هيئة مستقلة لسلامة الدواء بالإمارات ضرورةلمستقبل الصحة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، استشاري الأورام والسرطان، مدير معهد برجيل لأبحاث السرطان، رئيس جمعية الإمارات للأورام، بروفسيور مشارك في جامعة الشارقة: «إن إجراء الأبحاث الإكلينيكية والتجارب السريرية ثقافة جديدة في المجتمع، والخطوة الأولى في هذا الطريق هي إنشاء هيئة سلامة الدواء الإماراتية والتي تكون مستقلة بذاتها، بحيث تعمل على إيجاد قانون للتجارب السريرية والأبحاث الإكلينيكية بالدولة».

أبحاث السرطان

وشدد على أهمية الأبحاث الطبية كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، كاشفاً عن تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نحو عصر أبحاث السرطان الجديد، حيث نجح علماء بالدولة في نشر الدراسات البحثية السريرية للسرطان ذات التأثير العالي في عام 2020، فهناك 35 دراسة سريرية لأبحاث السرطان تم نشرها في الإمارات منذ يناير 2020 حتى أكتوبر 2020.

وأضاف: «يعد البحث السريري أمراً حيوياً لمهمة معاهد الأبحاث الطبية المتمثلة في تعزيز الصحة وإطالة العمر وتقليل أعباء المرض والإعاقة».

وتابع: «على سبيل المثال نحصل من خلال البحث السريري على رؤى وأجوبة حول سلامة وفعالية الأدوية والعلاجات الأخرى. في وقت لم يكن التقدم العلمي الرائد في الحاضر والماضي ممكناً إلا بفضل مشاركة متطوعين في مجال البحوث السريرية سواء كانوا أصحاء أو مرضى».

تعزيز الوعي

وأكد الشامسي أنه يجب النظر بعناية في أخلاقيات تعزيز الوعي بالبحوث السريرية ويجب أن تركز أي حملة توعية على الدعوة للنظر في المشاركة وليس تشجيعها، لأن توفير الموارد لمساعدة الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المشاركة في البحث يعزز فهم الفوائد والمخاطر الحقيقية للمشاركة، كما أنه يزيد الوعي بأهمية البحث السريري، مع إلقاء الضوء على البحوث التي تبحث في لقاحات وأدوية جديد كمثال «كوفيد19»، هذا إلى جانب تأهيل طلبة الطب الشباب في معاهد أبحاث على مستوى عالمي، بحيث تضمن لهم في الوقت ذاته وظائف في المجال نفسه، مع أهمية التعاون في أبحاث سريرية مع الدول الخليجية المحيطة خاصة التي تتشابه في الجينات الوراثية والخليفات العرقية مثل السعودية وعمان.

وأشار إلى أنه رغم تقدم مركز الإمارات في قائمة الأبحاث الطبية عالمياً، إلا أنه لا توجد مراكز متخصصة بالبحوث العلمية الطبية السريرية، في حين وجود مراكز عامة لا تفي بغرض البحث الطبي منها، مؤكداً أن الدعم المادي هو مفتاح نجاح التطور المستدام في قطاع التنقية الحيوية.

ولفت إلى تحديات أخرى تواجه نجاح مشاريع أبحاث التجارب السريرية في المنطقة العربية عموماً تتعلق بغياب الدعم الحكومي الكبير لهذه الأبحاث، وغياب الحوافز التنافسية كون الأبحاث من هذه النوع تتطلب دعماً مادياً ومعنوياً لما يتطلبه من تحدٍ مع الوقت المستغرق في البحث العلمي والتجارب السريرية، وعدم تخصصية الجوائز الممنوحة للأبحاث الطبية، فضلاً عن غياب تمويل الشركات العالمية لأدوية التجارب السريرية للدول العربية، هذا إلى جانب نقص الخبرات التخصصية في مجال البحث السريري، وغياب التقييم النهائي.

25

وضع مجلس المنظمات الدولية للعلوم الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مجموعة من المبادئ التوجيهية الأخلاقية الدولية للتجارب السريرية التي تجرى على البشر بلغ عددها 25 مبدأً، ومن بين أهم المبادئ الأخلاقية العامة: احترام الأشخاص والمنفعة والعدالة.وعندما تتطلب البحوث إجراء التجارب على البشر فإنه ينبغي بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق أقصى قدر من النفع لهؤلاء الأشخاص (الاستفادة)، وينبغي ألا يلحق بهؤلاء الأشخاص أي ضرر (عدم الإيذاء)، ومبدأ الاحترام يعني أن المشاركة في البحوث يجب أن تكون طوعية تماماً وعلى أساس موافقتهم المستنيرة على المشاركة.

10

صدر أول بيان دولي رسمي حول أخلاقيات البحوث الطبية في عام 1947 وذلك في إطار حكم المحكمة في نورمبرغ التي حوكم فيها الأطباء النازيون الذين أجروا تجارب فظيعة على سجناء ومحجوزين من دون موافقتهم، خلال الحرب العالمية الثانية، وقد وضع القاضي 10 شروط أصبحت معروفة فيما بعد بـ«مدوّنة قواعد أخلاقيات نورمبرغ للبحوث على البشر» والتي تؤكد ضرورة وجود موافقة طوعية على ذلك.وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 في أعقاب صدور الحكم على الأطباء، على أنه «لا يجوز إخضاع أي إنسان إلى معاملة أو عقاب قاسٍ أو لا إنساني أو مهين».

Email