المناطق الاقتصادية الحرة بالجامعات بيئة إبداعية لتخريج رواد الأعمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى الكثير من طلبة الجامعات للتميز من خلال ما يقومون به من إبداعات مختلفة أو مشاريع تجارية تحمل طموحاتهم في أن يصبحوا أصحاب شركات لبناء مستقبل أفضل لهم ولدولتهم، وتعد مبادرة المناطق الاقتصادية والإبداعية الحرة في الجامعات بيئة محفزة لهؤلاء الطلبة لتوفير الدعم اللازم لهم لممارسة نشاطهم الإبداعي وتحويله إلى مشاريع ناشئة رائدة، في ظل بيئات تعليمية حاضنة للابتكار وقادرة على تخريج كفاءات متخصصة تساهم في تطوير القطاعات الحيوية وإدارة المشاريع والصناعات الوطنية الكبرى.

وأكد مسؤولون وأكاديميون أهمية هذه المناطق في خلق جيل واعٍ لديه آليات وأدوات لاستكمال مسيرة التنمية المستدامة بالدولة، داعين إلى زيادة المبادرات لغرس ثقافة ريادة الأعمال في طلبة الجامعات. وأشاروا إلى ضرورة تشجيع رجال الأعمال والشركات الكبيرة على تبني مشروعات الشباب والطلاب المبتكرين.

ودعوا الطلبة من رواد الأعمال إلى التحلي بالروح الإيجابية، والموازنة بين الدراسة والعمل، وتطوير مهاراتهم القيادية من خلال الالتحاق بفرص التدريب العملي.

أشار الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا إلى دور الكليات في تبني مجموعة من الأفكار المبتكرة التي نفذها الطلبة وتم تبنيها كمشاريع ناشئة من قبل المناطق الاقتصادية الإبداعية الحرة بالكليات، عبر تحويل الرؤية إلى واقع خلال قرابة عام ونصف العام منذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مارس 2019 تحويل الكليات إلى مناطق اقتصادية وابداعية حرة وفقاً للبند السادس من وثيقة الخمسين، لتكون الكليات أول مؤسسة تعليم عالي بالدولة تبدأ تحقيق رؤية القيادة في تخريج رواد الأعمال، مشيراً إلى أن المناطق الحرة الاقتصادية تحتضن 67 مشروعاً طلابياً ناشئاً حتى الآن 33 منها لطالبات، والبدء في تحويلها لشركات ناشئة، حصل 19 منها على رخص تجارية وبدأ فعلياً ممارسة نشاطه في السوق ولديه فريق عمل خاص به.

وقال إن أغلب المشاريع التي يتم تبنيها تتعلق بمنتجات وخدمات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتخدم قطاعات مختلفة، منوهاً إلى وجود ثلاث مناطق حرة اقتصادية إبداعية حالياً على مستوى كليات التقنية العليا في كل من فروع الكليات بدبي والشارقة ورأس الخيمة، ووجود فريق عمل متكامل ومتخصص في كل منطقة حرة اقتصادية لاستكشاف وتقييم الأفكار الطلابية، ودعم الطلبة وتوجيههم نحو كيفية الاستفادة من هذه المناطق والإمكانات المتاحة من خلالها للانطلاق نحو عالم ريادة الأعمال.

أولويات

بدوره أكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصدر مرسوماً بإنشاء واحة الشارقة للتكنولوجيا والابتكار (هيئة منطقة حرة) وسجلت بجامعة الشارقة بعد منحها سموه قطعة أرض بطول كيلو متر مربع على طريق خورفكان، وتبعد عن مدينة الشارقة 15 دقيقة، بهدف إقامة منطقة حرة تختلف عن كافة المناطق الحرة الموجودة بالدولة، لأنه سوف يتم استخدامها من قبل العلماء والباحثين الذين يعملون في الجامعة، إضافة إلى طلبة الدراسات العليا بالجامعة حتى يترجموا أبحاثهم في تلك الواحة بالتعاون مع المؤسسات والجامعات والشركات العالمية الكبرى إلى مشاريع تخدم البشرية.

وقال: إن هناك أولويات لتخصصات مهمة سوف يتم المباشرة بها بالمنطقة الحرة والتي تهدف إلى إجراء البحوث العلمية التطبيقية لإنتاج تقنيات وابتكارات جديدة من خلال توفير بيئة ملائمة للإبداع.

