دمج المهارات المتقدمة في التعليم العالي أولوية قصوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور شريف موسى، عميد كلية الهندسة بالجامعة الكندية بدبي، ضرورة دمج المهارات المتقدمة في منظومة التعليم العالي، بهدف تأهيل الكوادر البشرية وتطوير مهاراتهم وإثراء تجاربهم وخبراتهم العلميّة والحياتية.


وحول دور الجامعات في تخريج كوادر مؤهلة عالية الكفاءة قال الدكتور شريف موسى: يمكن للجامعات أن تساهم بشكل كبير في الاستعداد للتغيير الكلي في سوق العمل من خلال 4 محاور وهي أولاً: استحداث برامج جديدة قائمة على تخصصات متعلقة بتكنولوجيا المستقبل مثل تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والروبوتات وتطوير البرامج والتطبيقات وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء.


وثانياً: تشجيع الخريجين على تحسين مؤهلاتهم بطرق أخرى، مثل الدورات عبر الإنترنت، وبرامج الشهادات المعتمدة، والتعليم الذاتي وريادة الأعمال، وثالثاً: حصول الطلاب على فرص للتدريب من جهة، وأن تعمل الجامعات على تحسين وملاءمة مناهجها الدراسية من جهة، وأن تحصل الشركات على خريجين مؤهلين ومدربين بشكل جيد من جهة أخرى.


ورابعاً: الاهتمام بتنمية المهارات المطلوبة للمهن الحديثة وجعلها جزءاً لا يتجزأ من مخرجات البرامج الأكاديمية مثل الإبداع والتفكير النقدي ومهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على الكتابة ومهارات العرض والتفاوض، وصياغة وتقديم حجج منطقية، وطرح الأسئلة الصحيحة والبحث عن الإجابات، مشيراً إلى أنه يمكن تنمية هذه المهارات بالتعلم المعتمد على المشروعات، من خلال جعل الطلاب يخططون ويصممون وينفذون مشاريعهم الخاصة، وبذلك يتعلمون أداء المهام كما يفعلون في سوق العمل المتطور باستمرار.


تطوير وأشار إلى أن النظام التعليمي المستقبلي يحتاج إلى تطوير القدرات الكامنة في البشر مثل الإبداع والتخيل والتفكير النقدي والتفاعل الاجتماعي، بحيث يكونون مؤهلين للمشاركة مع الآلات في المستقبل بدلاً من التنافس معها.


ولفت إلى أن موظفي المستقبل سيحتاجون إلى التفكير بمنظور عالمي ويجب على الجامعات تكييف البرامج التعليمية لأخذ ذلك في الاعتبار، وعلى سبيل المثال، قد لا يتم تدريس التاريخ من منظور بلد واحد ولكن بالأحرى من خلال أمثلة من جميع أنحاء العالم؛ وبدلاً من تدريس نفس اللغات التي تم تدريسها دائماً، يجب أن تنظر المدارس في الطلب الدولي ولغات الأسواق الناشئة.


وبين أنه في المستقبل، سيحتاج التعليم إلى دعم الطلبة لتطوير مهاراتهم وعقولهم لفعل أي شيء بدلاً من التقيد بمهام محددة، وللوصول لهذا الهدف لا بد من تطوير مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما يتعين تدريب الطلبة على حب التعلم المستمر وتشجيعهم من قبل كل من الآباء والمعلمين على صقل مهاراتهم باستمرار من خلال الموارد المتاحة، مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت.
وتوقع أن تشمل الوظائف الأكثر طلباً في أسواق العمل المستقبلية كل التخصصات ذات الصلة بالثورة الصناعية الرابعة مثل محللي البيانات وأخصائي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ومهندسي الروبوتات ومطوري البرامج والتطبيقات بالإضافة إلى متخصصي التحول الرقمي ومحللي أمن المعلومات ومتخصصي إنترنت الأشياء.


وحول المهارات الأكثر طلباً في المستقبل، أكد أنها تتمثل في العمل مع الناس وحل المشكلات ومهارات الإدارة الذاتية مثل المرونة وتحمل الإجهاد، ما يعد تسويق المنتجات والتسويق الرقمي ودورة حياة تطوير البرمجيات من بين المهارات المتخصصة المطلوبة للمهن الناشئة.


وأكد على ضرورة تركيز الجهود المشتركة من أجل تمكين الموظفين الحاليين والمستقبليين من ترقية مهاراتهم لكي يكونوا على استعداد للقيام بالوظائف المستقبلية.

Email