تصيب الكبار وتنال من الأطفال وعلاجها ضروري

الأمراض النفسية تنذر بآلام مزمنة

عادل كراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

علاقة وثيقة هي التي تربط الآلام الجسدية بالحالات النفسية للأشخاص إذ تنعكس هذه الأخيرة في جسد الإنسان عبر الأمراض المزمنة منها الصداع المستمر وتشنجات وآلام المفاصل.

هذه الآلام إن لم يكن أساسها بدنياً، لن تزول إلا بالعلاج النفسي.

ويوضح الدكتور عادل كراني استشاري الأمراض النفسية والعصبية، أن الأمراض النفسية أنواعها متعددة منها البسيطة ومنها المزمنة وهي تصيب جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم والأطفال ليسوا مستثنين، فكثير منهم يعانون الاكتئاب والقلق والعزلة وإدمان بعض الألعاب والأجهزة الإلكترونية.

«البيان» استضافت الدكتور عادل كراني في حلقة نقاشية مباشرة ضمن برنامج (نصيحة لايف) الأسبوعي على مواقع التواصل الاجتماعي للصحيفة، في حلقة تابعها حوالي مائة و20 ألف شخص، أوضح من خلالها أن الصحة النفسية هي الاستقرار الشامل في حياة الإنسان وأي خلل في نفسية الشخص وعاطفته وتفكيره يتحول إلى آلام جسدية تبدأ باضطرابات في النوم وعجز في النشاط اليومي.

15 %

ويقول الدكتور كراني إن الأمراض النفسية منتشرة في جميع دول العالم ولكنها تكثر في منطقة الشرق الأوسط إذ أظهرت الدراسات أن 10 من 15 بالمائة من الأشخاص في هذه المنطقة مصابون بالأمراض النفسية منهم المراهقون والأطفال.

ويوضح الدكتور كراني أن الأولياء هم المسؤول الأول عن إصابة أبنائهم بالاضطرابات النفسية فهم من يوفر الأجهزة الإلكترونية لأطفالهم ويتركونها بيدهم لساعات دون التفكير بتشغيلهم بأمور أخرى، فيصابون بحالة من العصبية والقلق وعلاجهم يكون في يد الأولياء، ليس بمنعهم من الأجهزة التي تعودوا عليها.

ولكن بتقنين استخدامها بشكل تدريجي وترتيب أولويات أطفالهم ووضع جدول يومي لمختلف المهام التي على أطفالهم إنجازها.

وبعد التزام الأطفال بإنجاز ما طلب منهم يمكن مكافأتهم بفترة بسيطة من استخدام الأجهزة الإلكترونية. كما أوضح الدكتور أن الدراسات العالمية أكدت بأن مشاهدة الأطفال للأجهزة الذكية لأكثر من 40 دقيقة متواصلة مضر لهم ولذلك فمن الضروري تقنين استخدام هذه الأجهزة حماية لأطفالنا.

أما الأبناء الأكبر سناً والذين تجاوزوا سن المراهقة فهؤلاء مصابون بإدمان الأجهزة الإلكترونية وتجدهم منعزلين لا يخرجون من غرفهم لساعات ومن الضروري عرضهم على طبيب نفسي لتلقي العلاج المناسب.

عناد

إلى جانب إدمان الأجهزة الذكية يعاني الأطفال من اضطرابات أخرى مثل العناد والغيرة والعلاج أيضا يكون في يد الآباء وفقاً للدكتور كراني إذ عليهم إشراك الطفل الغيور مع الطفل الجديد، فمثلا المساعدة في تنظيفه أو إطعامه حتى يشعر بأنه جزء من العائلة كما ينصح الدكتور الآباء بمراجعة الطبيب النفسي لتعلم كيفية التعامل مع طفلهم العنيد.

ويوضح الدكتور أن عادات مجتمعنا في التحفظ على زيارة الطبيب النفساني أو مناقشة الأمراض النفسية تزيد من حدة المرض ويحوله لمرض مزمن يصعب علاجه .

ولذلك ينصح الدكتور كل الأشخاص الذين يعيشون مرحلة تغيير صعبة في حياتهم مثل الطلاق أو خسارة وظيفة أو ما شابه ذلك بضرورة زيارة الطبيب النفسي لتقييم حالتهم والحصول على الدعم النفسي المطلوب للتخفيف من وطأة الاكتئاب حتى لا تتحول لآلام مزمنة يصعب علاجها.

مكان العمل

ورداً على استفسار أحد المتابعين حول العصبية في مكان العمل والضغوط النفسية التي يتعرض لها الموظف بسبب بيئة العمل غير المناسبة أو الأساليب التعسفية لبعض المديرين، قال الدكتور كراني إن وتيرة العمل في دولة الإمارات أو الدول المتقدمة الأخرى أصبحت سريعة وتتطلب عمل الموظف لساعات طويلة قد تسبب عند البعض ضغوطات نفسية .

ولذلك ينصح الدكتور كراني الموظفين بالحفاظ على هدوئهم في مكان عملهم والانضمام للفرق الهادئة والتخصص في الأعمال التي يحبونها لأن العمل أصبح يمثل جزءًا كبيراً من حياة الإنسان.

أما الموظف الذي يعمل في بيئة عمل يعاني منها من ضغوطات عليه الوقوف على أسباب هذه الضغوطات والاجتماع مع مديره والاستماع بهدوء لمتطلباته ومحاولة فهم أسباب الخلاف.

ولكن من جهة أخرى إذا كانت الإدارة والمدير فعلا شخصية متعسفة واستمر الوضع لفترات طويلة كانت كفيلة بإصابة الموظف بضغط نفسي كبير في مكان عمله يمكنه دائما البحث عن فرصة عمل أخرى ولكن وفقاً للدكتور كراني يفضل دائما مواجهة المشاكل لأن المواجهة تمنح الإنسان قوة أكبر.

وينصح الدكتور الإدارات بتنظيم ورش عمل لإدارة الضغوطات، وقال إنه في دولة الإمارات تتبنى العديد من الشركات هذا النوع من الورش بهدف نشر السعادة في نفوس الموظفين والمتعاملين.

Email