات «استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات» والتي تتطلب تعزيز قطاع التصميم والصناعات المرتبطة به لأهميته التنموية وقدرته على تحقيق عوائد كبيرة وثابتة على صعيد الدخل، وتحفيزه الابتكار، ونحن مستمرون بتشجيع الإبداع عبر تسهيل الدعم المهني، وتعزيز تنمية المواهب، والاستمرار باستحداث فرص جديدة، ولذلك يدعم حي دبي للتصميم رواد الأعمال والشركات الناشئة من خلال حاضنة الأعمالin5، وهي منصة لتمكين الابتكار في المنطقة، ساهمت بإنشاء نظام متكامل للطلبة ورواد الأعمال والشركات الناشئة في دبي، ونعمل دائماً على استقطاب المهارات، ويشكل معهد دبي للتصميم (DIDI) الذي يقع مقره في حي دبي للتصميم إضافة مهمة لهذا القطاع، ونعتقد بأنه سيسهم خلال السنوات المقبلة في تطوير المواهب وتعزيز نمو اقتصاد دبي القائم على المعرفة والابتكار.

نموذج فريد

أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أن دولة الإمارات نموذج فريد تلتقي فيه الحضارات لتعزيز السلام والتعايش بين شعوب العالم كافة، فالتواصل العالمي واحترام ثقافة الآخر كانا ولا يزالان من أهم المبادئ التي ارتكزت عليها أركان الاتحاد المبارك لدولة الإمارات منذ الساعات الأولى لتأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسين، طيب الله ثراهم، وقد ضمنت القوانين الإماراتية من هذا المنطلق حرية المعتقد وممارسة الطقوس الدينية لجميع الطوائف والديانات الموجودة على أرضها، وأسست لهم مراكز ثقافية ودينية، وعملت على دعم التواصل الحضاري من خلال تأسيس وزارة التسامح.

إعادة هندسة التعليم

أكد الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية أن الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي حققتها الإمارات يأتي من خلال بوابة التعليم، وحتى نكون وجهة للمنظمات والمؤسسات العالمية لا بد لنا من إعادة هندسة المنظومة التعليمية، لافتاً إلى أن المسار الذي سنسلكه خلال الخمسين عاماً المقبلة يتطلب أن يكون المستهدف الحقيقي للعملية التعليمية هو بناء المهارات.وأضاف: إن التعليم يعرف بأنه نقل المعارف والمهارات، ولا توجد مهارة بلا تعليم، وبناؤها يقع على عاتق المؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية بحيث تصبح المهارة صفة لصيقة بالخريج ليكون قادراً على إحداث الفرق والتغيير، مبيناً أن بناء المهارة لا يتم خارج أسوار المؤسسات التعليمية ولكي نكون واجهة أو قبلة للمنظمات والمؤسسات العالمية يتطلب من مؤسساتنا الأكاديمية والتعليمية بناء المهارات وفقاً لمنهجية مدروسة.

وأشار إلى أن المنبع الأساسي للمهارات هو المؤسسات التعليمية وكوادرها التدريسية والمجرى هو الطلبة الحاليون، والمصب هو المجتمع والقطاعان العام والخاص.

وأوضح أن الامتحانات لا تزال تقيس المعارف لدى الطلبة وليس مهاراتهم ونحن بحاجة إلى بناء وقياس المهارات في المؤسسات التعليمية ليكون لها أثر على المستوى البعيد.

استقطاب الشركات العالمية المليارية للإمارات

أوضحت مصممة المنتجات وسيدة الأعمال الجود لوتاه، ضرورة ابتكار تجربة أعمال غير مسبوقة لتوفير بيئة متميزة جاذبة للشركات في مختلف القطاعات، والتوسع في خطط استقطاب الشركات العالمية المليارية إلى الإمارات.

وذكرت أن دولة الإمارات هي المكان الأمثل لاستضافة المؤتمرات الدولية في هذه المنطقة من العالم، حيث تمتلك دولتنا كافة المقومات من بنية تحتية وخبرة إدارة معارض ومؤتمرات وبيئة ثقافية متعددة الاهتمامات تساعدها في أن تكون الخيار الأمثل لنجاح الفعاليات والمبادرات على شتى الصعد سواء كانت الثقافية أو الاقتصادية أو الإعلامية وغيرها.

وقالت: إذا أخذنا الثقافة والفن والتصميم كأمثلة فالمعارض التي بدأت في الدولة مثل آرت دبي وفن أبوظبي وأسبوع دبي للتصميم ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، كل تلك المعارض بدأت محلية واليوم أصبحت إحدى المحطات المهمة على الخارطة الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وتحظى بمشاركات وحضور من العالم أجمع.

