دعوة

إعجاز القرآن يهدي طبيباً فرنسياً إلى الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا، وبعد انقضاء أكثر من أربعة عشر قرنا، مازال الناس يدخلون في دين الله الإسلام أفواجاً؟!

ربما تكون الإجابة الجامعة المانعة كامنةً في الإسلام ذاته، فهو الدين الوحيد الذي أشبع حاجات الروح، وفي الوقت نفسه لبّى حاجات الجسد والعقل، بطريقة متكاملة لا نقص فيها، ولا لبس. وكان من أثر ذلك أن الكبير والصغير، الغني والفقير، الأمير والحقير، كلهم يعتنقون هذا الإسلام، ثم يتسابقون إلى خدمته والدعوة إليه.

ومن هؤلاء الطبيب الفرنسي علي سلمان بنوا الذي أوصلته متابعاته العلمية إلى اعتناق الإسلام، وبعد دخوله في دين التوحيد، وجد لذة العبادة والروحانيات. وها هو يروي قصته كما وردت في كتاب "عادوا إلى الفطرة".

انطباع

أنا دكتور في الطب وأنتمي إلى أسرة فرنسية كاثوليكية. وقد كان لاختياري لهذه المهنة أثره في انطباعي بطباع الثقافة العلمية البحتة، وهي لا تؤهلني كثيرًا للناحية الروحية.

لا يعني هذا أنني لم أكن أعتقد في وجود إله، إلا أنني أقصد أن الطقوس الدينية المسيحية عمومًا والكاثوليكية بصفة خاصة، لم تكن لتبعث في نفسي الإحساس بوجوده، وعلى ذلك فقد كان شعوري الفطري بوحدانية الله يحول بيني وبين الإيمان بعقيدة التثليث، وبالتالي بعقيدة تأليه عيسى المسيح.

كنت قبل أن أعرف الإسلام مؤمنًا بالقسم الأول من الشهادتين (لا إله إلا الله)، وبهذه الآيات من القرآن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (الإخلاص: 1-4).

لهذا فإنني أعتبر أن الإيمان بعالم الغيب وما وراء المادة هو الذي جعلني أدين بالإسلام. على أن هناك أسبابًا أخرى حفزتني لذلك أيضًا، منها مثلاً - أنني لا أستسيغ دعوى الكاثوليك أن من سلطانهم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن الله، ومنها أنني لا أصدق مطلقًا ذلك الطقس الكاثوليكي عن العشاء الرباني والخبز المقدس، الذي يمثل جسد المسيح عيسى، ذلك الطقس "الطوطمي" الذي يماثل ما كانت تؤمن به العصور الأولى البدائية، حيث كانوا يتخذون لهم شعارًا مقدسًا، يحرم عليهم الاقتراب منه، ثم يلتهمون جسد هذا المقدس بعد موته حتى تسري فيهم روحه!

طهارة البدن

ومما كان يباعد بيني وبين المسيحية، أنها لا تحوي في تعاليمها شيئًا يتعلق بنظافة وطهارة البدن لا سيما قبل الصلاة، فكان يخيّل لي أن في ذلك انتهاكًا لحرمة الرب؛ لأنه كما خلق لنا الروح فقد خلق لنا الجسد أيضًا، وكان حقًّا علينا ألا نهمل أجسادنا.

ونلاحظ كذلك أن المسيحية التزمت الصمت فيما يتعلق بغرائز الإنسان الفسيولوجية، بينما نرى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينفرد بمراعاة الطبيعة البشرية.

أما مركز الثقل والعامل الرئيس في اعتناقي للإسلام، فهو القرآن. فقد بدأت قبل أن أسلم في دراسته بالعقلية الغربية المفكرة النافذة، وإني مدينٌ بالشيء الكثير للكتاب العظيم الذي ألفه المفكر المسلم مالك بن نبي واسمه "الظاهرة القرآنية"، فاقتنعت بأن القرآن كتاب وحي منزَّل من عند الله.

إن من بين آيات هذا القرآن الذي أوحى الله به منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا ما يحمل نفس النظريات التي كشفت عنها أحدث الأبحاث العلمية. كان هذا كافيًا لإقناعي وإيماني بالقسم الثاني من الشهادتين "محمد رسول الله". وهكذا تقدمت يوم 20 فبراير سنة 1953م إلى المسجد في باريس، وأعلنت إيماني بالإسلام، وسجلني مفتي مسجد باريس في سجلات المسلمين، وحملت الاسم الجديد "علي سلمان".

إنني أشعر بالغبطة الكاملة في ظل عقيدتي الجديدة، وأعلنها مرة أخرى "أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله".

Email