O2

مستقبل علم النانو

ت + ت - الحجم الطبيعي

نستكمل سلسلتنا العلمية في فيزياء علم النانو التي بدأناها من قبل، وحديثنا اليوم عن خيال علمي آخر أصبح قريباً للواقع، لنعرف إلى أين ستأخذنا تقنية النانو، وما هو المستقبل الذي يتطلع إليه الباحثون في هذا المجال، وهل يمكن لنا إيجاد مختبرات على رقاقة. ومن خلال حديثنا هنا فإننا نستشرف المستقبل ونتطلع إلى عالم مبني على النظم الدقيقة، فالخلايا الشمسية هي مختبرات على رقاقة.

ومستقبلها سوف يكون في صناعة الخلايا الشفافة والقابلة للطي والمرنة بحيث من الممكن لفها مثل المنشفة. وستنتشر هذه الخلايا في كل مكان، ابتداءً من النوافذ في المباني والسيارات، إلى شاشات الهواتف الذكية، وانتهاءً بالصحف والمجلات الذكية، وهناك أيضاً إمكانية لابتكار طباعة ثلاثية الأبعاد بدقة نانو متر للخلايا الشمسية، مما سيقلل التكلفة ويسرّع الإنتاجية.

إن طباعة المواد بدقة النانو متر هو حلم يراود العلماء وتعمل عليه حالياً فرق متعددة بالعالم، و سوف يفتح هذا النوع من الأبحاث آفاقاً جديدة لم يُسبق إليها في كل أنواع الصناعات، ابتداء بالأجهزة الالكترونية وانتهاء بالأعضاء البشرية.

في معالجة المياه مثلاً، تمكن الباحثون من صناعة جزيئات بحجم النانو متر بحيث إذا وضعت في مياه ملوثة وتعرضت للأشعة الشمسية تحت البنفسجية فإنها تتفاعل لتقتل البكتيريا والفيروسات الضارة الموجودة في الماء الملوث.

و تحمل تقنية النانو في طياتها العديد من الفرص في تطوير طرق تحلية المياه، والعمل جار حالياً في مختبراتنا المحلية في الإمارات، مثل مركز أبحاث المياه في جامعة خليفة، لتطوير أغشية مدعومة بجزيئات النانو تساهم في تحلية المياه بفاعلية أكبر وتكلفة أقل، تماما كتطوير مختبرات ولكن بمساحات تعادل أكثر من مليون مرة أصغر من المختبرات التقليدية التي نجدها في المؤسسات البحثية.

وحازت بعض مخرجات هذه الأبحاث على براءات اختراع، وقد تحدث تغييراً جذرياً في تحلية المياه على المستوى العالمي، ولذلك فإن تطبيقات علم النانو، متنوعة ومتشعبة،.

Email