تعزيز البنية التحتية الرقمية بمعايير عالمية

أكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية وفق أعلى المستويات العالمية، والتوسّع في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الاحلالية لتعزيز مكانة دولة الامارات كقطب عالمي لاستضافة المنظمات والمؤسسات الدولية الرائدة خلال الخمسين عاماً المقبلة، والبناء على ما تم انجازه في هذا المجال وصولاً إلى أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها في العام 2071.

وقال إن البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها الدولة وموقعها الاستراتيجي، إضافة إلى انفتاحها على العالم ووجود البيئة الجاذبة للاستثمارات والقوانين التي تحمي حقوق المستثمرين، رسخت ريادة الإمارات العالمية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز مكانتها كوجهة مهمة لأكبر الشركات والمؤسسات والعلامات التجارية العالمية، والمكان المفضل للعيش والعمل وريادة الأعمال.

وأضاف: في ظل الرؤى الطموحة والنهضة التنموية التي تشهدها دبي في المجالات كافة، والتي تترجمها إلى مشروعات عملاقة وفرص واعدة ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، بات التعاون والتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص ركيزة مهمة لتحقيق طموحات الإمارة وترسيخ مكانتها كنموذج متطور يوفر المناخ الملائم والبيئة الداعمة للاستثمار.. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، لدينا شراكات استراتيجية مع العديد من الشركات العالمية، ولا سيما في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة.

وتابع: في إطار الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي لا تهدف إلى استشراف المستقبل فحسب وإنما تصنعه، نعمل على تبني التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة لنشارك في رسم مستقبل الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة.

وقال: نظمت الهيئة هذا العام معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) ودبي للطاقة الشمسية عبر منصة افتراضية ثلاثية الأبعاد، وبات المعرض، الأكبر من نوعه في المنطقة وأحد أكبر المعارض المتخصصة في العالم، موعداً سنوياً تترقبه الشركات العالمية المتخصصة في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة والنفط والغاز والتنمية الخضراء.

الاستباق والتمكين والاستراتيجيات عوامل أساسية

دعا خبراء في صناعات الطاقة والإنشاءات والتطوير العقاري إلى عدم الاكتفاء بتنظيم الفعاليات الدولية التي تتصل بتلك القطاعات بين الحين والآخر على الرغم من أهميتها في جعل الدولة محط أنظار أقطاب تلك الصناعات والقطاعات على مستوى العالم، مؤكدين ضرورة العمل على استضافة مقار المنظمات والمؤسسات التي تقوم على تنظيم تلك الفعاليات والذهاب باتجاه تأسيس كيانات جديدة تغطي أنشطة تستحق أن يكون لها حضور مماثل لباقي الأنشطة الاقتصادية. وحددوا 3 عوامل لتحقيق ذلك الهدف، وتتلخص في (الاستباق والتمكين والاستراتيجيات)، مؤكدين قدرة الدولة على تحقيقه ولا سيما أنها حققت أهدافاً أكثر تحدياً من هذا الهدف.

واقترحوا أن يكون لذلك الهدف مظلة قانونية أشمل من القوانين المطبقة على جمعيات النفع العام على سبيل المثال لأن الأخيرة تنشط على نطاق البلد خلافاً للمنظمات الدولية بوصفها هيئات ومؤسسات يتكون منها المجتمع الدولي وتشارك في تفعيل إرادة الجماعة الدولية.

ترويج

وقال الدكتور أحمد سيف بالحصا، الرئيس الأسبق لاتحاد المقاولين العرب، الرئيس السابق لاتحاد المقاولين العالمي، إن استضافة المنظمات يجب أن يقوم على أسس واضحة واستراتيجيات مدروسة بعناية، فليس مهماً «تجميع» تلك المنظمات أو الكيانات غير الرسمية، بقدر ما يجب فحص أهميتها ودورها في ترسيخ مكانة الدولة على هذا الصعيد.

ولفت إلى أهمية الترويج للدولة في الساحة الدولية على صعيد توفيرها سبل نجاح عمل تلك المنظمات، إذ إن من المهم أولاً ترويج القدرة على الاستضافة ومميزات تلك الاستضافة لهذه المنظمة أو تلك.

وأوضح أن ثقل الجمعيات والاتحادات والمنظمات وغيرها من التسميات التي تعمل تحتها تلك الكيانات، إنما يقوم أولاً على تحقيق المصلحة والأهداف التي ولد من أجلها الكيان وبالتالي يحصد البلد المضيف السمعة الدولية التي تعكس عمق ذلك الثقل ولاحقاً تأتي الثمار الاقتصادية سواء عبر تنظيم الفعاليات والمؤتمرات التي تخدم قطاعات اقتصادية وفي مقدمتها الأنشطة المرتبطة بالضيافة.

