250 شخصاً يتسابقون في الزراعة في واحة دبي للسيليكون

الزراعة المجتمعية.. قطاف الصحة والبيئة والجمال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

 

مساحات لا تتعدى ثمانية أمتار، وفّرتها واحة دبي للسيليكون لـ250 شخصاً ممن يهوون الزراعة المنزلية، ويريدون استغلال مواهبهم في زراعة الخضراوات والفواكه، وحتى الزهور التي بإمكانهم الاعتناء بها، وأن يتمكنوا من خلالها من المشاركة في مسابقة لتحديد أيّهم يملك أفضل مزرعة مصغرة، أما المواسم فيأتي قطافها بيئة نظيفة، وصحة للناس من المحاصيل العضوية، وخضرة تجمّل الطبيعة.

المجتمع المنشود

والمبادرة التي تعود للسنة الثانية على التوالي لاقت استحساناً من سكان «واحة دبي للسيليكون» وتحديداً قاطني فلل السدر، الذين قضى بعضهم وقته في التدرب والبحث عن أهم الأساليب في الزراعة، التي تتناسب مع أجواء الدولة وتربتها، بحيث يتمكّنون من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الخضراوات العضوية التي يمكن استهلاكها، أو التبرع بها عند وجود فائض.

وفي السياق، قال نائب رئيس أول العمليات والخدمات في سلطة واحة دبي للسيليكون، المهندس خليل شعلان، لـ«البيان»: «إن مبادرة الزراعة المجتمعية هي مشروع جديد، أطلقته السلطة في الربع الأخير من 2016، ونظراً إلى الإقبال الكبير من القاطنين في المنطقة، تم إطلاقه في دورته الثانية من الربع الأخير في 2017، وتحديداً في أكتوبر الماضي»، موضحاً أن المبادرة تستمر حتى أبريل من العام الجاري، دعماً للأهداف الاستراتيجية لسلطة واحة دبي للسيليكون 2021، التي تتماشى مع محور «المجتمع المنشود» الذي يعد أحد العناصر الرئيسة لاستراتيجية الواحة، ويهدف إلى جعل الواحة المجتمع المفضل للعيش والعمل.

بيئة نظيفة

وأوضح أن سلطة واحة دبي للسيليكون خصصت 250 قطعة زراعية على مساحة إجمالية تبلغ 2000 متر مربع، وتوزع على المشاركين في المسابقة، بواقع ثمانية أمتار مربعة، وهم من القاطنين والعاملين في واحة دبي للسيليكون، وتعطى الفرصة لأول 250 طلباً للحصول على قطعة الأرض القريبة من مجمع فلل السدر.

وأضاف شعلان أنه يحق للمشاركين زراعة الخضراوات والفواكه التي يفضلونها على مساحات أرض مجهزة بجميع مرافق الري والمعدات اللازمة للاعتناء بأرضهم، ومساعدة المتسابقين على تنمية مزروعاتهم، مضيفاً: «يتولى المشاركون مسؤولية الحفاظ على بيئة نظيفة وصحية للنباتات وريها على نحو مناسب، من أجل تحسين محاصيل الفواكه والخضروات».

وتابع أنه «خلال الفترة ما بين أكتوبر 2017، حتى أبريل 2018، يزور فريق متخصص من خبراء الزراعة المساحة المخصصة، ويراقب ويقيّم هذه المساحات باستمرار، بهدف اختيار وتكريم الفائزين وفق عدد من المعايير التي تشمل جودة المنتجات، والإبداع، نظافة الموقع، وعدم استخدام المواد الكيميائية في الزراعة والعديد غيرها»، مضيفاً أن الخبراء يسهمون كذلك في تعريف المشاركين بشروط المسابقة، وتوفير النصح لهم، من خلال الجلسة التوعوية التي نظموها خلال الأسبوع الأول من المسابقة.

نمط صحي

وأكد أن المبادرة تهدف إلى بناء مجتمع شامل ومتماسك، إضافة إلى تشجيع السكان على اتباع نمط حياة صحي وتناول الأطعمة المغذية، وتغيير عاداتهم الغذائية لتشمل المزيد من الفواكه والخضراوات العضوية التي يزرعونها بأنفسهم، مشيراً إلى أن «واحة دبي للسيليكون» لن تتدخل في المنتجات التي يتم جمعها في المبادرة، داعياً المشاركين إلى التبرع بالمنتجات التي تفوق احتياجاتهم الشخصية للعمال في مختلف المواقع الإنشائية ضمن الواحة.

وقال المهندس الكهربائي محمود أحمد، الذي يقطن في إحدى فلل السدر، إنه بدأ خلال العام الماضي في الفيلا التي يعيش فيها في منطقة واحة دبي للسيليكون، موضحاً: «حديقة منزلي كبيرة، وأستطيع أن أزرع فيها ما أريد، وكان لدي حب الاستطلاع فيما يتعلق بالزراعة والتدرب عليها، إذ إني زرعت في البدء أصناف الخيار في الحديقة المنزلية، لكن لم أكن أملك المعلومات الكافية، ووضعت كمية كبيرة من السماد العضوي، ما تسبب في حرق النبتة داخلياً وتالياً لم تثمر».

