يعمل في وحدة آكلات اللحوم والرئيسيات بحديقة الحيوانات في العين

سعيد الزعابي مروّض الحيوانات المفترسة

سعيد الزعابي يقدم الرعاية اللازمة لحيوانات قسم آكلات اللحوم | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتردد الشاب الإماراتي سعيد راشد الزعابي الطالب في كليات التقنية العليا (23 عاماً)، في الالتحاق بالعمل في حديقة الحيوانات في منطقة العين الخضراء وتحديداً في وحدة آكلات اللحوم والرئيسيات.

يقيناً منه بأنه سيكتسب الكثير من الفوائد ومنها الصبر، خاصة وأن التعامل مع الحيوانات المفترسة يحتاج إلى التحلي بالصبر حتى تستجيب للأوامر، إضافة إلى قوة الملاحظة وسرعة البديهة. كما أن للزعابي شغفاً بمهام رعاية الحيوانات، وفهم سلوكياتها وحاجاتها، ويمتلك شخصياً مهارات عدة تمكنه من القيام بمهام عمله والحفاظ على الحياة البرية في الحديقة.

سر النجاح

قال سعيد الزعابي لـ«البيان»: «إن أمي مريم حارب الظاهري هي سر نجاحي، فهي من رباني على العزيمة والكفاح. وهي أيضاً أول مرشدة سياحية على مستوى دولة الإمارات، ولا تزال من الإماراتيات الرائدات في مجالها. وأيقنت شخصياً منذ اليوم الأول في عملي في حديقة الحيوانات في العين منذ عامين بأنني أمام تحد كبير يجب أن أتجاوزه بنفس واثقة.

وأجزم حتماً بأن مشواري المهني لن يبدأ من العلو، وإنما لا بد من صعود السلم من درجته الأولى. وهنا أشير إلى أن تعاملي مع الحيوانات بدأ تحديداً قبل دخولي لحديقة الحيوانات، وذلك من خلال تعاملي مع حصاني الذي اكتسبت منه العديد من السمات وأبرزها الإرادة وفن التعامل مع الحيوان».

وأضاف الزعابي: «لم يكن عملي في رعاية الحيوانات متقبلاً بالنسبة لمحيطي العائلي، إلا أن إصراري على العمل في مجال الحيوانات هو ما يستهويني دائماً، فقد أمضيت عمري وأنا أقرأ عنها، واعتقدت بأنني عرفت الكثير، ولكنني تفاجأت حين تعاملت معها مباشرة بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن أتعلمها. ولا أخفي عليكم بأنني اقتنيت سابقاً فهداً في منزلي.

ولم تكد تمضي أشهر قليلة حتى أدركت أن إيواء الحيوانات المفترسة في المنازل يعد من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها محبو هذه الهواية الخطرة فأرسلته إلى منظمة إفريقية». مشيراً بابتسامة إلى أنه لو لم يعمل في رعاية الأسود لاخترت رعاية الأسماك، فهي في نظره لطيفة ومسالمة وتبعث الكثير من الراحة والهدوء في النفس، لاسيما وأنه كان متطوعاً سابقاً في مشاريع حماية السلاحف.

وأردف الزعابي: «يسألني بعض زوار الحديقة عن مفهوم صون الطبيعة؟ وأجيبهم باهتمام بأنها محاولة الحد من تراجع أعداد الأنواع البرية، ومنع الحيوانات المهددة بالانقراض من الاختفاء كلياً، وحماية واسترجاع البيئات الطبيعية».

تفاصيل

حرص سعيد الزعابي على قراءة الكتب ومطالعة المجلات والنشرات المتخصصة للتعمق أكثر في حياة هذه الحيوانات، ومعرفة ماذا تحب وتكره، وآليات التعامل معها، كما يحرص على الاستفادة من خبرات غيره كاسراً بذلك بفعالية المفهوم السائد حول ما هو شائع بأن معظم الشباب الإماراتيين يبحثون عن الوظائف المكتبية والمُكيفة.

وقال الزعابي: «أعمل كملاحظ حيوانات أول في الحديقة، وتحديداً في قسم آكلات اللحوم كالأسود والنمور والفهود والكلاب الأفريقية والذئاب العربية وغيرها الكثير، وتكمن مهامي في الاهتمام بالحيوانات وتقديم سبل الرعاية لهم، إضافة إلى العناية بهم، والتأكد يومياً بعدم إصابتها بالأمراض أو تغييرات سلبية عليها أو على سلوكها.

وأنوه إلى أنني أصبحت أكثر صبراً فالتعامل مع الحيوانات يجبرك على الصبر عليها حتى تتجاوب معك وتستجيب لأوامرك، وكذلك أصبحت أكثر إدراكاً ومعرفة لأهمية الحيوانات في حياتنا وحكمة الله عز وجل في خلقها وأيقنت بأنها جزء لا يتجزأ من دورة الحياة».

فرص

كما نصح الزعابي غيره من شباب الوطن بعدم التردد بالعمل في الحديقة التي توفر الفرص التي من شأنها أن يطور الشخص نفسه، ويحصل على الكثير من الخبرات. حيث يشعر بسعادة كبيرة حينما يرى زملاءه وزميلاته وجميعهم من شباب الدولة يعملون في عدة أقسام منها صون الطبيعة والتعليم، والعمليات، والاتصال والتسويق، والموارد البشرية، والمرافق العامة.

ويحرص جميعهم في كل يوم على تعلم أشياء جديدة، بل ويعتبرون أنفسهم جزءاً من أسرة كبيرة وهي أسرة العاملين بحديقة الحيوانات بالعين. ولا ينصح في الوقت ذاته الشباب باقتناء الحيوانات المفترسة، حيث تقفز فوق محاذير صحية واجتماعية، وعدم قانونيتها وخطورتها على الفرد والمجتمع.

Email