أما أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة تبريد المناطق «امباور»، الذي تولى الشهر الماضي رئاسة جمعية مشغلي تبريد المناطق في دبي، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، فقد ركز على ضرورة المبادرة إلى تأسيس كيانات ومنظمات غير ربحية لخدمة هذا القطاع أو ذاك، موضحاً أن عدم القدرة على استضافة تلك المنظمة أو تلك الجمعية يجب ألا يمنع قيامنا بتأسيس نواة مماثلة تتمتع بالحرفية والقدرة على جذب العاملين في الصناعة أو القطاع المعني وبتحقيق أهدافها يصبح لها الثقل الدولي الذي نبتغيه.

وأشار إلى قناعة يتبناها في حياته المهنية ولخصها بقوله (إذا لم تستطع الحصول على شيء معين فعليك أن تبتكر ما يحقق لك أفضل من ذلك الشيء)، مؤكداً أن (الاستباقية) المدروسة طريق بديل إن لم يكن هو الأفضل لبلوغ الأهداف.

وأكد أهمية الدور الذي تلعبه المؤتمرات إذ ترجع نشأة المنظمات الدولية إلى فكرة المؤتمر الدولي، لأنها في حقيقة الأمر ليست إلا امتداداً لهذه المؤتمرات، بعد إعطاء عنصر الدوام لها من خلال تطورات حدثت في نطاق أمانات المؤتمرات، وخاصة أن المؤتمرات تعالج المسائل المشتركة للدول وهي تستجيب للمطالب العملية وتتخذ قراراتها بالإجماع.

ورأى إميل سمارة الخبير والاستشاري في تطوير المجمعات السكنية والمدن المستدامة، أنه إلى جانب الاستراتيجيات الواضحة المطلوبة في العمل على جذب الفعاليات والمنظمات القائمة عليها، هناك ضرورة لتوفير مستلزمات تلك الاستضافة، فمن البديهي أن يكون لتلك الجمعية أو الفعالية مقر تدار شؤونها من أروقته وربما يرتبط تمكينها من التواجد في مقر بمسألة أخرى تتعلق بالتمويل، ومثال ذلك الكثير من المنظمات العالمية ولا سيما البحثية أو التي تعنى بقضايا المناخ وما شابهها، التي تواجه نقصاً حاداً في التمويل.

وأشار إلى أن التمكين قد يتطلب وجود تشريعات داعمة أو مرنة في التعامل مع تواجد تلك المنظمات في الدولة.

تأهيل الكوادر يعزز فرص استضافة البطولات العالمية

اتفق مسؤولون رياضيون، على أن الإمارات تملك البيئة المناسبة لاستضافة العديد من مقار الاتحادات الدولية والقارية وأكبر البطولات العالمية، ولكنها بحاجة إلى زيادة تأهيل كوادرها بما يتناسب مع الطموحات ويتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة، بالاستعداد المتميز للخمسين عاماً المقبلة، مؤكدين أن التطور المنشود في مجالات الرياضة مرتبط بتعزيز وتنمية مهارات كوادرنا الشابة.

تطوير

وقال يوسف السركال نائب رئيس اتحاد الكرة الآسيوي ورئيس اتحاد الكرة الأسبق: حينما نفكر في تطوير رياضتنا خلال الخمسين عاماً المقبلة، علينا الإعداد والعمل لتجهيز كوادر شابة تتولى المسؤولية خلال السنوات المقبلة، وفي اعتقادي أن تأهيل وإعداد الكوادر لا يقل أهمية عن استضافة المقار والبطولات، فعلى سبيل المثال تستضيف ماليزيا مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فهل تطورت الكرة في ماليزيا بوجود المقر؟

وواصل السركال: لذلك علينا أولاً وضع استراتيجية لتطوير رياضتنا خلال الخمسين عاماً المقبلة، والسعي لتثقيف وتنمية مهارات كوادرنا الشابة وإعدادها للمستقبل، من خلال استحداث معهد لإعداد وتأهيل الكوادر الرياضية، والسعي إلى وصول تلك الكوادر المواطنة إلى عضوية الاتحادات الدولية والقارية، فقد أقدمنا على تجربة مميزة في اتحاد الكرة حينما استحدثنا أكاديمية لإعداد وتأهيل الكوادر وتعاونا مع عدد من الجهات المختصة بالتأهيل مثل أكاديمية اتصالات، لإعداد كوادر مؤهلة في مختلف التخصصات الإدارية، وفق أحدث النظم الإدارية المطبقة بمختلف دول العالم، ويجب أن يشمل الإعداد والتأهيل لاعبينا من الصغر حتى يتخرج لنا لاعب مثقف ملم بكل قوانين اللعبة، وتنمية هذه الأمور الإدارية، لا تقل عن تنمية الجانب الفني، وهذه الأمور بداية تصحيح المسيرة وتطور رياضتنا.

