الروبوت الجراحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعيش الآن في زمن الثورة الصناعية الرابعة، حيث لم يتبق مجال إلا واكتسحته الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أكثر المجالات حساسية وشخصية لنا كبشر، ألا وهي الجراحة، ونحن لسنا حديثي العهد بهذا النوع من الاحتلال، حيث إن نصيب الأسد من العمليات المنجزة في الإمارات هي جراحات روبوتية بشكل أو بآخر مثل عمليات المناظير والقسطرة.

كما أننا نشهد الآن استخدام روبوتات تمكننا من إجراء أكثر الجراحات حساسية عن بعد مثل روبوت دافنشي، فمثل هذه الروبوتات لا تتعارض ولا تحل محل الجراحين، بل هي امتداد لهم ومكملة لمهماتهم المعقدة والحساسة.

الوجه الآخر من العملة هو الذكاء الاصطناعي، والذي سيحمل أدوار الجراحين إلى آفاق جديدة، يتم فيها استخدام الواقع المعزز في التخطيط للجراحات ومحاكاتها قبل إجرائها ومن ثم متابعتها وتقييمها بشكل مباشر، كما سيصبح بالإمكان إجراء عدد من الفحوصات بصورة لحظية أثناء الجراحات.

ولا ندري، قد يتم تطوير الذكاء الاصطناعي الجراحي بشكل يلغي الحاجة لتدخل جراح بشري في بعض الجراحات البسيطة، بل ربما نشهد تطوير روبوتات مجهرية يتم حقنها في جسد المريض لتقوم بعملها بشكل آلي أو شبه آلي.

وسيشهد المجال الجراحي في السنوات المقبلة تزايداً في الارتباط مع تخصصات الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتقنيات النانو، مما سيفتح المجال لظهور تخصصات جديدة لتطوير تقنيات الجراحات الروبوتية، وربما يكون جراحو المستقبل مختلفين تماماً عن جراحي اليوم.

* عضو مجلس علماء الإمارات

Email