استراتيجيات

بدورها قالت الدكتورة شيماء الهرمودي، عضو هيئة تدريس في كلية ريادة الأعمال والجودة بجامعة حمدان بن محمد الذكية: أخذت الجامعة على عاتقها مسؤولية قيادة الابتكار وريادة الأعمال في التعليم الذكي، فوضعت خططاً واستراتيجيات مدروسة لدعم مشوار ريادة الأعمال خلال سنوات الدراسة في الجامعة، عبر تعزيز طرق التفكير التصميمي للخروج بمنتجات مبتكرة تحل مشاكل واقعية أو أفكار لمشاريع إبداعية، ولا تتوقف الجامعة هنا بل تواصل جهودها لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية مناسبة لمتطلبات سوق الإمارات كبداية للانطلاق إلى أسواق أخرى وذلك من خلال توفير البرامج والموارد والبيئة التعليمية اللازمة لدعم رواد الأعمال الشباب.

وحول التحديات التي تواجه رواد الأعمال أوضحت الهرمودي أنها تتمثل في الأفكار الابتكارية صعبة التطبيق والتي بالعادة تحتاج إلى دعم مادي كبير، كما أن هناك في بعض الأحيان فجوة بين الفكرة ونموذج العمل وبخاصة عند تطبيقها عملياً على أرض الواقع، لذلك تحتاج تلك الأفكار إلى رعاية ودعم من بداية مشوار ريادة الأعمال.

وأضافت أن إدارة الوقت هي تحدٍ ثانٍ يواجه رواد الأعمال، حيث إن الطالب عليه التوفيق بين متطلبات الدراسة الجامعية والحياة الشخصية والمهنة إذا كان موظفاً وبين إدارة المشروع الريادي.

منظومة

وقالت البروفيسورة رحاب محمد عثمان وكيل كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الإمارات، إن الجامعة تتخذ الأجندة الوطنية واستراتيجيات الدولة المحلية والعالمية ركيزة لتأسيس واستمرارية تطوير منظومة متكاملة لريادة الأعمال. وتابعت: تتميز هذه المنظومة بمركزية الطالب واستحداث المناهج لتواكب مهارات القرن الـ21 لصقل مهاراته ووعيه بثقافة الابتكار وريادة الأعمال.

وأضافت: تخطط الجامعة لطرح البرنامج المصغر لرواد الأعمال والمهتمين بدخول المجال من غير الطلبة وربطهم بحديقة الابتكار بالجامعة، حيث تتكامل معرفتهم وتصقل بالتعامل مع شركاء الجامعة في المجال.

بدورها لفتت الدكتورة ميسم العبادي، منسقة برنامج ريادة الأعمال في كلية الاقتصاد والإدارة إلى أن مرحلة «كوفيد19» لم تكن سوى محفز رئيسي لخلق منصة افتراضية نشطة شكلت بيئة تطويرية جاذبة لتمكين الطلبة والخريجين في مجال ريادة الأعمال، حيث حظي التعاون الاستراتيجي مع «فيسبوك» العالمية وصندوق خليفة لتطوير المشاريع بأثر بالغ الأهمية في تمكين ما لا يقل عن 350 رائدة أعمال شابة من الجامعة في مجال التجارة والتسويق الإلكتروني.

أغلب مشاريع الشباب تفتقر لدراسة احتياجات السوق

أكد عبد الباسط الجناحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أن أغلب مشاريع الشباب تفتقر إلى دراسة الجدوى ودراسة احتياجات السوق سواء الحالي أو المستقبلي، ومن أجل ذلك تدرك مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن أصعب مرحلة في مراحل تأسيس الأعمال هي مرحلة التخطيط واختيار نوع النشاط، وتحرص على تقديم الدعم والتمكين لرواد الأعمال في جميع المراحل، لأن ذلك يعد محوراً مهماً من محاور نجاحهم.

وأضاف أن المؤسسة كذلك تقدم الدعم لرواد الأعمال الناشئين في جميع خطوات تأسيس أعمالهم بدءاً من التخطيط للموارد المالية، وتبسيط الإجراءات الرسمية، ووصولاً إلى مساعدتهم في تأسيس أعمالهم وتقديم الدعم المعرفي من خلال برامج أكاديمية دبي لريادة الأعمال، من البداية وحتى اكتمال المشروع.