بنية قوية

بدوره، أكد أسامة الشعفار رئيس الاتحاد الآسيوي للدراجات الهوائية، أن الإمارات تستضيف بالفعل العديد من المقار القارية التي يترأسها كوادر إماراتية كونها تملك البنية التحتية القوية لاستضافة العديد من تلك المقار، مثل الدراجات والجوجيتسو والملاكمة وفي الطريق الرجبي، حيث تحظى تلك الاتحادات بدعم القيادة الرشيدة واللجنة الأولمبية المحلية، ولكن استضافة المقار الدولية يلزمها بروتوكول معين وترتيبات خاصة كونها مرتبطة بالدول قبل الأشخاص.

وأشار إلى أهمية استضافة البطولات العالمية لتعزيز مكانة الإمارات في استضافة المقار الدولية، وعلى سبيل المثال التحضير الجيد من الآن لاستضافة الأولمبياد مستقبلاً، من خلال بناء بنية تحتية تملك القدرة على استضافة العديد من الألعاب الأولمبية مثل مضمار عالمي لألعاب القوى ومجمعات لباقي الألعاب مثل تعزيز مجمع السباحة الحالي الذي يعد من أفضل الأماكن للعبة السباحة، ومثل تلك الاستضافة يلزمها عمل دؤوب وسنوات للإعداد والتجهيز.

دعم

في حين، بين قيس الظالعي رئيس الاتحادين الآسيوي والعربي للرجبي أهمية دعم القيادات والكوادر الإماراتية التي تتبوأ مكانة دولية وقارية مهمة، من خلال دعم أي رئيس اتحاد قاري في نقل مقر الاتحاد إلى الإمارات بتقديم تسهيلات لوجستية تدعم تلك الخطوة، التي من شأنها أن تمنح قوة ناعمة تعزز مكانتنا الدولية والقارية الرياضية.

وأضاف: منذ أن توليت رئاسة الاتحاد الآسيوي للعبة، سعيت إلى نقل المقر من هونغ كونغ إلى الإمارات، صحيح نلت الضوء الأخضر ولكن الموضوع يحتاج إلى عمل دؤوب.

ويطرح قيس الظالعي فكرة العمل من الآن لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2042، حيث إن البطولة تعد ثالث أكبر البطولات العالمية ومحجوزة من الآن حتى 2038، وكذلك دورة الألعاب الأولمبية للشباب، واستضافة مثل تلك البطولات العالمية تمنحنا قوة وتعزز من البنية التحتية التي بموجبها نستطيع التفكير في استضافة الأولمبياد.

رؤى وأفكار 
 
01-  التوسّع في الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الدولية. 
 
02- استضافة مقرات الشركات والمؤسسات المنظمة للفعاليات الدولية.
 
 03- زيادة التشريعات المرنة التي تسهل وجود المنظمات الدولية في الإمارات.
 
 04- استراتيجيات مدروسة لفحص أهمية الاستضافة ودورها في ترسيخ مكانة الإمارات.
 
 05 - ترويج مكانة الدولة عالمياً على صعيد توفيرها سبل نجاح عمل المنظمات الدولية
 
06 - تأسيس كيانات ومنظمات غير ربحية لخدمة مختلف القطاعات.
 
 07- تعزيز البنية التحتية الرقمية وفق أعلى المعايير العالمية.
 
08- التوسّع في تبني تقنيات وأدوات الثورة الصناعية الرابعة.
 
09 - زيادة تأهيل الكوادر الوطنية للإشراف على تنظيم الفعاليات الكبرى. 
 
 10- التوسّع في البنية التحتية الرياضية لاستضافة البطولات العالمية الكبرى.
 
 11 - وضع بروتوكول لاستضافة الاتحادات الرياضية الدولية.
 
 12- زيادة دعم الكوادر الإماراتية التي تتبوأ مكانة دولية مرموقة.
 
13- تعزيز الدعم اللوجستي لضمان نجاح الأنشطة الرياضية كافة. 
 
14 - العمل على زيادة عدد الكوادر الإماراتية في عضوية الاتحادات الدولية. 
 
15- زيادة دور القطاع الخاص لدعم استضافة الشركات والمؤسسات الدولية.
 
 16 - إعادة هندسة المنظومة التعليمية وبناء المهارات.
 
17 - التوسّع في استقطاب الجامعات العالمية لافتتاح فروع لها بالدولة.
 
18 - استحداث فرص جديدة لرواد الأعمال والشركات الناشئة.
 
 19 - التوسّع في خطط استقطاب الشركات العالمية المليارية إلى الإمارات.
 
20 - مبادرات مبتكرة لجذب المهارات والمواهب العربية والعالمية.

لمشاهدة الملف ...PDF اضغط هنا

Email