«منتدى الإعلام» دورة افتراضية تحاكي استمرارية ريادة دبي

محمد بن راشد خلال متابعته جلسات المنتدى الذي اختتم فعالياته أول من أمس | تصوير خليفة عيسى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر تجربة دبي قصة نجاح استثنائية وملهمة في مختلف المجالات مستندة إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفكر ونهج سموه الاستباقي الذي جعل إمارة دبي تواكب كافة المتغيرات العالمية متجاوزة مختلف التحديات، فحكومة دبي تمكنت خلال جائحة كورونا التي أثرت على جميع دول العالم بلا استثناء، من الخروج من الأزمة بفضل البنية التحتية التقنية القوية التي مكنت مختلف الإدارات من العمل عن بعد، من دون توقف الخدمات.

تترجم الدورة التاسعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي التي ينظمها نادي دبي للصحافة افتراضياً تحت عنوان «الإعلام العربي.. المستقبل رقمي»، مواصلة هذا النجاح الذي يعكس تميز دبي في استمرارية الفعاليات والمؤتمرات بنفس النجاح والزخم بالاعتماد على هذه البنية التقنية.

كما يترجم حجم الاستثمار البشري والتقني في بناء الجاهزية الرقمية نجاح العمل والتعليم عن بُعد بفضل التخطيط طويل الأمد في بناء التحوّل الرقمي للإمارة، الأمر الذي أسهم في استدامة الحياة في دبي «عن بُعد» رغم ظروف تقييد الحركة والبقاء في المنازل عالمياً، نظراً لرؤية قيادة علمت أن المستقبل للمدن الرقمية والذكية مما مكن دبي من التغلب بصورة كبيرة على تداعيات الأزمة.

قاعدة متينة

وشكلت مسيرة دبي في التحول الرقمي القاعدة المتينة في استمرارية الخدمات بلا توقف بخلاف العديد من دول العالم التي عانت كثيراً في هذا الجانب، وهذا ما جعل دبي تجني ثمار جهود بذلتها في سنوات سابقة في الاستثمار بالبنية التحتية التقنية، واستطاعت استيعاب كافة المتغيرات التي أفرزها وباء «كورونا»، وجعلت منها فرصاً بدلاً من أن تصبح تحديات، حيث وضعت البنية التحتية الذكية والخدمات القائمة عليها في اختبار حي لفاعلية وجدوى كل ما تضمنته السنوات الماضية من استراتيجيات واستثمار في التقنية والإنسان، وانعكس ذلك في نجاح دبي عبر تقديم مئات الخدمات الحيوية المتاحة عن بُعد بكل سلاسة وسهولة.

الإعلام

لم يكن قطاع الإعلام بمنأى عن تأثيرات الجائحة والأوضاع الراهنة في المنطقة والعالم وانعكاساتها المباشرة على هذا القطاع الحيوي، وما ميز الإعلام في دولة الإمارات امتلاكه المرونة والخطط الاستشرافية لمواجهة انعكاسات المرحلة الحالية التي مر بها العالم ولا يزال جراء انتشار وباء كورونا، وأسهم الإعلام الإماراتي في تعزيز جهود منع انتشار الفيروس من خلال القيام بالدور المناط به في التوعية والتثقيف ونقل الصورة الحقيقة بكل شفافية، وأسهم في تأصيل فكر القيادة الإيجابي وروح التفاؤل من خلال العمل على ترسيخه وتعزيزه بين مختلف شرائح المجتمع في هذه الظروف التي يمر بها العالم أجمع.

دورة استثنائية

تتماشى الدورة الاستثنائية الافتراضية لمنتدى الإعلام العربي مع الظرف العالمي الراهن، إذ يواكب المنتدى متغيرات المرحلة الراهنة التي فرضتها تداعيات الجائحة، وما تمخض عنها من تغيرات جوهرية في أساليب وقواعد ومعايير العمل في مختلف القطاعات، وخصوصاً القطاع الإعلامي، حيث يشارك في المنتدى أهم رموز وقيادات العمل الإعلامي ونخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين، ويركز المنتدى في دورته الحالية على مناقشة موضوعات مهمة ترتبط بآفاق العمل الإعلامي في المنطقة خلال المرحلة المقبلة مع استعراض حلول واستراتيجيات التحوّل إلى البيئة الرقمية، وسبل الاستفادة من مميزات الثورة الصناعية الرابعة فيما يتعلق بالاتصال ومنصات بث المحتوى والمعلومات.

تصورات جديدة

وسعى المنتدى هذا العام إلى وضع المشاركين والحضور أمام مجموعة من الحقائق المهمة حول واقع الإعلام ومستقبله بما يخدم في بناء تصورات جديدة للمشهد الإعلامي العربي خلال المرحلة المقبلة ومتطلبات رسم هذا المشهد الجديد، واستحداث مسارات جديدة والتكيف مع متطلبات العصر الرقمي وتعزيز تنافسيته عالمياً، حيث يواصل منتدى الإعلام العربي منذ انطلاقه في عام 2001 بأن يكون منصة للحوار البناء في تعزيز مسيرة الإعلام العربي، من خلال استقطابه نخبة من أبرز الشخصيات الصحافية والإعلامية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى العديد من القيادات السياسية والأكاديمية والفكرية والثقافية، ويعتبر المنتدى إحدى أهم المبادرات التي شهدها قطاع الإعلام في المنطقة العربية على وجه العموم، وقد نجح في تبوؤ مكانة متميزة كأبرز وأشمل ساحة للحوار المهني المتوازن حول الموضوعات والقضايا المعنية بواقع ومستقبل الإعلام في عالمنا العربي.

رسالة

حمل المنتدى على مدار دوراته الــ 19 رسالة مهمة جداً من أجل إعلام قوي ومتميز، ومواكب لتطلعات شعوب المنطقة، وشكل فرصة للقاء ومناقشة حال الإعلام العربي ومتطلبات تطويره والأدوار المنتظرة منه، في أكبر تجمع يضم المعنيين بالإعلام.

Email