أهمية صلاة الاستخارة في حياة المسلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

صلاة الاستخارة هي سُنة مستحبة تؤدى ركعتين من غير الفريضة، ليس لها وقت محدد، تُصلى في كل الأوقات في الليل أو النهار، ومن الأفضل تحري الأوقات التي يجاب فيها الدعاء.

تصلى صلاة الاستخارة في كل أمور المسلم التي يجد فيها حيرة أو ترددا أيهما يختار؟ في هذه الحالة عليه أن يلجأ إلى صلاة الاستخارة، سواء كانت هذه الحيرة في عقد صفقة تجارية أو شراء سيارة أو اختيار مسكن أو زواج وما إلى ذلك.

وصلاة الاستخارة من أهم الوسائل التي تعين المسلم على المضي فيما عزم وتكشف له طريق الخير لأنه يتوكل على الله دون غيره، ويسلم أمره إلى الله سبحانه وتعالى.

وصلاة الاستخارة توجه المسلم إلى اللجوء إلى الله تعالى في كل أمر وحال، وفي هذا استقامة للأمر وصلاح وسعادة لكل مسلم. وصلاة الاستخارة تبعد المسلم عن عادات الجاهلية مثل اللجوء إلى غير الله تعالى كالكهنة والمنجمين وتصديقهم مما ينحدر بالمسلم إلى هاوية الشرك بالله تعالى.

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ:

إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) وَفِي رواية ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) المسلم الحق يحتاج إلى الاستشارة من أهل الثقة والصلاح ممن حوله.

ومن يستشير أهل العلم والفضل يضم عقولهم إلى عقله وفكرهم إلى فكره، لذلك قيل ماخاب من استخار ولاندم من استشار. والاستشارة والاستخارة كلاهما لازم للمسلم ولايُستغنى بواحدة عن الأخرى، غير أن استخارة الله سبحانه وتعالى هي النجاة، فإن الله تعالى هو العالم بما كان وبما سيكون وبما فيه الخير لنا، وعندما نلجأ إليه سبحانه وتعالى فإننا نلجأ إلى العليم بكل شيء والقادر على جلب الخير لنا ودفع الشر عنا. ويقول ابن تيمية رحمه الله: ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوق.

وقال سفيان الثوري رحمه الله:

«ليكن أهل مشورتك أهل التقوى والأمانة ومن خشي الله تعالى». ومن المستحب أن نبدأ دعاء الاستخارة ونختمه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول اللهوفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله).وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره.

فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة، فلرُب أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك.قال سبحانه وتعالى: «وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» (سورة البقرة: ‬216)جيهان محمود

Email