وأفاد الجناحي بأن المؤسسة تقدم حزمة دعم متكاملة لرواد الأعمال لمساعدتهم في تأسيس وتنمية مشاريعهم، بحيث تقوم بتوفير جلسات التوجيه والبيانات المطلوبة، كما توفر باقات دعم خاصة للمشاريع المبتكرة (عن طريق مركز حمدان للإبداع والابتكار) وباقات خاصة للمشاريع الصناعية (من صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة – كإحدى مبادرات استراتيجية دبي الصناعية 2030)، إلا أن العامل الرئيس في اختيار المشروع يعتمد على خبرة ورغبة رائد العمل.

وقال الجناحي: تتركز أغلب مشاريع الشباب في المشاريع المنزلية في مجال تقنية المعلومات وتشمل أنشطة مثل: (تصميم نظم الحاسب الآلي وأجهزة الاتصال، ومجمع للتعامل الإلكتروني، وإمداد مواقع الشبكة المعلوماتية «الإنترنت» بالمحتويات)، بينما تتركز أغلب مشاريع الفتيات في المشاريع المنزلية في مجال الأزياء وتصميم الملابس ومستلزماتها وتشمل أنشطة مثل: تجارة أدوات ولوازم التجميل والعناية الشخصية، وتجارة الملابس الجاهزة، وتجارة الأحذية، وتجارة العطور والدخون، ومستحضرات التجميل، وغيرها.

وتابع: أما في المشاريع التجارية المسجلة في المؤسسة، فتتركز رغبة الشباب على مجال المقاولات وما يتعلق بها من أنشطة، بينما تتركز رغبة الفتيات في المشاريع التجارية في مجال المطاعم والمقاهي ويتمثل معظمها في أنشطة: مطعم، مقهى، بيع الشطائر، تجهيز الفطائر والمعجنات، تحضير الحلويات والسكاكر، وغيرها.

10 تحديات تواجه الطلبة والخريجين

يعتبر الانطلاق في عالم الأعمال، مجازفة لا يجرؤ عليها الكثيرون، إلا أن هؤلاء الطلبة الجامعيين والخريجين، قرروا ألا ينتظروا الحصول على الوظائف، بل انطلقوا في البدء بإنشاء مشاريعهم الخاصة لبناء مستقبل أفضل لهم ولدولتهم.

وحددوا 10 تحديات تواجه الشباب في بداية مشروعاتهم الصغيرة، وهي: قلة الخبرة، والدعم المالي، وعدم التفرغ، وارتفاع تكاليف الخدمات، وتكرار المشروعات دون النظر في جدوى قيمتها المادية أو نفعها، وتشبع السوق بها، وضعف القيادة، واستراتيجية التسويق للمنتج والمشروع، وإجراءات الحصول على الرخص التجارية، ودعم الجهات المجتمعية لهم، وضعف الرؤية بالمشاريع المستقبلية وتطويرها.

وقال فهد الزرعوني، خريج كلية الهندسة في كليات التقنية العليا بدبي، إنه كان يحلم بإطلاق مشروعه الخاص المتعلق بالطائرات بدون طيار، ولكن الإمكانات لم تكن متوافرة، إضافة إلى الحاجة لمزيد من الخبرات والتوجيه، واليوم، بفضل المناطق الحرة الاقتصادية في الكليات، تم توفير الإمكانات والمصادر لبدء المشروع، واليوم تحول مشروعه لشركة حقيقية.

وحول التحديات التي تواجهه، أشار فهد إلى أن شركته تعتبر الأولى من نوعها في الدولة، وصناعة «الدرون» تتطلب ميزانية عالية، وهو الأمر الذي لا يتوفر له، كونه بدأ فيه منذ أن كان طالباً، والآن تخرج.

فكرة فريدة

عمر الحاج، خريج كلية الهندسة في كليات التقنية العليا تخصص «الميكاترونيكس»، لم ينتظر الوظيفة، بل آثر أن ينشئ مشروعه الخاص، وهو عبارة عن مطعم يعتمد على فاكهة «الباشن فروتس»، والتي تعني «فاكهة العاطفة»، ليصنع منها المقبلات والحلويات والأطباق الرئيسة والعصائر، ويحمل في جعبته الكثير من الأفكار لتنمية وتطوير مشروعه، مشيراً إلى أن فكرة اعتماد قائمة الأطعمة على فاكهة واحدة، تعتبر فريدة من نوعها، موضحاً أن السوق ممتلئ بالمطاعم، لذا، حرص على أن يدخله بفكرة غير مسبوقة، تتيح له المنافسة في هذا المجال.

