عبدالله المندوس: %98 من تكلفة تحلية المياه يوفرها الاستمطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح الدكتور عبدالله المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن مصادر المياه تمثل أهمية كبرى لدول العالم، وتعد قضية أمن المياه من أهم القضايا الدولية الآن، حيث يؤثر شح المياه على ما يقارب 3 مليارات نسمة في جميع القارات، فيما يتضح حجم المشكلة من خلال الإحصائيات التي تقول إن 1 من كل 6 أشخاص في العالم لا يملكون القدرة على الوصول لمصادر مياه الشرب النظيفة.

أقل كلفة

وأضاف أن القلق إزاء قضية الأمن المائي، أدى إلى توجه الإمارات، لوضع عدد من الاستراتيجيات لمواجهة هذه المشكلة والعمل على تحقيق الاستدامة في التنمية الاقتصادية والبيئية على حد سواء، حيث أسست الدولة بيئة ملائمة لتنمية العلوم والتكنولوجيا، من خلال بناء القدرات البحثية وتعميق علاقاتها مع كبرى المؤسسات العلمية عالمياً.

وأفاد بأن عمليات تلقيح السحب تعتبر أقل كلفة بكثير من عملية تحلية المياه، حيث أثبتت الأبحاث أن الاستمطار أرخص 60 ضعفاً، أي ما يعادل 1.6 %، مقارنة بكلفة البدائل الأخرى،.

مثل محطات تحلية المياه، حيث ان 98.4% من تكلفة تحلية المياه يوفرها الاستمطار، ما يقدم منفعة اقتصادية كبيرة، كما أن الاستمطار يسهم بشكل كبير في تعزيز كمية الأمطار وإعادة تغذية المياه الجوفية وزيادة كميات الأمطار التي يتم تجميعها في السدود، مؤكدا أنه لا توجد هناك خطورة بيئية من الاستمطار، حيث إن الدراسات السابقة والتي شملت دولاً عدة لها باع طويل في إجراء عمليات تلقيح السحب، لم تلق أي تأثير سلبي ضار بالبيئة أو بالطبيعة على الإطلاق.

شبكة رادارات

وأشار إلى أنه يتم دعم العمليات الجوية للاستمطار استنادا إلى المعلومات الخاصة بطبيعة السحب الحالية التي ترصد عن طريق شبكة الرادارات الجوية المتطورة لمعرفة ارتفاعها وأحجام القطرات المتوفرة في السحب على أعماق مختلفة، كما يتم المراقبة أيضا عن طريق شبكة الأقمار الصناعية على موجات مختلفة، بالإضافة الى استخدام الشبكة المتكاملة التي تضم 75 محطة رصد جوي أوتوماتيكي ومحطات إضافية لرصد الأمطار على مساحات ضيقة ونائية يزيد عددها على 30 محطة.

دعم البحوث

وتابع إن برنامج الإمارات يشرف عليه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، وذلك في إطار مهمة دعم البحوث العلمية المتعلقة بالاستمطار، كما يقدم البرنامج منحة إجمالية بقيمة 5 ملايين دولار على مدى 3 أعوام تتشاركها ما يصل إلى 5 عروض بحثية مبتكرة، موضحاً أن البرنامج يعزز الفهم العلمي بتشكل السحب وتحفيز هطول الأمطار والعمليات الفيزيائية الأخرى ذات الصلة.

جهود دولية

وأبان أن الإمارات تطمح لأن يؤدي هذا البرنامج إلى تضافر الجهود الدولية في تطوير علوم الاستمطار ومعالجة قضايا أمن المياه، وتحفيز الاستثمارات في تمويل الأبحاث، وزيادة معدلات الأمطار في الإمارات والمناطق الجافة وشبه الجافة الأخرى من العالم.

0.6%

نسبة المياه الجوفية بالعالم، ومن الخطأ الاعتقاد أن النسبة أكبر من ذلك، خاصة أن هناك كثيراً من الدول التي تعتمد في مصادرها المائية على هذه المياه لتوفيرها للزراعة والشرب.

1.2

مليار شخص يعيشون في مناطق ندرة مياه، ومن الخطأ الاعتقاد أنهم أقل من ذلك، وهي نسبة كبيرة يجب معها تكاتف جميع الجهود الدولية لتوفير ظروف معيشية لائقة لهم.

4

طائرات لتلقيح السحب في الإمارات لزيادة منسوب المياه، حيث يتم استطلاع الظروف الجوية المناسبة لإجراء هذه العملية، التي تؤتي ثمارها.

35%

نسبة هطول الأمطار من تلقيح السحب بظروف جوية مناسبة، خاصة أن هناك بعض الظروف الجوية التي تحول دون إتمام عملية التلقيح، وأهمها وجود شوائب وغبار عالق في طبقات الجو.

جامعات

توفر الجامعات الإماراتية مجموعة من المساقات الدراسية التي تتناول البرامج المتصلة بالمياه، وتشمل جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأميركية بالشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا.

برامج

تضم البرامج العلمية المتصلة بالمياه في الدولة، هندسة البيئة والمياه، والجيولوجيا وعلوم البيئة، والهندسة المدنية، وبرامج الماجستير في مصادر المياه وإدارتها، ومن شأن هذه التخصصات الارتقاء بالبحوث المتخصصة في هذا الشأن.

تقييم

تحتاج عمليات الاستمطار إلى وقت كاف من التحضيرات والتنبؤ الجوي لتقييم مدى جدوى القيام بهذه العملية والأوقات المناسبة للقيام بها، ويستلزم التحضير لعملية الاستمطار جهود عمل فريق كامل، يضم طيارين منفذين للعملية وفرقاً على الأرض لمتابعة وتوثيق وتنسيق العملية.

تأمين

يعتبر تأمين موارد مائية وفيرة لأجيال المستقبل واحداً من التحديات التي يواجهها العالم اليوم، ومما يدعو للاطمئنان هو أن القيادات السياسية والعلمية في العالم.

دكتوراه

يحمل عبدالله المندوس دكتوراه في الأرصاد الجوية من جامعة بلغراد، والماجستير في الأرصاد الجوية من جامعة «وت وترز راند»، وحصل على بكالوريوس الأرصاد الجوية من جامعة «سانت لويس» الأميركية، ويشغل منصب رئيس الاتحاد الآسيوي التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وعضو المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية نفسها.

Email