شهد مفهوم السياحة البيئية خلال العقدين الأخيرين نمواً كبيراً، كونه يستهدف فئة السائحين الذين يبحثون عن رحلات سياحية تساهم في تسليط الضوء على أهمية المحافظة على البيئة قدر الإمكان، وترجع أهمية تبني أي دولة لمفهوم السياحة البيئية إلى ما يحمله من فوائد ومكاسب متعددة ومنها القطاع البيئي، حيث يساهم في الحفاظ على البيئة عبر إقرار منظومة تشريعية وقانونية تعزز من استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطِن التنوع البيولوجي، كما تدعم تحقيق منظومة الاستدامة في قطاعات عدة، وتعزز عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتحد من معدلات التصحر والتلوث، بالإضافة إلى تعزيز الناتج المحلي المستدام للدول، ووفرت الدولة، متمثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة، في تطبيقها الذكي معلومات عن 151 موقعاً طبيعياً لتمكين الزوار من الإطلاع عليها وزيارتها.

مواقع تراثية

تم إضافة 51 موقعاً طبيعياً جديداً تشمل مناطق لممارسة الرياضات البيئية، ومناطق للاسترخاء سواء كانت منتجعات أو فنادق تطبق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالمحافظة على البيئة، ومواقع تاريخية دارت فيها أحداث مهمة خلال العصور الماضية، وضمن هذه المواقع 5 حدائق، اثنتان منها في أبوظبي وهما حديقة «الحيوانات البرية بالعين» ومنتزه «الحياة البرية العربية»، وحديقتان في الشارقة وهما منتزه «الصحراء البري» ومركز «كلباء للطيور الجارحة» البري، وواحدة في دبي وهي حديقة «وايلد فلايت البرية للصقارة»، و30 منتجعاً وفندقاً، 13 منها في أبوظبي منها «منتجع تلال البري» و«قرية الليالي العربية البرية»، و11 في دبي منها «حديقة شاطئ الممزر» البرية والبحرية و«منتجع شيراتون شاطئ الجميرا» البري والبحري، و2 في الشارقة منها «جزيرة النور» البرية و«كينجفيشر لودج» البري والبحري، و2 في رأس الخيمة منها «منتجع وسبا هيلتون» و«فندق ريتز كارلتون»، وواحد في الفجيرة وهو «منتجع لو ميريديان شاطئ العقّة» البري والبحري، وواحد في عجمان وهو «منتجع ذي أوبروي بيتش» البحري.

مواقع أثرية

وضمن المواقع أيضاً، 8 مواقع أثرية ومعالم تاريخية برية، 5 منها تقع في أبوظبي وهي الموقع الأثري في «جزيرة صير بني ياس» و«جزيرة مروح» و«قلعة الجاهلي» ومقابر «جبل حفيت» وحديقة «آثار الهيلي»، وواحدة أخرى تقع في أم القيوين ومتمثلة في «قلعة فلج المعلا»، وواحدة في رأس الخيمة وهي «قلعة ضاية»، وواحدة في الشارقة وهي «مركز مليحة للأثار»، و48 موقعاً طبيعياً موزعة ما بين البري والبحري الخاص بالغوص، 11 منها في إمارة أبوظبي مثل «واحة المعترض البرية» و«أمڤيلودڤيغ البحرية»، و5 في إمارة دبي مثل «زينب البحرية» و«بحيرات القدرة البرية»، و7 في إمارة الشارقة مثل «وادي شيص البري» و«جزيرة القرش البحرية»، و12 في إمارة الفجيرة مثل «صخور شرم البحرية» و«وادي السيجي البري» و10 في إمارة رأس الخيمة مثل «وادي شوكة البري» و«مزرعة لآلئ السويدي البحرية»، وواحدة في عجمان وهي «مصفوت البرية».

السياحة الزراعية

وفي السياق ذاته، أطلقت الوزارة محور السياحة الزراعية وذلك ضمن جهودها في إبراز المواقع السياحية والترويج للسياحة ضمن القطاعات البيئية في الإمارات، إذ تعتمد السياحة الزراعية على ما تتمتع به دولة الإمارات من مساحة زراعية مزدهرة ومتطورة، ومزارع خاصة تضم أشكالاً مختلفة ومتنوعة من النباتات والأنواع الحيوانية.

وتهدف السياحة الزراعية إلى رفد المشروع الوطني للسياحة البيئية بعناصر ومقومات جديدة من دورها تعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة البيئية العالمية، ورسم خريطة واضحة لأهم المعالم البيئية والزراعية في الدولة، بما يسهل مهمة حمايتها والحفاظ عليها عبر منظومة تشريعية وقانونية متكاملة ومبادرات وبرامج تعمل على دعمها وتطويرها وضمان استدامتها.

وتم اختيار عدد من المزارع التي توفر تجربة سياحية فريدة من نوعها في الدولة، ويصل عددها إلى 27 مزرعة من أجل تثقيف الزوار، وللمساهمة في زيادة الطلب على المنتجات والمحاصيل المزروعة محلياً.

تطوير

عملت الإمارات على تطوير مفهوم البيئة السياحية وحددته في عدد من المرتكزات، كان منها توفير وزارة التغير المناخي والبيئة معلومات عن أهم الأماكن التراثية والتاريخية والبيئية في الدولة والتي تحظى أغلبها باعتراف المنظمات العالمية المتخصصة، إضافة إلى مناطق ممارسة الرياضات والأنشطة البيئية، وعدد من المنتجعات والشواطئ التي تتبع أفضل معايير صداقة البيئة باعتراف المنظمات العالمية المتخصصة في هذا المجال.