برعاية عبدالله بن زايد

البيان الختامي للملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصى البيان الختامي للملتقى السنوي السابع لـ «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» حول «قيم عالم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة» الذي اختتم أعماله أمس برعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ـ أوصى بضورورة العمل على صياغة مشروع اتفاقية تحت مسمى «الميثاق العالمي للتضامن الإنساني» مع العمل على عرضه على هيئة الأمم المتحدة لضمان تحقيق قيم عالم ما بعد كورونا ودرء لعودة المجتمع الإنساني إلى ما كان عليه قبل كوفيد ـ 19.

ودعا البيان الذي ألقاء خليفة الظاهري المدير التنفيذي  لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة المجتمع الدولي والدول الغنية إلى التضامن مع الدول الفقيرة وإشراكها في ثمرات البحوث العلمية، وإلى توزيع اللقاحات على الجميع بلا احتكار ولا استغلال، كما اوصى بتشجيع المبادرة والابتكار في مجال تكنولوجيا الصحة العامة والتطبيب في الدول الفقيرة والنامية التي أظهر بعضها مؤهلات غير متوقعة في تدارك نقص الوسائل والمعدات من خلال إنشاء صندوق دولي موحد للطوارئ والكوارث والأزمات.

كما أوصى الملتقي بأهمية عقد شراكات بين صناع القرار ورجال الفكر والدين لإشاعة خطاب السلم والمحبة والأخوة الإنسانية والوقوف في وجه خطاب التطرف والتحريض وتنسيق جهود القادة الدينيين والإعلاميين وذوي التأثير في الرأي العام وأهل الاختصاص من الأطباء وعلماء الأوبئة لمواجهة الإشاعات والأفكار المغلوطة، وتشجيع الهيئات الدينية الرسمية والمجامع الفقهية على الاجتهاد في القضايا المستجدة من أجل تحقيق المصالح المعتبرة.

وحث المجتمع المدني على مواصلة جهود التعبير عن الشكر والامتنان والوفاء لمن هم في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء وابتكار المزيد من المواقف الاجتماعية والتعبيرات الرمزية المستوحاة من ثقافة المجتمع، وأوصى بأهمية مواصلة كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية حتى تنجلي الغمة وتنكشف الأزمة.

ويقدر المؤتمر أن الحاجة متعينة في الظرف الراهن إلى هبَّة ووقفة إنسانية يتجه فيها الضمير العالمي نحو مراعاة وحدة المصير الإنساني في كثير من القضايا الكبرى، الأمر الذي يتطلب تعاونا وتضامنا وتشاركا عالميا.

 وذكر البيان الختامي للملتقى أنه يطيب للمشاركين في الملتقى السابع لـ «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» أن يعبروا عن فائق شكرهم وجزيل ثنائهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على تيسيرها انعقاد هذا الملتقى في أوانه المعتاد وبمستواه المعهود بأفضل السبل المتاحة في هذه الظروف الاستثنائية، وأن يرفعوا أسمى مشاعر الامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبارك في عمره، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وإلى أصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله.

واشاد المشاركون في المؤتمر بجهود منتدى تعزيز السلم في مد الجسور مع العقلاء والحكماء من كل الاديان والمذاهب والمشارب، ويثمنون مساعي القائمين عليه العلمية والعملية لتوحيد الجهود وتصحيح الوجهة على أرضية القيم الإنسانية المشتركة لما فيه خير الناس جميعا، كما أشادوا بما تضمنته «وثيقة مكة المكرمة» من مضامين سامية تهدف إلى بناء جسور المحبة والوئام الإنساني، ونشر ثقافة التعايش والتسامح والتصدي لخطابات التحريض والعنف والكراهية ن وكذلك الإشادة بتضحيات الطواقم الطبية وتفانيها في إنقاذ الأرواح وعلاج مرضى هذا الوباء والعناية بهم وبجهود كل العاملين أفرادا ومؤسسات في مكافحة هذه الآفة.

وقد حظي الملتقى بمتابعة الآلاف من المشاهدين لجلساته وأعماله عبر منصته الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، كما احتضن قرابة خمسين مشاركا ما بين وزراءَ وممثلي منظمات أممية وسفراءَ وممثلي هيئات حكومية ومراكز ومنظمات دولية ومفتين وعلماء وقضاة وقيادات دينية ومفكرينَ وشخصيات أكاديمية ونواب برلمانيين وأطباء ورياضيين وغيرِهم.

وقد افتتح المؤتمر بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث بيّن معاليه في كلمته ملامح رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على قيم التسامح والتعايش والتكافل والعدل وبذل الخير للجميع دونما تمييز، مؤكدا أن هذه الرؤية لم تزل توجه مسيرة البلد منذ تأسيسه.

 كما شارك في الجلسة الافتتاحية أصحاب المعالي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري والشيخ الدكتور نور الحق قادري وزير الشؤون الدينية بباكستان، والسفير سام براون باك سفير الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، ومعالي ميغل أنخل موراتينوس الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة  وصاحب الغبطة جستن ولبي رئيس أساقفة كانتربري وسعادة البروفيسورة ميليسا روجرز المدير السابق لمكتب الشراكات الدينية في البيت الأبيض. كما شارك حضرة الحاخام إفرايم ميرفيس ، الحاخام الأكبر لبريطانيا في الجلسة العلمية الأخيرة.

وسلّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة ومعالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، «جائزة الامام الحسن بن علي الدولية للسلم» هذا العام لمكتب «فخر الوطن» تقديرا ودعما لجهود أبطال الخطوط الأمامية، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والإيثار والتفاني في خدمة الوطن، والدفاع عن حياة أبناءه والمقيمين فيه.

وقد تدارس المشاركون في المحاور الثمانية لهذا الملتقى طبيعة وأبعاد الأزمة العالمية المترتبة على وباء كوفيد 19 المستجد ومساءلَتها للتوجهات القيمية للإنسانية ودورَ قيم التراحم والتضامن والتعاون وإشاعة السكينة في مواجهة هذا الوضع والتخفيف من آثاره وتداعياته مسلطين الضوءَ على النقلة النوعية والقوة الاقتراحية التي يمثلها حلف الفضول الجديد لكونه يؤسّس لنموذج متوازن من التسامح والحرية المسؤولة والمواطنة الإيجابية والاقتصاد المتضامن، بحيث يمكن أن يكون هو نموذج العقد الاجتماعي الجديد الذي ترنو إليه البشرية وتتطلع إليه.

كما تطرق المشاركون إلى القضايا الفقهية المستجدة التي أثارتها هذه الأزمة على جميع الأصعدة من منظور "فقه الطوارئ" المركب من الدليل الشرعي والواقع بحثا عن التيسير والرخص الشرعية لقيام موجبها، وإلى الحاجة لتعزيز دور الدولة الوطنية وتقوية التعاون الدولي لتجاوز مفارقات العولمة.

وتدارس المشاركون نماذج إيجابية في التعامل مع الجائحة بروح التضامن والتعاون في مجالات مختلفة كتطوير اللقاح، وممارسة الشعائر الدينية مع الحفاظ على سلامة المصلين، ومساعدة الاقتصادات الضعيفة.

وخصصت الجلسة العلمية الأخيرة لآفاق عالم ما بعد كورونا وفرص ميلاد إنسان جديد وصنع عالم أفضل يستلهم "روح ركاب السفينة" في وعيهم بالمسؤولية المشتركة التي تمليها وحدة المسار والمصير.

وقد خلص المشاركون في الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم بعد تبادل وجهات النظر في القضايا المدروسة، مستحضرين خصوصية الظرفية العالمية وانفتاح مآلات المجتمع الإنساني على كل الاحتمالات المرجوة والمخوفة فيما يخص طبيعة الأزمة المتولدة عن وباء كوفيد 19 المستجد، أن لهذه الأزمة فرادتها في العصر الحديث، لما امتازت به من شمول آثارها وتعدد تجلياتها في مجالات ومناحي الحياة المختلفة، إنها أزمة في ضمنها أزمات ,تواشجت في هذه الأزمة الآثارُ الصحيةُ بالاقتصاديةِ والسياسية والنفسية والدينية والقيمية مرتبطةً بعضها ببعض في شبكة من العلائق في غاية التركيب والتعقيد.

وفيما يخص الدروس والعبر المستخلصة من الأزمة فذكر انها علمتنا دروسا وأشهدتنا حقائقَ منسية، فبانت هشاشةُ الجنس البشريّ وضعفُه الملازمُ لكينونته المطبوعُ في فطرته، كما أظهرت محدوديةَ العلم الإنساني وقصورَه المعرفي الباعث على التواضع، وأنّ الأزمات هي فرص للمراجعات وإن هذه الجائحة التي أوقفت نبض الحياة السريع منحتنا في المقابل فرصةً استثنائية لنستأنف التّفكيرَ ونُعيدَ التقويم، نطمح أن تتولد عنها فرص كثيرة وعلى مستويات عديدة للإصلاح والتصالح وإن هذه الأزمة فرصة للبشرية يجب اغتنامها لوقف تيار العنف المتدفّق، ووضع السلاح امتثالا لدعوة العقل والدين، واستجابة لنداء العالم الذي أطلقته الأمم المتحدة وأولو بقيّة من العقلاء وإن الوعي بوحدة المسار والمصير ينبغي أن يثمر روحاً تبعث على الفعل، روحا هي روح ركّاب السفينة الذين يؤمنون بالمسؤولية المشتركة وبالحرية المسؤولة المرشَّدة وبواجب التّضامن والتعاون ويتخذونها منهجا.

وفيما يخص مبادئ وقيم «روح ركاب السفينة» فإن المشاركين في هذا الملتقى يستشرفون إمكانيات تطوير قيم كونية مشتركة أقرب إلى الإنصاف والتضامن والأخوة الإنسانية، بروح جديدة هي روح أصحاب السفينة وإن مادة هذه الروح هي الإيمان بالمسؤولية المشتركة وأما صورتها فهي التضامن والتعاون، وغايتها هي الحفاظ على الكليات، المعبر عنها في الحديث بلازمها الشرعي وهي حدود الله وإن روح ركاب السفينة ترتب على القويّ مسؤوليةً تجاه الضّعيف، وكذلك على الغني نحو الفقير، والعالم تجاه الجاهل، وعلى أهل القيم تجاه الآخرين، وهي مسؤوليةٌ تنشأ من قيم الأخوة والكرامة الإنسانية والأمل في إمكانية العيش المُشْتَرك وينبغي أن يسود في هذه السفينة، مبدأ الحرية المسؤولة، التي لا تتعدى على حدود الأخرى.

كلمات دالة:
  • البيان الختامي،
  • منتدى السلم،
  • التسامح ،
  • التعايش
Email