وقال الحاج إنه استلهم الفكرة من صديق له من أوغندا، يمتلك أكبر مزارع لهذه الفاكهة، وكان دائماً يحضر له بعضاً منها أثناء زيارته إلى الإمارات، ومن هنا، استوحى الفكرة، مشيراً إلى أنه في البداية واجهته العديد من التحديات، أهمها قلة الخبرة، وعدم علمه بالأماكن المتخصصة لتوفير الأدوات، ولا يمتلك مساحة لإعداد الوجبات، وقلة الخبرة في التعامل مع موردي الأغذية.

وأضاف عمر: حاولت التغلب على كل هذه التحديات، حيث بدأت أبحث بنفسي، وأزور المصانع، كما قمت ببناء مطبخ تحضيري في منزلي، وأخذت أبحث وأستفسر من أصحاب الخبرة في هذا المجال، وحرصت على أن أحجز لي مكانا في الموسم الحالي للقرية العالمية، ووقفت بنفسي لأسوق لمنتجاتي، وأعرف الناس بها في القرية.

رسوم الخدمات

أما الطالبة حصة، وأختها آمنة مروان بن غليطة، اللتان تدرسان تخصص إدارة الأعمال والمحاسبة، فتقولان إنهما منذ الصغر تحلمان بإنشاء مشروعهما الخاص، وشجعهما والدهما على ذلك، للمساهمة في استكمال مسيرة التنمية المستدامة بالدولة.

وتقول حصة: انطلقنا في المشروع المتمثل في «صالون نسائي»، بمشاركة صديقتهما علياء المهيري، بطريقة مبتكرة ومميزة، حيث حرصنا على تخصيص عروض وباقات بأسعار مخفضة لطالبات الجامعة، دعماً لزميلاتنا الطالبات، بالإضافة إلى أننا عقدنا اتفاقيات مع عدد من الجهات الحكومية، لتقديم خصومات للموظفات.

وأشارت إلى أن أبرز التحديات التي تواجههن، هي ارتفاع رسوم الخدمات وفواتير الكهرباء، مطالبة بضرورة مراعاة رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتخفيض رسوم الخدمات، لكي يتمكنوا من الاستمرار في مشاريعهم وتنميتها.

عزيمة وإصرار

بدوره، قال مشعل محمد المرزوقي، الحاصل على «ماجستير الإدارة في القيادة التنظيمية»، الرئيس والشريك المؤسس في شركة «إديسون للإنتاج»، إن جامعة حمدان بن محمد الذكية، أرشدته ووجهته للتحلي بالعزيمة والإصرار والإرادة، لتحقيق التميز في عالم ريادة الأعمال، ما دفعه إلى إطلاق شركة «إديسون للإنتاج»، التي تعنى بتوفير الخدمات الذكية، تماشياً مع مسيرة التحول الذكي التي تنتهجها دولة الإمارات، في ظل القيادة الرشيدة، ويطالب كغيره من رواد الأعمال، بضرورة مراعاة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ليتمكنوا من استدامة مشاريعهم.

7 نصائح لريادة الأعمال خلال فترة الدراسة

قدم الدكتور بنايوتس كوكاليس عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الفلاح 7 نصائح مهمة للطالب ليصبح رائد أعمال خلال فترة الدراسة الجامعية وهي: أولاً التحلي بالروح الإيجابية، وثانياً الالتزام بتنفيذ المشروع، وثالثاً الموازنة بين الدراسة والعمل، ورابعاً اختر المسار الدراسي المتوافق مع مشروعك، لتصنع جسراً بين الدراسة والعمل، وعلى سبيل المثال، قد تكون طالباً في تخصص البرمجة، وتفكر في إعداد تطبيق للهواتف الذكية، في هذه الحالة ستكون المعرفة التي تكتسبها في الجامعة ذات قيمة كبرى في تطوير شركتك الخاصة، ولن تقلق بشأن تدني علاماتك أو تراجع أدائك الدراسي.

وخامساً: التسجيل في دورات دراسية إضافية في التسويق، وريادة الأعمال، أو غيرها من المجالات ذات العلاقة بمشروعك، التي ستساعدك على النجاح فيه.

وسادساً: الاستفادة من مرافق الجامعة في تطوير وفرصة الحصول على الاستشارات من أساتذتك الجامعيين أصحاب الخبرة في المجال لتطوير مشروعك ونقله من مجرد فكرة إلى حقيقة واقعة، وسابعاً: يجب أن تطور مهاراتك القيادية من خلال الالتحاق بفرص التدريب العملي.

