الحفاظ على الهوية وتعزيز المواطنة الإيجابية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت عائشة الفلاسي أخصائي مناهج اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم إن أهم ما يُشكّل المنظومة التعليمية هو المناهج الدراسية لأنها تعتبر الوسيلة المعرفية التي يتعلم منها المتعلم وتنمي مهاراته وقدراته الذاتية ويُقاس بها أداؤه بناءً على مؤشرات تعليمية محددة، وإلقاء الضوء على أهم المؤشرات التي تعزز القيم الوطنية والتي لها فاعلية قصوى في تحقيق كفاءة المناهج وأثرها على المتعلم لتحقيق الرؤية المستقبلية الاستشرافية، إذ إن تحقيق هذه الرؤية تنطلق من ترسيخ قيم اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فالاتحاد له أثر بعيد المدى في المساهمة بارتقاء الأجيال نفسيًّا ومعرفيًّا، ولا يقتصر هذا الأثر في المراحل الدراسية فحسب وإنما يمتد إلى مستقبلهم والفخر برفع اسم الدولة عاليًا في المحافل الدولية.

وتابعت: منذ قيام الاتحاد بدأت الجهود تتضافر لخلق استراتيجيات تعليمية ذات أهداف بنّاءة للمضي قدمًا في سير المنظومة التعليمية لتحقيق تطلعات ورؤى القيادة الرشيدة، إذ حرصت وزارة التربية والتعليم على إنشاء مناهج دراسية مطورة عالية المستوى من أهم أولوياتها ترسيخ قيم المجتمع الإماراتي، وتوظيف عاداته وتقاليده وثقافته الوطنية وخصائص بيئته المحلية في موضوعاتها الدراسية ومشاريعها التعليمية، وعملت على تأسيس نموذج المدرسة الإماراتية الذي يتطلع إلى بناء أجيال قادمة لمستقبل زاخر بالإبداع والابتكار، فعززت منظومة التعليم الذكي وتفعيل المنصات التعليمية وذلك بناءً على رؤية تعليمية مستقبلية توافق التطلعات المحلية والعالمية، كما عملت على توظيف قاعدة معيارية تهدف إلى تعزيز روح المواطنة وحب الوطن والولاء له في روح الشباب الواعد، فتعزيز هذه القيم يعمق أواصر القيم الأخلاقية والإنسانية والتسامح والتعايش السلمي والعطاء اللامحدود، فأدرجت مناهج التربية الأخلاقية لتنمية جيل يعزز مبادئ الأخلاق الحميدة والقيم الأصيلة التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي وثقافته، كما طورت مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية.

دور بارز

وأضافت: بما أننا في عام الاستعداد للخمسين فإن المناهج التعليمية وسياساتها المطورة لها دور بارز في توجيه الشباب واستثمار طاقاتهم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لتحقيق أهداف ورؤية هذه الاستراتيجية لصناعة مستقبل الدولة في الخمسين عامًا المقبلة.

وقالت الفلاسي: لتحقيق مؤشرات وطنية تعليمية بعيدة المدى لا بد من مواءمة المشاريع التعليمية بما يتناسب مع معايير البيئة المحلية والاستراتيجيات الوطنية لدولة الإمارات، وتقويم تلك المشاريع باستمرار مما يتطلب استقطاب آراء أفراد المجتمع ووجهات نظرهم، واستخدام استراتيجيات متنوعة تركز على اتجاه سيرها وقياس أثرها وتقديم تغذية راجعة مباشرة لتحسينها.

وختمت: من منطلق الوضع الراهن لعملية التعليم عن بُعد عبر الفصول الافتراضية في المنصات التعليمية الإلكترونية المفعّلة يأتي دور تعزيز المهارات المعرفية الأساسية عبر الشبكة الرقمية وتطبيق استراتيجيات تعليمية تنمي تلك المهارات لدى المتعلم بما يتوافق مع البيئة التعليمية الافتراضية التي تفرض أساليب وبرامج تعليمية مختلفة.

قدوة

من جهتها، قالت الأستاذة الدكتورة عوشة المهيري، مساعد العميد لشؤون الطلبة في كلية التربية بجامعة الإمارات: لنا في شيوخنا قادة الإمارات قدوة داخل الدولة وخارجها في غرس القيم العربية والإسلامية.وأضافت: تدريس شخصياتهم القيادية في المناهج الدراسية سينعكس على الجيل الحالي والأجيال المقبلة في اكتساب الكثير من الصفات التي تزيد الانتماء للدولة والعمل على تكريس العديد من القيم. وتابعت: من بين هذه القيم التسامح وتعزيز الهوية الوطنية، فالشخصيات الوطنية الإماراتية قدوة لنا ولأجيالنا.

Email