فنّانة تشكيلية عشقت الشعر والتاريخ

مريم العامري.. لوحات فنية تصدح شعراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما تحتاج أي موهبة حقيقية لمن يكتشفها أو يحفزها لتنطلق إلى عوالم الإبداع بفنها، خاصة إذا كان هذا الفنان يدرك قيمة ما يقدمه ومن ثم يسعى بكل قوة لنشر أعماله ودفعها نحو النور لتحقيق الهدف منها، وتعتبر مريم عيسى محمد العامري، واحدة من أكثر المبدعات الإماراتيات رقياً بلوحاتها الفنية، التي انطلقت بها، بفكر جديد تتميز به هي وحدها.

حيث استطاعت أن تمزج عشقها للشعر مع حبها للرسم، لتخط لوحات جمعت بين خطوط الألوان مصممة بأبيات شعرية، ما جعلها متفردة في مجالها وينظر لها بإعجاب شديد.

عشق اللغة

البداية كما تقول العامري، حينما بدأت دراستها ليظهر عشقها للغة العربية والشعر الجاهلي في المرحلة الإعدادية، لتبدأ رسم بورتريهات لوجوه الأشخاص من المحيطين بها فضلاً عن المناظر الطبيعية واللوحات المعبرة عن مناسبات معينة مثل يوم الأم، ويوم الاتحاد.

موضحة أنها بدأت بتطوير هذه الرسومات في مرحلة الثانوية العامة عندما تعمقت بدراسة الشعر العربي، حيث بدأت إضافة أبيات الشعر في ذيل اللوحة التي ترسمها، ورسم صورة معبرة عنها في أعلى اللوحة.

الفن التعبيري

وأضافت، أن رسومات لوحاتها تنتمي للفن التعبيري، حيث إن رسوماتها تعبير عن القصيدة، والقصيدة ترسم اللوحة وتعكسها، لافتة إلى أنها تكتب كذلك أسماء الأشخاص لمن يرغب على شكل صقر، أو خيل، أو غزال، أو أسد.

وقالت مريم، إن الاسم العام للوحاتها ومعارضها يكون من خلال قصائد، لافتة إلى أن الرسالة من وراء ذلك هو نشر الشعر والقصائد الجميلة والمعبرة بطريقة تعبيرية تترجمها للوحات فنية.

خاصة وأن لديها لوحات تعبر عن الشعر الغنائي مثل مجموعة إنسان للأمير خالد الفيصل، بالإضافة إلى قصائد جاهلية مثل «بيت» للزير سالم، وأنها حينما تعرض لوحاتها لزوار معارضها فإنها تشرح معاني القصائد كذلك.

وأبانت أن عدد المعارض التي أنجزتها، خمسة معارض، أربعة منها في مبنى وزارة تطوير البنية التحتية بدبي، بالإضافة إلى معرض في رأس الخيمة، أما عدد اللوحات التي رسمتها فهي كثيرة، منها ما تم بيعها وأخرى تم إهداؤها ومنها قصيدة لمعالي الدكتورعبدالله بلحيف النعيمي.

وزير تطوير البنية التحتية، معلقة في مبنى الوزارة، موضحة أن اللوحات التي في حوزتها حالياً تقارب 20 لوحة متفاوتة الأحجام، لافتة إلى أن معالي الوزير حضر جميع معارضها التي دشنت في الوزارة، وبما أن معاليه شاعر فإنه يكمل معها القصائد عند قراءتها، حيث يعي تماماً المعنى والرسالة من وراء اللوحات بشكل أكبر.

جهود

وعن جهودها للتعريف بهذا الفن بين الأجيال الجديدة، أبانت أنها تتواصل مع العديد من المدارس لإقامة ورش فنية للطلبة، ومنها ورشة بإحدى مدارس البنات في رأس الخيمة، حيث تقوم بتدريبهن منذ شهر ونصف تقريباً كل ثلاثاء، فيما لاحظت رغبة البنات الكبيرة في التعلم وحبهن للفن ما يحدث تطوراً في قدراتهن في الرسم.

إبداع

تعمل مريم تنفيذي أول اتصال إعلامي في وزارة تطوير البنية التحتية، كما أنها عاشقة للشعر الجاهلي واللغة العربية والتاريخ، ما كان له الأثر الواضح في لوحاتها، فيما تعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ملهم فنها، حتى أنها تفتخر بأن قصائده هي التي ترسم لوحاتها وتشكلها، فهو المحفز لإبداعاتها.

 

Email