آلية فعالة لتمكين الطلبة من إطلاق مشاريعهم

أكد حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في الشارقة، أنه لا بد من وجود آلية فعالة لتمكين طلبة الجامعات من إطلاق مشاريعهم من تشريعات وموارد مالية ودعم إداري وتوجيه، إضافة إلى وجود ممكنات تقنية مثل مختبرات الشارقة للابتكار تساعد الطلبة على الاستفادة من التقنيات الحديثة في إنشاء الشركات، لأن أصحاب الشركات الصغيرة الناشئة يحتاجون إلى مختبرات وممكنات تساعدهم في إنجاز مشاريعهم، خصوصاً فيما يتعلق بالطباعة ثلاثية الأبعاد، كما أنه لا بد من توفير الدعم المالي اللازم للطلبة حتى يتمكنوا من إنجاح مشاريعهم الابتكارية.

وأضاف المحمودي أنه لا بد من وجود مناهج جامعية تواكب التطورات والتغيرات المتلاحقة أكثر عملية وتطبيقية من المناهج النظرية مدعومة بكفاءات لديها المعرفة النظرية العلمية ومعرفة في ريادة الأعمال والابتكارات، إضافة إلى وجود ممكنات تساعد الجامعات على تطبيق تلك البرامج، ما يترك أثراً إيجابياً على وجودها، ومن تلك الممكنات الموارد المالية والبشرية، لافتاً إلى أن الحاضنات الجامعية تعد خطوة أولى جيدة لتطوير الفكر الريادي للطلبة، خصوصاً أن أكبر الشركات نجدها نتاجاً لتلك الحاضنات.

وقال إن الجامعات ومناطقها الحرة سوف تلعب دوراً كبيراً في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال تبني مشاريع الطلبة الابتكارية وإيجاد الدعم اللازم لها من قبل الشركات الوطنية ورجال الأعمال، لذلك لا بد من آليات تبسط الأمور للطلبة، سواء أكان في إصدار الرخص أو التشريعات الخاصة بمشاريعهم وابتكاراتهم، إضافة إلى توفير كافة المعينات لهم حتى ينطلقوا بمشاريعهم.

وبين أنه يجب أن تكون حلقة دعم ابتكارات الشباب وطلبة الجامعات حلقة كاملة يشارك فيها القطاعان الحكومي والخاص وإيجاد حاضنات تشجعهم على استمرارية مشاريعهم الصغيرة.

ولفت المحمودي إلى أن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عبارة عن منصة لتلاقي القطاع الأكاديمي مع القطاعين الحكومي والخاص، وهو لا يتجزأ من المدينة الجامعية التي تحتضن 22 جامعة ويدرس بها 45 ألف طالب وطالبة، منهم 2000 حاصلون على شهادة الدكتوراه.

وأشار إلى أن هناك عدداً من الشركات تعمل في المجمع، أبرزها شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والطباعة والطاقة الشمسية والزراعة الحديثة والمواصلات، كما أننا في المجمع نطمح إلى أن يكون أبناؤنا الطلبة جزءاً من ذلك المشروع، سواء أكانوا طلبة متدربين أم موظفين، حتى يكتسبوا العديد من المهارات والخبرات، خصوصاً فيما يتعلق بتصنيع القطارات الجاري العمل بها في المجمع وخلافها من الصناعات التي يحويها المجمع.

وتابع: يحتضن المجمع مراكز ريادة الأعمال، كما أن معظم أنشطة المجمع هي أنشطة بحثية، مثل المنزل الذي تم طباعته وكان عبارة عن مشروع بالتعاون مع طلبة الجامعة الأمريكية في الشارقة.

خطوة واعدة في مسار تطوّر التعليم العالي

أكد الدكتور يوسف عساف رئيس جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي، أن المناطق الاقتصادية الإبداعية الحرة في الجامعات تعد خطوة واعدة في مسار تطور التعليم العالي بالدولة، مشيراً إلى أن تحفيز الطلاب إلى ريادة الأعمال خلال مراحل الدراسة الجامعية يدعم جاهزيتهم لخوض غمار المال والأعمال على أسس متكاملة وواقعية تواكب مستجدات السوق.

وذكر أن وجود الجامعة ضمن واحة السيلكون التي تعتبر بيئة أعمال متكاملة ومجمعاً تقنياً متكاملاً، يحفز الطلبة على ريادة الأعمال وإخراج مكنونات طاقاتهم الإبداعية.

