يتنبأ بالحادث قبل وقوعه .. ويستهدف الأطفال دون 14 عاماً

3 طلاب يبتكرون تطبيقاً يحمي من مخاطر الغرق في المسابح

فريق البحث خلال العمل على المشروع | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكّن فريق عمل بحثي من طلاب كلية الهندسة بجامعة الإمارات من الفوز بجائزة حمدان للابتكار في إدارة المشاريع، لفئة أفضل ابتكار، عن بحثهم الخاص بتصميم جهاز إلكتروني للمحافظة على حياة الأشخاص وحماية الأطفال دون سن 14 سنة من مخاطر الغرق في المسابح، من خلال التنبؤ بعملية الغرق قبل وقوعها، والعمل كذلك على تحسين أداء وممارسات رجال الإنقاذ العاملين في المسابح العامة والخاصة، وتطوير مهاراتهم باستخدام التطبيقات التقنية بدل الاعتماد على الاجتهادات والتدريبات التقليدية في عمليات الإنقاذ فقط.

المشروع الابتكاري قام بالعمل عليه فريق طلاب من كلية الهندسة بجامعة الإمارات، هم: سيف الدين حاتم عبد الرحمن من كلية الهندسة الكيميائية، وناصر سعيد ناصر الطنيجي، وناصر راشد عبيد الدرمكي، من كلية الهندسة الكهربائية.

 

طموح

يقول سيف الدين حاتم عبد الرحمن: لقد جمعتنا بالدرجة الأولى كلية الهندسة، حيث كنا من ضمن قائمة العشرة الأوائل في الثانوية العامة لعام 2013، وخلال دراستنا في الكلية قررنا ألّا نكتفي بالدراسة النظرية وانتظار الوظيفة التقليدية، بل لا بد لنا من أن نعمل على تقديم شيء مفيد للمجتمع والإنسانية، ووضعنا ذلك الهدف موضوع التطبيق.

وأضاف: وزّع الفريق الأدوار بينهم للبحث عن فكرة استغرقت وقتاً من البحث والرصد، فلفتت نظرنا من خلال الأخبار والتقارير الصحفية، مسألة ازدياد أعداد الأطفال الذين يتعرضون للغرق في مياه المسابح، دون وجود رقابة أو إجراءات محددة لإنقاذهم في الوقت المناسبة.

بحوث أوّلية

وأضاف: من المعروف أن الماء هو العامل الأساسي لوجود كل أنواع الحياة على سطح الأرض، لكنه في الوقت نفسه يعتبر من أبرز ثلاثة عوامل تعد سبباً مباشراً في الوفاة، لا سيما عند الأطفال، حيث تشير الإحصاءات والدراسات البحثية إلى أن أكثر من 360 ألف شخص في العالم يفقدون حياتهم سنوياً بسبب تعرضهم للغرق، بالتحديد من فئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً، بسبب أخطاء في المراقبة التي بدورها تسبب التدخل بعد فوات الأوان، وهذا بحد ذاته يعد خسارة كبيرة في القدرات البشرية، بسبب قلة المعرفة والدراية، وغياب سبل الوقاية من تلك المخاطر.

وفي ظل تلك الأرقام المتزايدة، أضاف سيف الدين: كان لا بد من البحث عن طرق وحلول علمية تطبيقية تحدّ من مخاطر الغرق وإنقاذ الأطفال، وذلك من خلال التنبؤ بحالة كل سباّح في منطقة محددة داخل المياه المستخدمة للسباحة، عن طريق المتابعة المستمرة والتحليل الحركي الدائم لكل منهم على حد سواء.

 

رصد ومتابعة

من جانبه، قال ناصر سعيد الطنيجي: إن الفكرة ولدت خلال متابعة أهم الظواهر المجتمعية والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال بشكل عام، فوجئنا أن في مقدمة تلك الحوادث الغرق في مياه المسابح العامة والخاصة، بسبب عدم وجود عوامل الأمن والسلامة بطريقة علمية، التي تعتمد في الغالب على وجود منقذين في ظل غياب معرفة ودراية الأهل، حيث تكون هناك فروق زمنية قصيرة بين لحظة إنقاذ الغريق ووفاته، فيما لو كانت هناك عوامل مراقبة.

وأضاف: بالتالي فإن فكرة التصميم للتطبيق الذي عملنا عليه بتشجيع وإشراف من أعضاء هيئة التدريس في الكلية، وضمن الرؤية الاستراتيجية لتطوير المشاريع الابتكارية.

وأضاف أن فكرة التصميم عبارة عن مجسات حساسة على شكل سوار، يثبت على معصم الشخص أو على أحد أطراف جسده، وكل سوار مزوّد بمجموعة من حساسات استشعار الإلكترونية وظيفتها الأساسية هي رصد عدد من البيانات المختلفة تصدر من أطراف الشخص خلال ممارسة عملية السباحة، حيث إن هناك حركات محددة يقوم بها الشخص أثناء عملية السباحة، يتم إرسالها إلى برنامج مثبت على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمراقب، سواء كان المنقذ أو المدرب أو أحد ذوي الطفل الموجودين في المنطقة قرب منطقة السباحة، من تطبيق إلكتروني سواء على الهاتف النقال أو اللاب توب، تعطي إشارات تحدد حالة الشخص داخل الماء وموقعة، وبالتالي مراقبة حالة الشخص على الفور، من خلال الكشف عن أي اضطراب حركي يتم تسجيله أو عدم تناغم في حركة السباحة، حيث إن الشخص الطبيعي يمارس بعض الحركات، وهي تختلف أثناء تعرضه للغرق، وبالتالي تعطي إشارات تنبئ بتعرضه للخطر، وهل هو في حالة الغرق أو تم غرقه، وبالتالي يتم على وجه السرعة تدخل المنقذ بالتوقيت المناسب الإجراء الخطوات الإسعافية ولإنقاذيه اللازمة لإنقاذ الغريق.

 

ابتكار تطبيقي

وبدوره، أضاف ناصر راشد عبيد الدرمكي أن المشروع يعتبر ابتكاراً تنقياً له فوائد متعددة، وهو ضرورة تقنية يجب الاستفادة منها، والعمل على تطبيقها في مواقع السباحة المختلفة.

وأشار إلى من أن من أهم فوائد التطبيق هو حماية أراوح الأشخاص بشكل عام والأطفال بشكل خاص، للحد من مخاطر حوادث الغرق، التي تتم على غفلة من الأهل ومن العاملين والمنقذين في المسابح، كما أن تصميم نظام تنبؤ بحالات الغرق قبل وقوعها توفر بيئة آمنة لممارسة نشاطات السباحة بكل أمن وأمان، ودون خوف،كما أن التصميم يساعد على تحسين ممارسة رجال الاتقاد لأداء مهامهم بكل أمان والحفاظ على أرواح الأطفال والحد من مخاطر الغرق المفجعة. وأضاف: سوف يتم تطوير التطبيق في المرحلة المقبلة والعمل على تسويقه كمنتج تقني إماراتي يواكب التطبيقات التقنية الحديثة.

Email