الذكاء الاصطناعي سيستأثر بنصف الاقتصاد ما يتطلب امتلاك مهارات جديدة

15 وظيفة خيالية تتحول إلى حقيقة خلال 20 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدور عجلة التقدم العلمي من دون توقف لتُغير حقائق وأوضاعاً قديمة وتُلقي بها في متحف التاريخ، وتجلب لنا معها حقائق جديدة لم نكن لنعرفها من قبل. ويُعد العمل والتوظيف من أهم المجالات التي ستطالها تغييرات التقدم العلمي، وثمة وظائف معروفة اعتادها العالم منذ قرون ستختفي تماماً في غضون العقود القليلة المقبلة، لتحل محلها وظائف أخرى مستحدثة، وذلك بفعل التقنيات فائقة الحداثة، ومفاهيمها وتطبيقاتها العديدة كالذكاء الاصطناعي، انترنت الأشياء، المركبات ذاتية القيادة، وغيرها.

وبحسب دراسة حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي، سيستأثر الذكاء الاصطناعي وحده بنحو 50% من الاقتصاد العالمي في غضون العقد المقبل، كما سيؤثر سلباً في وظائف يعمل بها نحو 1.2 مليار شخص حول العالم، وتُقدر القيمة الإجمالية لرواتبهم الشهرية التي يتقاضونها حالياً بنحو 14.6 تريليون دولار. فعلى سبيل المثال، إذا قُدر لتقنيات النقل الذاتي أن تمضي قُدماً وتشهد المزيد من الانتشار في مختلف أنحاء العالم، فقد لا نستبعد أن تختفي وظيفة سائق السيارة الأجرة «تاكسي»، بل وربما أيضاً سائق حافلات النقل العام. ولكن على الجانب الآخر، فالأمر ليس كله سيئاً، فإذا كان الذكاء الاصطناعي وغيره من المفاهيم التقنية سيتسبب في اختفاء وظائف، فإنه في المقابل سيخلق وظائف جديدة في قطاعات مهنية عديدة، لكن سيتطلب ذلك اكتساب مهارات جديدة تفرضها هذه التقنية التي ستحدث تغييرات فعلية على المدى الطويل في مفهوم التوظيف.

ونستعرض فيما يلي أبرز 15 وظيفة خيالية ستتحول إلى حقيقة خلال السنوات الـ 10 أو الـ 20 المقبلة على أقصى تقدير:

1 مرشد سياحي فضائي

من المتوقع أن تصبح سياحة الفضاء سوقاً رائجة وهائلة الحجم في غضون السنوات القليلة المُقبلة، خاصة بعد أن بدأ عدد من الشركات بالفعل في إطلاق صواريخ في رحلات تجريبية للفضاء توطئة لتشغيلها قريباً في رحلات سياحية فضائية. ومن أبرز هذه الشركات «فيرجن غالاكتيك» المملوكة لرجل الأعمال البريطاني سير ريتشارد برانسون، و«سبيس إكس» التي أسسها رائد الأعمال الشهير إيلون ماسك ومؤسس شركة «تسلا» لإنتاج السيارات الكهربائية، و«بلو أوريجين» المملوكة لأغنى شخص في العالم، جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون» الشهيرة للتسوق الإلكتروني.

وتتوقع شركة «ماركت وووتش» الأمريكية لتحليل البيانات الاقتصادية أن تبلغ قيمة سوق السياحة الفضائية حول العالم 21 مليار دولار بنهاية عام 2026. وسيحتاج الأشخاص المسافرون في رحلات سياحية فضائية بطبيعة الحال إلى مرشد سياحي يزودهم بالمعلومات التي يحتاجونها عن الفضاء، والجاذبية الأرضية، وكواكب المجموعة الشمسية، والقمر، وغيرها من المعلومات ذات الصلة.