وأوضح أن الجامعة تركز على برنامجي إدارة الأعمال والتقنية، وهذان هما الركنان الأساسيان لريادة الأعمال، مشيراً إلى أن الجامعة تصطحب الطالب منذ التحاقه بها في رحلة الإبداع وريادة الأعمال وتحفيزه على الابتكار وإكسابه المهارات اللازمة للبدء في إنشاء مشروعه الخاص.

وأفاد بأن هناك 3 من الطلبة أنشأوا حالياً شركاتهم الخاصة، مشيراً إلى أنّ جزءاً من التدريب هو عبارة عن تدريب الطلبة على أن يكونوا مستشارين للشركات من خلال إحضار شركات خارجية وداخلية.

وقال، إن الجامعة ستفتتح مركز الإبداع وريادة الأعمال داخل مقر المبنى الجديد، يناير المقبل، بداية الفصل الدراسي الثاني، يشمل 3 محاور وسيضم العديد من الشركات وبيوت الخبرة، وسيكون متاحاً لجميع الطلبة والراغبين من داخل وخارج الجامعة.

وأضاف أن الجامعة بصدد عقد اتفاقية مع واحة دبي للسيلكون، تتيح للطلبة وهم على مقاعد الدراسة افتتاح مشاريعهم الخاصة وتشغيلها بمساعدة الأكاديميين والمختصين والخبراء، بشرط أن تكون هذه المشاريع ضمن ما تضمه الواحة من المشاريع التكنولوجية المتقدمة.

اقتراح تأسيس صناديق استثمارية لتمويل المشاريع الصغيرة

أكد محمد علي مصبح النعيمي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة رأس الخيمة، أن الصعوبات التي تضعها البنوك أمام تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعد واحدة من التحديات التي تواجه أصحاب المشاريع عند تنفيذ مشاريعهم، إذ إن التمويل في الغالب يكون حجر العثرة في طريق أصحاب الأفكار الريادية ومن يمتلكون أفكارهم الخاصة التي يتطلعون لتحويلها لمشاريع قائمة. ولفت إلى أن هناك حلولاً كثيرة للتغلب على تلك الصعوبات منها على سبيل المثال اقتراح بتأسيس صناديق استثمارية تطلقها الحكومة بالتعاون مع شركات القطاع الخاص وكبار رجال الأعمال.

وأضاف: هذه الصناديق قد تكون بمقام ضريبة واجبة يشارك بها القطاع الخاص ورجال الأعمال نتيجة ما حققوه من مكاسب طوال سنوات مضت، على أن يوجه عائد هذه الصناديق لتمويل أصحاب المشاريع في صورة قروض ميسرة من دون فوائد، أو أن تطرح رسوماً باسم «تمويل المشاريع» في معاملات كافة المؤسسات الاتحادية والدوائر المحلية، ويوجه عائد هذه الرسوم لصناديق الاستثمار ويتم من خلالها دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز مكانتهم، ومن ثم ستكون تلك الصناديق الاستثمارية ودعمها لهم انطلاقة لاستقطاب المزيد من أصحاب المشاريع.

ورأى أن نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة يقع على عاتق أصحابها، حيث يجب أن يدرسوها جيداً ويضمنوا توافر التسهيلات والمشورات الفنية والإدارية والتسويقية لها.

وقال إنه لا بد من أن تكون هناك مكاتب متخصصة أو إدارات في المؤسسات الحكومية والدوائر المحلية المعنية بأصحاب المشاريع يعمل عليها خبراء متخصصون في إدارة المشاريع الصغيرة لتقديم تلك الخدمة بالمجان، أو أن تكون هناك مؤسسات متخصصة تقدم هذه الخدمة.

توصيات البيان

01 زيادة المبادرات لغرس ثقافة ريادة الأعمال عند طلبة الجامعات.

02 تشجيع رجال الأعمال والشركات على تبني مشروعات الشباب وابتكارات الطلبة.

03 الاهتمام بالإرشاد المهني بالجامعات وتقديم كافة أشكال الدعم لرواد الأعمال.

04 تأسيس صناديق استثمارية لتوفير التمويل لمشاريع الشباب.

05 تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص للأنشطة التجارية والصناعية.

06 دراسة احتياجات السوق قبل تنفيذ المشروع واختراق قطاعات جديدة.

 

 

Email