وأضاف أنه تعلم بعدها من خلال القراءة عن الزراعة في فصل الشتاء في الدولة، وكيف يمكنه خلط السماد والكميات المناسبة، إضافة إلى الاستعانة بمدوّنات ومقاطع فيديو عبر موقع «يوتيوب»، ليتمكن من معرفة أي المواد يمكنه استخدامها وكيفية قلب التربة، ليعرف كيفية زراعة حديقة الصغيرة في المنزل، إضافة إلى كونه استغل المساحة في الشرفة الخارجية ليزرع عليها النباتات الصغيرة.

آليات متبعة

وأشار أحمد إلى أنه «لتعلم كيفية المحافظة على الشجرة، لا بد أن أضع لها أسمدة عضوية ملائمة، وبكميات صغيرة أخلطها مع التربة، بعد أن أختار البذور ذات النوعية الجيدة التي يمكن زراعتها في التربة المحلية»، موضحاً أنه استغرق عاماً كاملاً ليعرف كيفية الزراعة، ثم تقدم بطلب للحصول على قطعة أرض صغيرة في مبادرة الزراعة المجتمعية التي بدأتها سلطة واحة دبي للسيليكون.

وتابع أنه زرع الشتلات الصغيرة قبل بداية أكتوبر من العام الماضي في الأواني الزراعية في منزله، ليسهل عليه نقلها إلى المساحة التي حصل عليها، والبدء بتشذيبها، مضيفاً أن نظام الري في المساحة الصغيرة تم تنظيمه في وقت سابق ليتناسب مع احتياجات المزارعين المبتدئين في المنطقة بحيث لا يتسبب في تعفن النباتات، لذا توجهوا إلى الاهتمام بالشجيرات وطريقة عرضها، وتنظيف الفروع الجانبية لكي تنبت في مسار واحد.

مخرجات طيبة

وأوضح أحمد أنه أصبح يعتمد على مزرعته الصغيرة في استخراج صنفين من الخضراوات، وهما الطماطم والخيار، وأصبح يوزع الفائض من المزرعة على أصدقائه، مضيفاً: «لدي اكتفاء ذاتي في هذه الأنواع منذ نحو ثلاثة أشهر، وأنوي أن أزرع أنواعاً أخرى في حديقة المنزل والمساحة الباقية من المزرعة»، مؤكداً أن معرفته بالهندسة أسهمت بشكل كبير في زراعة النباتات العمودية، سواء في المنزل أو مساحة الزراعة الخارجية، إذ إنه تمكن من بناء عرائش لتدعيم النباتات.

ومن جانبها، أفادت بولو موكيرجي، إحدى قاطنات فلل السدر في واحة دبي للسيليكون التي حصلت على المساحة التي تحمل الرقم (17)، بأنها تعرف أساسيات الزراعة المنزلية، وطلبت للمرة الأولى الحصول على مساحة صغيرة، لتتمكن من زراعة النباتات التي تريد الاستفادة منها، إذ إنها زرعت منذ أكتوبر الماضي نحو 22 نوعاً من النباتات الورقية والخضراوات والفواكه، كما أنها زرعت وروداً لتسهم في تجميل المساحة التي تعمل عليها.

مشاركة مثمرة

وأضافت أنها تريد المشاركة في المسابقة السنوية التي تقيمها سلطة واحة دبي للسيليكون التي تعتمد على نوعية النباتات والتصاميم الجمالية للمساحات، لتتمكن من الفوز، وخصوصاً أن عدداً من السكان وضعوا لمسات هندسية على مساحاتهم الخاصة.

وأشارت موكيرجي إلى أنها تزور مزرعتها بشكل يومي لقطف الخضراوات الورقية التي تستخدمها في الوجبات التي تطبخها لأسرتها، موضحةً: «أقلّم الخضراوات الورقية، وأترك جذورها، لأتمكن من الحصول على أكبر قدر ممكن من المزروعات التي تنمو مجدداً».

ولفتت سامبادا أوربي، التي حصلت على مساحة الزراعة للمرة الأولى في أكتوبر الماضي، إلى أنها تزرع نحو 16 صنفاً من الخضراوات الورقية، التي تستخدمها في معظم وجباتها التي تعدّها في المنزل، ما كان له الأثر المباشر في تقليل زياراتها للسوق، بسبب الاكتفاء الذاتي الذي وصلت إليه خلال فترة بسيطة في بعض الأنواع.

وأضافت: «أعرف بأمور الزراعة منذ فترة طويلة، وخصوصاً أنني كنت أملك مزرعة خاصة بي في موطني الأصلي، الهند، وأعرف طريقة الاعتناء بهذه النباتات، لذا تمكنت من الحصول على نتائج جيدة خلال ثلاثة أشهر فقط»، مضيفةً أنها تعتني بمزرعتها أسبوعياً، وتزورها بمعدل ثلاث زيارات إلى أربع أسبوعياً.

مبادرة

قالت أوربي إنها توزع الفائض من الخضراوات على أصدقائها وجيرانها، إذ إنها وزعت أخيراً كميات كبيرة من محصول الفجل، وحين لم تجد أحداً آخر لتهديه الخضراوات، فضّلت أن تتبرع بالفائض للجمعيات الخيرية، إذ إن إحدى المبادرات التي يتجه إليها المزارعون هو التبرع بالفائض.

Email