2 متخصص إزالة نفايات رقمية

يزخر عالم الانترنت بكل ما هو غث وثمين أيضاً. وسيحتاج رواد الانترنت قريباً إلى شخص يتولى تنظيف مجال استخداماتهم الرقمية من المحتويات الغثة التي تظهر أمامهم فجأة من دون رغبتهم ولا يرغبون في رؤيتها مرة أخرى، لكونها مُحرجة أو مزعجة، أو ببساطة ليست مثيرة لاهتمامهم.

3 متخصص طباعة أغذية ثلاثية الأبعاد

مع توالي التطبيقات التي نجحت فيها الطباعة ثلاثية الأبعاد، بات التطبيق المُقبل هو استخدامها في طباعة المأكولات، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة. فنحن بحاجة في هذا الشأن ليس فقط إلى تطوير أنسجة قابلة للأكل وتتميز بمذاق مقبول، وإنما نحتاج أيضاً إلى خبير في الطباعة ثلاثية الأبعاد وقادر على تطويعها في طباعة أغذية تناسب مذاق العميل وتفضيلاته.

4 محام متخصص في القضايا الرقمية

تُقدر عدد الجرائم الإلكترونية «السيبرانية» التي تُرتَكَب حول العالم حالياً بنحو 5.8 ملايين جريمة سنوياً، أي بمعدل جريمة إلكترونية كل 45 دقيقة. ومن المتوقع يقيناً أن يرتفع هذا الرقم كثيراً بانتشار الرقمنة في عالمنا. وفي ظروف مثل تلك، قد لا تكفي قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية التي سنتها العديد من دول العالم، بل وربما ستصبح خارج نطاق الزمن. وسيقتضي الأمر سن قانون جديد تماماً للمجتمع الرقمي، ما سيتمخض عنه بالضرورة ظهور مهنة المحامي المتخصص في القضايا الرقمية.

5 مسؤول استدامة

ستكون كل شركة من شركات العالم في غضون فترة قصيرة من الآن بحاجة إلى شخص متخصص في استدامة الموارد ليرسم لها سياسة الاستدامة التي تستطيع من خلالها الحفاظ على مواردها.

6 مُعَالِج بيانات ضخمة

البيانات الضخمة هي كافة البيانات الناتجة حالياً عن النشاط البشري عبر الانترنت. وبحلول عام 2030، ستكون البيانات الضخمة قادرة على إنتاج تحليلات تتنبأ فيها بالمستقبل. وستحاول الشركات بالطبع استغلال هذه الميزة الخطيرة في التنبؤ بسلوكيات وتفضيلات عملائها، وتصميم منتجاتها وخدماتها استناداً إلى ذلك. ولكي تنجح الشركات في ذلك، ستحتاج خبيراً في معالجة البيانات الضخمة، وفرزها، وتحليلها، ومعالجتها، وتحويلها إلى معلومات مفيدة عن السلوكيات المتوقعة للعملاء.

7 رئيس ماكينة تصميم شخصيات

دخلت شركة «يونيك» الأمريكية بالفعل سوق تصميم الشخصيات الرقمية، حيث استخدمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم أشخاص رقميين للتواصل مع العملاء، بدلاً من موظفي خدمة العملاء الذين نراهم حالياً. وعليه، ستحتاج شركات المستقبل إلى شخص يشرف على تشغيل ماكينة لتصميم الشخصيات الرقمية وتزويدها ببيانات لإكساب هذه الشخصيات سمات قريبة من السمات البشرية، كي تتولى بدورها التواصل مع العملاء.

8 رئيس قسم أتمتة

إذا كان الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للشؤون المالية «المُدير المالي في بعض الشركات» هما المنصبان اللذان يتصدران قمة السلم الوظيفي حالياً في أي شركة عصرية، فسيضاف إليهما قريباً منصب ثالث يشاركهما القمة، وهو الرئيس التنفيذي للأتمتة، أو رئيس قسم الأتمتة. وسيضطلع شاغل المنصب الجديد بإدارة كافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الأتمتة والروبوتات التي تستخدمها الشركة.

