عاش الوطن

بقلم د. عارف الشيخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

استهل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قصيدته بالدعاء وبالثناء، فقال سموه:

دام عزك دولتي بالإتحاد

دار زايد رافع بنيانها

وهذا يشبه قول القائل: أدام الله عزك، ورحم الله الشيخ زايد الذي أسس هذه الدولة المباركة بالحب والإخلاص.

نعم.. والحمد والشكر تعلمناهما من الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، إذ لم يكن يخلو له حديث من الحمد لله والشكر له على ما رزق، وكان يقول دائماً هو الله الرازق والمعطي، وأنا الموكل بتوزيعه، فلم يكن ينسب شيئاً إلى حوله وقوته.

إذن فمن حق الشاعر الكبير أن يعتز بربه وبالاتحاد، لأن الاتحاد جعلنا دولة ذات حضارة يشاد بها في مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحت هي اليوم كالشامة متميزة في كل ساحة عمل خيّر، وأصبحت الإمارات اليد العليا التي تمتد إلى القاصي قبل الداني في السراء والضراء.

ذلك بفضل الله ثم بفضل مؤسسها زايد الخير الذي أسسها على قواعد متينة، قادرة على استيعاب أطياف البشر بمختلف الثقافات والديانات واللغات.

وإنها لدولة تتخذ العلم طريقاً لرقيها ووسيلة لتمدنها، مع الاحتفاظ بخصوصيتها وقيمها الأصيلة، ومحافظة على كرامتها وشرفها.

جوهرة ثمينة

أجل... دولة الإمارات اليوم هي جوهرة ثمينة تتربع على صدر حسناوات الدنيا، فكل ذهب يستقي نضارته منها، بل هي أيقونة استطاعت بسحرها أن تأتي في مقدمة الدول التي ترحب بكل العالم رغم حداثة نشأتها.

فلو لم يكن فضل الله عليها ثم توافر سبل الأمن والأمان، ووسائل الراحة وتقدير الإنسان فيها، لما توافدت إليها قوافل البشر، حتى في ظل جائحة كورونا الطاردة للسياح ورجال الأعمال في البلدان الأخرى.

وقد لفت الشاعر أنظارنا إلى أن هذه الدولة التي تتخلق بهذا الخلق، وتتحلى بهذا الرقي، لم تتولد السعادة على أرضها من تلقاء نفسها، إذ لا صنعة عظيمة إلا ووراءها صانع عظيم.

إن قيادة حكيمة كقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لابد أن تقودنا إلى بر الأمان والسلام بكل اطمئنان.

فهو مَن تربى في كنف المولى عز وجل أولاً، ثم ترعرع في بيت زايد الإنسانية الذي نظر إلى البشر بأنهم كلهم من آدم، وآدم من تراب، إذن فكلهم شركاء في الحقوق لا ظلم ولا بخس في الكيل، وكلهم متساوون لا تعالي ولا عنصرية ولا تفرقة، وهو القائل: «الأرض أرض الله، والخلق خلق الله، والرزق رزق الله، واللي يجي حياه الله».

أجل محمد بن زايد هذا الشبل من ذاك الأسد، أو هذا الملهم من ذاك الحكيم، فهو رُبّاننا في السياسة والتدبير والتفكير، ولا أحد يفكر في الوطن والشعب بمثل ما هو يفكر، وقد قال سموه لشعبه في أحلك الظروف: «اطمئنوا ولا تشلّوا الهَم»، فكان عند وعده ولا يزال.

فخر بالقيادة

وبما أننا نعيش اليوم فرحة اليوم الوطني الـ 49 للبلاد، ونعيش يوم الشهيد، يطيب لنا أن نرفع إلى سموه أسمى آيات التهاني، ثم نفتخر بقيادته لقواتنا المسلحة التي أدت دوراً مشرفاً ضمن قوات التحالف، حتى قـلّدتنا وسام الفخر والتضحية والشهادة.

فلأبي خالد القائد كل الشكر لا على وجه الأرض فقط، بل حتى ونحن صاعدون إلى المريخ، فسموه حامل لواء العلم والتكنولوجيا، وهو المشجع الأول لشبابنا أن يتسلحوا بالعلم، ويحاربوا الجهل.

وقد أشاد الشاعر بحزم سموه وصرامته في مواجهة الإرهاب ومكافحة الفساد، ويقظته وحكمته في مواجهة الأمور المستعصية، وكيف أنه ينظر إلى البعيد، ثم يحسب لكل شر طارئ ما يناسبه قبل أن يقع، وقد أعطاه الله من الفراسة، ما يعينه على قراءة المستقبل.

لذلك فإن الشاعر الكبير يغتنم فرصة حلول اليوم الوطني للتعبير عن شعوره تجاهه، واعتزازه بإنجازات دولة الإمارات عبر 50 سنة مضت.

وها نحن اليوم نخطط لخمسين قادمات، وكلنا تفاؤل وأمل بأن يعز الله الإمارات ويملأ صباحها ومساءها بالهناء والسعادة والتعايش بسلام، في ظل رئيس الدولة وتعاضد الشيخين المحمدين، فليمتع الله قيادتنا الرشيدة بالصحة والعافية، نفديك بالأرواح يا وطن.

 

Email