9 مخبر للتحري عن البيانات

ستكون كل شركة مستقبلية بحاجة لتعيين موظف متخصص في البيانات الرقمية ليتحرى كافة البيانات التي تدخل إلى أنظمة الشركة من مصادر خارجية، ويتأكد من صحتها وسلامتها.

10 مسؤول مكافحة تغير المناخي

يجمع شاغل هذه الوظيفة بين تخصصات المهندس والعالم الكيميائي، أو العالم البيولوجي في بعض الأحيان. وستكون مهمته هي التأكد من عدم تسبب أنشطة الشركة وعملياتها في أي ممارسات أو انبعاث أي مواد أو مركبات من شأنها أن تفاقم أزمة التغير المناخي.

11 متخصص إعادة تدوير خردة فضائية

يزخر فضائنا الجوي بأجسام صلبة ضئيلة الحجم ناجمة عن مخلفات الأنشطة البشرية. تُوصف هذه الأجسام بأنها خُردة الفضاء. ووفقاً للتقديرات، تناثرت أكثر من 128 مليون قطعة خُردة يقل طول الواحدة منها عن 1 سنتيمتر في فضائنا حتى نهاية 2019، فيما بلغ عدد قطع الخُردة التي يتراوح طولها بين 1 إلى 10 سنتيمترات حتى التاريخ نفسه 900.000 قطعة. وفيما يتعلق بقطع الخُردة الفضائية ذات الأطوال والأوزان الكبيرة، فيقدر عددها حتى نهاية العام الماضي بنحو 34.000 قطعة.

وإذا علمنا أن هذه الخُردة تسير في الفضاء بسرعة فائقة تبلغ 17.500 دقيقة في الثانية، فلنا أن نتصور حجم الخطر الذي يُمكِن أن تسببه للطائرات وصواريخ السياحة الفضائية حال اصطدامها بها. وسيتولى متخصص إعادة تدوير الخُردَة الفضائية رصد مواقع ودارات هذه الخُردَة، وتطوير وسائل منخفضة الكُلفَة لإعادة تدويرها أو على الأقل التخلص منها تماماً.

12 مدير طائرات من دون طيار

إذا كانت شركات مثل «أمازون» و«جوجل» تخطط لإطلاق مشروعات لتشغيل أساطيل من طائرات من دون طيار «درونز» في خدمة المستهلكين، كخدمة توصيل الطلبات على سبيل المثال، فستحتاج هذه الأساطيل إلى مدير للإشراف على تشغيلها.

13 متخصص تسويق «اللعبنة»

ستحتاج شركات التجارة الإلكترونية إلى الاستفادة من مفهوم اللعبنة، وهو تطبيق عناصر وأفكار الألعاب الرقمية في التعاملات التجارية، بهدف تعزيز ارتباط العملاء. فعلى سبيل المثال، تمنح الشركة عملاءها ومورديها نقاطاً على غرار الألعاب الرقمية لمكافأتهم على ولائهم. وسيضطلع متخصص تسويق «اللعبنة» بتطوير تجارب مستوحاة من الألعاب الرقمية لاجتذاب العملاء.

14 مطور واقع مُعزز

بات الواقع المُعزز أمراً واقعاً في حياتنا ونستخدمه في اللهو والترفيه وأيضاً في بعض التطبيقات على الحواسب والهواتف النقالة، إلا أن تطبيقاته التجارية لم تتوسع بعد، وعندما يحدث هذا التوسع، ستحتاج شركات المستقبل إلى مطور يصمم التطبيقات.

15 مُصمم هولوغرام

بدأت هذه المهنة بالفعل، ولكن على نطاق ضيق للغاية. ومن المنتظر أن تزدهر المهنة بانتشار تقنية «هولوغرام»، وهي باختصار تعني استحضار صورة مجسمة لشخص غير موجود بالفعل، بل وربما يكون مُتوفياً، وذلك باستخدام التسجيل المادي المتداخل مع مجالي ضوئي ثلاثي الأبعاد. ويضطلع مصمم «هولوغرام» باختيار الأزياء الملائمة للشخص الذي ستظهر صورته المجسمة.

Email